في قلب ساحةٍ تهتز تحت وطأة الطاقات المتضاربة، خيم الصمت للحظةٍ قصيرة… ثم تحطم.
ألكس تقدم للأمام، عيونه تشتعل بالتصميم، قبضته تقبض على مقبض سيفه المُغطّى بهالة سوداء متلألئة:
ألكس (بصوت عميق):
أسلوب التقطيع... الاندماج الروحي!
انطلقت منه تموجات من الطاقة الحادة، غير مرئية للعين العادية، لكنها كانت تمزق الهواء نفسه، متجهة بسرعة خاطفة نحو تشاي.
لكن...
تشاي لم يرمش حتى.
رفع يده اليسرى فقط، وكأنّه يصد رياحًا لطيفة... وكل الموجات انكسرت، وكأنها اصطدمت بجدار أبدي.
تشاي (يبتسم ببرود):
هذا كل ما لديك؟
وفجأة!
شيماء اندفعت من اليمين مثل شعاع برق، تتبعها صرخة قتال غاندي الذي هجم من الأعلى، وسيبرو من الجهة المعاكسة، بينما تسللت آلما من الخلف كالظل، وألكس يواصل الضغط من الأمام.
خمس قوى خارقة تنقضّ عليه من كل الجهات، حركة دائرية محكمة أشبه بعاصفة سيوف ومخالب ووميض طاقة!
تشاي... مازال واقفًا في المنتصف.
يده اليسرى تتحرك بسرعة لا يمكن تتبعها، تصد، تكسر، تلوي، تشتعل، ثم تختفي كأنها تحرّكت في بُعد آخر.
كل ضربة من الخمسة تصطدم بشيء لا يُرى، ومع ذلك لا يمكنهم الاقتراب أكثر من متر واحد منه.
تشاي (وعيناه تتوهجان بلون أحمر داكن):
هل هذه سرعة الضوء؟ لا... إنها مجرد دفء مقارنة بما أستطيع فعله.
الأرض تحتهم بدأت تتشقق.
السماء فوقهم تمزقت من شدة الطاقة.
كل ضربة يصاحبها انفجار كرويّ، صاعق، يضيء ساحة القتال ثم يُعيدها للظلام من جديد.
كيم، بعيدًا عن الدائرة، كان يمد الخمسة بطاقة روحية زرقاء شفافة، تمر عبر أجسادهم مثل الأنهار، ترمم العظام وتغذي العضلات في اللحظة التي تسبق الانهيار.
تشاي (يلتفت بنظرة ثاقبة نحو كيم وسط المعركة المجنونة):
أها... الآن فهمت.
يرفع يده اليمنى لأول مرة، يوقف الهجوم بجسده، يخطو خطوة واحدة للأمام...
تشاي:
أنت أيها الأحمق، كنت تداويهم أثناء الهجوم... ولهذا لم تنكسر أجسادهم.
ضحك، ضحكة خفيفة... لكنها كانت أثقل من الرصاص:
تشاي:
لكن حسنًا... سأمنحكم فرصة أخرى، فقط لأرى إلى أي مدى يمكنكم الذهاب... قبل أن أُكسر أرواحكم هذه المرة، لا عظامكم.
وقف الخمسة يلهثون، أجسادهم تبخر العرق منها رغم برودة الجو، عيونهم تحدّق فيه، وكل خلية فيهم تقول إنهم... لم يبدؤوا القتال بعد
.
شيماء، عيناها تقدحان شررًا، وشعرها يتماوج مع الرياح الناتجة عن اشتعال طاقتها.
ترفع يديها نحو السماء، ثم تُنزلها بقوة على الأرض:
شيماء (بصوت مرتجف وقاتل):
زهرة الدم!
الأرض تهتز تحتهم.
تشققات دامية تظهر، ومنها تنبثق زهرة ضخمة، بتلاتها حمراء كلون الدم الطازج، تتفتح ببطء مريب حتى تبتلع تشاي بالكامل.
فجأة، يتغير الجو.
تتكون حول الزهرة عيون بشرية ضخمة، تطوف عليها، تتفتح وتُغلق في فوضى، ثم تصدر منها أصوات هامسة بلغة منسية:
الأعين (بصوت عميق ومتعدد الطبقات):
مـــوت الأرواح الفانية...
الأرض تسكن، والهواء يثقل، حتى تتوقف أصوات القتال تمامًا…
…لكن فجأة، يشق الصمت صوتٌ واحد: تمزّق.
من وسط الزهرة، تخرج يدٌ واحدة فقط، مغطاة بهالة سوداء مشتعلة، تُمزّق البتلات وكأنها ورق.
تشاي يظهر، نصفه مغطى بسائل الزهرة الأحمر، عيناه مشتعلتان:
تشاي (بصوت بارد):
كادت أن تدهشني… لكنها مجرد خدعة طفولية.
في اللحظة التي شق فيها الزهرة، انقضّ الخمسة عليه في توقيت مثالي:
ألكس كان أول من وصل، سيفه يهتز بطاقة غير مألوفة، يرفعه عالياً:
ألكس:
سيف تـــاباي: القـــاطع!
ضربة عمودية تشق الهواء، تتبعها صرخة آلما:
آلما:
رنـيـن الصــوت!
تُطلق موجات صوتية قاتلة تُفتت الصخور وتكسر الجاذبية.
سيبرو يرمي بخمس قنينات صغيرة، تنفجر في الهواء وتحوّل الجو إلى غيمةٍ من الروائح القاتلة:
مزيج من السُّم، التنويم، التفجير، الحرق، والتآكل.
يرفع يده ويقول بكلمات مكسورة بلغة قديمة:
سيبرو:
أوامر الطاعة: لا تهاجمي سوى العدو.
الروائح الحية تتجه نحو تشاي وتدور كأنها ذئاب جائعة.
غاندي يصرخ، وتبدأ ذراعاه بالتضخم، عضلة فوق عضلة، حتى تصبحا ضعف حجمه، مغطاة بحراشف سوداء:
غاندي (بصوت هادر):
قبضتا الإبادة!
لكنه لا يسبق أحدًا… لأن شيماء قد اختفت من موقعها.
ظهرت خلف تشاي... تمامًا كأنها ظلّه، تجهّز ضربة بكفّ يلمع بالطاقة:
شيماء:
ختم الانفجار الداخلي!
خمسة محاربين يضربون في اللحظة نفسها، من الأمام، الخلف، الأعلى، من الجو ومن الأرض، كأنّ الكون نفسه يعيد تشكيل قوانينه ليتسع لهذا الاصطدام.
ألوان تتقاتل.
موجات صوتية تتصادم مع انفجارات عطرية.
سيف يخترق الزمان.
يد تُحدث زلزالًا مع كل حركة.
كل شيء يغرق في العدم، وكأن العالم ينفجر ويُخلق من جديد.
لكن في منتصف هذا المشهد التدميري الساحق…
كان تشاي لا يزال واقفًا.
لم يستعمل سوى يديه العاريتين.
كل ضربة، كل طاقة، كل انفجار… تم صدّه، قطعه، تفاديه…
بـ ردة فعل أقرب للخيال.
---
تشاي (ينفض الغبار عن يده، وينظر لهم بلا رحمة):
أنتم... أفضل من السابق.
لكنكم لا تملكون شيئًا بعد.