شيماء تتراجع بخطوتين، يدها ترتجف، عيناها لا تُصدق ما ترى.

‎الغبار ينقشع ببطء، وفي المنتصف... يقف تشاي، كأن شيئًا لم يحدث، محاطًا بهالة سوداء تنبعث منها شرارات بنفسجية كأنها شقوق في الفراغ نفسه.

‎شيماء (تتنفس بصعوبة):

‎أنا... لا أصدق. سمعت عن قوته، عن أسطورته، عن أنه يُقارن بالآلهة…

‎لكن أن أهاجمه وأنا في مستوى S… وأعجز حتى عن ترك خدش؟

‎---

‎تشاي ينظر إليهم جميعًا، وكأنهم لم يعودوا يستحقون لحظة من وقته.

‎تشاي (ببرود قاتل):

‎مللت.

‎انتهى الأمر.

‎بسرعة تفوق الإدراك، تحوّل المشهد إلى مجزرة صامتة.

‎في أقل من ثانية:

‎مدّ يده اليمنى، أمسك آلما من فكّها السفلي، وأدخل أصابعه داخل فمها حتى بدت وكأنها تتشنج.

‎ثم... سُمع صوت تمزق يشبه سحق جمجمة تحت المطرقة.

‎تشاي انتزع نصف جمجمة آلما من رأسها وهو لا يزال يبتسم، وألقاها أرضًا مثل شيء لا قيمة له.

‎في نفس اللحظة، وبدون أن يدير جسده:

‎قطع ذراع غاندي من الكتف بضربة يد مستعرضة، وكأن الهواء ذاته أصبح سيفًا.

‎ثم دوّى صوت "شيننننن" معدني، تبعه سقوط رأس ألكس على الأرض، تدحرج وهو لا يزال مصدومًا.

‎---

‎شيماء تصرخ:

‎شيماء (تصرخ في داخله):

‎لا، لا يمكن أن ينتهي هكذا!

‎تندفع من الخلف بطاقة متفجرة، وتصرخ:

‎شيماء:

‎الزهرة القاتلة! الامتداد المتحرك!

‎تتفجّر من تحت قدميها زهرة جهنمية ضخمة، مكوّنة من بتلات حمراء داكنة تشبه شفرات من العظم والجلد، تمتد عبر الأرض بسرعة، تلتف وتهاجم تشاي مثل وحش حيّ.

‎الهالة حول شيماء تحولت إلى دوامة بنفسجية حمراء، تمزق الهواء من حولها، وتصدر طنينًا يجعل الصخور تتفتّت.

‎لكن...

‎تشاي وقف وسط هذه العاصفة المتحركة، وأدخل إصبعيه بكل برود في عيني شيماء، حتى سال منها الضوء نفسه.

‎تشاي (يهمس في أذنها):

‎لن أقتلك الآن... أريد أن أرى إن كانت تقنيتك لا تزال تعمل، وأنتِ... عمياء.

‎---

‎شيماء تهتزّ.

‎لكن شيئًا بداخلها يشتعل.

‎طاقتها تنفجر حول جسدها وتتحوّل إلى هالة تشبه فراشة الجحيم – نصفها نار زرقاء، نصفها حبر أسود، وتبدأ الزهرة القاتلة بالتحول إلى شكل هجين منها – تتنفس، تصرخ، وتضرب الأرض.

‎شيماء (بصوت مكسور لكن مرعب):

‎أنا… لم أنتهِ بعد!

‎وتبدأ بضرب تشاي بسرعة مجنونة.

‎كل لكمة منها تخلق حفرة بالأرض.

‎كل حركة تُصاحبها عواصف شعاعية ملوّنة.

‎---

‎تشاي (وأخيرًا يبتسم بجدية):

‎أصبحتِ ممتعة قليلاً...

‎ثم…

‎بوووووووووووووم!

‎ضربة واحدة فقط.

‎لكمة مباشرة في صدرها، لم تكن مرئية، لكن تأثيرها ظهر في شكل انفجار طاقة أسود-أحمر، جعل الأرض تتقوس من تحتهما، والجبل المجاور يُمزّق مثل الورق.

‎شيماء طارت في الهواء مثل دمية، قبل أن تسقط وسط حفرة انفجارية يبلغ قطرها عشرات الأمتار، وغبارها يبتلع السماء.

‎---

‎تشاي (يتنفس بهدوء):

‎حسنًا… بقي ثلاث حمقى يجب أن أنهيهم.

‎أكره أن أُقاتل وأنا مُحاط بأحمال زائدة.

‎تشاي يتحرّك ببطء نحو سيبرو، خطواته تُحدث تموّجات سوداء على الأرض، كأن المكان كله أصبح سائلًا مظلمًا.

‎لكن أمامه... ظهر غاندي، واقفًا، مكسوًّا بغبار المعركة، ودمه يقطر من ذراعه المقطوعة.

‎غاندي (بصوت عميق مُتحشرج):

‎سيبرو… كيم… أهربا الآن. هذا ليس خصمًا يمكننا الانتصار عليه…

‎لم يُكمل الجملة.

‎تشاي رفع كلتا يديه بخفة، ثم في لحظة واحدة…

‎"فشششششششت"

‎كل شبر من جسد غاندي تمزّق إلى أجزاء نانوية.

‎وكأن جسمه تحوّل إلى غبار أسود يتفتت أمام أعينهم.

‎الصوت لم يكن تمزيقًا… بل كان اختفاءً فيزيائيًا، كأن قوانين الجسد لم تعد تعمل.

‎-

‎كيم، بابتسامة باهتة، وقف بين تشاي وسيبرو.

‎كيم (يهمس):

‎سيبرو… اهرب.

‎تشاي يقف أمامه، بلا خوف، بلا صبر.

‎تشاي (بنبرة مملة):

‎أوه؟ الآن من التالي؟ ماذا ستفعل أيها الفتى؟

‎كيم (يغلق عينيه):

‎... المجال المظلم.

‎انفجار لحظي يبتلع تشاي وكيم معًا.

‎يتحول العالم إلى بُعد آخر: ظلام أزرق مشقوق بخطوط وردية وسوداء.

‎الأرض تحتهم عبارة عن زجاج أسود عاكس، والسماء فوقهم بلا نجوم.

‎كيم يمسك أربعة نرود سوداء طويلة، ويطعنها في الزوايا الأربعة للمجال.

‎كيم (بصوت مغمغم كأنه قادم من عالم آخر):

‎دومينو…

‎لحظة صمت…

‎ثم انفجار رباعي.

‎ظهر من كل ركن من الزوايا الأربعة… نسخة من تشاي.

‎لكن وجوههم مظلمة، وعيونهم تتوهج بلون أبيض نقي، لا يتكلمون… فقط ينظرون نحو الأصل.

‎---

‎تشاي يرفع حاجبه لأول مرة منذ بداية القتال.

‎تشاي (ببطء):

‎هذه... تقنية "إيفا".

‎من علّمك إياها؟

‎كيم (يصرخ):

‎اهجموا!

‎تندفع النسخ الأربعة بسرعة تتجاوز الصوت.

‎النسخة الأولى تضرب من فوق، ضوءها أحمر.

‎الثانية من الخلف، تتحرك كظل متشقق.

‎الثالثة تنقسم إلى خيوط طاقة تضرب تشاي من الداخل.

‎الرابعة… لا تُرى، لكن فجأة يُضرب تشاي في قلبه.

‎تشاي يتراجع لخطوتين.

‎---

‎تشاي (

‎كنتَ لتصبح شيئًا مذهلًا…

‎لو كانت إيفا مكاني… لربما كانت سترحمك.

‎لكنها ليست هنا.

‎عيناه تتوهجان بالبنفسجي القاتم.

‎تشاي (يكمل ببرود قاتل):

‎دعني أعلّمك شيئًا قبل أن تموت...

‎امتلاك تقنية أصلية أقوى من أي نسخة مسروقة أو مقلدة…

‎لأن النسخة… لا تحمل روح المبتكر.

‎وفي لحظة...

‎نسخ تشاي الأربعة تنفجر داخليًا، واحدة تلو الأخرى.

‎المجال ينهار، شقوق تظهر في السماء السوداء.

‎كيم (يصرخ):

‎انتظر! لحظة فقط!

‎لكن تشاي قد اختفى من أمامه.

‎ظهر خلفه.

‎تشاي (يهمس):

‎اللحظات لا تنتظر الضعفاء.

‎بعد دقيقة واحدة من اختفاء الضوء داخل "المجال المظلم"...

‎خرج تشاي، يمشي على أرض المعركة وكأنّه خرج من غبار نجمي.

‎هالته لا تزال مشتعلة، بنفسجية عميقة تتلوى كأفعى جحيم.

‎أما خلفه… فقد سقط كيم على الأرض، جسده متصدّع، عيناه باهتتان، لكنه حي.

‎في الجهة الأخرى، سيبرو لم يهرب.

‎كان واقفًا وسط الركام، قلبه يخفق، لكن نظرته ثابتة.

‎تشاي (بهدوء مرعب):

‎لم تهرب إذًا؟ … حسنًا.

‎كيم… تولّى الأمر.

‎سيبرو (يرتجف، يرتبك):

‎كيم؟! انهض! ماذا يقصد؟!

‎كأنّ شيئًا كُسر في الزمن.

‎كيم ينهض ببطء، رأسه مائل، خطواته متثاقلة، لكن ابتسامته…

‎ابتسامة خاوية.

‎نظر إلى شيماء، التي كانت بالكاد تقف على قدميها، وجهها مغطى بالدم والرماد.

‎كيم (بصوت خافت مخنوق بالندم):

‎...أنا آسف، سيبرو…

‎وأنتِ أيضًا، معلمتي… سامحيني.

‎---

‎بصوتٍ بارد، منخفض، نُطقٌ ثقيل كأنّه دعاء شيطاني:

‎كيم:

‎زهرة الدم…( تقنية مسروقة من شيماء)

‎تحت قدمي سيبرو، تتفتح زهرة عملاقة، لونها أحمر قاتم، كأنها تنمو من جثث الشياطين.

‎وفي اللحظة ذاتها، تنمو زهرة أخرى تحت شيماء.

‎الزهرتان تلتفّان وتصعدان بسرعة خاطفة، تبتلعهما تمامًا قبل أن يصرخا حتى.

‎ثم تبدأ عملية المضغ…

‎أصوات تمزق، طحن لحم، صراخ مكتوم، ثم سكون.

‎قِطع اللحم تتساقط من بتلات الزهرتين ببطء… كأنها أمطار لعينة.

‎---

‎تشاي (ينظر إلى كيم دون أن يبتسم):

‎كنت جيدًا…

‎أعتقد أنك ستكون كلبًا مطيعًا لإيفا.

‎كيم ينظر إلى السماء، دمعته تنزل دون أن يفهم لماذا.

‎تشاي يقف خلفه، ظله أطول من كل ما في المكان.

‎تحتهم… قطع أجساد أصدقائهم تتبخر مع الرياح.

2025/06/02 · 6 مشاهدة · 1131 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025