رئيس المنظمة الأمريكية (بنبرة هادئة، رصينة):

‎– مساء الخير، أكاي.

‎رأيت خطابك… استثنائي، رغم نبرته الحادة.

‎يجب أن أعترف، لقد اخترت كلماتك بعناية قاتلة.

‎> أكاي (بصوت رخيم لا يحمل توددًا):

‎– لم أوجه كلماتي نحوك، بل نحو الذين صنعوا المسرح… ثم جلسوا في الصف الأول، يتظاهرون بالبكاء.

‎(يتوقف لحظة، ثم يتكلم بهدوء لاذع)

‎– مع ذلك، عليّ أن أشكرك على خطبك الأخيرة…

‎لن أنسى لك هذا الأداء.

‎بل سأمنحك جائزة… أكبر جائزة تمثيل في تاريخ هذا "العالم السفلي".

‎> الرئيس الأمريكي (يضحك بخفة):

‎– جائزة؟

‎أنت وحدك الذي يعرف لماذا.

‎على أي حال، دعنا من الجوائز الآن…

‎أريد أن أسألك عن قضية "عصابة الثعالب".

‎هل تعاملتم مع تحركاتهم في الشرق؟ هناك تقارير أنها تنمو بصمت.

‎> أكاي (يتنفس ببطء):

‎– أرسلت فرقة "بيق وان".

‎نخبة من نخبة من بقوا.

‎وحتى الآن…

‎لا صوت، لا صدى.

‎يبدو أن الثعالب هذه المرة تحفر جحرها في عمق غير مألوف.

‎> الرئيس الأمريكي (بتوتر دبلوماسي):

‎– الثعالب لا تختبئ عبثًا،

‎لهذا السبب…

‎أوكلت الأمر أيضًا إلى اثنين آخرين.

‎"تشاي"، و… "بيوم أودجين".

‎أكاي… قبل أن نُنهي، أجبني بوضوح.

‎هل بدأت أوقا بتجميع فرقتها الكاملة؟

‎> أكاي (يتجهم صوته، كأن السؤال أربكه):

‎– أوقا…

‎لا أتحكم بها، ولا أُتابعها، ولا أتظاهر بأنني أفهم دوافعها.

‎> الرئيس الأمريكي (بقلق خفي):

‎– هذا بحد ذاته… مرعب.

‎إذا كانت أوقا تحشد، فنحن أمام أمر يتجاوز الخلاف بين منظمات.

‎إنها لا تتحرك إلا عندما ترى أن الأرض على وشك الانهيار.

‎وأنت تعرف… أنها لا ترحم حين تبدأ.

‎> أكاي (يخفض صوته، ويُظهر لأول مرة لمحة ريبة):

‎– أوقا ليست سلاحًا…

‎هي ذاكرة حية من الغضب، من الماضي، من كل ما لم نفلح في دفنه.

‎إن كانت تتحرك الآن… فربما هناك شيء لم نرصده.

‎أو ربما… هناك من حرّكها عمداً.

‎> الرئيس الأمريكي (بصوت جاف):

‎– أقولها لك بصراحة، إن أوقا خرجت عن الظلال…

‎فستضرب الجميع بلا تمييز.

‎هذا ما يجعلها العدو الوحيد… الذي لا نختلف عليه.

‎> أكاي (بصوت منخفض):

‎– العدو المشترك…

‎لكننا لا نملك الشجاعة لمواجهته، فقط ننتظر أين سيسقط.

‎انقطع الخط.

‎ظلَّ أكاي صامتًا للحظات، يُحدّق في الشاشة السوداء أمامه، لا يتنفس تقريبًا.

‎ثم...

‎ابتسم.

‎وضغط بأصابعه على الطاولة وكأنها رقعة من مربعات سوداء وبيضاء.

‎أكاي (بصوتٍ خافت، يتمتم لنفسه):

‎– فرقة أوقا هي عدوتك وحدك …

‎أما أنا… فأُحرّكهم جميعًا.

‎رفع يده، وكأنَّه يُحرّك قلعة نحو ملك، ثم قال بابتسامة خبيثة:

‎– كلُّ هذا… مجرد لعبة شطرنج.

‎بيادق، خيول، وملوك يحلمون بالقوة،

‎لكن النهاية؟

‎أنا مَن يُعلن "كش ملك".

‎ثم عاد يجلس في الظل، كأن لا شيء قد حدث،

‎في حين، في مكانٍ آخر… كانت قطعة جديدة تتحرك على اللوح، دون أن يدري أحد من أين جاءت.

2025/08/02 · 4 مشاهدة · 460 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025