في صباح يومٍ مشرق، كانت شمس الخريف تتسلل برفق عبر زجاج النوافذ، تضفي دفئًا ناعمًا على المقهى الهادئ. جلست آني بهدوء، تحدق عبر النافذة، تتأمل الناس والعربات في الشارع المزدحم، وكأنها تبحث عن شيء ما، أو ربما شخص ما. شابّة بشعر بني طويل ينسدل على كتفيها، وعينين تحملان لمعة خفية، مزيج من الفضول والحزن. في يدها كوب شاي، تشربه ببطء، وكأنها تغرق في طعمه وتنسى العالم من حولها.

(تتذكر :، ظهر أكاي، وقف بجانب طاولتها بابتسامة واثقة. كان يرتدي معطفًا أنيقًا ونظراته تفيض بشيءٍ من الغموض.

"أنتِ جميلة يا آني"، همس بصوت دافئ جعلها تشعر وكأنها الوحيدة في العالم. "أعدك، لن أترككِ أبدًا."

ابتسمت آني بخفة، وقالت له وهي تنظر إليه بعينيها الواسعتين، "أدركت الآن لماذا وقعت في حبك بهذه السرعة... لديك قلب نقي ووجه بريء."

ضحك أكاي بصوت خافت وقال مازحًا، "بريء؟! وهل فقدتِ الذاكرة؟"

نظرت إليه آني بنظرة خاطفة، ثم أردفت بجدية، "أعلم أنك مدير منظمة وحدات التدخل، وزعيم فرقة Big One العالمية."

تأملها أكاي لحظة، ثم أشاح بوجهه وقال: "هذا يكفي، دعينا لا نتحدث عن ذلك الآن. ما رأيكِ أن نستمتع بهذا الصباح هنا، بعيدًا عن أي تعقيدات؟")

مرّت لحظات من الصمت، فيما كانت آني تنظر من جديد إلى الشارع. شعرت بأن هناك شيئًا ما يعكر صفاء يومها، لكنه كان صعب الوصف. كانت تستغرق في التفكير بتمعن، وعلامات من البرود ترتسم على وجهها.

قطع الصمت صوت النادل، قائلاً بابتسامة رسمية، "مرحبًا سيدتي، ماذا تطلبين؟"

أجابت آني بهدوء، "شاي، من فضلك."

فجأة، لفت انتباهها شخص يدخل من باب المقهى - إنه تشاي، شاب طويل ونحيل، بعيون يقظة وبريق متطلع، وكأنه كان يراقبها منذ فترة. ابتسم، وسار نحوها بسرعة، وكأن الزمن يتوقف للحظة، وكأن العالم من حوله يتلاشى.

"أهلًا!" قال تشاي بابتسامة مشرقة.

نظرت إليه آني بدهشة وشيء من التوتر، "أنت…؟! ماذا تفعل هنا؟"

رد عليها برزانة، "هل تذكرتِني، آنسة؟ رأيتكِ صدفة، وأتيت لأطمئن عليكِ."

ابتسمت آني بتردد، وقالت بلباقة، "شكرًا لك. هل ترغب في الجلوس؟ تفضّل."

جلس تشاي مقابلها، وكانت ملامحه تنبض بالحيوية، بينما نظر إليها بعينين ملؤهما الفضول والدفء.

"أريد أن أعتذر عن تصرفي معكِ في ذلك اليوم… أنا آسف." قالها بصوت خافت مليء بالندم.

ابتسمت آني لتخفيف الحرج، وقالت بنبرة خفيفة، "لا بأس، لا داعي للاعتذار. هل تشرب شيئًا؟"

هزّ تشاي رأسه بلطف قائلاً، "لا، شكرًا. لكن بالمناسبة، هل تعملين أم تدرسين الآن؟"

تغيرت تعابير آني، وأجابت بتردد، "كنت أعمل في شباك التذاكر في محطة القطارات، لكن… طُردت. لا أريد أن أخوض في التفاصيل، إنه شيء محرج بعض الشيء." ضحكت بخجل.

ضحك تشاي برفق وقال، "أنا مثلكِ تمامًا. لا عمل لديّ، فقط أتسكع في الشوارع وأستمتع بالحياة كما هي."

سألته آني بفضول، "هل تسكن قريبًا من هنا؟"

أجابها، "لا، أنا أقيم في نزل المنارة، بعيدًا بعض الشيء. كنت أمارس الرياضة، لكن القدر قادني للقاءك مرةً أخرى، وللمرة الثالثة."

أضاءت عينا آني بحماس وقالت، "أتمارس الرياضة؟! إنها هوايتي المفضلة! ما رأيك أن نتحدى بعضنا في سباق؟"

ابتسم تشاي بتحدٍ وقال، "حسنًا! إن فزتِ، العشاء عليّ، وإن فزتُ أنا، سيكون العشاء عليكِ."

ضحكت آني، وملامحها أخذت طابعًا طفوليًا مرحًا، وقالت، "سأحطم قدميك اليوم!"

غادرا المقهى وهما يضحكان، وبدأا بالركض في الشارع كالأطفال، يركضان بفرح ويطلقان الضحكات

2024/11/07 · 22 مشاهدة · 498 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025