في مطار ..
السحب تزحف على السماء بثقلٍ مريب، كأنها تُمهّد لحدثٍ لا يشبه الأيام العادية.
في ركنٍ خاص من المطار، خُصّص فقط لكبار الشخصيات، وقفت أوقا بثبات يشبه الجبال.
كانت ترتدي معطفًا أسود يُخفي قوامها الرشيق، وعينيها تضيقان خلف نظارات قاتمة عكست الضوء دون أن تفضح شيئًا مما يدور خلفها.
بجانبها، وقفت أمادا، بشعرها الرمادي الطويل المضفور بإتقان، وثوبها الداكن الذي يشبه زي راهبة حربية.
رغم هدوئها الظاهري، كانت أناملها ترتجف قليلًا… ليس خوفًا، بل توقًا.
— "لقد تأخر"، قالت أوقا بهدوء، دون أن تلتفت.
ردّت أمادا بصوتٍ خافت:
— "هو لا يتأخر... هو ينتظر اللحظة المناسبة فقط."
ثم انفتح الباب الأوتوماتيكي، كأن المطار بأكمله حبس أنفاسه للحظة.
دخل كايزو.
كان يمشي بخطواتٍ لا صوت لها، كما لو أنّ الأرض تُفسح له الطريق.
طويل، نحيل، في عينيه رماد المدن القديمة، وفي ملامحه شيء من البرود الذي يحرق أكثر من النار.
وقف أمامهما دون كلمة.
تقدّمت أوقا خطوة، وقالت:
— "اهلا كيف حالك ."
أجاب كايزو بعد لحظة صمت:
— "مرحبا أوقا ."
ابتسمت أمادا ابتسامة صغيرة، وقالت:
— " لم نأتِ لنرحّب بك... بل لنرى ما إذا كنت لا تزال كايزو الذي نعرفه."
نظر إليهما، ثم قال بصوتٍ منخفض كالسيف إذا أُخرج من غمده:
— "ستعرفان… حين تسقط أول جثة."
ثم دار بهدوء نحو السيارة السوداء، تاركًا خلفه أثرًا من الصمت.
------------
معلومة على كايزو
إلى القارئ…
قبل أن تقلب الصفحة التالية، عليك أن تعرف شيئًا مهمًا جدًا.
هنالك شخص، إن دخل الساحة، تغيّر كل ما تعرِفه عن القتال، عن النجاة، عن الهزيمة.
اسمه: كايزو
العضو الثالث في فرقة "أوقا".
ليس الأقوى، لا يتحرك بسرعة خارقة، ولا يملك عضلات تنفجر تحت جلده.
لكنه، ببساطة، هو السبب الوحيد الذي يجعل باقي أعضاء الفرقة يعودون أحياء.
لماذا؟ لأن كايزو يملك مهارة... لا يُفترض أن يملكها أحد.
مهارته تُدعى: الختم.
نعم، تمامًا كما يبدو اسمها...
هو لا يهاجمك، لا يحرقك، لا يكسر عظامك.
هو فقط "يختمك".
❖ هل رفعت سيفك لتهاجمه؟
في اللحظة التي تندفع فيها، قد تختفي يدك… أو يتوقف جسدك عن الحركة.
لأن كايزو ربما ختم هجومك نفسه.
❖ هل أصبتَه؟ هل جرحتَه؟
لو سال دمه، يمكنه أن يختم الجرح… فلا ينزف.
ولو قطعت رأسه، نعم، إن تمكّنت من ذلك — وهو أمر نادر —
فإن كايزو، خلال الثواني القليلة قبل أن يموت تمامًا… قد يختم رأسه.
وإن فعلها، فإن جسده سيعيد الاتصال بالرأس… وكأن شيئًا لم يحدث.
هذه ليست مبالغة.
هو نفسه نجا من الموت سبع مرات بفضل هذه المهارة.
كل مرة كانت فيها نهايته حتمية… فعل شيئًا بسيطًا: ختم موته.
الختم لا يعيد الزمن، ولا يشفي، ولا يحبس الروح…
الختم فقط يُوقف ما هو قادم.
يجمّده، يحاصره، ويمنعه من أن يحدث.
هو لا يقاتل كما يقاتل الآخرون.
هو يراقب… ينتظر اللحظة التي ترتكب فيها أنتَ أول غلطة.
وفي لحظة، يرفع إصبعه، أو يُغمض عينه، أو يهمس بكلمة…
وينتهي كل شيء.
كايزو ليس شخصية بطولية، ولا زعيمًا.
هو أداة… نادرة… خطيرة… ومجهولة النوايا.
حتى زملاؤه لا يعرفون إلى أي مدى تصل قدرته، أو كم من المرات استخدمها خارج المهمات.
قبل 25 عامًا، وحده — نعم، وحده — استطاع القبض على معظم أفراد "أودجين"، العائلة التي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها.
لم يستخدم جيشًا، ولا كمائن، ولا فِخاخًا.
بل دخل، ختم، وغادر.
في فرقة "أوقا"، هناك أسماء تخشاها… وهناك أسماء ترفض أن تذكرها.
واحد من هذه الأسماء هو:
أمادا.
العضو رقم (2) في الفرقة.
أجل… رقم (2).
لكن لا تدع ذلك يخدعك، فالترتيب هنا ليس مرآةً للقوة.
هناك من يؤمن أن أمادا هي الأقوى بينهم جميعًا.
قوتها الجسدية ليست بشرية.
هي آلة دمار تمشي على قدمين،
امرأة خلقت لتكسر، لتسحق، ولتنهي.
❖ هل تعلم أن أمادا هزمت وحدها أقوى القتلة المأجورين في العالم؟
ليس واحدًا… بل مجموعة كاملة.
كل مَن فشل الآخرون في لمسه، أسقطته هي كما تسقط الذباب عن كتفها.
❖ لا تحمل سلاحًا، لأن جسدها نفسه يكفي:
القبضة، الركلة، النظر، السرعة، الكثافة…
كلها اجتمعت في جسد واحد، واسم واحد: أمادا.
وإن أردت الحقيقة كاملة…
فأمادا لم تصعد بهذه السمعة من فراغ.
قبل 25 عامًا، في واحدة من أكثر اللحظات سوادًا في التاريخ،
حين تم القضاء على عائلة "أودجين" القديمة،
كانت هي من أمسكت بـ أنزوي.
نعم… تلك الفتاة الصغيرة، الطريدة الأخيرة في عائلة مشؤومة.
في لحظة حاسمة، وسط اللهب والدم والركام،
كانت يد أمادا هي التي أمسكت بها من رقبتها…
وأسقطتها على الأرض، ببرود تام.
ذلك المشهد لم يُنسَ.
وأنزوي… لم تنسه.
❖ منذ ذلك اليوم، عُرفت أمادا بأنها ليست فقط سلاحًا في يد "أوقا"،
بل أيضًا رمز النهاية… آخر من ترى حين يسقط كل شيء.
الناس تسألك:
— من الأقوى؟ أوقا أم أمادا؟
لكن إن فكّرت جيدًا…
فأنت لن تهتم بالسؤال،
إن وجدت نفسك يومًا أمام قبضتها.
في هذا العالم، هناك قتلة.
وهناك فرق.
وهناك منظمات…
ثم، هناك أوقا.
اسمها لا يُنطق بين القتلة إلا همسًا.
إن قيل، انكمش المكان، وارتجف الهواء.
هي القائدة…
العضو رقم (1) في أقوى فرقة قتالية في تاريخ الجريمة المنظمة.
❖ امرأة… لكن لا تقارنها بالنساء، ولا بالرجال.
❖ شخص… لكن لا تضعها في قائمة الأشخاص.
❖ قوة… لكنها لا تُقاس، ولا تُفهَم، ولا تُشرح.
هي لا تصرخ.
هي لا تُظهر قوتها كثيرًا.
لأن مجرد وجودها كافٍ لإقناع أعدائها أنهم سيموتون قبل أن يفكروا في القتال.
يقال عنها:
— "كل مَن حاول أن يسبقها، اختفى."
— "كل من عارضها، لم يُعرف له قبر."
— "وكل من سمعها… أطاع."
على مر السنين، تغيّر الكثير في المنظمة.
تبدلت القيادات، تفككت الفرق، ظهرت قوى جديدة…
لكن أوقا بقيت ثابتة، كأنها قانونٌ أزلي.
❖ هي من وضعت فرقة "أوقا" على رأس العالم.
❖ هي من قادت عشرات المهمات المستحيلة، ونجَت في كل مرة دون أن تُجرح.
❖ وهي أيضًا، قبل 25 عامًا…
هي من أمسكت بـ بان أودجين.