91 - المجلد 1 // فلر على فرقة أوقا

في مطار ..

‎السحب تزحف على السماء بثقلٍ مريب، كأنها تُمهّد لحدثٍ لا يشبه الأيام العادية.

‎في ركنٍ خاص من المطار، خُصّص فقط لكبار الشخصيات، وقفت أوقا بثبات يشبه الجبال.

‎كانت ترتدي معطفًا أسود يُخفي قوامها الرشيق، وعينيها تضيقان خلف نظارات قاتمة عكست الضوء دون أن تفضح شيئًا مما يدور خلفها.

‎بجانبها، وقفت أمادا، بشعرها الرمادي الطويل المضفور بإتقان، وثوبها الداكن الذي يشبه زي راهبة حربية.

‎رغم هدوئها الظاهري، كانت أناملها ترتجف قليلًا… ليس خوفًا، بل توقًا.

‎— "لقد تأخر"، قالت أوقا بهدوء، دون أن تلتفت.

‎ردّت أمادا بصوتٍ خافت:

‎— "هو لا يتأخر... هو ينتظر اللحظة المناسبة فقط."

‎ثم انفتح الباب الأوتوماتيكي، كأن المطار بأكمله حبس أنفاسه للحظة.

‎دخل كايزو.

‎كان يمشي بخطواتٍ لا صوت لها، كما لو أنّ الأرض تُفسح له الطريق.

‎طويل، نحيل، في عينيه رماد المدن القديمة، وفي ملامحه شيء من البرود الذي يحرق أكثر من النار.

‎وقف أمامهما دون كلمة.

‎تقدّمت أوقا خطوة، وقالت:

‎— "اهلا كيف حالك ."

‎أجاب كايزو بعد لحظة صمت:

‎— "مرحبا أوقا ."

‎ابتسمت أمادا ابتسامة صغيرة، وقالت:

‎— " لم نأتِ لنرحّب بك... بل لنرى ما إذا كنت لا تزال كايزو الذي نعرفه."

‎نظر إليهما، ثم قال بصوتٍ منخفض كالسيف إذا أُخرج من غمده:

‎— "ستعرفان… حين تسقط أول جثة."

‎ثم دار بهدوء نحو السيارة السوداء، تاركًا خلفه أثرًا من الصمت.

‎------------

‎معلومة على كايزو

‎إلى القارئ…

‎قبل أن تقلب الصفحة التالية، عليك أن تعرف شيئًا مهمًا جدًا.

‎هنالك شخص، إن دخل الساحة، تغيّر كل ما تعرِفه عن القتال، عن النجاة، عن الهزيمة.

‎اسمه: كايزو

‎العضو الثالث في فرقة "أوقا".

‎ليس الأقوى، لا يتحرك بسرعة خارقة، ولا يملك عضلات تنفجر تحت جلده.

‎لكنه، ببساطة، هو السبب الوحيد الذي يجعل باقي أعضاء الفرقة يعودون أحياء.

‎لماذا؟ لأن كايزو يملك مهارة... لا يُفترض أن يملكها أحد.

‎مهارته تُدعى: الختم.

‎نعم، تمامًا كما يبدو اسمها...

‎هو لا يهاجمك، لا يحرقك، لا يكسر عظامك.

‎هو فقط "يختمك".

‎❖ هل رفعت سيفك لتهاجمه؟

‎في اللحظة التي تندفع فيها، قد تختفي يدك… أو يتوقف جسدك عن الحركة.

‎لأن كايزو ربما ختم هجومك نفسه.

‎❖ هل أصبتَه؟ هل جرحتَه؟

‎لو سال دمه، يمكنه أن يختم الجرح… فلا ينزف.

‎ولو قطعت رأسه، نعم، إن تمكّنت من ذلك — وهو أمر نادر —

‎فإن كايزو، خلال الثواني القليلة قبل أن يموت تمامًا… قد يختم رأسه.

‎وإن فعلها، فإن جسده سيعيد الاتصال بالرأس… وكأن شيئًا لم يحدث.

‎هذه ليست مبالغة.

‎هو نفسه نجا من الموت سبع مرات بفضل هذه المهارة.

‎كل مرة كانت فيها نهايته حتمية… فعل شيئًا بسيطًا: ختم موته.

‎الختم لا يعيد الزمن، ولا يشفي، ولا يحبس الروح…

‎الختم فقط يُوقف ما هو قادم.

‎يجمّده، يحاصره، ويمنعه من أن يحدث.

‎هو لا يقاتل كما يقاتل الآخرون.

‎هو يراقب… ينتظر اللحظة التي ترتكب فيها أنتَ أول غلطة.

‎وفي لحظة، يرفع إصبعه، أو يُغمض عينه، أو يهمس بكلمة…

‎وينتهي كل شيء.

‎كايزو ليس شخصية بطولية، ولا زعيمًا.

‎هو أداة… نادرة… خطيرة… ومجهولة النوايا.

‎حتى زملاؤه لا يعرفون إلى أي مدى تصل قدرته، أو كم من المرات استخدمها خارج المهمات.

‎قبل 25 عامًا، وحده — نعم، وحده — استطاع القبض على معظم أفراد "أودجين"، العائلة التي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها.

‎لم يستخدم جيشًا، ولا كمائن، ولا فِخاخًا.

‎بل دخل، ختم، وغادر.

‎في فرقة "أوقا"، هناك أسماء تخشاها… وهناك أسماء ترفض أن تذكرها.

‎واحد من هذه الأسماء هو:

‎أمادا.

‎العضو رقم (2) في الفرقة.

‎أجل… رقم (2).

‎لكن لا تدع ذلك يخدعك، فالترتيب هنا ليس مرآةً للقوة.

‎هناك من يؤمن أن أمادا هي الأقوى بينهم جميعًا.

‎قوتها الجسدية ليست بشرية.

‎هي آلة دمار تمشي على قدمين،

‎امرأة خلقت لتكسر، لتسحق، ولتنهي.

‎❖ هل تعلم أن أمادا هزمت وحدها أقوى القتلة المأجورين في العالم؟

‎ليس واحدًا… بل مجموعة كاملة.

‎كل مَن فشل الآخرون في لمسه، أسقطته هي كما تسقط الذباب عن كتفها.

‎❖ لا تحمل سلاحًا، لأن جسدها نفسه يكفي:

‎القبضة، الركلة، النظر، السرعة، الكثافة…

‎كلها اجتمعت في جسد واحد، واسم واحد: أمادا.

‎وإن أردت الحقيقة كاملة…

‎فأمادا لم تصعد بهذه السمعة من فراغ.

‎قبل 25 عامًا، في واحدة من أكثر اللحظات سوادًا في التاريخ،

‎حين تم القضاء على عائلة "أودجين" القديمة،

‎كانت هي من أمسكت بـ أنزوي.

‎نعم… تلك الفتاة الصغيرة، الطريدة الأخيرة في عائلة مشؤومة.

‎في لحظة حاسمة، وسط اللهب والدم والركام،

‎كانت يد أمادا هي التي أمسكت بها من رقبتها…

‎وأسقطتها على الأرض، ببرود تام.

‎ذلك المشهد لم يُنسَ.

‎وأنزوي… لم تنسه.

‎❖ منذ ذلك اليوم، عُرفت أمادا بأنها ليست فقط سلاحًا في يد "أوقا"،

‎بل أيضًا رمز النهاية… آخر من ترى حين يسقط كل شيء.

‎الناس تسألك:

‎— من الأقوى؟ أوقا أم أمادا؟

‎لكن إن فكّرت جيدًا…

‎فأنت لن تهتم بالسؤال،

‎إن وجدت نفسك يومًا أمام قبضتها.

‎في هذا العالم، هناك قتلة.

‎وهناك فرق.

‎وهناك منظمات…

‎ثم، هناك أوقا.

‎اسمها لا يُنطق بين القتلة إلا همسًا.

‎إن قيل، انكمش المكان، وارتجف الهواء.

‎هي القائدة…

‎العضو رقم (1) في أقوى فرقة قتالية في تاريخ الجريمة المنظمة.

‎❖ امرأة… لكن لا تقارنها بالنساء، ولا بالرجال.

‎❖ شخص… لكن لا تضعها في قائمة الأشخاص.

‎❖ قوة… لكنها لا تُقاس، ولا تُفهَم، ولا تُشرح.

‎هي لا تصرخ.

‎هي لا تُظهر قوتها كثيرًا.

‎لأن مجرد وجودها كافٍ لإقناع أعدائها أنهم سيموتون قبل أن يفكروا في القتال.

‎يقال عنها:

‎— "كل مَن حاول أن يسبقها، اختفى."

‎— "كل من عارضها، لم يُعرف له قبر."

‎— "وكل من سمعها… أطاع."

‎على مر السنين، تغيّر الكثير في المنظمة.

‎تبدلت القيادات، تفككت الفرق، ظهرت قوى جديدة…

‎لكن أوقا بقيت ثابتة، كأنها قانونٌ أزلي.

‎❖ هي من وضعت فرقة "أوقا" على رأس العالم.

‎❖ هي من قادت عشرات المهمات المستحيلة، ونجَت في كل مرة دون أن تُجرح.

‎❖ وهي أيضًا، قبل 25 عامًا…

‎هي من أمسكت بـ بان أودجين.

2025/08/02 · 8 مشاهدة · 953 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025