بعد عدة أيام من التخطيط و بداية التنفيذ و كذا الضجة التي أحدثها تعاون شركتنا مع الشركة الناشئة نقصت كمية العمل تدريجيا لذا كنت أعلم ليم سينسي نيم بمخططاتي .
بما أن الشركة تحتاج تدفقا جديدا من المال جاءتني فكرة، أبي قبل مماته كان عازما على أن يرسم فرقة فتيات جديدة و هذا ما سأكمله لكن بإضافات من عندي....في حياتي السابقة أكثر فرق فتيات ناجحة كانت ثلاثة :
توايس من جاي واي بي و ريد فيلفيت من شركتنا و بلاك بينك من شركة وايجي في هذا العام سنرسم نحن ريد فيلفيت و في العام القادم سترسم الواي جي بلاك بينك . ما أريد فعله هو دمج ريد فيلفيت و بلاك بينك لذا اقترحت على ليم سينسي نيم الأمر و طلبت منه ارسال أشخاص لإقناع فتيات بلاك بينك الأربع بإيقاف تدريباتهم مع واي جي و الانظمام لنا نحن .
بعد حديث دام لمدة انتقلنا إلى واحد من استوديوهات الشركة و قد استدعينا معنا بعض الملحنين و المركبين و كذا مدربي الرقص .بقيت معهم لساعات استطعت تركيب النسخة الأولية للديمو لأغنية الترسيم التي كانت ستكون لبلاك بينك سابقا لأن بدايات ريد فيلفيت كانت سخيفة نوعا ما كما أريتهم أساسيات الرقصة و تركتهم ليعدلوا فيها كما يريدون .
بعد أن كدت أموت من التعب تم طردي من طرف ليم سينسي نيم مخبرا إياي أن أرتاح قليلا فتوجهت نحو الخارج لست أعلم أين سأذهب للمنزل أو أين . بينما كنت في الرواق سمعت صوت تحطيم تلاه أنين مكتوم في أحد غرف التدريب استرقت نظرة لأجده....جونغهيون أوبا !
لم أعلم ماذا سأفعل لذا فكرت قليلا...ثم بدأت في الصراخ بصوت عالي : " جونغهيون أوبا! أين أنت ؟ هل أنت هنا " . لا أعلم لماذا صرخت هكذا بالضبط .... مضت لحظات ثم خرج من الغرفة و هو يبتسم ابتسامة مشرقة ثم قال لي :
" ليا إنها أنت! ...لماذا تصرخين هكذا في الرواق ؟ "
" اه ...هذا لأنني لم أجدك و الأعضاء الأخرون قالوا أنك لم تكن معهم... هذا لا يهم الآن ما الذي كنت تفعله لوحدك في هذه الغرفة؟ "
" لقد كنت أتدرب بمفردي فقط" قالها و قد قطع تواصل أعيننا مما جعلني أعرف أنه لم يكن صادقا .
" إذن جونغهيون أوبا لا أعذار و لترافقني لأتجول "
" بما أنها أنت ليا فأظن أنه لا يوجد لدي خيار "رد علي بتعابير مستسلمة مما جعلني أضحك قليلا .
--------- The author's POV :
خرج الاثنان من الشركة ليا تقود الطريق بينما يتحدثان
" .... إذن حتى أنت قد لاحظت ذلك أيضا ,تايون أوني و بيكهيون أوبا ههه" قالت ليا.
"بالطيع ذلك البيكهيون ليس جيدا في أخفاء تعابيره إنه أحمق" رد جونغهيون بابتسامة.
لم تجد ليا موضوعا للحديث عنه لذا ضحت ببيكهيون كانت تفكر في داخلها بأشياء مثل *آسف, بيكهيون أوبا*
في مكان آخر كان بيكهيون عضة إكسو يعطس باستمرار * أظن ان هناك من يتحدث عني * فكر في داخله.
" لا ألومه مع ذلك , هناك أشخاص تنجذب لهم منذ النظرة الأولى ,من لا تستطيع تفسير سبب انجذابك لهم " قالت ليا بينما تفكر.
"هممم هل هذا صحيح حقا ... حسنا أظن أنني لست منهم على أي حال لذا لا أفهمهم تحديدا" رد جونغهيون.
"واو هذا صادم حقا. هذا أزعجني جونغهيون أوبا." ردت ليا بينما عبست قليلا.
" ما بك ليا ؟ ما الذي حدث ؟" قال جونغهيون بقلق.
" أنت تعلم جونغهيون أوبا انا أحسدك قليلا... معظم من في الشركة يحبك ,أنت من النوع سهل التعامل هذا شيء جيد بحق . ليس أعضاء شايني فقط من يعزونك بل حتى الأيدولز الأكبر سنا و المتدربين لذا انا أكره عندما تقلل من قيمة نفسك ." ليا.
"ااه لقد كان هذا فقط إذا , لقد أقلقتني. لا ليا أنا لا أستصغر نفسي أو أي شيء من هذا القبيل إنه فقط....
الإنسان يقبل الحب الذي يظن أنه يستحقه هذا ما أقصده " رد جونغهيون بينما ما زال محافظا على وجهه المبتسم.
توقفت ليا عن المشي للحظات ثم أكملت و تكلمت :" جونغهيون أوبا ...قرأت مرة جملة مكتوبة على حائط لقد كانت
- أفكارك لن تفعل شيئا عدا إيذائك أن تركتها-
.... من فضلكك لا تتكلم عن نفسك بهذه الطريقة أنا كشخص آخر لدي وجهة نظر مختلفة عنك تماما , أنا أريد أن أوفر لك مقدارا كبيرا من السعادة لأنني أظن أنك تستحقها."
" و ما الذي يجعلك تعتقدين هذا ليا ؟" رد جونغهيون بينما بدأت ملامح القلق على وجهه.
" إنها طبيعتك ... لا أستطيع شرح هذا جيدا لكن مما رأيته الأسابيع الماضية أظن انك شخص جيد :
أنت تهتم بأعضاء فرقتك أكثر مما تهتم بنفسك حتى عندما مرض أونيو أوبا لقد غطيت عنه كي لا يشعر بالذنب.
انت من القليلين الذين يتفقدون المتدربين الجدد بصفة شبه دائمة بالرغم من جدولك الممتلئ......
أيضا انت دائم الابتسام و قليل الشكوى و تدعم الجميع بكل ما تملك أليس هذا كافيا لبناء انطباع جيد عنك لدي ؟" قالت ليا و هي تنظر في عينيه.
"ليا سأخبرك بهذا لكي تعلمي أنا لا أريدك أن تخدعي......
أنا, انا لست الشخص الجيد الذي تعتقدينه و يعتقده كثير من الناس .
أنا أعظم منافق عرفته في حياتي , أنا دائما ما أستمر بإخبار الناس أن يستمروا بالمحاولة , أن هناك ضوء في الأخير ,أستمر بإخبارهم أن الأمر سيكون بخير طالما يحافظون على الأمل و يستمروا بالمحاولة..... ثم تجدينني انا ...ههه لا أستطيع فعل شيء مما قلته سابقا هذا سخيف أليس كذلك ؟ أنا دائما ما أكذب...... أنا مزيف ليا لا تصدقيني." قال جونغهيون هذا بينما شعر في غصة في قلبه و هو يحاول أن يتحكم في نفسه.
" هل ما قلته صحيح ؟" قالت ليا بهدوء.
" نعم إنه صحيح تماما .... انت تشعرين بالخداع أليس كذلك, حسنا أظن أنني لو كنت مكانك لتهدم ذلك الانطباع الجيد ." قال جونغهيون بينما كان يأمل لشيء آخر.
"إذن هل هذا هو السبب أنك تمثل ..... لا اعني ما أسميته انت بالنفاق سابقا أنا أقصد تمثيلك أنك بخير دائما؟" قالت ليا له بينما شعرت ببعض الغضب داخلها...أنه يذكرها بنفسها الساذجة القديمة التي اعتادت على أن تهتم بما يظنه الناس و تقدمه على رغبتها هي.
" حسنا أنا بخير حقا " قال جونغهيون بتردد.
"أوبا... ربما خدعت الكثيرين لكن لا يمكنك أن تخدعني الآن كما لا يمكنك ان تخدع نفسك لاتنكر هذه الحقيقة.
ساخبرك ببضع أشياء يجب عليك ان تعرفها ." قالت ليا بينما توقفا عن المشي و أمسكت يد جونغهيون و اتجها لاحد المقاعد في المتنزه , جلسا ثم اكملت:
" أظن انك من النوع الذي يفكر كثيرا جونغهيون أوبا لكن كما قلت سابقا طريقة تفكيرك و موضوعها سينهيانك. انت تظن انك منافق لكنني لا أظن ذلك:
اهتمامك و حنيتك لا تستطيع تزييفهما على الاقل ليس لمدة كافي لجعل العديد من الأشخاص يقدرونك على هذا لذا أظن انه بإمكانك البدء بتصديق هذا قليلا.
أيضا... أظن أنك لن تستطيع الاستمرار هكذا لوقت طويل جدا "
"عن ماذا تتحدثين؟" رد جونغهيون بينما لم ينظر في ليا .
" جونغهيون أوبا لقد رأيتك سابقا لقد كنت تبكي.... لكن أنت شجاع و مرح حقا ,أنت تعاني لكنك تخبئ معاناتك في مكان عميق جدا حتى ينسى الناس و يستبعد احتمالية أنك تعاني.
لماذا تفعل هذا ؟" قالت ليا ة هي تنتظر إجابته .
بعد صمت دلم لمدة معتبرة تكلم جونغهيون أخيرا :"هذا.... أنت تعلمين عندما يسألك شخص ما كيف حالك هو عادة ينتظر الإجابة المعتادة و هي *بخير* لكن عندما تخالف هذه الإجابة و تقول أنك لست بخير ستجدهم غير دارين بما يجدر بهم أن يفعلوه لكي يجعلوك تشعر أفضل. و أنت تشاهد هذا بالطبع ستشعر أنك أثقلت عليهم لذا تبدأ أنت بالتخفيف عليهم رغم ان الشخص الذي احتاج المساعدة هو أنت ....
لكن الشيء الأهم من كل هذا هو أن آخر شيء أريده هو الشفقة."
" جونغهيون اوبا لا تفكر هكذا أرجوك ... هل تعلم ؟ نحن دائما ما نرغب بشيء ما بشدة حتى ننتهي بإفساده قبل ان يبدأ :
عن طريق التخيل,التفكير بشدة,القلق , الشك نحن يجب علينا ترك الأمور لتأخذ مجراها طبيعيا.
لكن هل تظن ان هذا يمكن ان يحدث بسهولة في حالتك هذه . الأمر سيتطلب منك الخروج عن نمط حياتك الذي اعتدت عليه سابقا . " قالت ليا لجونغهيون و انتظرت أن يقول شيئا لكنه اكتفى بالصمت لذا أكملت :
" الحياة... أنت تعلم ليس من الواجب ان تكون سيئة طوال الوقت. ليس شيئا محتما علينا أن نقلق طوال الوقت على كل شيء , نحن يمكننا فقط ان ننهض نبدأ يومنا و نحن نعلم أنه سيحتوي على لحظات سيئة و أخرى جيدة يجدر علينا تقبلها جميعا و أن نتعامل معها جميعا على أنها مكملات لبعضها.
إنه شيء طبيعي أنك ستجرح لكن انت ستشفى أيضا . قد يستغرق هذا وقتا طويلا لكن سأدعمك حتى تفعلها لذا لا تقلق أوبا. ألا يمكن أن يوجد على الأقل شخص واحد تخبره ما تشعر به حقا دون تمثيل0" أكملت ليا جملتها بابتسامة مما جعل جونغهيون يتخلى عن ملامحه المتصلبة قبلا .
بعد مدة قصيرة وقف جونغهيون و بدأ ينظف ملابسه في حالة اتسخت بالغبار , تبعته ليا و كانت ستبدأ المشي مرة أخرى حتى أوقفتها التفاتة جونغهيون نحوها.
" و الآن أنت قد أصبحتي مخيفة بالنسبة لي ليا ."
" لماذا ..." سألت ليا باندهاش.
" لأنك جعلتني أخبرك أشياءا لا أستطيع إخبارها حتى لنفسي ." قالها جونغهيون بابتسامة أرجعتها ليا من جانبها أيضا.
" الآن فلنكمل مسيرتنا فلنذهب إلى السوق سأجعلك تحمل الكثير من الأمتعة لي ."
" أنت قاسية ليا ,انا متعب من التدريب." قالها جونغهيون بينما شحب وجهه.
لكن ليا كانت تخطط اصطحابه إلى مكان آخر للترفيه عنه دون ان يعلم.
-------
هل اشتقتم لي؟
اعلم أن الفصل متأخر لكن ما الذي يمكنني فعله إن كانت لدي كميات إضافية من العمل.
سأحاول أن لا أجعل الفجوة الزمنية بين الفصول طويلة لكن لن يكون هناك موعد محدد.
تحياتي Blow.