بعد المرور على عدد عظيم من المحلات كاد جونغهيون أن يموت من كثرة الحقائب التي يحملها.

أساسا لقد مر هو و ليا بالعديد من المحلات كانت معظمها للأطعمة أو الألبسة ،اشترت ليا ملابسا لها و ملابسا نسائية أخرى. لكن ما أثار فضول جونغهيون هو اشتراؤها للعديد من الملابس الرجالية.

*لمن ستعطيهم يا ترى؟* تساءل جونغهيون مع نفسه.

استمر الاثنان بالمشي لمدة قصيرة و بالرغم من أن ليا كانت تحمل الكثير من الأمتعة أيضا إلا أن التعب لم يظهر عليها قط. توقفت أفكار جونغهيون و تساؤلاته هذه عندما أعلنت ليا وصولهما إلى وجهتهما.

رفع جونغهيون رأسه ليجد نفسه واقفا أمام منزل كبير ...

"ليا.....أين أحضرتني ." قلل جونغهيون حائرا.

"إنه منزلي جونغهيون أوبا ^_^ " قالت ليا بطبيعية.

صدم جونغهيون لمعرفة هذا لكن سرعان ما عاد إلى عقله ليقول :

"إذن ليا أنا سأضع هذه الحقائب هنا و أذهب ،لقد كان قضاء الوقت معك ممتعا و الآن إلى اللقاء."

قال بينما وضع الحقائب أرضا و التفت مغادرا.

بينما بدأ المشي شعر بيد أمسكهه من قبعة الهودي الخاصة به.

" لا جونغهيون أوبا ،انت ستأتي للداخل." ردت ليا بابتسامة مشرقة وترته.

--------

Jonghyun's POV :

إذن أنا لا أعلم ما الذي أفعله في غرفة ضيوف منزل رئيسي التنفيذي.

*ما الذي يجدر بي فعله ليا تساعد أمها في المطبخ * بينما أنا أفكر بهذا قاطعني صوت أتى من المطبخ

"جونغهيون أوبا فلتأتي لتساعدنا أنت أيضا ." نادت ليا علي لذا وقفت مباشرة.

"ليا لماذا ناديتي عليه إنه ضيفنا ،أنا لم أربك هكذا ." قالت ام ليا مؤنبة إياها لقد بدت صغيرة في السن حقا رغم كل ما مرت به.

"ايييه... لا تهتمي أمي إنه جونغهيون أوبا أنه ليس غريبا ،هو لن يأخذ الأمر هكذا." ردت ليا محاولة تبرير موقفها و بما أن الأمر صحيح أضفت على كلامها :

"نعم لا تهتمي أجوما يسعدني تقديم المساعدة لكم."

"آسفة جونغهيون...لا بد أنها متحمسة لاكتسابها صديقا. لقد درست في الخارج لذا هي لا تعرف الكثير من الأشخاص هنا." قالت أم ليا لي بتعابير آسفة.

ثم أضافت :"آسفة إن كانت تسبب لك الإزعاج."

أنا لم أعتبر الأمر هكذا أبدا لذا حاولت توضيح موقفي " لا أجوما، ليا فتاة جيدة حقا أنا سعيد بمعرفتها حقا ."

"أنت فتى جيد حقا جونغهيون." قالت لي مما أخجلتي قليلا .

أنا لم أنظر لنفسي هكذا من قبل.

"أمي!!! أنا هي ابنتك هنا. لقد تم إخبارك بشيء جيد عني الآن يجدر بك أن تمدحيني أنا لا هو." قالت ليا لأمها بينما عبست.

"أنا اعرفك جيدا لذا أنا اقول هذا."ردت أمها بنبرة محتجة أيضا.

استمر النقاش لمدة أطول قليلا مما سبب ظهور ابتسامة على وجهي لا إراديا ... أظن أنني أحببت علاقتهما مع بعضهما.

"ياه! جونغهيون أوبا ابتسامتك مريبة، ما الذي تفكر فيه...

اه هل يمكن أنك أعجبت بأمي؟! آسفة لكنني لن أتنازل عنها لأي شخص." قالت ليا لي بينما وقفت أمام أمها.

أمها بدت معتادة على المشهد ،هي فقط ضربت رأسها بخفة و اعتذرت لي.

"لا...إنه فقط أنني أعجبت بعلاقتكما معا."أخبرتهما بالحقيقة.

"أحسدكما قليلا" قلت هذه الكلمات بلا شعور و ندمت على هذا حاولت أن أغير الموضوع مباشرة لكن...

أحسست بيدين تعانقانني ... إنها يورا أجوما. عانقتني للحظات ثم قالت :

"جونغهيون ،لطالما اردت أن أحظى بفتاة و فتى لكن لم يقدر لي ذلك. أظن أنه لو كان لدي ابن لتمنيت لو يكون مثلك. أنت لطيف حقا لكن أتمنى لو أنني أشهد اختفاء ذلك الشبح الحزين من على وجهك." قالت لي هذا بنبرة حنونة.

.....تلك النبرة التي لم أسمعها منذ سنوات....

ذلك جلب لي سلسلة من الأفكار حول أمي التي أصبحت أبرد معي مع مرور السنين ، أظن أن الأمر بسبب انشغالي بجدولي و زياراتي القليلة لكن... هذا جعل الوحدة تتوغل في...

قطع افكاري شعوري بيد تجذبني التفتت فإذا بها ليا تخبرني أن التجهيزات اكتملت.

اتجهنا للطاولة في غرفة الطعام الواسعة جدا ثم بدأنا بالأكل .لقد كان لذيذا حقا، في الحقيقة توقعت أن يكون طبخ يورا اجوما سيئا لأنها كانت زوجة رجل غني ىكن يبدو أنني كنت على خطأ.

لقد كان الأمر ممتعا حقا...مشاهدة علاقتهما المرحة وتصرفاتهمة غير المصطنعة لقد شعرت كأنني في المنزل حقا...

ذلك الشعور الذي هجرني منذ وقت طويل.

بعدما أنهينا العشاء دردشنا طويلاثم طلبت الإذن لأرحل .

في اللحظة التي وقفت فيها من الكرسي ابتسمت لي يورا اجوما ثم قالت :

"أنت دائما تبتسم جونغهيون أنت اجتماعي حقا و هذا شيء جيد لكن فترات سكوتك المفاجئة و تعابيرك المعقد تلك تزعجني لذا جونغيون أريدك أن تعلم ...

أن لكل كلمة نتائج و لكل صمت أيضا. يمكنك دائما أن تتحدث و تعبر على اراىك و أفكارك أو الاحتفاظ بهم لنفسك ،لكن يحب على النتيحة أن لا تسبب لك الضرر في النهاية ." قالتها بينما اقتربت مني لتحتضنني مجددا .

"هل يمكنني القدوم هنا مجددا ؟" قلت لا إراديا لكنني لم أندم على هذا على غير العادة لأنني حقا اردته.

"سأكون سعيدة لو فعلت. إلى اللقاء ليلة سعيدة ."قالت يورا أجوما بينما أفلتتني و أرتني ابتسامة حنونة .

انطلقت لأعود إلى الشقة مع ليا التي أصرت أن نمشي مسافة من الطريق معا.

كمية الاهتمام هذه أخافتني....أنا لست معتادا عليها.

ابتعدنا عن منزلها نسبيا لذا أخبرتها بالرجوع و التفتت بعدما ودعتها بينما أمشي سمعت صوتها الذي قال :

"جونغهيون أوبا أنت معتاد على نفسك كثيرا لذا لا تعلم كم تبدو جميلا لشخص آخر.

أنا ... سأجعلك تحب نفسك مجددا سترى هذا."

صوتها الهادئ جعلني أشعر بالحرارة في وجهي .

أنا لا أعلم ما هذا الذي اشعر به لكن لا بد أنه رد فعل مناسب لما حدث اليوم.

في النهاية لم ألتفت و أكملت طريقي و أنا أتصارع مع أفكاري في رأسي.

---------

The author's POV :

بعد اسقلاله سيارة أجرة لكي يتجنب أنظار الناس له ،فهو لا يريد أن تتم محاصرته في نصف الطريق وصل جونغهيون إلى شقته أخيرا بعد دفعه الأجرة دخل الى الداخل.

بالطبع كانت مظلمة و وحيدة كالعادة .

لا أحد ليحكي له ما حدث في يومه ،لا أحد ليضحك أو يبكي معه ،لقد ظن أنه اعتاد على هذا بالفعل لكن لماذا يخوض في هذه الأفكار مجددا .

حسنا عندما تنظر إلى الامرمن منظور آخر ستجد أن كل شيء مثالي بالنسبة له. فرقة ناجحة جدا، يملك الكثير من المال، ملايين من المعجبين كما مما يمكنك رؤيته فهو يملك العديد من الأصدقاء و العلاقات .

إنها نوع الحياة المريح الذي يحلم به كل شخص.

لكن هل يمكن أن تكون محاطا بأشخاص يحبونك لكن يبقى شعور الوحدة يجتاحك؟!

بعد التحديق في الفراغ لمدة أخرج هاتفه من جيبه و اتصل بشخص ما.

بعد محاولتين تم تجاهلهما رد الطرف الآخر أخيرا.

"هل ما زلت تذكرنا جونغهيون ؟" قال الطرف الآخر بصوت هادئ.

"كيف حالك، هل أنت و أختي بخير ؟"سأل جونغهيون.

"هل ما زلت تهتم حتى؟ متى كانت اخر زيارة لك ؟" قال الصوت على الطرف الآخر بينما بدأ الانفعال يبدو على صوته.

"آسف لقد كنت مشغولا حقا كما تعلمين جدولي ممتلئ هذه الأيام.

سآتي للزيارة غدا لقد اشتقت لطبخك أمي ." قال جونغهيون بنبرة ضعيفة .

" أنا لم أعد أطبخ ،الخدم هم من يهتمون بهذه الأمور....." كانت أم جونغهيون ستكمل لكن انتزعت ابنتها الهاتف منها.

"اه جونغهيون فلتأتي غدا سنطبخ أنا و أمي كل ما تحبه ."

"شكرا نونا . إذن تصبحون على خير فلتهتمي بأمي من أجلي ." رد جونغهيون ثم أغلق الخط.

"لقد علمت هذا .لا يمكنني أن أكون سعيدا ،إنها لا تدوم طويلا كالعادة. الاهتمام و الحب الذي يمكنني تلقيهما دائما يكونان قصيرين جدا." قال جونغهيون في الظلام.

*إنها تبدأ مجددا. الأصوات في رأسي . أنا متأكد أنها ستقودني للجنون مجددا.لكن ...لا أعلم ما الذي يجدر بي فعله و لا من يمكنني أن أخبر أي أحد لأن لا أحد يهتم حقا أليس كذلك.* قال جونغهيون في نفسه بينما وقف ليتناول حبة منوم ثم استلقى على سريره آملا أن يسقط نائما قبل أن يسقط إلى أشلاء.

--------

هل يمكنك أن تكون محاطا بالكثير من الأشخاص لكن ما زلت تشعر بالوحدة؟

تأليف Blow




2018/07/14 · 650 مشاهدة · 1244 كلمة
Blow
نادي الروايات - 2024