كان هناك

تحت عباءة الظلام السرمدي ومن بين براثن الليل العظيم, بلهاثه الذي لا يتوقف, ونظراته الوحشية وابتسامته المخيفة , من اللامكان ظهر وبالقرب من نافذة المنزل وقف

كيف لا؟ ونداء الدم قد وصله.

ألصق وجهه بالزجاج وراح يتابع تويا وسيرافيم في صمت , كانت ابتسامته تزداد وارتجافة جسده تتضاعف ودون توقف راحت يده تداعب الخنجر الموضوع في جيبه.

ما أجمل نظراتهم العاجزة لحظة موتهم , وما أعذب كلمات التوسل والرجاء التي ينطقونها, لاشيء أجمل من رائحة الدم المسفوح ومنظر الجسد بلا روح, يالها من لحظة حينما ترفع السكين عاليا وأنت تدرك أنها لو هبطت لنقص الأحياء واحدا, يالها من نشوة حينما ترى تعابير الألم على محياهم.

هي الأولى إذا!, ياله من اختيار, بوده لو يصافح الشاب شاكرا له , هي جميلة وستبدو أجمل بالسكين بين أضلاعها , شحوب الموت يناسب بشرتها البيضاء جدا, تلك العينان الخضراوان حينما تفقد بريق الحياة ستغدو إلى الزمرد المصقول أقرب.

بصعوبة كبيرة منع نفسه من التنفيذ, " كلا, هذا يفقد الأمر من متعته , أنا لم أتعب وأخطط لأنهي الأمر بهذه السهولة "

واصل مراقبتهما في صمت قبل أن يقول في سخرية " دع الأميرة تعش حياتها قليلا مع هذا الأحمق فحينما يحين الوقت سينتهي كل شيء " واتسعت ابتسامته أكثر

في النهاية اختفى كما ظهر, ككومة من الرمل في يوم عاصف , اختفى وإن كانت زيارته هذه هي البداية للعاصفة القادمة ويالها من بداية.

**********************************************************************************


" شكرا على الطعام "

وضع تويا الطبق الفارغ على الطاوله لتحميله سيرافيم إلى المطبخ وفي حين استرخى تويا على مقعده - مدركا من الأصوات التي تصله أن سيرافيم تقوم بغسل الطبق- تناول جهاز التحكم عن بعد مشعلا جهاز التلفاز وبلا تركيز راح يقلب بين المحطات , صحيح أن عينيه على الشاشه ولكن عقله لم يكن كذلك إذ راح يسترجع ذكرياته مع سيرافيم بلا توقف , لكم كانت طيبة معه ولطالما حرصت على راحته كما حدث اليوم , كانت طبيعه عمل والديه تجعله يبقى وحيدا في المنزل بشكل شبه دائم ولكنه يكذب إذا زعم أنه شعر بالوحده . لماذا ؟ لأنها كانت دائما بجواره , راحت الذكريات تتداعى في مخيلته أكثر فأكثر

, تذكر اليوم الذي انتقلت أسرتها للعيش في المنزل المجاور , 10 أعوام منذ ذلك اليوم , تذكر لهفته الطفوليه إلى شريك لعب جديد حينما وصلت أسرتها أول مرة , ولم يقاوم ابتسامة تراصت على شفتيه وهو يتذكر ما أصابه من أحباط وقتها حينما أدرك أن طفل تلك الأسره ليس سوى فتاة تقاربه في العمر , لكم شعر بالضيق والغبن وقتها والذي ارتسم على طريقة تعامله معها , كان فظا غليظا على الدوام معها , كم من مرة أخفى ألعابها عنها وتركها تبحث عنها بلا جدوى , وكم من مرة تعمد تلويث ثيابها أثناء لعبه وكانت ذروة سعادته حينما يراها تتلقى توبيخ والديها , وكان يثير غيظه أنها لم تكن تغضب منه , بل كانت دائما مبتسمة سعيدة ولطالما تغاظت عن حماقاته وتحرشاته – والتي يؤمن تويا بأنه لو فعلها أي أحد معه لحطم أنفه بلا تردد – كانت أشبه بعود الطيب , كلما ازداد احراقه له زادت حسن رائحته وروعته , كان يعتقد دوما – ولطالما أخبر والديه بهذا – بأن هذه الفتاه مصابة بنوع من التخلف العقلي أو الغباء الشديد إذا كنا مهذبين في النهايه

وكعادة الصغار مع الألعاب الجديده , مل أذيتها ولكنه لم يقبل محاولات تقربها منه مفضلا صداقة كلب الجيران عليها – كما كان يقول وقتها – ولكن كل هذا تغير عندما التحقا بالمرحلة الابتدائيه , أبدت سيرافيم تفوقا ملحوظا من البدايه في حين عانا تويا بالذات في مادة الرياضيات , تذكر توبيخ المعلم الدائم له وفشله المتكرر في حل مسائلها وانخفاض علامته المستمر فيها , اقترح عليه أحد أصدقائه وقتها الاستعانه بسيرافيم لتفوقها وكونها جارته في الوقت نفسه , طبعا رفض هذا العرض وقتها بشده يمنعه كبرياؤه لكونها فتاة أولا ولما فعله بها ثانيا , بالتأكيد ستستغل هذه الفرصه للانتقام منه , بالتأكيد ستخر من غبائه وستعذبه بحل أصعب المسائل وهو سيكون عاجزا عن الرد عليها ولكن في النهايه ومع تدني علاماته الشديد أصبح بين خيارنين أحلاهما مر , إما الرسوب في الماده وإما الاستعانه بسيرافيم

طبعا بالنسبه لطفل في المرحلة الابتدائيه كان يفضل الرسوب على إهاتة كرامته بطلب المساعده منها ولكن والديه لم يتركا له خيارا , تذكر استدعاءهما له وتحذريهما الواضح إما تحسين الدرجات وإما الحرمان من المصروف والخروج مع أصدقائه , هنا أدرك أن عليه الاختيار وفي صبيحة يوم العطله حمل أوراقه واتجه إلى منزلها وهو يجر قدميه حتى ليظن من يراه بأنه متجه إلى منصة الإعدام , وقف مقاوما رغبته بالفرار وبعد لحظات من التردد ضغط على جرس المنزل وارتفعت تلك النغمه الموسيقيه والتي لم تكد تنتهي حتى فتح الباب وظهرت هي على عتبته, كانت ترتدي ثوبا أبيض يصل إلى كعبيها وقد عقدت شعرها تاركة خصلة منه تتدلى إلى الخلف رحبت به وهي تقوده إلى الداخل واستقر بهما المقام في غرفتها , كانت أول مرة يراها ولكنه لم يكن متفاجئا , كانت غرفة فتاة تقليدية, الستائر الورديه المزخرفة , والفراش الذي امتلأ غطاؤه برسوم الخيوانات الصغيره والعديد من الدمى المحشيه التي استقرت على أحد الأرفف كم لا ننسى طاولة الشاي الصغيرة.

كانت جلسة طويله وتعمد تويا أن يكون بأسمج وأغبى صوره ممكنه كي يدفعها إلى طرده , ولكنها ولدهشته كانت تقابل كل هذا بالابتسام والصبر , تشير إلى مسألة شديدة السهولة وتطلب منه حلها , فيرفع كفيه ويرسم الحيره على وجهه ويزعم أنه لا يعرف كذبا , فتبتسم وتقوم بحل المسألة في خطوات مفصلة بسيطه وكلما انتهت كان يواصل ادعاء الغباء فكانت تعيد بلا كلل

" ما هو مجموع 1/3 x 2/5 "

" 2 "

" كلا ليست كذلك , في البدايه عليك ....

" ما هو حاصل ضرب 9x 7 "

" 60 "

" قريب لكن الإجابه الصحيح هي 63 "

وهكذا , كان مصرا على اصابتها بالاحباط ولكنها كانت تتحمل في اصرار , أراد تويا إيجاد شيء من الاصطناع , الادعاء فيما تفعل ولكنه عجز, هذه الفتاه تفعل ذلك لأنه تريده , طالت الجلسه أكثر وهو يصر على الغباء وسيرافيم تعيد الشرح مرارا

في النهاية وضعت القلم على الطاوله وصمتت , أحس تويا باقتراب الفرج فرسم على وجهه تعابير الحزن " كما رأيت لا فائدة أنا غبي في هذه المادة"

" كلا لست كذلك"

هتفت بها في حزم ووضوح وأمام نظراته المندهشه " مشكلتك في الأساسيات لهذا لن تجدي هذه الطريقة نفعها , في المرة القادمه سنبدأ من البداية"

سأل في حذر " المرة القادمه ؟ "

" بالتأكيد وربما مرات , نحتاج إلى إعادة بناء أسسك من جديد , سأتحدث إلى والديك وسأضع جدولا لك"

" كلا ليس هذا "

هتف بها وهو يشاهد ما لم يحسب حسابه , تظاهره بالغباء أدى إلى نتجيه عكسيه تماما , حاول أن يرفض بأي طريقة ولكنها كانت مصرة تماما وفي النهاية أدرك بأنه لا فائدة وبأن أي محاولة أخرى للعبث ستنقلب ضده وفي استسلام تركها تتحدث مع والديه - الذان شكراها كثيرا على اهتمامها - وبالفعل تم التنسيق وأصبح على تويا القدوم إلى منزل سيرافيم 3 إلى 4 مرات أسبوعيا طوال الشهرين التاليين , في البدايه كان تويا يحاول التهرب بأي طريقة كانت ولكن ومع إصرار والديه , قبل بالأمر الواقع بل إنه في النهايه – وهذا لدهشته – لم يعد يجد تلك الجلسات كريهة إلى ذلك الحد بل إنه لم يعد يرى الرياضيات سيئة كما كانت من قبل وبدأ يجدها مسليه وساحره , تراصت كل هذه الأفكار في رأسه وهو يقف في الصف منتظرا دوره لاستلام نتيجه امتحان أخر الفصل وراحت نبضات قلبه تتزايد وهو يشاهد تعابير الفرح والحزن على تعابير الأطفال الأخرين

" سوبارو لم يحقق أكثر من 35 "

" الويل "

" ريوسكي حقق 54 "

" ياللكارثه "

" ميناموتو حقق 75 "

" يا للوغد المحظوظ "

راحت قطرات العرق تغرق جبينه والصف يتقدم في بطء باتجاه المعلم , لا يوجد أسوء من الدرجة السيئة سوى انتظار سماعها , هذا ما فكر فيه وقتها وهي فلسفة لا بأس بها خصوصا إذا فكرنا بأنها صادرة من طفل في المرحلة الابتدائيه

" سيرافيم "

خيم الصمت على الفصل في حين مدت سيرافيم يدها الصغيره باتجاه المعلم الذي ابتسم وهو يناولها الورقه " 100 أنت الأفضل كالعاده "

ارتفعت الشهقات والتمتمات بين الجميع وفي حين عادت سيرافيم إلى مقعدها متحاشية قدر الإمكان نالنظرات المنبهره و المغتاظه في الوقت نفسه ولم يغب عن تويا احمرار أذنيها فابتسم على الرغم منه

تواصلت المسيرة الكئيبه والمعلم يهتف وقد فقد ابتسامته

" آي 57 "

" ماجيما 70 "

وفي النهايه وقف تويا أمام المعلم , كانت نبضات قلبه قد وصلت أقصاها وراحت قطرات العرق تنهمر منه وقد جف حلقه أو كاد, كان الأدرينالين في أقصى تأثيره الآن , طال الصمت والمعلم يتأمله بنظراته الثاقبه

" ياللهول بالتأكيد درجتي في غاية السوء "

رفع المعلم الورقة وتأملها للحظات في حين أحس تويا بأن الأرض تدور به وبأن الرؤيا قد أصبحت صفراء وأحس بقبضة قويه تعتصر معدته وتجعله يوشك على القيء فهتف في نفسه

" اللعنه , قلها وخلصنا , لقد رسبت أليس كذلك ؟ , اللعنه وأنا الذي وثقت بتلك الغبيه , بالتأكيد كانت تعلمني بشكل خاطئ , سأريها ' سأنتقم و .... "

راح يطلق الشتائم والتهديدات على رأس سيرافيم حتى أصبح لا يمنعه من تحطيم رأسه سوى أنه لا يجد فأسا لفعل ذلك.

" لا أدري كيف فعلتها ولكن أحسنت "

ارتسمت على وجه المعلم ابتسامه صافيه " تويا 87 "

اتسعت عيناه ذهولا وبدا وجهه تمثالا للغباء والذهول وبيدين مرتعشتين قبض تويا على الورقه ووقف يتأملها للحظات قبل أن يفرك عينيه في قوه ولكن الدرجة ظلت كما هي.

" تويا يحقق 87 !!!!!!!!! "

" يبدو بأنها ستمطر اليوم "

" لا بالتأكيد سيكون هناك زلزال "

راح الجميع يتهامسون في حين جلس تويا على مقعده وراح يتأمل الورقه في تمعن , صحيح أنه أخطأ في مسألتين سهلتين ولكن هذا لا يمنع بأنه قد حقق تفوقا ملحوظا هذه المره طبعا كان سعيدا للغايه ولكن لأن مصروفه لن يخصم منه لا لأنه حقق تفوقا في الماده

هنا ارتفع من جانبه صوت تصفيق يحاول صاحبه ألا يسمعه المعلم , التفت تويا ليرى سيرافيم تصفق له بكفيها الصغيرين وتشير له بابهامها وعلى وجهها ابتسامه

هنا وعلى الرغم منه بادلها تويا الابتسام وبصوت مرتعش حاول ألا يصل إلى الجميع " شكرا لك "

بدا عليها الدهشه ولكنها سرعان ما عاودت الابتسام وهما يتبادلان النظرات

" تفضل بعض الشاي ولكن احذر فهو ما يزال ساخنا "

انتفض جسده وتراجع في سرعه حتى كان يسقط أرضا لو لم يتمالك نفسه في اللحظة الأخيره

" ما الذي جرى لك ؟ "

التفت ليرى سيرافيم تنظر إليه في دهشه فقال وهو يصلح جلسته " يبدو بأن سرحت قليلا"

جلست بدروها على أقرب مقعد " لقد فاجأتني حقا في ماذا كنت تفكر ؟"

" تذكرت بعض الأمور التي جرت في السابق "

" مثل ماذا ؟ "

راحت تتأمله في فضول

تراقصت على شفتيه ابتسامه " تذكرت لقاءنا الأول وما تبعه من أحداث "

ضحكت للحظات " مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائيه؟"

" يبدو بأنك لم تنسي "

" وكيف لي أن أنسى "

تبادلا النظرات للحظات ثم سألها بغته " سيرافيم . أجيبيني بصراحه , ألم تغضبي بسبب أسلوب تعامل معك في ذلك الوقت "

أنسدت كوعيها إلى المائدة و بعد مدة من الصمت " بصراحه أعتقد ذلك"

" في الحقيقه لم أكن شخصا اجتماعيا في الماضي لذلك كان انتقالنا إلى هنا أمرا صعبا علي وقتها , في البدايه اكتشفت بأن جيراننا لديهم صبي يقاربني العمر توقعت أن أنجح في مصداقتك سريعا فنحن جيران و متقاربان في العمر ومن الواضح أننا سنذهب إلى نفس المدرسه .

بدا عليها الشرود للحظات" فوجئت بردة فعلك , أتذكر حينما سكبت الطين على ثوبي الجديد وقتها ؟"

حك تويا أرنبة أنفه وفي حرج " أذكر تلك الجماقه جيدا"

منحته ابتسامة سريعة " وقتها شعرت بالغضب والحزن ,لماذا يفعل بي هذا وأنا لم أؤذه ؟ لماذا يجد المرء لذة في إيذاء الأخرين ؟ في النهايه عزمت على أن الشجار معك وبالفعل غادرت باتجاه منزلك ولكن .. , لمحتك وقتها تتسلل من المنزل , كنت مريبا حقا ففكرت ربما أنك أرتكبت خطأ ما أي شيء من الممكن أن أستخدمه ضدك أمام والديك , لذلك تبعتك وقتها

لم يعلق تويا فتابعت " يبدو بأنك كنت منشغلا فلم تنتبه علي, وإني حينما أتذكر الآن أعتقد بأنك كنت أعمى حين لم ترني وقتها , المهم في النهايه رأيتك تتسلل إلى تلك الحديقه الصغيره , أتذكرها ؟ , وحينما تبعتك فوجئت بما أمامي , لم أصدق عيني في البدايه , هذا الطفل المؤذي الذي طالما أذاني يختلس من طعام منزله ليطعم 4 قطط صغيره وأمهم في الحقيقه لم أصدق ذلك"

ابتسم تويا في حرج وقال" قبل ذلك اليوم بأسبوع تقريبا اصطدمت دراجتي بالقطة الأم , صحيح أن الصدمه لم تقتلها ولكن أعتقد بأن تسببت في كسر قدمها , حملتها معي كي أخذها إلى الطبيب ولكنها نجحت بالتملص وراحت في صعوبه تسير حتى وصلت إلى تلك الحديقه لحقت بها ورأيت صغارها حوليها فأدركت فداحة ما حدث وصممت على إطعامها حتى تشفى وهذا ما حدث"

ضحكت سيرافيم " في الحقيقه رحت أتبعك يوميا بل إني في أكثر من مره رحت أطعم تلك القطط بدوري"

بدت عليه الدهشه فمنحته ابتسامه مشجعه " ستسألني ما علاقه سؤالك بهذه القصه ؟"

هز رأسه بالإيجاب

" صحيح أنك رحت تضايقني وأنك أزعجتني كثيرا ولكن أدركت حينما رأيتك مع القطط حقيقتك , لو كنت مدعيا لرحت تتفاخر بعملك ولكنك لم تفعل , لم تؤذي تلك القطط أبدا , لهذا أيقنت بأنك شخص طيب القلب لا تقصد الإساءة لأحد وأنك على الأغلب متضايق من كوني فتاة ولو كنت صبيا لأصبحنا صديقين بسرعه , لهذا كلما أردت أن أغضب منك تذكرت القطط فيزول غضبي , ما نفعله بعيد عن أعين الناس هو حقيقه ما تخفيه قلوبنا , لطالما رددت جدتي هذا الكلام وبرأي فهو دقيق للغايه"

خيم الصمت عليهما بعدما انتهت من حديثها, للحظات راح تويا يفكر بالأمر ثم انفجر ضاحكا وسط نظراتها المندهشه

" هل هناك ما يضحك في ما قلت ؟ " مطت شفتيها في ضيق

" كلا ولكن , تجاوزتي عن كل زلاتي لأنك أمنتي بأن شخص طيب لكوني رحت أهتم بتلك القطط الصغيره ؟ حقا أنت عجيبه "

نفخت وجنتيها " بالتأكيد ستقول عني بلهاء أو غبيه, قالها الكثير لي من قبل "

هز رأسه نفيا " أنت لست بلهاء يا عزيزتي , أنت فتاة بقلب أشد بياض من الثلج, خلى من الضغينه والحقد , ولا يرى إلا الطيبة في الأخرين , لذلك يراك الجميع فيتندرون , لا لأنهم على حق ولكن لأنهم عجزوا عن فهم قلبك الأبيض شديد النقاء"

احمر وجه سيارفيم حتى توقع تويا بأنه سينفجر وبلا تعليق , نهضت مسرعه و ركضت مبتعده , وقبل أن يقوم بأي شيء كانت قد غادرت المنزل . تأمل تويا الطبق الذي نسيته فابتسم " لا بأس سأعيده لهم غدا"

نهض واقفا وعقله يفكر بما قال ليبتسم في حرج " ياللهول كيف قلت لها مثل هذا الكلام ؟ ,هي بالفعل كذلك ولكن انظروا إلي , لم تتوقف عن الاعتناء بي وأنا أكتب اسمها في ذلك الموقع العجيب ؟"

هز رأسه في أسى " لا داع لإخبارها فلن تقول شيئا ولكن تبا كيف راودتني نفسي أن أتسبب في هلاكها حتى وولو كان الأمر مجرد مزاح؟ "

تأمل ساعة يده والتي أشارت إلى عشر دقائق قبل منتصف لليل , ثتائب وفرك عينيه , وخلال دقائق كان يستلقي على سريره وإن هي إلى لحظات حتى كان مستغرقا في النوم .

فجأة عادت شاشة جهازه إلى العمل لترتسم عبارة باللون الأحمر " تم استلام طلبك والموافقة عليه "

لم يستغرق الأمر سوى بضعة ثوان عادت الشاشه لتغلق بعدها وكأن شيئا لم يحدث .


نهاية الفصل الثالث


2018/09/07 · 469 مشاهدة · 2466 كلمة
abalmaghrabi@
نادي الروايات - 2024