طريقة عقابك هي ، وتوقف عن الكلام .

شعر عماد بقليل من القلق والكثير من الخوف، دقيقة مرَّت على هذا الحال فقال (الكائن) لعماد: تباً لك لماذا لم تكملها.

قال عماد بخوفٍ وصوتٍ مرتعش: لم....لم أك... لم أكمل ماذا.

شعر بعدها بهالة من الغضب الشديد تخرج من الكائن: أنت دائماً أحمق لا تدري أي شيء، لذلك ولسوء حظك سوف أعاقبك أنا .....

- من أنت. كان هذا السؤال الخاطئ في تلك اللحظة.

أجابه الكائن(لم أجد وصفاً أقل اختصاراً من هذا): في اللحظة التي ستعرف فيها لماذا أعذبك أنت بالتحديد ستعرف من أنا.

تلك كانت إجابة أغمض من هوية (الكائن) لكن عماد لم يولي الأمر اهتماماً لأنه الآن سيعاقب على شيء لا يعلمه.

ضرب الكائن عماد لكمة أفقدته الوعي، لا أدري كيف فقد الوعي في حلمه لكنه ما حصل.

استيقظ عماد ، فوجد نفسة في أرضٍ عشبية حمراء، لربما كان السبب هو القمر الأحمر الذي كان يلوح في الأفق.

نظر عماد حوله يتأمل المكان، شعر بالغضب الممزوج باليأس؛ وظل يلعن نبيل وأصدقاءه والكائن وكل من له علاقة بما يقاسيه الآن.

سمع صوتاً رقيقاً يناديه: عماد

نظر خلفه بخوف، كان يعرف هذا الصوت، يريد مقابلة صاحبه .

نظر خلفه فوجدها، لقد كانت........والدته.

حينما نظر إليها ذهب لا شعورياً إليها .

حينما وقف أمامها تبسمت بحنانٍ وقالت له: يبدو أنك قد مررت بالكثير من بعدي .

لم يرد عليها، فرفعت يدها إلى وجهه تمسحه برفق، احتضنها بقوة وهو يبكي ويقول: ل... لقد تحملت الكثير لم أعد استطيع تحمل أكثر من هذا أبي كرهني ، أصدقائي ك... كما تعلمين.. والآن اصبحت متسولاً ، أرجوكي خذيني معكي ، أرجوكي.

مسحت على ظهره برفق وهي تقول: لا تقل هذا ، لا تتمنى الموت قبل ميعاده ، أنت قوي ، لاتنكسر الآن بعد أن مررت نصف الطريق، لا بأس بالبكاء ،لكن لا تكن بكاءً، أنت الآن أصبحت مع صديقٍ عزيزٍ لك، وأخته جميلة أيضاً

- أظن أنك تلمحين لشيءٍ ما

- تزوجها.

لم يستطع ابتلاع الكلمه فكل هذا الوقت كان يعتبر لؤي ومنه كأخويه الصغيرين، لكنه قال لها: سمعاً وطاعه.

حين عاد لوعيه قليلاً سألها في شك: لقد قال لي الكائن أنه سيعاقبني هل أنت عقابه؟

- لا ، الكائن الآن في أضعف حالاته.

- جيد جداً ،أريد من تلك اللحظة أن تستمر للأبد .

- لا شيء يستمر للأبد.

واختفت.

قال عماد وكان اليأس قد تملكه : لا ... لا تختفي أرجوكي ،أرجوكي، لااااااااااااا!

نسي تماماً أنها كانت ميته في الأصل.

استيقظ وكان كأنه في حالة سكر ويقول : لا تتركيني وحيداً ، ويكررها ، ويكررها.

ظل هكذا حتى جاءت أخت لؤي حاولت تهدئته لكنه لم يهدأ، ذهبت وأحضرت أخوها الذي حاول تهدئته بدوره لحدث؟

- لم يوفق ،فضربه حين يئس على مؤخرة رأسه بقوة فأغشي عليه.

هدأ الجو قليلاً فسألت منه لؤي: ماذا رأى ؟

- رأى شيئاً لم ينبغي له أن يراه الآن

- وضح

- لقد رأى أمه

- يبدو أنه أحبها كثيراً

ضحك من جهلها : نعم وتعذب كثيراً بعد موتها

- ماذا حدث؟

- حسناً سأحكي لكي ماضي هذا المجنون

جلست صامته تستمع ، لأنها تريده أن تعرف ما الذي أوصل عماد لتلك الحاله .

- بعد أن ماتت أمه مباشرة وفقدانه الوعي كان الناس قد سمعوا أصوات الصراخ، وعندما وصل أول واحد منهم اتصل بالشرطه ، وصل والده متأخراً، المهم أخذوا جميعاً إلى المستشفى بمن فيهم نبيل وعماد ، عندما استيقظ الإثنان وتم استجوابهما ، بالطبع أخذ عماد إلى السجن، بعد مدة تمت محاكمته، كنت أنا وأنت الشاهدان الوحيدان ، لكننا لم نكن كافيان ، وفجأه ظهر شاهد مجهول ، برأ عماد تماماً .

بعدها خرج من السجن ، وعاد إلى منزل والده، اتهمه بالقتل ،وأنه من قتل أمه ،بعدها عاش وهو يعمل في الشركه الخاصة بوالده كموظف ، وكان يدرس للجامعه، وبعد أن أنهى الجامعة وتوظف ترك منزل والده وأجر شقة ، بعدها جاءه نبيل ليطلب منه السكن معه، وافق، وبعدها سرق نبيل كل محتويات الشقة،وبعدها طرد عماد ، وبعدها عندما ذهب ليسكن مع والده حصلت بينهما مشادة كلامية فذهب وتشرد ، وبعدها أحضرته إلى هنا.

وكان هذا هو ما حصل له بالمختصر بعد موت أمه، هل فهمتي الآن؟

- أجل... فهمت.

فكرت في نفسها: كنت أظن أنني منحوسة حين ماتت أمي بعد أبي بفترة قصيرة، لكنه كان يتعذب كل لحظة لأكثر من عشرة سنوات، أشعر بالشفقة عليه.

قالت له بعد دقيقة من الصمت: أنت أسوء راوٍ للقصص.

حقا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟

2018/08/30 · 397 مشاهدة · 690 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024