خرج عماد من الحمام وكان قد غير ملابسة بعد ان استحم ، دخل إلى الغرفة المقابلة للحمام ونظر إلى المرآه لأول مره منذ مدة طويله، رأى في المرآة شاباً شعره كثيف وتحت عينه كان هناك هالات سوداء من قلة النوم ، وعينه زرقاء بمجرد أن نظر إليها دمعت عيناه، كان متوسط الطول ، وكان نحيلا يكاد عظمه يخرج من جلده من قلة الأكل و السير الطويييييييييل لمسافات كبيره، لكنه كان يعود لنفس المكان كل ليله.

دخل لؤي الغرفه وقال له حين تثاءب: هل تريد أن تنام؟

أجاب وكان لا يزال يتثاءب: اهجهل

- هذا السرير. وأشار إلى سريرٍ كان بجوار عماد.

وتابع قائلاً بعفويه: حسناً يا سيد أهجهل.

ضحك وهو يغادر الغرفة تاركاً عماد لينام.

تمدد عماد على السرير وقال: لقد تعبت سوف أنام الآن أخيراً على سرير ناعم، ولم تمضي سوى بضعة ثوانٍ حتى نام .

استيقظ فوجد نفسه في مكان مظلم تماماً ، لكنه كان قادراً على رؤية ذراعة ويده كما لو كان في الشمس شعر بأن هناك شيئاً ما خلفه فالتفت للخلف فلم يجد أحداً ،نظر إلى الأمام مجدداً فرأى ، إنساناً بنفس طول عماد لكنه بدون جلد، حيث يمكن رؤية لحمه بالعين المجرده وعيناه زرقاء وجسده يمتلئ لحماً

تفاجأ عماد وقال بخوف: من أنت

- من أنا؟ هممممم، سؤال جيد، إذن أخبرني من أنت؟

تعجب من السؤال وقال: عماد سيد

- إذن ومن هذا.

ظهرت تلك اللحظة من ذكريات عماد حين قتل السته.

تراجع عماد بخوف وبغير تصديق وهو يقول: لا هذا لا يمكن أن يكون أنا.

- معك حق هذا ليس أنت بل أنا

- كيف ،لحظه أريد أن أعرف كيف تسيطر على جسدي؟

- اصمت وإلا فعلت بك مثل ما حدث في آخر لقاء .

صمت عماد تماماً رغم المليون سؤال التي غزت عقله.

تابع قائلاً: لأنك لم تنفذ أوامري بسرعه

قاطعه عماد : أي أوامر

- أمرتك أن تبتعد عن نبيل، ولا تقاطعني مجدداً، المهم انت معاقب ، وستكون طريقة عقابك هي...... ، وتوقف عن الكلام




توقف الطفل عن الكتابة عند هذا الحد، وأغلق الدفتر المدرسي الذي كان يكتب فيه ووضعه في أحد رفوف المكتب الذي كان بجواره ، لم يرد إكمالها لأنه شعر بنوعٍ من الملل الشديد لقد كان يكتب حوالي العشر صفحات في اليوم ، كان لا يملك أصدقاء لأنه كان انتقل منذ شهر إلى المنزل الذي كان يعيش فيه هو ووالداه.






جلس الكاتب يحادث مستشاره قائلاً: ما رأيك حتى الآن في الرواية ؟

-هممممممم، جيد..... لكن يا فتى أنت بدأت تحل الألغاز الموجوده التي وضعتها ولم يبقى سوى سر الشيء الموجود بداخل عماد وبعض الأشياء، ولايزال أمامك أحد عشر فصلاً آخر، ماذا ستفعل؟

ضحك الكاتب وقال مبتسماً : إذن سوف أضع ألغازاً أخرى إن توجب علي ذلك





جلس لؤي على كرسي هزاز ،وظل يتحرك بالكرسي إلى الأمام والخلف (بالطبع الكرسي ثابت مكانه) وهو يتذكر ما قاله له نبيل قبل أن يذهب ولا يراه مجدداً منذ شهرين :يبدو أن عماد ممسوس

- كيف؟

- يتمتم بكلامٍ غريب وهو نائم ك(شرانيل وبكمائل )وأشياء أخرى تبدو كتعاويذ ويحرك يده بحركاتٍ غريبة .

- من يقول التعاويذ ساحر وليس ممسوس هذا أول ما يجب عليك معرفته، أما الحركات فلا أعرف التفسير.

- ألم تسمع بمقولة (حضَّرَ الجنَّ ولم يستطع صرفه)

- من لم يسمع بها

- حسناً لقد قلت ما أريد قوله لك ولا يهمني رأيك

- من الكلام الذي قلته لي يبدو أنه ممسوسٌ بالفعل، لكن ألن تنتقل من العيش معه؟

تبسم وقال: هذا فعلاً ما سأفعله

ضحك لؤي وهو يتذكر تلك الذكرى وقال في نفسه بحزن: لم أتصور أن تنتقل هكذا يا لؤي.

قاطعت منه تفكيره وهي تقول بفزع: لؤي تعال يبدو أن عماد قد جُن.






الجنون ظننت أنني لن أجرب ذلك الشعور، شعور ليس بجيد، أو على الأقل الجنون الناتج عن الصدمه؛ تصبح غير قادر على تصديق الحقيقه أو استيعابها ، لا يمكن للعقل تحملها.

لم أظن أنني قادر على تحمله ولم أظن أن الذي قادني إليه هو الذي سيخرجني منه.

قالها عماد للؤي وهو ينظر إلى الفراغ

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

حسنا لقد انتهت فصول اليوم من تلك الرواية

اتمنى أنت تكتبوا آرأكم في التعليقات , أراكم في الغد مع الدفعة التالية للفصول

دمتم في أمان الله

2018/08/29 · 433 مشاهدة · 654 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024