8 - لنبدأ من جديد

كان عماد جالساً على كرسي أمامه طاولة وفي الإتجاه المقابل كان لؤي جالساً وبجانبة فتاة يبدوا أنها في مطلع العشرينات.

وقد كانوا في منزل لؤي المتواضع، نظر عماد للؤي وقال له: إذن أنت طبيب نفسي

- أجل

- ومن هذه الفتاة التي بجانبك؟

- إنها أختي ألا تتذكرها؟

- حسناً حصلت بعض الأحداث

- ما رأيك أن تحكيها لي بالتفصيل؟، ولكن بعد أن تستحم وتغير ملابسك ؛ لأن رائحتك كمقلب قمامة

- حسناً حسناً أنظروا من يتكلم ،لؤي ألا تتذكر لقبك القديم أم ماذا

نظر بتفاجؤ وقال لعماد: أرجوك اصمت ياعماد.

- إذن هل ملابسك ستكون على مقاسي

- لا لقد اشتريت ملابساً جديدة لك.

دخل عماد الحمام متجاهلا الأسئله التي دارت في عقله في تلك اللحظة .

كانت أخت لؤي تستمع لحوارهما وهي تبتسم ، فلقد رأت لم شمل صديقان ، وكانت تتذكر عندما كانت تلعب معهم عندما كانت في السادسة من عمرها.

عندما دخل عماد الحمام ليستحم سألها لؤي عن سبب ابتسامها ، فأجابته: لا شيء إن عينه تشبه عين أمه.

تلك كانت كذبه لا تدري لماذا قالتها، لكنه تذكرت شيئاً فبدأت دموعها بالإنهمار.

قال لها لؤي متعجباً: لماذا تبكين ؟

- أنا السبب في موتها أنا السبب . شهقت بشكلٍ متقطع وقالت: لو أنني..... لو أنني لم أصر على الخروج تلك الليله .... لو أنني لم أذهب لإخبارها... لما....لما...لما ماتت.... لما تشرد .......لما طرده والده ....لما انكسر داخلياً كل هذا بسببي.

قال لها محاولا إيقافها: توقف أنت لست السبب لا أحد كان السبب، السبب الوحيد هو قلبها الضعيف.

- لكن....لكن..

- بدون لكن أنت لست السبب وعماد ليس السبب.

- لست السبب في ماذا؟

ظهر صوت عماد من العدم ، فنظر لؤي خلفة فوجد عماد يقف وراءه ويبدو أنه لم يستحم .

سأله لؤي: منذ متى وأنت هنا؟

- منذ البدايه

- إذن سمعت ......

- أجل. ونظر إلى أخت لؤي وقال: يا منه اسمك منه صحيح؟ ، المهم أنت لست السبب في موتها ولا أنا، وحتى ولو فقد أنقذتني من السجن والعيش وسط أوغاد لعدة سنين، وسبب تشردي هو غبائي فقط لا غير فلا تلومي نفسكي أيتها الحمقاء، وأيضاً هل حقاً كنت تبكين لهذا السبب أم لسبب آخر؟. وملامحه تجعلك تعرف أن السؤال الأخير كان مزحاً بالكامل.

تغيرت ملامحه إلى الجدية وقال: كيف عرفتي أن والدي طردني؟

- ا..ا..ا

أجاب لؤي: أنا من أخبرتها

- و كيف عرفت

- لقد رأيت

تنهد عماد وقال: لقد كنت تراقبني منذ تلك اللحظة ؟

- من قبلها.

- لنوقف الأسئله لأنني سوف أصاب بالشلل من هذا كله.

ودخل ليستحم.........








في اللحظة التي رأى فيه الطفلان عماد جالساً ويصرخ وحوله ستة جثث شعرا برعبٍ شديد .

قال أحد الطفلان : أليس هذا عماد يا لؤي؟!؟؟؟؟؟!!

- أجل.... هذا ما يبدو يا منه

- ماذا نفعل ؟. قالتها منه بهلع.

- اذهبي ونادي والداه بسرعه.

ذهبت بسرعه. وفي الوقت الذي ذهبت فيه منه كان عماد قد عاد لوعيه ، نظر أمامه فوجد نبيل فقال له: نبيل ... ارحل من هنا.

تجاهل عماد تماماً ، نظر عماد له بغضب وحمل العصا وقال له بصوت غاضب: ارحل وإلا قتلتك.

فهرب بسرعة وهو يعرج فقد كانت قدمه مكسوره .

بعد أن تأكد أن لا أحد في المكان ظل يبكي بشده و الدماء تغطيه، ليست دماءه لكنها كانت دماء أصدقائه.

جاءت والدة عماد وعندما رأت المنظر وعماد وهو يحمل العصا ، كما يقال بالعاميه (طبت ساكته) ماتت في لحظة واحده من الصدمه .

سمع عماد صوت سقوط شيء فاتجه ناحيتة فوجد أمه وهي على الأرض ، صرخ بشد وقوة شديدة، لم يستطع التحمل فأغشي عليه

أشعر بالغثيان

2018/08/29 · 419 مشاهدة · 562 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024