سأل لؤي عماد عمّا إن كان هناك أحلام سيئة أتته لها نفس التأثير عليه فأجابه بطبيعية تكاد تكون لا مبالاه ، فبعد كل شيء ما مر به أصبح لا يهتم بكثيرٍ من الأشياء : أجل جاءتني تلك الأحلام أربع مرّات حتى الآن ، في أول حلم كان هناك ساعة تدور إلى الخلف وقرية تحترق ونبيل هو من أحرقها، الثاني كانت شقتي تحترق ونبيل كان بشكل وحش مخيف، والثالث كان عقاباً لي لأنني لم أبتعد عن نبيل كما كان يحاول الظل إخباري في الحلمين السابقين، والرابع ظهر الظل بمظهرين الأول كان كمجسم لجسم الإنسان لكن بدون جلد والآخر كان بجسدٍ أسود تماماً كالظل وأخبرني أنه هو من قتل السته منذ عشر سنوات وبعدها قبل أن يعاقبني ظهرت أمي.

- لدي سؤال واحد

- ما هو

- من هو الظل؟

- الظل هو الشيء الذي يعذبني، وفي الواقع أظنه من الجان.

- هل تعلم يا عماد

- ماذا

- أمك كانت مجرد وهم من الظل

- وكيف عرفت

- أولاً لقد قال أنه سيعاقبك وبعدها جاءت أمك في أسوء توقيت، ثانياً لماذا لم تظهر طوال عشر سنوات.

شعر عماد بالحزن لأنه كان سيجن بسبب شيء تافه وقال:الجنون ظننت أنني لن أجرب ذلك الشعور، شعور ليس بجيد، أو على الأقل الجنون الناتج عن الصدمه؛ تصبح غير قادر على تصديق الحقيقه أو استيعابها ، لا يمكن للعقل تحملها.

لم أظن أنني قادر على تحمله ولم أظن أن الذي قادني إليه هو الذي سيخرجني منه.

قالها وهو ينظر إلى الفراغ.

شعر لؤي بالشفقة تجاه عماد، وعندما شعر عماد بنظرات الشفقة عليه تترامى إليه ؛ تبسم بفرح واقترب من لؤي ومنه .

احتضنهما وقال: لكن ذلك الظل جعلني أرى أخي وأختي الصغيرين مجدداً وهذا يهون علي.

بالطبع لم يكونا أخواه ، أيضاً لم يكن هذا يهون عليه بسبب الظرف الذي جاء به إلى منزلهما.

وسط الأكاذيب يمكن رؤية الحقيقة ووسط الحقيقة يمكن أن ترى الأكاذيب ، لا شيء كامل .

ما قبل الكمال نقصان وما بعده نقصان.

كان هناك من يراقبهم .

قال عماد للؤي أنه ذاهب للمشي قليلاً فعرض عليه أن يأتي معه لكن عماد أبى ، ارتمى لؤي على ظهر عماد بمزاح ولف يده حول عنقه برفق وقال: إذن فالتنتبه لنفسك . قالها وهو يدس شيئاً في جيب عماد.

خرج عماد .

أخبر المراقب عن عماد لشخص كان يحادثه على الهاتف.


مشى عماد وسط الشوارع وهو يستعيد ذكرياته السعيده، ففي هذه المنطقة قد عاش سنيناً كثيرةً من عمره.

وكما توقع كان الناس يتجنبونه خوفاً؛ فبالرغم من أنه قد تمت تبرأته لكن المنظر في تلك الليلة المشؤومة كان لا يمكن محوه، وأيضاً هناك من كان صديقاً لأحد مِن مَن قتل عماد أو أخوه.

لكنه كان يسير بلا اهتمام ،يسير بلا حياه.

وصل إلى منطقة لا أحد يسير فيها ،بعد مدة قصيرة شعر بشخصٍ ما يسير خلفه ، إلتفت و قبل أن يرى من يتبعه بوغت بضربة على رأسه أفقدته وعيه.



كان لؤي جالساً في غرفة مظلمة ويضع سماعة على أذنه يستمع بها لشيء ما ، تغيرت ملامحه إلى القلق وقال: اللقاء!!!، الآن من بين تلك الأوقات، لماذا دائماً الأحداث تحصل مع عماد في أسوء الأوقات وأسوء الطرق، آمل أن لا يكون هناك قتيل لهذه الليلة.

كان لؤي قد وضع جهاز تنصت في ملابس عماد ويستمع إلى ما يدور حول عماد منذ خرج ، وكان قد سمع نبيل يقول : حان وقت اللقاء المنتظر

استيقظ عماد في مكان واسع ،ويبدو كمستودع ، وكان هناك ثلاثة مصابيح معلقة في السقف تنير المكان بإضاءة صفراء مائلة إلى البرتقالي.

وقد كان عماد مربوطاً بالكرسي البلاستيكي التي تبدو عليه المتانه ، كان جسمه ويداه فقط مكبلان بالحبال .

لم يشعر عماد بأي شيء سوى بقليل من البرد لأنه كان جالساً بلا قميص أي نصف عاري.

قال عماد بلا مبالاه: فاليظهر نفسه الذي اختطفني.

ظهر من مكان مظلم في أحد أركان الغرفه الخاطف.

شعر عماد بقليل من التفاجؤ، فقد كان الخاطف هو نبيل.

حينما استشعرنبيل تفاجؤ عماد قال بفخر: هل تفاجأت

- أجل تفاجأت لأنني لم أكن أتوقع أن يكون طفل بكاء مثلك قد خطط لاختطافي

شعر نبيل بالغضب الشديد وقال: ماذا تقول!!

- كما سمعت، في الواقع كل عائلتك هكذا، إلا أخوك الكبير الذي قتل في ذلك اليوم منذ عشر سنوات، كان أخوك صحيح؟ ، لا لا كان أخوك غير الشقيق أليس كذلك.

أحكم نبيل قبضته على الخنجر الذي كان يمسك به ، وقام بجرح عماد جرحاً عميق قليلا على طول ذراعه .

تأوه عماد تأوهاً مكتوماً .

حينها قال عماد لنبيل: لماذا تفعل هذا.

- لكي أعود إلى المنزل.

استغرب عماد من إجابة ،أو بالأصح لم يفهمها فقال له: وضح

- حسناً. ؛ لقد كانت عائلتي هي زعيمة المنطقة ولا أحد يمكن أن يقف بوجهها، لكن للأسف لم يكن الجيل الجديد سوى فتيات فقط، وأنا وأخي ذاك كنا الولدان الوحيدان، وكل أعمامي وأقاربي عجزه، قد دمر قوتهم السن.

لذلك حين قتلت أحد الولدين وكسرت قدم الآخر .....

- أكمل

- أكملها بخيالك.

- لماذا منذ عشرة سنوات أجتمعتم علي هكذا ،أعني لقد كنا أصدقاء.

- السبب أتفه ما يكون، لقد سببت أخي وقد كان يريد أن يجعلك تحترمه.

ذلك السبب جعل عماد يستشيط غضباً ، كل ما حدث لأن حقيراً قرر أن عماد لا يحترمه.

إذن ماذا ستفعل بي يا .... أكان نبيل أم قمامه لا أتذكر.

- تعلم أن تحترم أسيادك!.

قالها نبيل بغضب وطعن عماد بجوار حاجبه الأيمن، ومن حسن حظ عماد أن جمجمته سميكه.

تألم لكنه لم يظهر، يود أن يقتله لكنه لن يفعل.

وبعدها انهال عليه بطعنات في أماكن مختلفة من جسمه ، فظل عماد يصرخ من الألم .





كان لؤي يفكر كالمجنون ليجد ما يفعله قبل أن تحصل مأساة لهذه الليلة لكن لا جدوى فجهاز التنصت لا يوجد به جهاز تعقب.





اسودت الدنيا في عين عماد وسمع صوتاً يقول له: اتركني أتولى أمره

- لا

- حينما يحين الوقت لا عليك سوى التفكير في الظلام.

وعاد كل شيء لطبيعة ، لكن عماد لا يزال مكبلا ومجروحاً.

تذكر عماد شيئاً فتبسم وقال: هل ستتركني في حالي يوماً يا نبيل

- أجل

شعر عماد بألم عميق لأنه ظن أنه سيعود صديقة مجدداً بعد أن يعود إلى المنزل ، لكنها كانت أوهام ، كان يريد أن يسمع فقط كلمة (لا) لكنه كان يعيش في أوهامٍ طفولية.

تملك الظلام فكره ، وبعدها سمع نفس الصوت يقول: قبلت طلبك بكالغرفه.

بعدها عماد فقد

الوعي، ومن ثم فتح عنينه لكن بنظرة مملوءة بالحقد والكراهيه، تلك النظرة كانت كفيلة بقتل دب .

تراجع نبيل إلى الوراء قليلا.

بعدها وقف بقدمه، لأنها لم تكن مربوطة ، وجر بظهره إلى الحائط ،فانكسر الكرسي حين اصطدم بالحائط ، شعر بالألم ولم يهتم .

انقض على نبيل الذي كان مذهولاً ، وظل يضربة كالمجنون على وجهه ، وبعدها قام بخنقه إلى أن مات ، قال عماد: أخيراً مات، لقد أكملت العدد.




وضع لؤي يده على رأسه بيأس وقال: لقد تأخرت.

كان نبيل صديقاً عزيزاً على قلبه، لكن لا يمكنه لوم عماد لأن نبيل كان هو من اختطف عماد.




سمع صوتاً يأتي من أحد أركان الغرفه ، فأمسك بالخنجر وانقض بسرعة على صاحب الصوت ، فقال: حسناً حسناً ، والد نبيل، جئت بنفسك لتشاهد ولدك، لا بد أن مشاهدته كانت جميله.

المهم لا أريد أي مما سرق القمامه ، اتركوني في حالي وإلا قتلتك حسناً ، وغداً هذا المكان يحرق، أو .

وحرك السكين أمام رقبته ، فهم معناها، فحرك رأسه إيجابياً.

بعدها خرج عماد من المكان وجسده مملوء بالجروح، وضع يده في جيبه يبحث عن نقود ،فوجد جهاز التنصت .

قال لجهاز التنصت : إذا كان من يستمع أحد أفراد عائلة نبيل، اتركوني وإلا قتلتكم.

أما إذا كان من يستمع هو لؤي فأخبر أختك أن تحضر الدجاج المقلي على العشاء ، و... أيضاً تعالى وخذني .

وقال عنوان الشارع الذي كان فيه ، كان يعرف العنوان لأنه كان قد أتى إلى هذا المكان عدة مرات

2018/08/30 · 458 مشاهدة · 1230 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024