وصل لؤي إلى عماد وهو في أقصى حالات القلق، كان جسد عماد مملوء بالجروح من قدمه حتى كتفه والدم يسيل من جسده .

عندما وصل ورأى مظهر عماد أصيب بصدمه ، قال له عماد عندما خرج من السيارة التي كان يركبها: لقد تأخرت.

بعدها سعل مره، الثانيه، الثالثة كانت دماً ، الرابعه، الخامسه، أغمي عليه.

تصرف لؤي بغير وعي، حمل عماد بصعوبة إلى السيارة وقادها إلى أقرب مستشفى، والتي كانت بالمصادفه هي المستشفى التي زارها عماد منذ مدة حين حلم الحلم الذي كاد يقتله، والتقى والده .

بعد أن دخل عماد غرفة العناية المركزه، ظل لؤي ينتظر خروج الطبيب من الغرفة ليطمئنه


في نفس الوقت

جالساً يشاهد أحد الأفلام ويفكر بشخصٍ ما قرر والد عماد أن يزوره، لكن لا يعلم مكانه، فكر قليلاً ثم قال في نفسه:سأزور المستشفى


في نفس الوقت

جلست منه بجوار النافذة تنظر إلى القمر وهي تفكر في شكل لؤي حينما خرج منذ مده ،فهي لم تره قبل قلقاً هكذا ، وعماد الذي خرج منذ ساعات، بمحاولة ربط بسيطه للأحداث شعرت منه أن عماد قد حصل له شيء.


في نفس الوقت

كان يفكر بلقائه قبل قليل بلؤي الذي جاء إليه وقال له: أنا أريد مساعدتك

قهقه قهقةً خفيفة: لؤي تلميذي النجيب يحتاج إلى مساعدتي بعد تلك المدة

- أرجوك يا دكتور خالد الموضوع مهم

- من أي نوع في الأمراض؟

-اضطراب تعدد الشخصية

شعر بجدية الموضوع: ذلك المرض ها، لقد كان ذلك الجزء هو العقده التي لم تستطع حلها حتى الآن، لكن بما أنك تعالج الحالات البسيطه منها فهذا يعني شيئاً واحداً، أن الحاله شديده

- أرجوك، سأحضره لك غداً لتراه

بعدها رحل لؤي على عجل تاركاً أستاذه في الجامعه في حيرة من أمره، لم يرى لؤي هكذا من قبل مهما كانت صعوبة الحاله.

قال في نفسه: لعله شخص عزيز عليه.

وقد كان محقاً فعماد كان كأخ كبير له ، كان يدافع عنه يضحك معه ، ينصحه ، يواسيه عندما يبكي، ولذلك فإن لؤي يشعر كما لو كان من واجبه علاجه ، لكنه لا يدري كيف أو حتى ما أصاب عماد، لكنه حين وجد أنه تغير في لحظة أول ما خطر على باله هو أن عماد مصاب بانفصام في الشخصية.


الحدث الأول

بعد مرور ساعة من الزمن ، وبعد رؤيته للممرضات يخرجن ويدخلن إلى الغرفة شعر أن هناك خطباً ما فسأل أحد الممرضات عن سبب خروجهن ودخولهن بتلك الطريقه فأجابتة بعجله: لقد فقد الكثير من الدم ، وليس لدينا أي أكياس دم من نفس الفصيله.

وما هي فصيلة دمه؟

- فصيلة دمه هي ( O negative).

ورحلت بسرعة تاركتاً لؤي يقع في بحر الأفكار السلبيه، فهو يعرف أن تلك الفصيلة هي أندر فصيلة دم.

هو لا يدري الآن ماذا يفعل، قدوته وسبب دخوله الطب النفسي سيموت وهو لا يدري ماذا يفعل.

يعلم أنه حتى إذا خرج من المستشفى ليبحث عن متبرع فلن يجده.

اسودت الدنيا في عينه وهو يتذكر كيف كان عماد يعامله بلطف ، حتى والدنيا كانت سوداء معه فهو كان وبالرغم من برودة كلامه إلا أنها كانت تشعر لؤي بالدفء.

وفي يوم من الأيام قرر أنه سيتعلم الطب النفسي لعلم كيف كان من الممكن لكلام عماد أن يكون لطيفاً بالرغم من برودته وبرودة قائله .

لكن الآن كل شيء سيختفي، فعماد سوف يموت.

قاطع شرود لؤي والد عماد الذي كان قد وقف أمامه وهو شارد: ها أنت ذا يا لؤي لقد درت المستشفى كلها، بالمناسبه أين عماد؟

تسللت دمعة من عين لؤي : إنه في هذه الغرفة.

وأشار إلى غرفة العناية المركزه

- ماذا حدث له

- لقد أصيب بجروح عديده ، ولا يوجد أكياس دم

- من فعل هذا؟

- نبيل

- وماذا حصل بعد ذلك

- عماد قتله

قهقه وقال:إذن لقد اكتمل العدد.

عاد إلى جديته وقال : أنا سأتبرع له.

ثم أوقف ممرضة كانت قد خرجت للتو وأخبرها بذلك.



كان عماد نائماً ، أو بمعنى أصح كان في غيبوبة وكان يفكر: لكي أعيد ترتيب ما حدث كي لا أصاب بالجنون: أولاً نمت يومان كاملان عند لؤي ، وبعدها خرجت لأتمشى خطفت من قبل نبيل وبعدها....، لا أتذكر ولكنني في المستشفى وعلى مايبدو أنني أصبت بجرح ما.

سمع صوتاً: عماد ....... عماد

- أيها الظل أنت لا تحتاج أن تتحدث كالأشباح في أفلام الرعب.

ذلك الرد فاجأ الظل الذي تابع قائلا: عندما تستفيق اعتذر لوالدك، ومن ثم تقدم لخطبة منه.

- لقد عرفت أنك من مثلت دور أمي وجئت لتقول لي هذا.

- لا لم أكن أنا بل كانت أمك حقاً

صدم عماد من الرد ، ثم تابع مدافعاً عن استنتاج لؤي: لكن لماذا لم تأتي من قبل.

- لقد جاءت كثيراً، لكن الظلام الذي غمرك في تلك الفترة أعماك عنها.

- ولماذا أصدق كلام من عذبني ، وكان السبب في أن أقتل سته من أصدقائي الذين كنت أحبهم

- ولماذا قد أكذب على من هم أضعف مني؟

صمت عماد تماماً ، وكان يفكر في صمته بأن ينفذ ما قاله الظل لأنه كان صحيحاً ، الطلب الثاني كان أسهل من الأول لكن لتحقيق الثاني عليه أن يحقق الأول.

بدأ يستعيد وعيه بعد مدة من التفكير ، وكان أول من رآه حين استيقظ كان والده الذي كان يجلس على كرسي بجوار السرير.

تلك كانت المرة الثانية التي يستيقظ ويجد والده هو أول من يراه ممن يعرفهم.

لأول مرة منذ عشر سنوات شعر عماد بأن والده يحبه(لكن هل هذا صحيح؟)

قال له والده: وأخيراً استيقظت يا أيها الكسول.

- الكسول؟ ، كم نمت

باغته الرد مباشرة من لؤي: اثنتي عشرة ساعة

جلس عماد جلسة كان معتدلاً فيها كأنه كان يقابل شخصية من مستوى رفيع ، وقال: أبي أنا آسف على ما حدث في آخر لقاء لنا، لكنني لم أتحمل أن يناديني أحد بالقاتل

- لا بأس، في الواقع أنا من يجب أن يعتذر لم أراعي مشاعرك وظللت أنعتك بالقاتل دون مبالاة لما حصل معك، وأيضاً لأنني وظفت لؤي لكي يراقبك

- مهلا ماذا قلت!؟؟؟؟؟.

2018/08/30 · 376 مشاهدة · 919 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024