قال عماد بعد أن سمع الجملة الأخيرة من كلام أبيه: مهلا ماذا! ؟؟؟؟؟، كيف حصل هذا

قال والد عماد بعد أن تفهم سبب صدمته: تلك قصة طويلة سأختصرها لك.

إلتفت إلى لؤي وتابع: لؤي اختصرها له

- مهلا لحظة ما شأني بذلك

- هل ستجعل الحديث يطول ؟

ونظر له بعين نصف مفتوحه وابتسامة تكاد تكون عبوساً.

تنهد لؤي وقال: لا بأس، كنت أمارس عملي كطبيب نفسي وفي أحد الأيام جاء والدك ،تعرفت عليه وأخبرته بهويتي فتذكرني على الفور، بعدها دعاني إلى منزله وقال لي أن أتجسس عليك، رفضت في البداية لكن بعدها عرض علي شاياً بالياسمين لم أستطع مقاومته.

نظر عماد لوالده وقال بشكل ساخر: أمازلت ترشي الناس؟.

- لا يا بني لقد حضرت شاياً بالياسمين حرفياً

- أكمل يا لؤي

- لا تقاطعني مجدداً ، المهم اتفقنا على أن أراقبك لمدة من الزمن منذ يوم هو كان سيحدده، وبعد أن طردك عندما جئت إليه منذ مدة اتصل بي وقال أن الأوان قد حان، وبعدها ظللت أراقبك وأنقل له كل ما تفعله وتقوله، وبعدها اختطفت وحصل ما حصل وبعدها ها أنت هنا، النهايه

قال عماد: هل قال لك أحد من قبل أنك أسوء راوٍ

نظر له نظرة مضحك وقال: أنت أيضاً ؟

عندما رأى نظرته وتعبيراته المضحكه ، ضحك عماد بسعاده للمرة الأولى منذ وقت طويل ، برؤيته لتلك الضحكه السعيده تبسم لؤي وهو يشعر أنه قد حقق إنجازاً .

كان ذلك الإنجاز بالنسبة له هو أفضل إنجاز حققه في حياته.




في أحد الغرف في المستشفى ،جالساً على كرسي مكتبي أسود اللون، وممسكاً بالملف الطبي لأحد المرضى .

أعاد بخنصره النظارة التي كان يرتديها والتي كانت ستسقط ، نظر باستغراب إلى الملف وقال : عماد سيد ها.

توقف قليلاً ثم تابع مفكراً: أليس هذا غريباً، مرتين يأتي لنا في أشهر قليله وعقله قد أستنزفت قواه، هل هذه مصادفه، لا لا مستحيل فهو لم يصب بهذه الحالة من قبل، إذن لماذا هذا الوقت بالتحديد ، هل لهذا علاقة بحدثٍ ما، ولماذا هذا الاسم مألوف ..... مألوفٌ أكثر من اللازم.





عاد لؤي إلى منزله وعاد عماد مع والده.

للمرة الأولى منذ زمن جلسا يشربان الشاي وهما يتبادلان أطراف الحديث ووالد عماد يتجنب ذكر ما فعله عماد حين قتل نبيل، لأن لؤي قد حذره أنه سوف يدمره نفسياً، لأنه كان يعرف أنه لن يتذكر لأنه يشك أن عماد يعاني من اضطراب الهوية التفارقي، ومن آثاره الجانبيه أن المريض لا يتذكر ما فعلته شخصيته الأخرى .

وصلا في حديثهما إلى نقطة مهمه حين قال الأب العجوز: ألن تتزوج يا عماد؟، لقد اقترب ميعادي وأريد أن أرى أحفادي

قال عماد في نفسه: ألن يتوقف الكل عن إخباري بهذا .

ثم قال لوالده بابتسامه: من تقترح علي؟

- منه أخت لؤي

قال عماد في نفسه: حتى أنت!!!!

ثم تابع قائلاً لوالده: ولماذا هي بالتحديد؟

- ببساطه أنت تعرفها منذ أن كنتم صغاراً تعرف مزاياها عيوبها، ما تحب وما تكره، وأخوها صديقك ، هل تريد أكثر من ذلك؟

- لا ، حسناً سوف أفكر في الموضوع.

كان عماد في الأساس قد قرر منذ صغره عدم الزواج، لكن الآن والدته ووالده والظل يريدونه أن يتزوج ومِن مَن من تلك الفتاه أخت صديقه العزيز، لكنه أيضاً كان يعرف أن كل هؤلاء لن يخطؤوا في اختيارهم له.



عاد لؤي إلى منزله وبمجرد أن فتحت له منه الباب قالت له أن هناك من ينتظره، دخل ليرى من هو فرأى الدكتور الجامعي الذي كان قد طلب مساعدته مسبقاً .

فقال له لؤي : يا أستاذ الا تعلم أن الوقت متأخر قليلاً ؟

- أعلم لكن يجب علي أن أساعدك بأسرع وقت، أريدك أن توصف لي الحاله وما مرت به من تجارب سيئه

حكى له لؤي ما مر به عماد ولم ينقص حرفاً ، تغاضى المعلم عن أسلوب روايته السيء وقال: يا إلهي لقد عاش ذلك الفتى مأساة بكل المقاييس.

- المهم هل لديك أي تفسير لحالته

- أعطني مهله عدة أيام وسآتي لك بالجواب، وأيضاً اسم المرض هو اضطراب الهوية التفارقي وليس ذلك الاسم الغريب الذي قلته لي، الآن وداعاً لأن الوقت قد تأخر.

2018/08/30 · 426 مشاهدة · 633 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024