15 - طلب قبل ميعاده

طلبك مفاجئ جداً يا عماد.

قالها لؤي وهو يستمع لعماد الذي جاء مع والده في صباح اليوم التالي من افتراقهما ، حيث جاء وطلب يد منه.

قال عماد بعد أن استشعر الجو الغريب الذي أحاط به من أستغراب لؤي وخجل منه الذي بدا على وجهها الذي احمر ، وأيضاً والده الذي تفاجأ ، فبالرغم من أنه هو من طلب ذلك منه لكنه لم يكن يتوقع أنه كان ينوي تنفيذ طلبه بهذه السرعة حين قال لوالده أنه يريد أن يزور لؤي معه، أعني من قد يتخذ هذا القرار بهذه السرعة، بضع عشرة ساعة كانت كفيله بجعل هذا الفتى الذي لم يكن يريد الزواج ولا يفكر فيه، أن يتقدم لخطبة أخت صديقة.

لكن استغراب والد عماد كان في أنه لم يفهم لماذا نفذ طلبه بهذه السرعة، فلم يكن يعلم أنه قد طلب منه هذا مرتين من قبل.

قال عماد: هذا الشيء ليس مستغرباً فأنا شابٌ ولدي وظيفة وشقة واسعة و.....

قاطع لؤي عماد : أنت لا تملك وظيفة وأيضاً حتى تلك الشقة الصغيرة التي كنت تستأجرها قد طردت منها، اعذرني ياعماد لكن هذه أختي التي نتكلم عنها ولا أريدها أن تعيش محرومه.

شعر الوالد بشعورٍ غريب لربما الخوف من ذكاء لؤي أو ربما الإرتباك بسبب ذلك الموقف الذي وضعه فيه عماد

قال عماد بكل أريحيه: أولاً أنا سأكون مدير الشركة التي يديرها أبي، وأيضاً أعيش في إحدى الشقق التي في بيت والدي، والآن هلا تابعت كلامي؟

أومأ لؤي برأسه إيجابياً ، فتابع عماد: وأيضاً منه تعرف مميزاتي وعيوبي وأنا كذلك أعرف مميزاتها وعيوبها، ما رأيك؟. قالها عماد وهو مبتسمٌ ابتسامة المنتصر.

جاء رد نبيل بعد نقاش استمر بينه وبين أخته لدقائق: سنتناقش في الموضوع ثم سأتصل عليك لأعطيك جواب أختي، حسناً ؟

قال وعلى وجهه نفس الثقة: حسناً خذوا وقتكم فهذا القرار قرارٌ صعب، إلى اللقاء.

وخرج هو ووالده وفي طريقهما للعودة إلى المنزل قال والد عماد: كيف عرفت بأنني كنت سأجعلك مديراً للشركه؟

- ظننتك لن تسأل، مبدئياً لأنني ظللت أعمل في تلك الشركة وسط الموظفين لفترة طويلة قليلاً وأعرف كيفية إدارتهم وأيضاً أنت لا تخفي ذلك الدفتر الذي تكتب فيه كل ماتريد فعله.

- هكذا إذن، أتعلم يا عماد لدي تلك القصة الطويلة التي كنت تؤلفها وأنت صغير وتوقفت بعدها.

- حقاً؟

- أجل

- عموماً أنا لا أتذكر.

- جيد... جيد، لما لا تقرأها حين نعود

- لا، بعد الزواج

- كيف تعرف أنهما سيوافقان

- مبدئياً لأهما يعرفان عني كل شيء تقريباً وتلك الثقة المزيفة التي أظهرتها لا بد أنها كانت كافية لخداعهما

- أتعني أن تلك الثقة لم تكن بسبب أن لديك كل الأوراق لصالحك

- في الواقع كنت واثقاً إلى أن كذبني لؤي ، كنت سأظهر ارتباكي لكنني تراجعت حين تذكرت أهم ورقتين وهما ما كتب في الدفتر وأيضاً أنك بنيت البيت بطابقين كل طابق فيه شقة واسعة وأنت تعيش في الطابق الأول.

- يبدو أن ولدي قد أصبح ذكياً أخيراً.

- لا أنت لم تكن لديك قوة ملاحظة فقط.

وظلا يتحدثان هكذا إلى أن وصلا إلى البيت



بعد مده اتصل لؤي على استاذه يطلب منه أن يزوره هو وعماد لكي يرى هل توقعه صحيح أم لا، وبعد مدة ليست بقصيره اتفقا على أنه سيحضر لؤي وعماد إلى منزل الأستاذ ليحدثه قليلاً ليعرف ما حصل لعماد ويحاول علاجه.

2018/08/30 · 387 مشاهدة · 512 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024