بعدها بيوم وبعد أن تناقش مع أخته قليلاً عن الزواج ، وبسبب خجلها الزائد من هذا الموضوع قرر أن يتركها ويذهب لجلب عماد الذي كان قد تواصل معه من قبل واتفقا أن يذهبا إلى ذلك الدكتور ليرى حالته.


وصلا بعد مدة إلى عيادة ذلك الطبيب، دخل لؤي أولاً وبعدها عماد وسلما على الطبيب بعدها سأل أول سؤال مهم: سمعت أنك تشعر أن لديك مرض ما، هل هذا صحيح؟

كان عماد يعلم أنه يقصد مرض نفسي بحكم أنه يعمل في هذا المجال فأجابه فوراً ومباشرة: لا.

همهم الطبيب قليلاً وقال: هل أنت متأكد؟

- أجل

- إذا قيل لك أن تصف نفسك بكلمه فما هي؟

- انسان

- أوصف لي حياتك في آخر عشر سنين

- جحيم يمشي علي الأرض وأنقض على حياتي في يوم كرهت سيرته.

- هل هناك شخص تود أن تكون مثله؟

- أتعلم في العشر سنين التي مضت عشت الجحيم لم أكن أرى أي إنسان كشخص جيد أو سيء و تعاملت مع الكثير من الجنون في الفترة الأخيره، حتى أنني واجهت شخصاً من ذلك الوقت، وأيضاً الكلام عما حدث وتذكره يؤلمني وليس لأي شخص أن يتكلم معي فيه، ولذلك أرجوك إذا كنت تريد أن تعالجني اسألني بجدية قليلاً.

تفاجأ الإثنان من كلام عماد ، وقال الدكتور بعد ثوان من الصمت: أنا لا أمزح معك

تفهم عماد أن ما قاله كان فظاً فاعتذر.

تابع الدكتور كلامه: هذا سيكون آخر سؤال لك إذا لم تجبه بالشكل الذي أريده فأنت ستكون مريضاً.

لم يعطيه عماد أي ردة فعل ، فهذا لن يكون مفاجئاً بالنسبة له بالنظر إلى ما حدث له حتى الآن.

تابع الدكتور: هل هناك شيء يأتي في أحلامك ، أو نوع من الكوابيس الغريبة تأتيك؟

بقوله هذا أول ما جاء في بال عماد هو الظل.

أجاب عماد بهز رأسه إيجابياً .

شعر الدكتور بالسرور لأن وجهه لم يلطخ أمامه وتابع: إذن كيف يأتي لك؟ ماذا يقول لك؟ وما شكله

شعر عماد بالحماسة التي دبت في ذلك السائل فأجابه: يأتي لي في أحلامي ويكلمني كلام غالبه إهانات ونوع من العذاب النفسي ، شكله... هو شيء أسود تماماً بنفس طولي وهو كيان ثلاثي الأبعاد.

تغيرت ملامح الدكتور: أي نوع من العذاب النفسي؟

- كوابيس تجعلني أكون في غيبوبه أو لربما تحذرني من شيء، لا أفهم ماذا يريد مني أو ما هو، لكن وجوده معي لم يعد يهمني كما كان من قبل، هذا غريب- أليس كذلك؟

- لا...لا ليس غريباً

لاحظ لؤي ذلك التغير متأخراً قليلاً فسأل أستاذه - الدكتور - هامساً: ماذا حدث؟

أجابه بهمس: أوصل الفتى إلى منزله وتعال إلى هنا.

عاد عماد مع لؤي إلى منزله بعد أن طمأنه الطبيب، حسناً في الواقع هو دكتور في كلية طب النفس -المهم- وصلا إلى المنزل فودعه لؤي في عجلة شك عماد بسببها أنها كانت بسبب الشيء الذي همس به ذلك الدكتور في أذن لؤي ، لكنه لم يبالي فالكل لديه أسرار يرغب في أن يعرفها شخص والآخر لا ، لكن ملامح لؤي بعدها كانت مقلقة بالرغم من أنها كانت للحظة، دخل إلى المنزل فوجد والده في انتظاره، سلم عليه وجلسا على الأرائك الموجودة في غرفة المعيشة ويتبادلان أطراف الأحاديث الساخرة تاره والحياتية تاره.

سأل الوالد عماد: أريد أن أعرف ، لماذا قتلت هؤلاء السبعة ؟، أنا لا أرى أن قتلهم بسبب أنهم قد ضربوك هو سبب منطقي حتى ولو أصبت

- وصل الحديث إلى تلك النقطه ها، لا بأس سأجيبك لكن بالمقابل لم لا تجبني على سؤال كنت أود معرفته منذ مدة طويلة جداً

- أجب سؤالي أولاً وبعدها سأجيب.

كانا يتحدثان بعفوية شديدة وكأنما يتحدثان عن إحدى البرامج الكوميدية المشهوره

- أتعلم لم أكن لأقول لأحد هذه المعلومة أبداً ولكن سأقولها لك أنت.

- ما هي

- في تلك الليلة لم يكن هناك فقط سبعة ..... كان هناك شخص ثامن معهم

- ماذا تقول؟، وماذا حدث ؟ لماذا لم يكن موجوداً ؟

- لقد أرسلوه ليحضر سكيناً ، كانوا يريدون قتلي، وبعدها مر زمن لم يعد فيه فشعر أنه سوف يأتي في أي لحظة.... كان الخوف والحزن هما المسيطران علي في هذا الموقف، بعدها سقطت على الأرض وأصبح بعدها تفكيري مظلماً ، قاتماً كقطع الليل ولم أشعر بشيء ، وعندما أفقت كانت الجثث حولي، وبالطبع بسبب أنني كنت صغيراً على رؤية هذا المنظر ورؤيتي للعصا التي كانت معي والدماء التي علي مع أنني لم أصب جعلتني لا أحتمل ذلك الرعب فصرخت ، بعدها جاءت أمي وماتت فلم أستطع ، أعني ذلك الصراخ كان يخفف عني قليلاً لكن موتها أثر كثيراً فلم أستطع التحمل فأغشي علي.

وهذا ما حصل في تلك الليلة ، هل أعجبك؟

لم يستطع الوالد الرد فأكمل عماد: والآن السؤال الخاص بي .

تابع بجدية: لماذا لم تقف بجانبي في تلك الظروف، كنت في أمس الحاجة إليك وأنت تخليت عني ولم تكتفي بل أنت وصفتني بالقاتل، لماذا أريد أن أعرف السبب؟

كان ذلك هو السؤال الذي لطالما راود عماد في أيامه الثقيلة وحتى بعد أن تصالحا، فليس معنى أنه قد تصالح مع والده وأعتذر له أنه سوف ينسى أنه الشخص الذي تركه يجول في تلك الدوامة الظلاميه.

2018/08/30 · 408 مشاهدة · 790 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024