18 - الحياة غريبة

منه كانت فتاة مثل كل الفتيات ، تحب الدمى والفساتين وتمثيل دور أميرة من الأميرات في أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تشاهدها وهي صغيره، كبرت وأصبحت فتاة جميلة أخلاقياً ومنضبطه فكرياً ، متوستطة الجمال شكلياً ،لم يكن لديها طموح معين في المستقبل إلى أن عرفتها صديقتها المفضلة على المسلسلات التركية الرومانسية التي كانت مشهورة أكثر من النار على العلم آنا ذاك، كانت س آخر سنة في الإعدادية وقتها وبدأت بتخيل أمير أحلامها ، شاب وسيم وعيونه زرقاء وشعر أسود ناعم وابتسامة لامعه تذهل من يراها.

هذا كان تخيلها إلى أن مات والدها فتلاشت الأحلام أمام تلك الفاجعة.

كانت تملك أمها لتواسيها وصديقتها، أما لؤي فلم يملك سوى عماد الذي كان يواسيه بكلمات كان يتمنى أن تقال له في محنته، كانت أحياناً تراقب لؤي وهو يتحدث إلى عماد وتشعر بالراحة من كلام عماد.

وما لبث الأخوان حتى ماتت أمهما، كان ذلك صعب عليهما جداً ، ولم يكونا يستمعان إلى أحد يود مواساتهما عماد فقط من تمكن من جعلهما يهدأن من أثر الصدمات.

حسناً مع كل هذه الأحداث كانت لا تزال متمسكة بصورة أمير أحلامها .

حتى تقدم إليها عماد لم تتوقع أن أول من يتقدم إليها سيكون شكله أقرب إلى المدمنين .

كانت مطمئنة أن أخوها الذي كان يكبرها بسنتين سيرفضه بشكل لا يجعله يحزن ، أو يشعر بإحراج ، لكنها لم تتوقع أنه سيأتي مع عماد بعدها بيوم أو اثنين ويقول لها أنه قد وافق عليه.

-ها!!!! ماذا تقول؟؟؟

قالتها منه وهي تحادث أخيها الذي أخبرها بالخبر وتنتظر منه التبرير

- اهدئي قليلاً إنه عماد، نحن نعرفه وهو يعرفنا وأيضاً هو خالٍ من العيوب تقريباً.

صمتت لفتره وهي تفكر في أي عيب قاتلٍ فيه ونسيت تماماً ما حدث له عندما نام عندهم .

تنهدت وقالت: إذا كان هذا اختيارك فأنا أثق به.

تلك الكلمات الأخيرة أشعرت لؤي بنوع التأنيب لكن الكلمات لا تعود لكي يعيد ما قاله في وقت سابق.




كان يقف أمام باب بيت عماد ويضغط على الجرس لكن لا أحد يجيب ، بعد أن وصل إلى هنا أخيراً لا يجد أحداً ، هل هذا نحس أم ماذا؟

ظل واقفاً ينتظر لعدة دقائق إلى أن مل الجلوس، لا يدري ما حصل مع عماد بعد أن ترك الجامعه ، رأى مظهر عماد في الجامعة فقط وقد كان كالهيكل العظمي ينظر دائماً بعيونٍ فارغة وردوده مقتضبة قصيرة جداً ووافيه بشكل غريب ، لا ينظر للشخص مباشرة وكان كالذئب الذي طرد من القطيع كانا زميلين في نفس الجامعة لكن تخصصاتهما مختلفه.

وقف الشاب يفكر في احتمالية تذكر عماد له، لكن هل من الممكن أن يتذكر شخصاً كان يعتبره مصدر إزعاج؟ ، بطرح ذلك السؤال على نفسه وقف الشاب بعد أن تحرك خطوات قليلة وهو خائف من أن يتم إحراجه من قبل عماد ، أو أن يكون عماداً مختلفاً يعيش في ذلك البيت.

التفكير في كل تلك الإحتمالات بدأ يشعره بقلقٍ مزمن فتوقف عن التفكير بذلك الموضوع وبدأ بالمشي مجدداً بعد أن توقف قليلاً وهو يفكر في سيناريو أنه سيكون عماد الذي يعرفه ويتعرفان على بعضهما وتسير الأمور كما تشتهي، لكن سؤال واحد فقط جعله يقف حائراً، لماذا هو يفعل هذا؟ هل لأن عماد كان زميلاً في نفس الجامعه؟ ، خطأ فهو كان يعتبر كمصدر إزعاج لعماد، أم لأنه مريض في المستشفى التي يعمل بها؟، لا لا فلا طبيب سيفعل كل هذا لمحاولة علاج مريض لم يطلب منه أي مساعده.

استقر بعد ساعة من التفكير العميق طوال سيره أنه يفعل ذلك من أجل من أجل حل غموض قد عثر عليه في حالة أحد المرضى ، كان ذلك هو التفكير الأكثر عقلانية بالنسبة له.

(لكن هل هذا صحيح؟)



كانت لتحضير الخطه والقائمه وما إلى ذلك وموعد الخطبة والأشياء الأخرى -لا أعتقد أنني تركت شيئاً- وقد كان مثمراً بالنسبة للؤي وأخته حيث طلب عماد منهم فقط أن تأتي بحقيبة ملابسها وذلك كان مكسباً بالنسبة لهم .

بعد تخطيط طال لساعات قرر إنها تلك الجلسة وعاد عماد ووالده إلى المنزل.

2018/08/30 · 380 مشاهدة · 614 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024