19 - شخصية متأخرة الظهور

اسمه نعيم، شاب في أواخر العشرينات ، أو ربما في منتصفها.

شاب إمتلأ جسده من العز الذي كان يعيش فيه ، لكنه كان يبدو أن فيه نحافة قليلة وله ذقن قصيرة تميزه عن غيره وعيناه سوداوين ، بشرته قمحية وقامته متوسطه .

كان ذاهباً إلى البيت الذي قيل له أن عماد يسكن فيه لآخر مره قبل أن ييئس تماماً من تلك الفكرة ، رن الجرس ، كانت الساعة الواحدة ظهراً لم يكن يتوقع برنه أن يجيب أحد ، لكنه كان مستعداً هذه المرة أن ينتظر ساعات طويلة.

رن أول مره وانتظر....... الثانية وأنتظر....... الثالثة ...ولم يلبث حتى سمع صوتاً من الداخل يقول: حسناً حسناً

شعر بنوع من الخوف لكن ذلك الصوت بلا شك كان صوت عماد!!.....

فتح عماد الباب وقال قبل أن ينظر للطارق: من أنت؟

شعر نعيم بارتباك وقبل أن يتكلم قاطعه عماد: هممممممم، لماذا أنت هنا ، يا نعيم

تفاجأ نعيم فلم يكن يظن أن عماد الذي لم ينظر لوجهه قط أن يعرفه بنظرة وأيضاً يتحدث بتلك اللهجة وكأنهما صديقان فسأله بتلقائة: كيف عرفت.

أجاب عماد ضاحكاً: بل أنا من يجب أن يعرف كيف عرفت عنواني؟

- آه....حسناً.....

قاطعه عماد: هل ستظل واقفاً هنا طوال النهار هيا تفضل.

كان ذلك اللقاء بالنسبة لنعيم مملوءاً بالمفاجآت كيف لعماد الفارغ أن يضحك بعفوية ويتعرف عليه من نظرة ويحادثه كما لو كان صديقاً له.

دخلا إلى المنزل ونعيم ينظر حوله يميناً ويساراً كأنه طفل تائه ، في الواقع لقد ظن أن هناك شخصاً انتحل شخصية عماد وهو يسعى إلى اختطافه ولذلك كان يبحث عن شيء يحمي به نفسه إذا تأكدت شكوكه، لاحظ عماد الأمر فقال له مازحاً انه لن يختطفه .

جلسا في غرفة المعيشة وكان والد عماد نائما ، وأخذا يتحدثان عن أشياء تافهة جداً ويمزحان.

كان نعيم يتناسى ذلك الشيء الغريب الذي يحدث ، فنسيه في خضم الحديث ونسي أساساً لماذا هو قد جاء إلى هنا ولماذا بذل كل هذا الجهد للقائه .

بعد ساعات مضت كثوان معدوده خرج نعيم من منزل عماد عائداً إلى منزله وحين وصوله تذكر ما نسية فصاح : تبا!!!!


كان لؤي يبحث عن الكتاب الذي كان فيه المرض التي ذكر أستاذة أن عماد مصاب به ، سأل اخته عنه بعد أن يئس من البحث في الصناديق التي فيها كتب طب النفس التي كان يقرأها لتوضح له عدداً من الأشياء التي تعذر عليه فهمها في دراسته للطب النفسي .


بعد مدة من خروج نعيم تذكر عماد أنه نسي أن يسأله عن سبب قدومه المفاجئ لكن لا بأس لأن الزيارات ستتعدد منذ تلك اللحظة ، لم يعلم لما استقبل نعيم هكذا بالرغم من أنه كان قد نسية تقريباً.

كان والده قد بدأ بمشاركتهم جلستهم .

مضت بعدها مدة من الصمت الطويل الذي لم يكن له مبرر، رأى عماد الظل مجدداً لكن هذه المره لم يكن في حلم لقد كان مستيقظاً وفي كامل قواه العقلية ، قال له الظل: موعدنا الليلة ....

واختفى.....

عرف عماد أن عليه السهر الليلة ،لكن جسده كان ثقيلاً جداً وعينه أصبحت بالكاد مفتوحه يشعر وكأن هناك من يمسك جفنه ويحاول إغلاقه.

ظل هكذا إلى أن غلبه النعاس فنام جالساً على الأريكه.

عماد........عماد........عماد

سمع الفتى شيئاً يناديه هكذا بشكل متقطع، لكنه مجدداً كان في ذلك المكان الذي لا يمكن أن تحدد له معالم من شدة الظلام

- مرحباً

لم يحدد عماد هية صاحب الصوت الذي حياه ، لكنه كان يعلم غريزياً انه كان الظل.... لكن هناك شيء غريب يشعر به عماد ، يشعر أن هناك اختلاف .

- لا رد ها؟.... حسناً يجب علي أن أعيد صوتي كما كان؟ لا بأس لا بأس

لم يفهم عماد ماذا يحدث ، ويغير صوته؟ لماذا قد غيره من الأساس؟

قال عماد: ماذا تريد هذه المرة مني ، هل أخطأت مثلاً؟

- كفاك تبجحاً ، الآن السؤال الأول: الآن هل أنت سعيد بأنك ستتزوج منه؟

لم يفهم عماد شيئاً سوى أن عليه الإجابة على تلك الأسئلة، لذلك فتح فمه وقال في برودة: ليس تماماً

- تشعر أنه تم إجبارك صحيح؟

- لا

-إذن بما تشعر؟

- أشعر أنني سأتزوج بعد مدة من فتاة لم أنظر لوجهها سوى مرة في طفولتي، أعني من قد يكره هذا الشعور؟

- وما رأيك بلؤي؟

نظر عماد نظرة استسخاف وقال: أنا لست شاذاً

- لم أقصدها هكذا!!!!

- كيف قصدتها إذن

- أعني ما رأيك به كصديق

- حسناً أنا أشعر أنه أخ لي، لكن ......لا أدري...

- ما رأيك بأن تراهما يموتان أمامك بأبشع الطرق؟

وبعدها ابتسم ابتسامة لم يظهر منها سوى أسنان كأسنان الوحوش ، كانت تلك الأسنان تضيء في ذلك الظلام فلم يرى من بسمته سوى الأسنان.

بعدها وما أدراك ما بعدها.

تغير المكان ، كان عبارة عن أرض عشبية حمراء من ضوء القمر الذي كان يبدو كنقطة دم في السماء.

شعر عماد بأنه جاء إلى هنا مرة من قبل، لكن تفكيره توقف حين نظر أمامه فوجد وحشاً ضخماً ، كان أشبه بالمستذئبين لكنه كان أضخم

توقع عماد أن ذلك الوحش سيطارده لكنه كان منهمكا بشيء فاقترب عماد ليرى ما يفعله فوجد الوحش يقطع وينهش ويشرح لؤي ومنه ذلك المنظهر أخاف عماد لوهله لكنه بعد ذلك ظل يشاهد بطبيعية شديده، لأنه قد أقنع نفسه أن هذا مجرد حلم سيء وسيمضي .

تبدل المكان إلى مكان آخر كان ذلك المكان ناصع البياض ظهر أمامه شخص لم يميز عماد شيئاً منه سوى أنها امرأه، تبسم عماد وقال: هل نفذت ألاعيبك أيها الظل لتظهر لي امرأة؟

قالت تلك السيدة بصوت مألوف: أحمق!!! وهل سيكون التعذيب في مكان ناصع البياض كهذا؟!!!

- لحظة ...... من أنت؟

سأل عماد ذلك السؤال وهو يرتقب الإجابة التي يود سماعها.

أجابت المرأة : حسناً أنا .......امك

إلتمعت عيناه ، ومن ثم قال بطريقة طفولية نوعاً ما: لقد تأخرتي

- حسناً هل نسيتني يا عماد؟

- لا.... بالطبع لا

- هل تستطيع زيارتي ؟

- بالطبع

- لماذ لم تفعل منذ زمن؟

- هل تظنينني كانت أعيش في أعلى درجات الرخاء؟؟؟؟؟؟؟؟

- رجاءً فالتزرني

- حسناً لا بأس غداً سوف أفعل بمجرد استيقاظي.

لم يستطع عماد أن يستشعر الظل في أي مكان لربما اختفى ولربما لم يكن موجوداً من الأساس، لا أحد في العالم يدري كيف ظهر ولا كيف يختفي.......

2018/08/30 · 420 مشاهدة · 962 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024