قتل ستة أشخاصٍ من أصلِ سبع اقترب من السابع بالعصا الحديدية ، قال له السابع بخوف: ت....ت... توقف أرجوك ، ابتعد.

برؤية ملامح وجه السابع الخائفة عاد الفتى إلى وعيه نظر حوله فوجد ست جثثٍ لأشخاصٍ يعرفهم ،نظر أمامه فوجد صديقة وعلى وجهه أمارات الرعب، في الواقع كان هؤلاء السبعة أصدقاء لعماد ، وبعدها نظر إلى يده وملابسة فوجدهما ملطخان بالدماء ويحمل بيده عصاً حديدية ثقيله.

ذلك المشهد جعله يشعر بدوار، سأل الذي كان سيقتله : م....من ف...ف....فعل هذا؟

قالها بارتباكٍ وخوفٍ شديد ، فأجابه الفتى بخوف : إنه.... إنه...أنت!

حينها بدأ الفتى يستوعب قليلا، بعدها بدأت يداه ترتعشان بشده وأسقط العصا .

جلس على الأرضِ ضاماً ركبتيه إلى صدره وممسكاً برأسه بيده الملطخة بالدماء.

وكان يقول: لا.... هذا لا يمكن ،أنا...... .أنا ل..ل..لم أفعل ذلك، هيا استيقظوا ، انتم .... أستيقظوا هذا ليس وقت المزاح.

نظر إلى من بقي حياً منهم بمنتهى اليأس وقال: نبيل، أرجوك أخبرهم أن يكفوا عن المزاح.

قال نبيل للفتى بيأس: هم لم يمزحوا ، هذه هي الحقيقة لقد ماتو جميعاً .

تلك الكلمات جعلت الفتى في صدمة كبيرة لأنه لم يكن يصدق ما يراه.

صرخ بعدها بقوة ، صرخ صرخة ألم ويأس وخوف وذعر.

كان هناك فتى وفتاة يراقبان من بعيد.....



لنعد إلى القصة الأساسية.

دخل عماد إلى البيت ، نظر إلى البيت من الداخل فوجده كما تركه قبل سنين ، أثاث لونه بني والأجزاء الظاهره من الخشب المستخدم في صنعه كانت ذهبية اللون ، الثريَّة المعلقة في السقف التي لم تتوقف عن الإهتزاز يميناً ويساراً منذ اشتراها والده ، والسلالم البنية لونها.

قال وابتسامة ساخرة على وجهه: لقد عدت.

كانت ابتسامته تسخر من حاله لأنه لم يظن أنه سيعود مجدداً بعد ذلك الإتهام المؤلم الذي اتهمه به والده ، خصوصاً انه جاء في وقتٍ غير مناسب بالمرَّه.

تابع قائلاً وابتسامته كأن فمه شل ولا يستطيع تغييرها: لو أنك صبرت قليلا حتى تتهمني يا أبي.

- ماذا كان سيحدث؟.

ظهر صوتٌ يقول تلك الكلمات لعماد ،فالتفت ليرى من هو فوجد أنه والده.

ومع نظرات الإستغراب الخاصة بعماد من ظهور أبيه المفاجئ ونظرات إبيه الحاده خُلق جوٌّ غريب.

تابع والد عماد بحده: ما الذي جاء بك هنا.

- ألم تكن أنت من دعوتني؟

- لقد غيرت رأيي لا أريد استضافة قاتل في منزلي.

تلك الجمله كانت كالقذيف، دمرت عماد تماما.

فقال محاولاً تمالك نفسه: لكنني لم أقتل.

- هل تقول أن قتل ستة من أصدقائك وبعدها أمك لا يعتبر قتلاً؟

ضحك عماد وقال لوالد بنبراتٍ شريره: معك حق، جيد جداً ، حسناً أيها العجوز اللعين أنا قاتل وسأقتلك لو ناديتني بذلك اللقب أيها الوغد.

غضب والده بشده ورفع يده لكي يضربه على وجهه ، وقبل أن يضرب عماد أمسك عماد يده وقال: لا أحد يضربني.

قال له والده بغضب: تأدب أيها الطفل أنا والدك.

ضحك عماد بشكلٍ هستيري وقال : والدي؟ أنت؟ ، لا تضحكني، والدي مات قبل عشر سنواتٍ مع أمي.

وخرج من البيت ورحل.

ذلك الحوار دمر هذان الإثنان نفسياً كما لو كان نيزكاً ضخماً وقع على نملة لم يرد الوالد قول ذلك لكن وجب تأديب ذلك الطفل الهارب.

ولم يرد عماد قول ذلك لكن كلمات والده جرحته بشكلٍ كبير .

أراد الإثنان أن ترجع علاقتهما كأب وابنه كما كانت ، لكن كان للقدر كلمة أخرى، لكن لربما سيكون ذلك تمهيداً للقائهما القادم .

كل ذلك هو جزء من حلقة مغلقة ذات مسار واحد ،المصير محدد قبل الولاده لذلك من المستحيل تغييره،و من المستحيل أيضاً أن يظل سوء الحظ او حسن الحظ ملازماً للإنسان طوال حياته.

فكل شيء مكتوب في المأساة المسماة بالواقع.

لذلك........ لذلك يجب أن يعيش

2018/08/29 · 426 مشاهدة · 565 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024