لم يعتقد جونغ جين أبدًا أنه سيتمكن من مقابلة الصبي الذكي مرة أخرى. يصادفون بعضهم البعض بانتظام في المطعم بعد أن يتغيب هو عن دروسه ويذهب لتناول طعام الغداء. وسرعان ما أصبح الشقيان رفيقي شرب.
نتيجة لذلك، قاد صديقه الحاذق جونغ جين لقضاء بعض الوقت في اصطياد الطيور والأسماك، حيث تحداه الأول بأنه لا يستطيع صيد سمكة واحدة.
لقد كانت نوعًا من الحياة الريفية التي لم يستمتع بها جونغ جين أبدًا خلال أيام مراهقته.
’في ذلك الوقت، حلمي كان الدراسة والذهاب لسيول. الحياة كانت قاسية وصعبة.’
ومع ذلك، تمكن من الدراسة جيدًا في الريف. كان يركز. لم يكن لديه أصدقاء، وبالتالي لم يتمكن أحدٌ من التنمر عليه.
كان من الصعب عليه الالتحاق بالمدرسة، لذلك كان يعوّض عن هذا بدراسة الكتب التي وزعها المعلمون وبعض محاضرات الكمبيوتر في أوقات فراغه. نظرًا لأنه لم يملك المال أثناء الكلية، فقد تمكن من استغلال وقته بشكل صحيح ومسؤول.
تلك كانت أياماً ملأى بالعقبات، ولم يكن يريد العودة إلى هذا النوع من الحياة.
فقط عندما انتقل جونغ جين إلى الرواية شعر وكأنه صبي في السابعة عشرة من عمره. حياة بلا قلق على العمل والمال.
وبالطبع، هنالك نبيذٌ يشربه.
على عكس الشائع، ليو لم يكن على معرفة بكلايو، لذا كان من المدهش أن يقضوا وقتًا ممتعًا معًا. استمتع كلاهما بالشرب وتعلم حيل جديدة طوال اليوم، وأصبحا تدريجياً أقرب إلى بعضهما البعض. أحضر الأولاد حقيبة مليئة بأشياء للمهام وبعض الألعاب، تتكون من مقلاع وطعم مصنوع من الريش.
في إحدى المرات، كان ليو يلعب بخنجر صغير وجده في مكان آخر. تعامل معه بمهارة أدهشت جونغ جين.
عندما رأى جونغ جين هذا، أنزل ابريق النبيذ الخزفي الذي كان يحمله وسأل, "ما هذا؟"
أجاب ليو "تدعى مهارة اليد الصغرى".
"ذلك مثيرٌ للإهتمام."
حدّق ليو في عينيه بنظرة مريبة.
كان جونغ جين أول من كسر حاجز الصمت بينهما "لماذا تنظر إلي هكذا؟"
قال ليو بجفاف: "لا شيء، اعتقدت أنك ستعجب بمهارتي أكثر قليلاً".
"ماذا تريد؟ إذا كنت تريد ردة فعل، انجز بعض المشاوير وارِهم".
"هاهاها، أنا جيد في هذا العمل. هل تظن أنهم قد يرغبون برؤية هذا؟"
قال كلايو "أجل، ولكن من الأفضل أن تغتسل اولاً."
"لا، إنه أمر مزعج. سأغتسل فقط إذا هطل المطر! "
"بالطبع، كل شيء يمثل مشكلة بالنسبة لك."
حينها، ذكّر ليو الفتى الشاب "حسن، هل لديك ما تقوله لنفسك، وأنت تتغيب عن الدروس في مدرسة باهظة الثمن؟"
"مهلا! ليس لأنني كسول. فقط حدث أنني... امقت المحاضرات الصفية".
"الامتحان النهائي يقترب بسرعة. ستُطرد إذا واصلت تفويت محاضراتك. انت تعلم ذلك صحيح؟"
ربما لأن ليو كان فتىً أجير، فقد كان يعرف قواعد المدرسة جيداً.
أجاب جونغ جين بلا مبالاة "من الرائع أن تستلقي في المنزل فحسب عندما تنسحب من المدرسة."
"هل لديك حصة سحر؟ أليس من المؤسف التخلي عن مادة كهذه؟"
"كيف يعد هذا مؤسفاً؟"
لكن ليو استفسر أكثر "لقد ولدت مع حساسية الأثير في حين أن الآخرين لا يملكون ذلك. ألست مهتما بالتفوق عليهم؟"
"لما علي ذلك؟ أنا راضٍ بالحصول على حياة عادية، أميل الى فكرة الاستلقاء وشرب الخمر اكثر، اذا اصبحت مدعياً أو ساحراً سيتم توجيهك طوال الوقت ومن يدري الى اين سينتهي بك المطاف تعمل."
باسترجاع الأحداث القادمة للقصة، فإن عصر الحرب سيحدث قريباً في غضون خمس سنوات، جونغ جين يجهل التطورات المستقبلية التي قد تحدث نتيجة تغيراته الطفيفة، ولكن إذا انهى دراسته في هذه المدرسة فإنه سيضطر للانضمام الى ساحة المعركة. هذا إجباري لجميع الطلاب لأنهم يخضعون للخدمة الإلزامية.
’مستحيل، أفضّل أن أكون راسباً على أن اذهب للجيش مرة أخرى.’
كان لدى جونغ جين تجربة مروعة في الجيش في ذلك الوقت. يمقت فكرة العودة. كان مصممًا على التعرض للطرد حتى يتمكن من الراحة والعودة إلى منزله في كولبوس في أقرب وقت ممكن.
’ما زلت صغيرًا، وسأستمتع بالحياة حتى النهاية. هل سيطردني والدي إذا فُصلت؟ لا بأس، لدي 400,000 دينار- سأتمكن من العيش بهذا لفترة من الوقت.’
مما استوعبه فإن 400,000 دينار يساوي 400 مليون وون.
قال ليو بابتسامة هائلة: "واو، أنت حقًا ... أحب هذه العقلية".
"انا افعل ما اريد."
"انظر، لقد صنعت سرًا نسخة من مفتاح غرفة سكن المعلمين. يمكننا ان نمرح، ولكن إذا لم تعجبك الفكرة، فلا بأس".
"لا، بالتأكيد. أنت رجل رائع".
أنهى الصبيان مغامرة اليوم بالاختباء داخل عنبر هيئة التدريس. كان ليو مسؤولاً عن المراقبة بينما زحف جونغ جين الصغير وسرق زجاجتين من الكحول.
اتضح أنه حصل على " نبيذ بوديغالاسان "، الذي كان بهيموث في المسكن يتوق إليه. كان للنبيذ جودة مماثلة في اللون والملمس لنبيذ بوردو وبدا باهظ الثمن من النظرة الأولى. على الرغم من استخدام أكواب خشبية، إلا أن الرائحة كانت لا تزال عطرة للغاية.
انهارت حياة كلايو آسر المريحة في أسبوع واحد فقط.
كاد جونغ جين أن ينسى أن المدرسة تملك صحيفة طلابية غير رسمية يتم نشرها بانتظام في الحرم الجامعي. يتذكر ان هنالك صحيفة لكنه لم يكن يتوقع أبدًا أن يهتم شخص ما بمراقبة أنشطة طالب منبوذ في المركز- الأخير مثل كلايو.