"يبدو أنك ما زلت تجهل الأشياء المهمة التي يجب أن تمتلكها في الحياة. مجرد ولادتك في هذا العالم لن يجعلك رجلاً. يجب أن تملك على الأقل واحداً من العناصر الثلاثة في الحياة؛ المكانة والثروة والموهبة".
"نعم، أنت على حق يا أبي. إنها الحقيقة القاسية".
"لقد ولدت في الأحياء الفقيرة في أوريون. لم أكن شيئاً في ذلك الوقت. لكنني نجوت وحصلت على منصبي وممتلكاتي بمفردي. أنا أفعل هذا لأمنحك حياة أفضل، يا بني، لئلا تمر بنفس الآلام والمعاناة التي عانيتُ منها".
ومن المثير للاهتمام، أن حديث البارون، ومظهره، وطريقته في التعبير عن نفسه، جعلت جونغ جين يشك إذا كان بالفعل قد جاء من لا شيء.
"أعلم أنك موهوب ب حساسية الأثير النادرة. انظر، حتى الطلاب ذوي الصفات الضعيفة لا يزال بإمكانهم تحقيق إنجازات عظيمة إذا تدربوا بشكل صحيح، أليس كذلك؟ فلماذا لم تحصل على حجر مانا لتسخير قوتك عندما ملأتُ حسابك بالكثير من المال لشرائه؟ يبدو لي فقط أنك غير مهتم بتحسين قدراتك".
لا إنتظر لحظة، هل تتهمني بعدم إنفاق المال الآن؟
بينما كان حبيس الحيرة، تجمدت ابتسامة كلايو.
"لذلك، تم توقيف حسابك. فقط بعد الامتحان النهائي عندما أرى النتائج سأقرر ما إذا كنت سأفرج عن التعليق أم لا." قال بارون آسر بابتسامة.
"!!!"
"... هل هذا مفاجئٌ للغاية؟"
كان جونغ جين رجلاً حُرِم بالفعل من الحظ الجيد. لكن في هذه الحالة، كان من المعقول له أن يغادر بلده حيث ولد بدلاً من أن يجد 400 ألف دينار في حسابه المصرفي ولا يستطيع سحبها.
’هيه، لقد أعطيتني اياه بالفعل، كيف تجرؤ على استعادته مني؟ ما هو القانون التجاري الذي يحكم هنا؟ هل يمكن لوالدي فعل ذلك لمجرد أنني قاصر؟ لو كنت أعرف ذلك، كان يجب أن أسحب كل أموالي ...’ تذمر جونغ جين في داخله.
"هل تعتقد أن هذا مفاجئ؟ أعتقد أنني منحتك الوقت الكافي بالفعل. حتى لو طلبت مني إعادة النظر، لا يمكنك تحقيق شيء ذي قيمة بدون قوة الإرادة. لذا، إذا لم أستطع رؤية أي إنجازات منك من خلال التعلم-"
لم يستطع جونغ جين، الذي كان قلقاً يفكر كيف يمكنه فك التعليق عن حسابه المصرفي، فهم كلام البارون.
"هل يمكنك تكرار ما قلت؟"
"ماذا؟ إذا فشلت، سأسجعلك تلتحق بالجيش كجندي خاص. في عمر السابعة عشر أنت كبير بما يكفي لكي تكون في الجيش!"
هل أنت مجنون؟!
كاد كلايو أن يحتج، لكنه عض لسانه ممسكاً بكلماته. يشعر حالياً بالألم لأن خطته الأولية كانت مغادرة البلاد لتجنب الخدمة العسكرية الإلزامية. لقد علق في مأزق: سواءً كان ذلك بعد خمس سنوات أو غداً، يمكن ان ينتهي به المطاف في الجيش في أي وقت.
في الرواية، كان من المحتم أن تحدث حرب وشيكة بعد خمس سنوات من الآن في هذا البلد. ومن ثم، كانت الخدمة العسكرية إلزامية بعد التخرج وكُلف الطلاب لأن يصبحوا ضباطًا. ومع ذلك، كان جسد كلايو الضعيف غير مناسب لأن يصبح درجة ثانية خاصة في سن السابعة عشرة. كان يعتقد أنه قد يفشل في الاختبار الجسدي بسبب حالته البدنية السيئة وافتقاره إلى الطموح في اعتبار نفسه رجلاً يمكنه أن يحقق المستحيل.
أبي، لقد حاصرتني في زاوية. يجب أن أتجنب حدوث هذا بكل الوسائل الممكنة.
أخيراً، تحدث كلايو بجدية بصوت أجش بعد أن قام بتقويم ظهره.
"كم عدد الدرجات التي تريدها؟"
"أنت تتحدث كما لو كان بإمكانك تحقيق ذلك. أعتقد أن الحادث الذي وقع في نهر تيمبوس غيّر نظرتك للحياة، أليس كذلك؟ لأول مرة منذ سبعة عشر عاماً، يرد ابني الثاني وهو ينظر مباشرة في عيني!"
كانت كلمات البارون تمدحه ولكن وجهه كان لا يزال بارداً.
"هل يمكنني الاعتماد عليك لتتصرف بشكل مختلف في المستقبل؟"
"حسناً، لم أكن مختلفاً كثيراً في البداية. لا أعرف ما رأيتهُ فيّ" أجاب كلايو.
لمعت عينا البارون وهو يراقب ابنه الثاني. لكن جونغ جين الممتعض لم يكن قادراً على ملاحظة ذلك.
"تأكد من ان تكون من ضمن الثلاثين الأوائل- على الأقل. لا تخيب ظني مجدداً".
"هل تقصد أنك ستلغي تجميد حسابي إذا كنت احد افضل ثلاثين طالباً؟ إذاً، ماذا ستفعل إذا كنت من ضمن أفضل عشرين؟"
للمرة الأولى، قام البارون، الذي كان يستمع إلى رد ابنه الثاني الراسخ الذي لا يتزعزع -وهو أمر نادر الحدوث- بإرخاء فمه وإعطائه تعبيراً دافئاً بعض الشيء.
"سأثني على جهودك وأضاعف مبلغ المال بعد إلغاء تجميد حسابك. هذا سيحدث فقط، إذا تمكنت من تحقيق ذلك".
بعد هذه الصفقة، شعر كلايو أخيراً بالحيوية وأجاب "من يدري، ربما يمكنني تحقيق ذلك."
في لحظة، كانت حساسيته تجاه الأثير تتدفق من خلال خدعته التي لا تقهر " الذاكرة ".
"لن أخذلك يا أبي." كان يعتقد.