هدوء يعم المكان .......
!!!!! ؟؟؟؟؟
يحاول يوشيرو استيعاب و فهم كلمات أمه الغير المنطقية بالنسبة اليه
و لوسي تحملق في أمها بنظرات غبية كأنها تقول ( هل يمكنك اعادة كلامك لو سمحت )
بينما الغريب مستمتع بردة فعلهم و ملامحهم التى توحي بانهم قد تلقو صدمة غير متوقعة !!! ؟
بالعودة الى الوراء قليلا
لقد كانت تبدو ملامح التوتر بادية على وجه ميزاكي
كما لو انها تصارع نفسها ، وتجبرها على اخراج تلك الكلمات .......
و اخيراً حزمت امرها ، و بدت في عينيها علامات الإصرار و الحزم
تنفست بعمق ، محاولة ادخال اكبر كمية من الهواء
تمهيدا لما ستقوله لطفليها ........ لانها تعرف ان هذه الكلمات ستغير مجرى حياتهم المسالمة
ميزاكي ( احم احم امّم يا أطفال أعرفكم هذا ........ عمكم ادوارد ....)
تصمت قليلا ، لتنظر الى صغيريها
لتجد انهم يبدو كما لوان الزمن قد توقف عندهم في تلك اللحظة ......... او انهم في دوامة من المتاهة
وهم ينظرون الى بعضهم البعض لعل احدهما قد يقول ان أمه تمزح كالعادة
.... و لكن ظنهم قد خاب ، عندما وجدو أنفسهم يحملون نفس التعبير المستفهمة و المصدومة
.
.
أعادو نظرهم الى امهم و هم يطالبونها بتفسير
فتنهدت ميزاكي بعمق و استطردت قائلة
( امّم ببساطة ، هذا الشخص هو اخ أبيكم اي انه عمكم ...)
حملق بها يوشيرو بقليل من العصبية و قال
( أمي هل تستهزئين بِنَا او تعتقدين اننا اغبياء ام ماذا ؟؟؟ !
نحن نعلم معنى ان يكون عمنا .......
و لكن نريد تفسيرا لهذا
بحق الجحيم ، كيف يأتي شخص غريب لم اره في حياتي بين ليلة وضحاها
و تقولين بكل برودة انه عمنا
الذي لا طالما تمنيناه ............!!!!!!!!! [ و قالها بصوت خائب ]
ثم أنتم دائما ماكنتم تقولون انه ليس لديكم عائلة او اخوة
و نحن الوحيدين الذان لديكما في هذه الحياة .......)
صمت قليلا و هو يشعر بغصة بحلقه ، ولا يستطيع إكمال كلامه
فساعدته لوسي و التى اخيراً قد تحدثت بعد صمتها
قائلة بصوت مهزوز و عينين متلالئتين بدموع محكمة سجنها
( هل ... هل .. كل هذا كذب !!! ؟ )
سالت و هي منتظرة بفارغ الصبر رد فعل ينفي ما تفكر فيه
... و لكن للأسف !!!......
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فقد كان صمتهما المطول دليلا كافيا على صحة كلامها
( شهقة ) و اخيراً انكسرت القيود التي تمنع الأمطار من الهطول و لانهار من الجريان
و أطلقت العنان لدموعها المكبوتة ....
و هي تردد ( لماذا !!!!! لماذا فعلتم ذالك !! ؟؟؟ لماذا !!!)......... و بصوت حزين يدل على ما تعانيه
حتى كادت ان تنهار ، فسارع والدها الى إمساكها قبل السقوط
و أجلسها على الأريكة بينما هي تقاوم دون جدوى
و ساساكي يحاول تهداتها ( اهدئي صغيرتي ...
دعيني اشرح لك ... أرجوك افهميني .!!)
لوسي ( ماذا افهم ؟؟؟ إنكم كُنتُم تخدعوننا طوال الوقت هااا !! )
ساساكي ( لا يا عزيزتي لقد كانت لدينا أسبابنا حتى نخفي ذالك عنكم )
لوسي بغضب و شبه صراخ ( أية أسباب هذه التي تجعلكم تكذبون على ابنائكم و توهموهم بانه ليس لديهم عائلة هااا !!! اخبرني ؟؟ !!)
و بينما كادت ان تكمل ... قاطعها يوشيرو
وقد تغيرت تعبيراته ، فقد اصبح هادئا و باردا على غير المتوقع
( تنهد بعمق ( لا باس لا بآس يا اختي دعينا نسمع ما عندهم ، ثم نحكم )
ارادت لوسي الاحتجاج ( لكن ...)
فقاطها ثانية ( أرجوك فقط اهدئي الان و دعينا نسمع شرحهم )
و فقط بعد عدة دقائق أومأت على مضض ، فهي لا يمكنها معارضة اخيها
خاصة و هي تعلم ان الذي يتالم اكثر هو يوشيرو
فلطالما رغب بعم او اخ كبير يؤنس و حدته ......
و يشاركه أسراره ، فاباهم كان دائما في العمل و نادرا ما يلعب معهما
او يمكث معهم في البيت و ذالك بحجة العمل ........ و العمل .........
و لهذا تأثرت نفسية يوشيرو كثيرا ، حتى اصبح غير مبالي ..
.
.
.
يوشيرو بهدوء مخيف و صوت حاد يسمع لأول مره ( كلنا اذان صاغية هيا .... ماهي اعذاركم )
لقد صدم هذا التغير المفاجئ في يوشيرو الجميع دون استثناء خاصة ميزاكي و ساساكي
فهذه اول مرة يَرَوْن ابنهم في هذه الحالة ، وهذا قد وترهم كثيييرا .
بينما الغريب او يمكن القول عمهم قد اظهر شبح ابتسامة لم يلاحظه احد
يوشيرو بصوت مرعب ( و اياكم ان تخفو اي شيئ ......
بقي صامتا لثواني قليلة كأنه يفكر ثم قال
انا ...... انا اعرف اننا لسنا من هذا العالم !!!!!.............. و اننا لسنا بشر !!! ؟؟؟ )
هدووووووء يعم المكان
اتسعت اعين الجميييع و هم يحدقون بيوشيرو
و كان أكثرهم صدمة هم الأبوين و هم يتسائلون
( ما ماذا !!! ؟ كيف .. كيف عرفت ذالك ......
من اخبرك بذالك ...)
هذه الكلمات كانت كافية ليتوقف دماغ لوسي عن استيعاب اي شيئ
و هي تحدق في لا مكان ، وتترد كلمات يوشيرو و أبويها في عقلها
( لسنا بشر .....!!! ؟ لسنا من هذا العالم ......!! ؟ لسنا بشر ....!! ؟ )
ولما لمح ادوارد حالتها تلك ، سارع ليصفعها بخفة حتى تستفيق
فقد كادت تتلف أعصابها من كثرة التفكير
و لما عادت لوعيها ...... نظرت اليه لتجده يبادلها النظرات
و ابتسامة مستمتعة مرتسمة على فمه ..!
اخيرااا بعد التزامه الصمت تحدث ادوارد
( ههههه لا يا عزيزتي لا ، لم تري شيئ بعد ....
هذه فقط البداية ، مازالت هناك عدة صدمات و حقائق لاستيعابها ......
ههه لهذا ابذلي جهدك و حافظي على وعيك ........)
بقيت لوسي تنظر له بغباء و هي تحاول فهم كلماته
............. و اخيراً عندما استوعبتها ... زادت صدمتها
( هااااه !!!! ؟ ما ماذا هل مازال هناك الكثير !!! ؟ .....)
فأجابها فقط بابتسامة صغيرة
بقيت متصنمة في مكانها .....
عند يوشيرو لما سألوه كيف عرف ذالك
يوشيرو بسخرية ( ههه ماذا هل ظننتموني غبي حتى لا انتبه لمحاولتكم اخفاء شيى ما عنا
هيييي للأسف فلقد عرفت .........
صمت قليلا و هو يشاهد تعابير والديه المصدومة
فأردف قائلا ( باختصااار شديد ...
... هل تذكرون قبل عشر سنوات
عندما كان عمري سبع سنين و في تلك الليلة العاصفة ...
رايتكما عن طريق الصدفة تتحدثان مع احد ما
من خلال جهاز غريب و سحري !!.......
لقد تحدثتم عن عدة أشياء ، لم افهمها بالبداية
و لكن عند اعادة التفكير بها ،
أصبحت افهم شيئا فشيئا
عندها قررت مراقبتكما ..... و البحث عن اي شيئ غريب في تصرفاتكما
و بالفعل لقد اكتشفت عدة أشياء مع مرورالوقت
و هكذا ....)
طوال حديث يوشيرو ، تغيرت تعبيرات ساساكي و ميزاكي اكثر من 10 مرات
و في النهاية قررت التوقف عند الصدمة الهائلة
فلما تذكرو تلك اللية ، تذكرو معها بان يوشيرو كان اصغر من ان يستوعب كلامهم آنذاك
فكيف لطفل في السابعة من العمر ان يكون بهذا الذكاء المخيف
وان يكون لديه مثل هذه الإرادة و الفضول من اجل معرفة شيئ ما
حتى انه أدى الى تتبعه لمدة عشر سنوات دون كلل
و هذا وحده مثييير للإعجاب
ظل الوالدين يحدقان في ابنهما بإعجاب و تعجب
و قلييييل من الخوف و الرعب من ذكاءه الحاد
............. حتى قرر ساساكي قطعه بقوله
(....... هل عرفت كل هذا فقط من خلال محادثة صغيرة !! ؟؟ )
يوشيرو وعلامات الاستفهام تملا راْسه ( اجل و ماذا تعتقد !! ؟؟؟؟ )
فتنهد ساساكي بعمق .. وبدا يقهقه بسخرية على نفسه
فقد اتضح ان ابنه اذكى منه هههه !!!!! هههه وهو كان اذكى اخوته ، و يلقب بالعبقري منذ صغره
قال ( ااه هووووو اذن لا خيار اخر ...... سأخبركم و لكن ليس كل شيئ
فعلى بعض الأشياء ان تبقى سرية الى ان يحين و قتها ..)
تذمر يوشيرو معترضا و بعبوس ( لكن يا ابي ، لما تريد اخفاء الأشياء
فأنا سأعرف كل شيئ عاجلا أم اجلا
...... او يبدو انك تحب الأسرار ههه )
فرمقه ساساكي و قال ( اجل أحب الأسرار
و لهذا سأدعك تكتشف الامر بنفسك
و اعهد كل شيئ للوقت
فالزمن كفيل بشرح كل الأمور ...)
تنهد يوشيرو و استسلم اخيراً ( شهيق ،زفير ... اااه حسنا لا باس !....)
.
.
.
.
في تلك الأثناء كانت لوسي غارقة في افكارها و هي تستمع الى المحادثة
القائمة بذالك الوقت بين يوشيرو و ساساكي
تنهدت بعمق و هي تسترق النظر بين الفينة و الاخرى الى عمها ادوارد
لوسي
{ أهه يا الاهي ساعدني في محنتي هذه
كيف انتهى بي الامر هكذا .... ؟؟؟
انا الان لا اعرف حتى ما انا .... او ماهي اصولي
وهذا يجعلني غاضبة جدااا ..... فأنا اكره الجهل
...... و مازاد الطين بلة هو هذا الشخص المدعي انه عمي
و تلك الابتسامة المستفزة التي لم تفارق شفتيه
ااااه ( بعصبية ) كم اريد قتله و تمزيقه و .....
اووه لا ..... لا لقد بدأت افقد السيطرة على نفسي
شخصيتي الاخرى بدأت بالظهور !!!!!
شهيق ،زفير ، شهيق ، زفير
على ان اضبط أعصابي و أتحكم في مشاعري
اوووووه تبااا لكل شيئ ...!!!!!
ثم ما بال اعصاب اخي الهادئة ، هذه اول مرة أراه هكذا
كما لو انه خال من المشاعر ، الم تاثر فيه كل هذه الصدمات المتتالية
...... واااه هذا مخيييف حقاااا
( بنحيب ) اهئ اهئ اهي اريد عودة اخيييي القديييم
اللعنة كل هذا بسبب هذا الشيطان الحقير
كل هذا بسببه 😠😠 فقط لو لم يأتي
عندها ما كان ليحدث اي من هذا
اهئ اهئ اهي ....}
لاكنها لم تعرف انه سواء أتى ادوارد أولم يأتي
فمن المقدر لهم المرور من هذه المرحلة
و اكتشاف الحقيقة ،لكي تبدأ قصتهم الأسطورية
التي ستخلد عبر العصور
...
.
.
.
.
.