تغيرت تعابير شاو تشينغ . وفي لحظة ، أصبح وجهها شاحبًا بدون أي أثار للدم على الإطلاق . ولأنها لم تكن ترغب في أن يصبح طفلها وحشاً يأكل البشر . وفي تلك اللحظة أرادت أن تبكي .


بعد أن وصل طفلها الذي طال انتظاره أخيراً ، وعلى الرغم أن وصوله كان مختلفًا تمامًا عما كانت تتوقعه . وبدون أي دعم من عائلتها ، أخرجت طفلها لوحدها في المستشفى .

ولكن حتى لو كان طفلها مختلفًا تمامًا عن الآخرين ، فإن شاو تشينغ كانت تتمنى أن ينمو طفلها سعيدًا وأن لا يتحول إلى وحش .

وبينما كان قطار أفكار شاو تشينغ يدور في الهواء ، كانت أعين شياو باوزي على رأس الجثة . ولم يكن حتى يعرف ما الذي يريده بالضبط ، وكان ببساطة يشير بإصرار على رأس الجثة .

" في داخل ... رائحة شهية جدا ..."

شاو تشينغ لم تكن متأكدة عما يجب عليها فعله ، ولكن بغض النظر عن أي شيء ، فقد كانت شخصا لا يتزعزع بسهولة ، وبالتالي هدأت بسرعة . ولابد أن هذه الأرواح عديمة القيمة , هي شفقة السماوات لها ، وقد سمحت لها أن تزحف من أعماق الجحيم للانتقام .


والآن الشخص الوحيد الذي يهمها في العالم هو طفلها . لذا لماذا عليها أن تهتم إذا تحول طفلها إلى وحشاً يأكل البشر ؟

هل يمكنهم أن يصبحوا أشخاص عاديين ؟

ونظرت شاو تشينغ إلى أظافرها السوداء النحيلة ، وعينها بدأت تزداد برودة . وبصوت مظلم ولكن هادئ قالت .

" حبيبي ، ماذا تريد أن تأكل ؟"

وكان شياو باوزي قلقا إلى حداً ما ، وكان يشير باستمرار نحو الرأس .

" في داخل…. في داخل…"

ونظرت شاو تشينغ إلى المكان الذي كان يشير إليه شياو باوزي . وبأظافرها النحيلة ، أدخلت أصبعها برفق إلى أسفل جمجمة الجثة حتى صادفت شيئًا صلبًا . و بوميض من المشاعر على هذا الاكتشاف ، أخرجت الجسم الغريب .

وأصبحت أصابعها الغارقة في الدماء تحمل الآن بلورة حمراء . وبالنظر إليها ، يبدو أن حجمها كان فقط كأظافرها ، ولكنها كانت لامعه ، وجميلة جدًا.

وأشرقت عيون شياو باوزي .

" ماما ، أكل ... أريد أن آكل !"

وبعد أن تأكدت أن الشيء الذي أراد طفلها تناوله لم يكن لحم بشري بل كان هذه البلورة ، تمكنت شاو تشينغ من تنفس الصعداء . وعلى الرغم من أنها كانت ستسمح لطفلها باصطياد الناس للحصول على الطعام ، إلا أنه كان سيصبح هناك عقدة في قلبها بالتأكيد .


ولكن الآن بعد أن اكتشفت أن ما أراد طفلها تناوله لم يكن ما اعتقدته في البداية ، ارتاحت قليلاً .

وكانت خائفة من أن الدماغ الذي على البلورة قد يزعج بطن طفلها ، لذا بسرعة غسلتها بالمياه النظيفة . وبعد ذلك فقط ، أعطتها لـ شياو باوزي .

وبعد أن وضعت البلورة في يد شياو باوزي ، اقترب شاو تشينغ من الجثث الأخرى لتبحث عن البلورات . وكان ذلك عندما اكتشفت ، أنه ليس هناك بلورة في دماغ كل شخص وأن البلورات لم تكن كلها من نفس اللون .

وفكرت أن البشر الخارقين هم فقط الذين يحصلون على بلورة داخل دماغهم . وإذا كانت قوتهم الخارقة أقوى ، فإن البلورة ستكون أكبر . ومن ناحية أخرى ، إذا كانت قدراتهم الخارقة أضعف فإن البلورة ستكون أصغر .

والقدرات الخارقة المختلفة ستنتج بلورات بالألوان مختلفة . وعلى سبيل المثال ، صاحب البلورة الحمراء هو مستخدم كرات النار .

وبعد أن تناول قطعتين من البلورات ، أصبح شياو باوزي ممتلئًا . وكان يتصرف كطفل مدلل ، وجلس في حضن شاو تشينغ ، وبينما كانت شاو تشينغ تستعد لوضع البلورات المتبقية في فضاء الأبعاد لشياو باوزي في المستقبل .

ألا أن شياو باوزي حث شاو تشينغ وقال .

" ماما تحتاج للأكل أيضًا !"

وحدقت شاو تشينغ بهدوء ، هل يمكنها أيضا أنها تأكل هذه البلورات ؟ وفي الحقيقة عندما كان شياو باوزي يأكل هذه البلورات ، كانت تحمل واحدة في يديها وشعرت بنوع من الامتصاص .


ولكنها لم تكن تخطط في الأصل بأن تستخدم أي شيء من مؤونة شياو باوزي ، وكان لديها هاجس بسيط أنه إذا امتصت البلورة ، فستكون قادرة على رفع قوتها .

وسيمكنها أن تزيد من قوتها وبذلك سيمكنها أن تصيد المزيد من البشر الخارقين من أجل شياو باوزي .

وأمسكت بالبلورة في كف يدها ، وأغلقت عينيها لتشعر بها . وفي داخل البلورة كان هناك ضوء سماوي وخافت ينبض . وبسرعة كبيرة ، تدفق إلى كفها وإلى داخل جسدها .

ولم تكتشف شاو تشينغ أن الاحمرار الداكن الذي في عينيها كان يتلاشى ببطء ، إلا أنها شعرت فقط أن العنف الذي في داخلها قد خف . وبسرعة ، أصبحت البلورة كومة من الرماد . وبهبة ريح ، انتشر الرماد في الهواء .

وشدت شاو تشينغ قبضتها ، وكما هو متوقع ، شعرت بأن جسدها أصبح أكثر قوة .

وتصرفت كما لو أن الجثث التي على الأرض غير موجودة ، وحملت شاو تشينغ شياو باوزي إلى الطابق الأرضي . وكانت السيارة الرياضية متعددة الأغراض التي قادها البشر الخارقون لا تزال في الطابق الأرضي ، لذا أصبح لدى شاو تشينغ وشياو باوزي وسيلة للنقل .

لأنه بعد كل شيء ، إذا اعتمدت على المشي لمغادرة المدينة واجتياز الأماكن الأخرى ، قد تصبح متعبة حتى الموت . لذا قفزت شاو تشينغ إلى السيارة . وبالنظر إلى عداد الوقود ، لاحظت أن الوقود قد استخدم بالفعل . وفي المقعد الخلفي ، كان هناك عدة براميل فارغة مرتبة . ويبدو أن هؤلاء الأشخاص كانوا يستعدون للذهاب إلى محطة الوقود في رحلة العودة .

وبالنسبة لمعظم الناس ، فإن السفر عبر مدينة مليئة بالزومبي سيكون الأمر صعباً ؛ ولكن لشاو تشينغ ، سيكون أمرا سهلاً للغاية . لذا أخذت شياو باوزي مباشرة إلى محطة الوقود ، وملأت السيارة حتى الحافة بالوقود . حتى أنها ملأت البراميل الفارغة ، وثم استعدت للمغادرة .

ولكن عندما كانت على وشك الدخول إلى السيارة ، سمعت صوت تمزق من الزاوية . و رفعت رأسها لتلقي نظرة ، وتبين أن بعض الزومبي شكلوا فوجاً .

أنها لم تشهد قبلاً صراعاً داخلياً بين الزومبي ، هل من الممكن أن الزومبي أيضاً يفترسون بعضهم البعض ؟

وبعد أن شعرت أن هناك شيئًا خاطئًا ، لم تدخل شاو تشينغ إلى السيارة . وبدلا من ذلك ، وقفت بجانب السيارة لتراقب ما يحدث أمامها . وبعد مراقبتهم لفترة ، وجدت أن واحداً من الزومبي كان يقتل الزومبي الآخرين دون توقف .

وعلى الأرض ، يمكنك أن ترى بعض جماجم الزومبي التي تم تمزيقها . وأخيرا ، حتى الزومبي المتبقين تم قتلهم بذلك الزومبي . وعلى الفور ، بدأ ذلك الزومبي في البحث داخل جماجم الزومبي الذي قتلهم للتو .

هل من الممكن أن جماجم الزومبي تحتوي أيضاً على بلورات داخلهم ؟

وهذا الأمر أثار اهتمام شاو تشينغ . ولذا ذهبت بحذر شديد لتحاول الاقتراب منه . ولكن بلمح البصر نظر إليها الزومبي الغريب ، وحدق بشاو تشينغ بعيونه السوداء المخضرة ، وكان في حالة تأهب .

يبدو أن هذا الزومبي أكثر ذكاءً وحذراً من الزومبي الآخرين . وإلا كيف استطاع أن يكتشف هذه الأشياء التي في داخل أدمغتهم وأخذ المبادرة لقتل الزومبي الآخرين .

وحتى بعد أن رأى أن شاو تشينغ لم تقترب منه ، لم يشعر بالراحة . بل بدلا من ذلك ، سرع بحثه داخل أدمغة الزومبي . وبعد أن عثر على بعض البلورات الرمادية ، تراجع ببطء وهو يحدق باستمرار في شاو تشينغ .

ولكن كيف يمكن لشاو تشينغ أن تتركه هكذا ؟ وسابقاً ، عندما كان هذا الزومي والآخرون يتقاتلون ، قيمت قوة كلا الجانبين . وعلى الفور ، تحركت لأنها اعتقدت أن الزومبي الذين مستواهم عالي لابد أن يكون لديهم بلورات كبيرة جدًا . لذا لابد إن هذه البلورات من هؤلاء الزومبي ستكون بالتأكيد كافية لإطعام طفلها وجبة كاملة . وكيف يمكنها أن تتخلى عن هذه الفريسة السهلة ؟

لهذا السبب تحركت شاو تشينغ بسرعة . واستغلت الوقت الذي كان يستعد فيه الزومبي للاستدارة والرحيل ، وانطلقت إلى الأمام . ومع ذلك ، ذلك الزومبي كان أكثر ذكاء ومرونة من الزومبي الآخرين . وعندما سمع الأصوات ، ودون أن ينظر إلى شاو تشينغ بدأ بالجري ، ليجد مكاناً ليتناول فيه البلورات .

ولم تتوقع شاو تشينغ أنه سيهرب على الفور ، وأصبحت مشتتة قليلا ، فالتفت ونظرت إلى الطفل الذي في السيارة ، ثم تخلت عن فكرة مطاردته .

وبندم عادت إلى السيارة ، ثم غادرت مع طفلها . وبعد حوالي خمسة عشر دقيقة أو أكثر ، شعرت شاو تشينغ بأن أحداً يرقبها سراً. وبلمحة واحدة إلى المرآة الخلفية ، وجدت أن الزومبي الغريب كان يتبع سيارتها !





----------------------





ترجمة : Hanin



2018/09/07 · 752 مشاهدة · 1355 كلمة
Hanin
نادي الروايات - 2024