حل الليل وغطيت السماء ببقع ساطعة ذات ألوان عدة.

كانت سماء الليل جميلة، ولكن لم يستطع فينسينت ان يتمعنها بسبب التعب الشديد الذي كان يشعره.

سار هو وراندولف نحو الكوخ وعندما دخلا، ارتمى فينسينت على السرير القشي وأخرج تنهيدة طويلة، ضحك راندولف على المشهد الذي امامه، وقال له ان يستريح جيدا، لان غدا سيكون شاقا جدا.

كان وعي فينسينت يدور ويتبخر من هذا العالم.

شيئا فشيئا، نام فينسينت ودخل عالم الأحلام.

....

" فينسينت! استيقظ!."

فتح فينسينت عينيه بسرعة وهو متفاجئ من الصراخ المفاجئ.

نظر حوله، كان متواجد في غرفة عادية، كانت الأرض خشبية بينما كان السقف مصنوع من الحجارة، كان يوجد العديد من السرائر في الغرفة منتشرة في جميع الغرفة، كانوا جميعهم سريرين فوق بعضهم، كما ان الغرفة كانت فارغة. كان يرتدي ملابس سوداء تناسب مظهره المظلم عادتا.

" فينسينت، هيا استيقظ، ايها الكسول."

نظر إلى مصدر الصوت، ورأى فتى لديه عينان صفراء قليلا، لم يستطع ان يرى ملامحه بشكل مناسب بسبب الإضاءة الخفيفة في الغرفة. ولكنه يمكنه تميز صوته بين مئات الاشخاص، كان يدعى ليونارد، فتى آخر في الميتم، وكان مثل أخ له.

" أنا مستيقظ، لا داعي للصراخ."

تحدث فينسينت بصوت مرهق قليلا، كان من الواضح انه يريد ان يكمل نومه.

" هيا ايها الكسول، فلنذهب."

" هاه؟ إلى أين؟"

كان مستغرب، أين يمكن ان يذهبوا.

" هل اثرت الكعكة المحترقة على ذاكرتك؟."

قال ليونارد بطريقة ساخرة.

" سوف نذهب لبيت العجوز نويل، أتذكر. لقد خططنا لشهر كامل لهذا الأمر ."

فتح فينسينت عينيه بإدراك الان قد تذكر، انهم كانوا يخططون لسرقة منزل رجل غني لشهر كامل، كاد ان ينسى هذا الشيئ.

" اوه، كدت ان أنسى ذالك."

حك فينسينت مؤخرة رأسه، بقليل من الاحراج.

" يالها من ذاكرة سيئة لديك، من الجيد انك لا تنسى اسمك واين يتواجد الميتم."

قال ليونارد ساخرا، كان معتاد على ذاكرة فينسينت المشابهة للسمك التي تنسى بعض الأمور بشكل مفاجئ.

" حسنا، فلنذهب، سمعت ان العجوز نويل في عطلة في القسم الشرقي من المدينة، انها فرصة جيدة لنا، بالحكم انه لا يوجد احد في المنزل الان."

أخذ فينسينت وليونارد حقيبة ظهر، كانوا يخططون وضع الأشياء التي سيسرقونها داخل الحقيبة، لم تكن كبيرة ولا صغيرة في الحجم، ولكنها ستفي بالغرض. فتح ليونارد النافذة وتسلق خارجا، امسك بالماسورة التي على الحائط وتزلج للاسفل، فعل نفس الأمر ولكنه اغلق النافذة قبل النزول.

سار فينسينت وليونارد خلال الأزقة المظلمة. كان الميتم على حافة الأحياء الفقيرة، بين احياءً الأغنياء والفقراء، لذالك لم يأخذوا وقتا طويلا حتى وصولو إلى بيت ضخم بطابقين، كان البيت مصمم بطريقة قديمة بالنسبة لبيوت الأغنياء التي بجانبه. كان يوجد سياج ضخم يحيط بالبيت كله وكان على قمة السياج حواف مدببة لمنع تسلق اي شخص. سار ليونارد حول السياج بينما كان فينسينت يلحقه، سرعان ما وصلوا إلى شجرة كانت اعلى من السياج نفسه، من النظرة الأولى استطاع ان يعرف ماذا سيفعلون.

" هيا، تسلق كتفي."

قال ليونارد ذالك قبل ان يسند ظهره على الشجرة ويميل برأسه لليمين. وضع فينسينت قدمه على كتف ليونارد بعد ان ساعده بيده، لم يستطع ان يصعد على الجذع بسبب طوله.

" اللعنه، لا أستطيع الوصول."

تذمر فينسينت، بعد ان سمع ليونارد ذلك، رفع قدمي فينسينت بيديه وقذفه للأعلى، ذالك ساعده على الإمساك بواحد من الأغصان التي كانت سميكة وتستطيع تحمل وزنه. قفز فينسينت من على الغصن إلى وراء السياج، هبط على العشب وشعر بالقليل من الألم في قدميه، لم يمر وقت طويل حتى لحقه ليونارد.

" هل انت متأكد انك لست قردا متنكرا على هيئة إنسان؟."

سأل فينسينت بشكل ساخر، لم يستطع تفسير قدرة ليونارد على التسلق على الرغم من طوله وعمره الصغيرين.

" أستطيع ان أؤكد انني لست متنكرا على الأقل."

ضحك ليونارد قليلا، قبل ان يبدأ بالحركة بإتجاه المنزل.

" هيا، فلنذهب."

لحقه فينسينت بسرعة. ذالك عندما وصلا إلى الباب الخلفي.

اخرج ليونارد مشبك شعر وادخله في فتح المفتاح بعد القليل من الوقت استطاع فتح الباب. دخل ليونارد. كان المنزل ضخم جدا، كان المطبخ لوحده اكبر من غرفة الاستقبال في الميتم.

كان العجوز نويل لديه اهتمام بالتاريخ والآثار، لذالك استطاع فين ان يرى بعض التماثيل الغريبة والصور الزيتية المعلقة على الحوائط.

" حسنا، هل تريد ان نفترق، ونبحث عن شيئ ذي قيمة."

سأل ليونارد بينما كان ينظر إلى محيطه.

" هذا افضل خيار، اشعر بشيئ سيئ سيحدث إذا بقينا هنا لوقت طويل."

" توقف عن التشائم يا صديقي، لن يحدث شيئ."

قال ليونارد بإبتسامة على وجهه.

" إذا قلت ذلك."

لم يجادل فينسينت كثيرا وبدأ بالتحرك نحو الدرج المؤدي الى الطابق الثاني. كان ليونارد يبحث في الطابق الاول ويلتقط الفخار وأي شيئ مشابه له يمكن ان يباع في الأسواق المخفية

فتش فينسينت الطابق الثاني وكان يوجد فقط بضعة غرف، وحمامين، ولم يكن هنالك تلك الأشياء الثمينة فيه.

' اللعنة عليك ايها العجوز، هل تأخد جميع الأشياء الثمينة عندما تخرج؟. وايضاً لماذا يوجد حمامين، هل تمل من واحد فتذهب إلى الآخر.'

تذمر فينسينت قليلا داخل رأسه، حتى وصل إلى باب غرفة لم يفتشها بعد، كان الباب كبير نسبيا. اخرج مشبك شعر وحاول فتح الباب، لم تكن مهاراته في فتح الأقفال مثل ليونارد ولكنه استطاع في النهاية ان يفتح الباب.

كانت الغرفة كبيرة جدا، كان يوجد مكتبة عملاقة تصل إلى السقف من اليمين، بينما كان يوجد نوافذ ضخمة على اليسار، كانت النوافذ والستائر مصممة بطريقة قديمة وليست مثل الطريقة الحديثة التي يمكن رؤيتها في اي بيت لعائلة متوسطة، كان يوجد مكتب متوسط في نهاية الغرفة وورائه كان يوجد مدفأة. كان يوجد على المكتب جهاز حاسوب وبضعة كتب وملفات. مكتب نموذجي جدا .

وصل فينسينت للمكتب ولم يكن هنالك شيئ ثمين غير جهاز الحاسوب ولكن بالطبع لم يستطع وضعه في الحقيبة. رأى بعضة ادراج وحاول فتحها، ولكن بالطبع كانت مقفلة، فتحها بمشبك الشعر.

' يجب ترقية مشبك الشعر هذا، ليصبح السيد مشبك شعر، كيف يمكنه فتح اي باب وقفل.'

فكر فين قليلا قبل فتح الدرج، كان يوجد بضعة ملفات وامور ثمينة أخرى مثل ... كانت فقط قلادة.

'هل هذا العجوز مقتصد ام ماذا، لم اجد اي شيئ ثمين في منزله اللعين هذا.'

تذمر فينسينت قبل رؤية شيئ لفت انتباهه.

كان كتاب فوق المكتب مثل اي كتاب آخر، كان غلافه اخضر مهترئ وكأنه سيتمزق في اي وقت، كان يوجد بضعة كلمات عليه، ولكنه تفتجئ منها.

" نيوناد."

كانت مكتوبة بخط يد عجيب، وكأنه رسام قد كتب هذا.

' نيوناد ؟ ماهذا ؟'

فتح فين الكتاب، كان يوجد الكثير من الأمور التي لم يفهمها، التي جعلت رأسه يشعر بالدوار.

' المتسامين؟ حرب السيادة؟ ماهذا الهراء؟'

لم يزعج فينسينت نفسه كثيرا وارجع الكتاب إلى محله، ذالك عندما رائ صندوق صغير بجانبه. كان الصندوق مظلم ولا يمكن رؤيته مع الاضائة الشبه معدومة في الغرفة، مد فينسينت يده ومسك بالصندوق وفتحه. كان يوجد كرة صغيرة يمكن اخفائها في قبضة اليد، كان لونها قرمزي، وكأنها خلية دموية.

رفع فينسينت رأسه قليلا، ورأى ليونارد يدخل إلى الغرفة مسرعا، كان وجهه مليئ بالعرق بينما كان يغلق الباب!.

" ليونارد؟ ماذا بك ؟"

" علينا الخروج. بينما كنت في الاسفل، سمعت احدا يفتح الباب الرئيسي!."

" هاه؟ هل العجوز نويل قد عاد؟."

كان فينسينت قد بدأ بالتوتر.

" لا اعرف، ولا ارجح ذالك. على اي حال، علينا الخروج!."

ذهب ليونارد إلى واحدة من النوافذ وفتحها، كانت المسافة عالية من هذا الطابق إلى الأرض. وضع فينسينت الصندوق في حقيبته واتى خلفه.

" اللعنة، اتمنى انك لا تفكر في ان نقفز من هنا."

" بالتأكيد كلا ايها الاحمق."

نظر إلى الجدران التي في الخارج، ورأى ماسورة متصلة في الأرض.

" هناك، يمكننا تسلق تلك الماسورة. ولكنها بعيدة نسبيا."

بدأوا يسمعوا صوت اقدام تقترب من الغرفة، إلى ان توقف على ما يبدو امام الباب.

" إذا علينا القفز اليها."

دفع باب الغرفة، وظهر عدة اجسام خلفه، كان جميعا طوال القامة بينما كانوا يرتدون أقنعة لإخفاء أوجههم، نظرت المجموعة إلى الثنائي الذي عند النافذة.

قفز ليونارد وأمسك بالماسورة ونزل إلى الاسفل.

حاول فينسينت اللحاق به، ولكن واحد منهم امسك به من الحقيبة. حاول الإفلات منه، ولكن ذالك أدى إلى خلع الحقيبة. قفز فينسينت نحو الماسورة ونزل إلى الاسفل.

نظر الرجل نحوهم بعدها نحو الحقيبة وفتحها، ارجع بصره نحوهم، وبعدها ذهب بعيدا عن النافذة.

ركض فينسينت وليونارد، نحو الحديقة الخلفية، من حسن حظهم انه كان يتواجد بعض الصناديق التي يستطيعون تسلقها.

ركض الثنائي نحو احد الأزقة القريبة، لالتقاط انفاسهم، أخذ فينسينت نظرة نحو الطريق الذي سلكوه.

" يبدوا انهم لم يلحقوا بنا ."

______

رأيكم في الفصل

2024/11/26 · 21 مشاهدة · 1314 كلمة
Ashura
نادي الروايات - 2025