شعر بالخدر واصحبت عيناه ضبابية قليلا. حاول عدم السقوط، ولكن سقط نصله ولم تستطع قدماه تبقى صامدة اكثر من هذا.
لهث بقوة، بينما شعر بالخدر والألم في جميع أنحاء جسده، كانت هناك أماكن أصيب فيها من قبل الوحش من قبل، عاودت الظهور الان.
بدأ رمز القمر القرمزي الذي على النصل يصبح باهت اكثر فأكثر، إلى ان اختفى كليا، وكأنه لم يتواجد أبدا.
نظرت لوريا عليه، ومازالت ترتدي ذلك التعبير الهادئ والغير المبالي. كانت تظن ان الأمر قد انتهى اخيرا، كان من الواضح على فينسينت انه لم يستطع ان يكمل القتال، في الحقيقة، كان يمكن القول انه على وشك ان يغمى عليه.
" ان مقاومتك عديمة الجدوى، فقط اقبل مصيرك." قالت لوريا هذا بعدما رأته يحاول ان يقف ولكن دون جدوى.
عندما سمع فينسينت ذلك، شعر بالغضب تلقائيا. كان قد اتى من عالم اضطرّ يقتل الناس، حتى وان كانوا أبرياء من اجل ان يبقى على قيد الحياة، ومن اجل الطعام بالطبع، كانت البيئة التي عاش بها، جعلته مهيئا للأمور مثل هذه، كما انها جعلته مثابر، لن يستسلم حتى وان كانت جميع المؤشرات تؤدي إلى طريق واحد. لذلك قول " اقبل مصيرك" امر مزعج بالنسبة له، كان وكأنه يهدم جميع ما ثابر من اجله ويقول عكس ما كان يحلم.
كان قلب فينسينت ينبض، سواء كان من الإرهاق او الغضب، شعر وكأن دمه يغلي ويجعل جسده ساخن مثل اللهب. شعر بقدميه تعود لحالتهم الطبيعية، بينما شعر وكأن وعيه يعود له، وقوته تعود ايضا، شعر وكأن حيويته تعود تدريجيا.
...
وقفت لوريا من دون حراك وهي تنظر على فينسينت الراكع على ركبة واحدة وهو مرهق، كانت تظن انه سيكون قتال ضاري، ولكن اتضح عكس ذلك، يمكن سبب ذلك انه لم يستنتج بعد سبب عدم استطاعته تصويب ضربة مناسبة عليها، وكانت متأكدة أنه إذا أخذ القتال وقت اطول كان سيعرف بحكم ذكائه الذي أظهره قبل قليل، ولكن لحسن الحظ لم يطول القتال اكثر.
او هكذا كانت تظن.
عندما بدأ فينسينت يقف على قدميه مرة أخرى ويمسك بالنصل الفضي، تفاجئت في البداية من مثابرته، ولكن لم تخف وكانت تظن انه سيأخذ مجرد بعض الوقت حتى يعاود السقوط، ولكن ما جعلها تتوتر هو ما رأته بداخله.
عندما استخدمت أعين الحورية الخاصة بها، استطاعت ان ترى نفس الخيط الأخضر من تلك المرة، ولكن في هذه المرة كان الخيط ينبض بهالة كما ان لونه كان اخضر مثل اليشم.
كان يتحرك في جميع أنحاء جسد فينسينت، من يديه حتى قدميه، وبعدها مثل المرة السابقة، اختفى في مكان ما في جسده.
لم تكن تعرف ما هو هذا الشيء او ما هو مصدره. يمكن ان يكون من الداعم المحتمل الخاص بفينسينت، وهذا كان احتمال كبير، ولكن شعرت انه يوجد لغز اكبر به. لكن، كانت توجد أمور اكبر لتهتم بها.
...
وقف فينسينت على قدميه، بعدما شعر بالاندفاع القوي للطاقة في جسده، وكأنه نام لمدة ثلاثة أيام بعد تدريب شاق. كانت عضلاته مليئة بالطاقة، ودمه يغلي ويحثه على التحرك.
كان يشعر وكأنه كان يستطيع ان يقاتل اثنين من تلك الوحوش في نفس الوقت. نظر نحو لوريا الذي خبأت صدمتها جيدا، لم يكن يعرف من اتت هذه الدفعة من الطاقة، ولكنه سيرحب بها ما دام الأمر متعلق بحياته.
" لا اظن انني سوف اقبل مصيري."
ابتسم فينسينت قليلا، بينما اندفع مرة أخرى نحوها.
ما جعله على شفى الموت الان، هو الإرهاق وليس الضرر، لذلك، ما كان يجب ان يعرفه هو كيف يمكنها ان تتجنب ضرباته، او على الأقل ضربة واحدة تقترب منها.
بدأ يفكر قليلا، وذلك عندما رأى أعينها. كانت لوريا تنظر نحوه مباشرة، من الدون النظر حتى على النصل الذي يقترب منها، ومع ذلك تتجنبه بسهولة.
تفاجئ فينسينت من هذا، كان وكأنها تستطيع ان تعرف ان الضربة سوف تأتي حتى قبل ان تقترب منها. ' ما معنى هذا الهراء.' حاول فينسينت عدة مرات.
لدرجة انه حاول خداعها، بحيث ان سيمثل انه سيضرب عنقها، ولكن في النهاية يحاول ضرب صدرها، ولكن ايضا، لم تعمل هذه الطريقة واستطاعت تجنبها. كانت وكأنها تستطيع قرائة أفكاره، واين سيضرب.
'اجل، تقرأ افكاري.'
ظن فينسينت في البداية، ان قرأة الأفكار لن تفيد في القتال، وأنها تقتصر على قراءة ما يدور في عقل الشخص من "كلام" وليس افعال. ولكن الان اتضح عكس ذلك تماما، او حسبما يظن فينسينت، يمكن ان يكون السبب مختلف تماما، ولكن سيحاول ان يجعلها لا تقرأ أفكاره، وما هي الطريقة؟
ان لا يفكر من الأساس.
لم يكن فينسينت يعرف كيف يمكنه ان يفعل ذلك، ولكن كانت الفكرة الرئيسية في رأسه، هو جعلها لا تعرف أين سيضرب، وعدم التفكير بها.
...
عندما رأت لوريا فينسينت، يحاول ان يسقط ضربة عليها، سخرت في داخلها، كانت تظن ان من المستحيل عليه ضربها. ولكن سرعان ما حصل عكس ذلك.
اندفع فينسينت نحوه، وهو ممسك بالنصل الفضي، صوب النصل نحو خصرها، كانت تظن انه ستسطيع تجنبها، ولكن فجأة تحرك مرة أخرى، وصوبه نحو احد اقدامها، تفاجئت لأنها لم تستطيع رؤية اي تصور لكيف سوف يضرب واين. ولكنها كان امر سهل نسبيا لتجنب هذا النوع من الضربات.
ولكن ما لم تتوقعه، هو ان فينسينت، سوف يحول ضربته مرة أخرى ويضرب جسدها العلوي. قطعت الضربة، جزء من لحم كتفها، كما ان القطع كان يصل من اعلى صدرها عن كتفها. سال الدم من هاته المنطقة وسقط على الارض، كما انه سال على النصل الفضي.
ظهر رمز القمر القرمزي هناك، كما لو انه ظهر بسبب الدم الذي يسيل على النصل. شعر فينسينت بالتعطش للدماء مرة أخرى، كما انها كانت اقوى من قبل.
لم يتوقف حتى ترتاح لوريا، او ان تحلل ما حصل. بل اندفع مرة أخرى، وضرب النصل بخصرها، وظهر جرح خفيف هناك، لأنها استطاعت ان تحرك، جسدها في الوقت المناسب.
...
شعر فينسينت بالقوة التي تسري في دمه، وكأنه يوجد خزان طاقة يمده بطاقة لا نهائية، لدرجة انه شعر انه لا يستطيع ان يقف من دون ان يفعل شيء.
استمر هذا الأمر لمدة، يحاول فينسينت ان ينزل ضربة قاضية، ولكن في النهاية ينتهي الأمر بمجرد جرح. إلى ان تم تعبئة جسد لوريا بالجروح والدماء.
كان ردائها الأزرق مليئ بالدماء الطازجة، بينما بشرتها التي كانت تنضح بالقوة، الان شاحبة ومليئة بالجروح، كان الجرح العميق الذي على كتفها، يصرخ بألم لا يحتمل، جعلها ترغب بالصراخ والالتواء من الألم.
كانت تظن ان الأمر سيكون غير متعب وسهل. ولكن الان، كانت مغطى بالجروح والشخص المعني سليم وحتى مازال يحاول قتلها، يا له من سوء الحظ.
لم تكن تظن انها سوف تلجأ لامر مثل هذا في النهاية، ولكن لا يوجد حل آخر.
شعر فينسينت، بقوة ضخمة تخرج من لوريا، ومن باب الحذر، تراجع وابتعد عنها. كانت بشرة لوريا الشاحبة، تتغير وتتحول لشيء آخر، اصبح لون بشرتها ازرق غامق، وكان على وجهها بعض الزعانف. تحولت عيناها الزرقاء الغامقة، إلى كاملة الزراق، وتوجد نقطة زرقاء فاتحة في المنتصف.
تغيرت أيديها إيضا. مع ما يشبه المخالب الصغيرة نسبيا ظهرت. كانت الان تشبه الوحش حقا.
" ظننت ان الأمر سيكون سهلا، لكن اتضح انه العكس. علي ان اهنئك، انت اول شخص جعلني اظهر في هيئتي الحقيقية منذ زمن، هذا إنجاز ولكن لا فائدة منه، لأنك ستموت الان".
قالت لوريا ذلك، بصوت من الغرور.
" لقد قلت ذلك قبل قليل وكنتي على شفى الموت."
ابتسم فينسينت قليلا، وهو متأكد انها فهمت ما قصده." هاته المرة لن تعرف ما الذي سيحصل، لقد حذرتك."
عندما قالت ذلك، توهجت أعينها بضوء باهت من الصعب رؤيته. شعر فينسينت بألم من داخله، وكأنه يتمزق.
شعر وكأن الألم لم يكن يأتي من جسده. بل وكأنه كان من شيء غير ملموس بداخله.
____
رأيكم في الفصل