التوى جسد فينسينت من الألم، وكأنه يوجد ملايين الأدوات الحادة التي تضرب قلبه.
حاول مقاومة الألم، ولكن من دون جدوى، شعر وكأنه لا يملك سيطرة على نفسه وكأنه يريد ان يستسلم. كانت أعين لوريا تتوهج بضوء خافت، تساقط بعض العرق على جبينها وكأنها كانت تقاتل منذ عدة ساعات.
كان من الواضح عليها الإرهاق، كما كان من الواضح على فينسينت الألم الجحيمي الذي كان يشعر به.
بعد بعض الوقت، اختفى الألم الذي كان فينسينت يشعر به. لهثت لوريا بقوة بينما تصبب عرقها على وجهها. كان الدم الذي على كتفها قد بدأ يجف، كما ان جسدها بدأ يضعف.
" تبا، انت مثابر اكثر مما توقعت."
قالت لوريا هذا وسط لهثها. حاول فينسينت الوقوف، ولكن بصعوبة وقف على قدميه، كان هناك بعض أثارا ذلك الألم، ولكنه قد بدأ يخف." ماذا كان هذا بحق الجحيم". على الرغم من ان فينسينت قد سألها، إلا انه كان متأكد من انها لن تجاوبه، لم يكن من المنطقي ان تفعل هذا من الاساس.
نظر نحوها مباشرة، ورأى الإرهاق الذي بدى على وجهها. تكونت فكرة في رأس فينسينت عن ماهية ما شعر به.' يبدو انها استعملت سحر او قوة غريبة، حتى اشعر بهذا الألم، ويبدو ان هذا يستنزف الكثير من الطاقة، لدرجة انها وكأنها ستقع من الإرهاق، ولكن السؤال هو، ما هي هذه القوة؟'.
لم يجد فينسينت جواب لسؤاله الأخير، ولم يهتم به حقا، عليه ان يستغل هذه الفرصة ويقضي عليها، قبل ان تسترجع حيويتها.
اندفع فينسينت إلى الأمام مرة أخرى، كان الألم الذي كان يشعر به قد زال كليا، وهذا جعل حركته حرة اكثر.
عندما كان السيف قريب من لوريا، فجأ تكون حاجز أمامها، كان الحجاز مكون من الماء بالكامل، كان يغطي فقط الجزء الذي كان النصل سيقع عليه، كما انه كان يوجد بعض الماء الذي كان يأتي من الارض مباشرة ويكون هذا الحاجز.
' ما هذا!؟'.
تفاجئ فينسينت عند ظهور الحاجز، وتراجع للخلف خمس خطوات، كنت مسافة آمنة لحد ما، ولكن لم يتوقع الأمر الذي سيحدث.
تشكلت في أيادي الحورية أشكال مقوسة وحادة مصنوعة من الماء، كانت حوافها عبارة عن شلالات من الماء الصغيرة التي تلتف حول بعضها البعض.
رمت واحد منهم، وطارت نحو فينسينت بسرعة مهولة. امال بجسده نحو اليمين، ولكنه كان متأخر نوعا ما، لان حك المنجل المائي في ظهره، وسال الدم من هناك.
لم تكن الإصابة عميقة ولا امر يمكن الانتباه عليه، ولكن كان هناك شعور لاذع وبارد يخرج منه.
تنهد فينسينت من الإصابة الخطيرة المحتملة إذا لم يتجنبها في الوقت المناسب. الان، بعد ان انتها من مشكلة قراءة الأفكار الخاصة بلوريا، اتت مشكلة أخرى الان، وهي هاته القدرات المائية.
رمت لوريا عددا من المناجل المائية، ولكنهم جميعا كانوا أبطئ من اول واحدة. بعد القليل من الوقت، اتت لفينسينت فكرة قد تعطيه بعض الوقت كي يرتاح قليلا.
...
كانت لوريا لا تزال ترمي المناجل صوبه، وهي تحاول قدر استطاعاتها ان تجعلهم حادين كفاية كي يقتلوا، ولكن هذا كان على حساب سرعة الرمية.
كان تجميع الماء، خصوصا لشخص من دون وعي داخلي، وبالاعتماد على قدرات العرق فقط، امر مرهق جدا، ويستنفذ الكثير من المانا من جميع أعضاء جسد الكائن الحي.
لذلك، في كثير من المرات كانت التضحية بأمر ما على حساب أمر آخر هو افضل خيار من ان تفقد كل المانا التي تمتلكها.
لم تستطع لوريا ان تستعمل قدراتها الروحية مرة أخرى وإلا سوف يحدث لها ضرر اكبر من الذي سوف تحدثه على روح فينسينت. لذلك لم تجرؤ على استخدامها مرة أخرى.
بعد ذلك، حركت أيديها بطريقة معينة، وتكرر الماء أمامها، بدأ الماء يتشكل ليخلق شكل معين، كان اشبه بذئب عادي ولكنه مكون من الماء، سال الماء خلفه وهو يسير وكأنه كان يذوب.
بدأ الذئب المائي يركض نحو فينسينت، الذي تفاجئ ولم يكن لديه الوقت للرد، قفز الذئب وأسقطه على الارض كما انه وقف فوق صدره، وجاهز من اجل ان ينهش جسده.
تفاجئ فينسينت، بسبب انه كان للذئب المكون من الماء هذا، وزن! كان وزنه يشعره انه كائن حقيقي، ليس مخلوق مكون من الماء.
وصل نحو نصله، ولوحه على عنق الذئب، هذا قطع رأسه وبعدها بدأ جسده في التفكك إلى ماء صافي.
رأت لوريا فينسينت وهو يركض نحو احد الأعمدة ويختفي في الظلام، تجعدت حواجبها وعبست، لم ترى اي سبب قد يجعله يفعل هذا.
حاولت اللحاق به، ولكنها رأت انه قد دمر واحدة من الأحجار الخضراء التي كانت تضيء هذا المكان. هنا فهمت على الفور ما كان يخطط له ' مستحيل، هل يريد...' تم قطع تفكيرها بصوت اتٍ من الظلام الدامس للكهف.
نظرت حولها ولم ترا فينسينت في اي مكان. وبعد القليل من الوقت، ظهر ظلام عملاقات لديهم سبعة ارجل ورأس ضخم لا يتناسب مع جسدهم، كانوا يخرجون صوت يشبه حف الحجر.
' هذا الوغد الصغير'.
....
كان فينسينت يركض في الوقت الراهن، يبحث عن اي مكان يتواجد به حجر اخضر، وجد واحد وركض إلى تلك النقطة، بعد ان وصل ارتمى على الارض وهو يلهث.
كان الضوء القرمزي قد بدأ يصبح باهت مرة أخرى، ومثل المرة الماضية، بدأ جسد فينسينت يؤمله وكأن عظامه تتم طحنها، وعضلاته يتم تمزيقها.
ولكن هذه المرة كان الأمر مضاعف. لانه بعد القتال لمدة طويلة ومن دون راحة لمدة قصيرة حتى، تم استنزاف المانا في اعضائه، وبلى بجسد ضعيف ليس لديه اي مقاومة.
قبل إنشاء الوعي الداخلي، عندما يقاتل الشخص لوقت طويل، فإنه تلقائيا يسحب المانا من أعضاء الشخص كي يبقى الشخص لديه الطاقة للقتال، ولكن بعد ان يتم سحبها بالكامل، تعود أعضاء الشخص ضعيفة.
لذلك يحتاج الشخص ان يعاود امتصاص المانا مرة أخرى ويخزنها في هاته الأعضاء. وهذا ما كان يحدث لفينسينت، كان ألم عدم تواجد مانا في جسده والألم بعد اختفاء ذلك القمر القرمزي قد اندمجا وشكلاً آمر مؤلم اكثر من التعرض للطعن من قبل قدم ذلك الوحش الشبيه بالعناكب.
جلس متقاطع الأرجل، وبدأ في التأمل. اصبح الألم الذي كان يشعر به اخف، كما انه شعر بالإرهاق الشديد، ولكنه كان حذر اكثر من ان يرتاح في وقت مثل هذا.
لم يكن متأكد ما إذا لوريا قد ماتت او على الأقل قد اصيبت.
كانت خطته ان يجعلها منشغلة مع تلك الوحوش بينما يرتاح، إذا ماتت سيكون هذا افضل، ولكن إذا لم تمت إذا ستكون لديه فرصة ليقضي عليها.
كان الخيار الاول هو افضل شيء ليحدث. ولكنه كان يعلم ان مجموعة من الوحوش التي حتى هو استطاع ان يقتل واحد منهم، لن توقف هذه الحورية المجنونة.
....
بدأت الشمس تسطع وتضيئ جميع أنحاء الغابة، بينما كثر وجود الأزهار من مختلف الألوان. سار الرجل قليلا قبل ان يسمع صوت هبوط ماء غزير على مكان ما، سار نحو المنحدر وهناك رأى مشهد جميل يجعل الاشخاص من خارج الغابة ينصدمون ويفتحون افواههم.
كان يوجد ثلاثة شلالات كبيرة، تصب في بركة كبيرة، أمامهم كان يوجد برج كبير وقمته مدببة، كان على جانبيه مبنيان نفس طول بعضهم البعض، الاول كان مدخله واسع ويوجد أعمدة خارجه مزخرفة برموز غريبة وكأنها لغة قديمة، والمبنى الآخر كان مدخله صغر نسبيا مع نفس الأعمدة من المبنى الآخر.
أمامهم كان يوجد العديد من المباني الأصغر حجما، كان بعضهم يتكون من طابقين وهم الأقل والآخر كان من طابق واحد وبعضهم كانت أكواخ صغيرة. كان يوجد ساحة كبيرة في المنتصف مع منصة كبيرة يمكن ان تتحمل عشرات الاشخاص. كان يوجد أشخاص يتمشون في الطرق ويذهبون إلى أعمالهم اليومية، كان بعضهم يحمل قوس عبر ظهره وبينما كان يوجد بعض النساء التي تحملن الأزهار والنباتات. سار الرجل نحو الطريق الذي يؤدي إلى الاسفل، كانت القرية محاطة بالجبال والغابات، أضافتا إلى الشلال الكبير هذا، أصبح شبه مستحيل على اي شخص رؤيتها إلا إذا اقترب جدا.
وصل الرجل إلى مدخل القرية الذي كان مشابه للشجرة المقوسة، تعدوه العديد من الاشخاص وكأنه شخص آخر، سار نحو واحدة من المباني الصغيرة، التي كانت مختبئة بين بضعة مباني. كان المبنى صغير مع مدخل واحد صغير، ولا شيئ آخر، سار الرجل نحو الباب وفتحه، عندما دخل استقبل بالعديد من الأرفف التي بدى عليها القدم بسبب الغبار الذي عليها، مع بعض الأسلحة والمواد الغريبة، سار نحو الباب الذي امامه وفتح ايضا استقبل من قبل موقد كبير نسبيا ونار كبيرة تخرج منه، كان يوجد قدر عميق بجانبه ممتلئ بالماء، وبجانبه كان يوجد أدوات حديدية مخصصة للحدادة.
كان يوجد رجل قصير ولديه شعر فضي مثل القمر، ولحية مجعدة. كان لديه انف معقوف وطويل نسبيا، كان قصير القامة، ليس معظم الاشخاص في القرية. التفت الرجل ورأى الشخص الذي عند الباب، عندما حدث ذالك، ظهرت ابتسامة سخرية على وجهه وقال بصوت مليئ صاخب ومفعم.
" اخيرا قررت الزيارة، ايها الاحمق العجوز راندولف".
________
رأيكم في الفصل