" أختار الخيار الثاني " أجابت يي تشو شيا بدون تردد فرغم أنها كانت امرأة عقلانية تتخذ قراراتها بناء على الفوائد إلا أنها تظل امرأة ولا تريد أن يتم انتهاكها طالما هناك أمل فهي لن تلجأ أبدا إبى هذا الحل
" جيد جدا " أومأ لين يانتيان في رضا " ثم نظر إلى يي تشو شيا وتفحصها بالكامل مع نظرات منحرفة ستتسبب في خوف أي فتاة لكن يي تشو شيا لم تتأثر على الإطلاق بل بقيت ساكنة في مكانها مع وجه خالي من التعابير
" هاهاها، لا تقلقي لا أملك أي اهتمام بك هل تعتدين أن هناك ' شخصا ' قد يملك مثل هذه الاهتمامات تجاه نملة؟ " تحدث لين يانتيان وقد اختفت النظرة المنحرفة وحل بدها وجه مليء بالغرور
كانت كلمات لين يانتيان جارحة بشدة بالنسبة لأي مرأة عادية ناهيك عن امرأة مع جمال سماوي مثل يي تشو شيا لكن ماذا تفعل؟ ليس لديها خيار سوى الإستماع والطاعة
" حسنا لدي طريقتان لمساعدتك على إتقان الفنون التسعة أول طريقة تعتمد على موهبتك وقدرتك على الفهم وهي بطيئة للغاية وغير مضمونة أما الطريقة الثانية فهي أكثر بساطة حيث كل ما عليك فعله هو امتصاص قطرة من دمي وستكونين قادرة على تعلم جميع الفنون التسعة بسهولة لذا أيهما تختارين؟ "
" الأول " أجابت يي تشو شيا مباشرة
" هوو، لماذا؟ أليس امتصاص دمي أكثر فعالية؟ " سأل لين يانتيان كما لو أنه لا يفهم سبب اختيارها
أجابت يي تشو شيا بهدوء " لأنك تكره عديمي الفائدة والحصول على قوة شخص آخر دون فعل أي شيء هو ما يفعله عديمو الفائدة إن اخترت هذا الخيار كنت لتقتلني لو أنك كنت جادا في إعطائي دمك لوضعت نوعا من الشرط لرؤية جدارتي بدل تسليمه مباشرة "
بدأ لين يانتيان في التصفيق وهو يقول " أحسنت أيها النملة أنا رسميا أرفع رتبتك إلى نملة كبيرة، أحسنت "
ظهر تعبير غير سار على وجه يي تشو شيا لكنها لم تقل شيئا لأنه مع قوتها الحالية حقا لايوجد فرق بينها وبين النمل بالنسبة لشخص مثل لين يانتيان وعليها أن تكون سعيدة لأنها نملة كبيرة بدل مجرد ذرة غبار في الهواء
وقف لين يانتيان من مكانه مغادرا الغرفة " عليك أن تستريحي لأنه من الغد ينتظرك الكثير من العمل "
نزل لين يانتيان إلى غرفة المعيشة حيث كانت الخادمة تقوم بالاعتناء بتشن بنغشان وأخبر تشن بنغشان بتجهيز هوية إضافية ليي تشو شيا كما عرف أنه قد تم تسجيله في الثانوية الأولى في سونغجيانغ ويمكنه بدأ حضورها من الغد لذا استحم ثم ذهب للنوم
............................................................
منزل عائلة تشاو
في غرفة الدراسة جلس كل من تشاو فانغ وتشاو ليفي وارتسمت الجدية على وجوههم
تشاو فانغ " في ير * ما رأيك في ما قاله ذلك الفتى "
تشاو ليفي " أعتقد أنه صادق في ما قاله "
فوجئ تشاو فانغ بالإجابة الصريحة من تشاو ليفي فهي عادة لا تعطي أبدا إجابة مؤكدة بل تعطي الإحتمالات ثم تختار أيها الأفضل لكنها فعلا قدمت إجابة صريحة ومباشرة هذه المرة
تشاو فانغ " لم تعتقدين ذلك؟ "
تشاو ليفي " أولا الشيء المؤكد هو أنه لا يعمل لحساب أحد فبالنظر إلى سلوكه إن لم يكن غبيا فهو لم يعتبر جينغ وانغ وجو شينغ مؤهلين للتحدث إليه ولهذا تجاهلهما هذا المستوى من الغطرسة لا يولد إلا عند شخص في القمة مع قدرات حقيقية فلو كان مجرد سيد شاب فيستحيل أن يتجاهلهما بالكامل وعلى الأقل كان ليتفاخر بخلفيته أمام استفزازهم "
" أنت على حق " أومأ تشاو فانغ في اتفاق ثم سأل " وماذا عن قدرته على علاجي؟ "
تشاو ليفي " رغم أنني لست متأكدة تماما إلا أنني أعتقد أنه يستطيع ذلك أو على الأقل هو واثق من قدرته على ذلك وإلا لما أعطانا تلميحا عن قدراته "
استغرب تشاو فانغ مما قالته تشاو ليفي متى أعطاهم هذا التلميح؟ رغم أن تشاو ليفي كانت خارقة الذكاء إلا أن تشاو فانغ لم يكن شخصا غبيا فهل يمكن للغبي بناء شركة كبيرة من الصفر لوحده وإبرام العديد من الصفقات الناجحة؟ لكنه لم يلاحظ أي شيء غريب قام به لين يانتيان
فجأة عبرت فكرة مجنونة ذهنه
لاحظت تشاو ليفي ذلك وقالت " أنت محق يا جدي أعتقد أنه القاتل "
سابقا بينما كانوا في المطعم وبعد حوالي نصف ساعة من مغادرة لين يانتيان وقعت حادثة غريبة حيث سقط الحارسان الذان يحرسان المدخل فجأة دون سابق إنذار وبعد مجيء الإسعاف اتضح أن كليهما ماتا جراء سكتة قلبية
تشاو فانغ " هل تقولين أنه قتل الحارسين؟ لكن كيف؟ لم يتم العثور على أي آثار للتسمم أو أي سلاح على جسدهم كما أنهما قد ماتا بعد نصف ساعة من رحيله ألا تعتقدين أن هذا مبالغ به "
تشاو ليفي " جدي فكر بالأمر مليا كيف يمكن أن تحدث كل هذه الصدف، بالصدفة هناك سيد خبير عرض علينا مساعدته في وضع يستحيل علينا أن نصدقه فيه وبعد نصف ساعة توفي شخصان بسبب سكتة قلبية وصادف أن مرضك الغامض سببه أيضا القلب "
صمت تشاو فان ثم سأل ومن الواضح أنه غير مقتنع قليلا " لكن لم يساعدنا؟ شخص مثله ليس بحاجة لأمثالنا إن كان يملك هذه القدرة فعلا "
ابتسمت تشاو ليفي في سخرية ذاتية وقالت " جدي بالنسبة لنا كل يوم هو كفاح من أجل العيش رغم أننا أثرياء إلا أنه ما زال علينا العمل باستمرار لجني المال وهناك دائما خطر أن يتم التهامنا من قبل الآخرين لكن بالنسبة لمن هم حقا في القمة لا توجد مثل هذه المخاوف على الإطلاق وهم لا يسعون إلى المزيد من السلطة و النفوذ لأنهم في القمة بالفعل بل ما يسعون إليه هو طرق كسر الوقت والتخلص من الملل ولهذا علينا شكر تشاو رونغ رونغ والآخرين على هذه الفرصة " ظهر الإمتنان في عيون تشاو ليفي تجاه أختها وهي تقول هذه الكلمات فبفضلها حصلوا على فرصة لإنقاذ جدهم
لم يكن تشاو فانغ غبيا لذا فقد أدرك تقريبا ما قصدته تشاو ليفي
تشاو فانغ " تقصد أنه منحنا هذه الفرصة بسبب سلوكهم في السابق؟ "
تشاو ليفي " بالضبط الأمر أشبه بالكلب الذي ينبح بشدة لكنه يبدأ في هز ذيله بمجرد رؤية الطعام إن كان جائعا ما يريد ذلك الشخص رؤيته هو مشهد مثل هذا وبالنسبة لشخص يسعى للتخلص من الملل فإن هذا بالتأكيد مشهد مسلي "
تشاو فانغ " لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة "
" هيه، نعم " تنهدت تشاو ليفي بحزن كان كل منها وتشاو فانغ قادرين على فهم الوضع وتحليله بشكل جيد لكن ليس تشاو رونغ رونغ فهي لن تقبل أبدا بهذا
كان شرط لين يانتيان واضحا وهو أن يركع كل من تشاو ليفي وتشاو رونغ رونغ ويطلبا مساعدته، تشاو ليفي لا تمانع ذلك لكن المشكلة هي تشاو رونغ رونغ
كان تشاو فانغ هو دعامة عائلة تشاو وإن مات فستنخفض مكانة العائلة بشكل كبير لذا لا بد لهم من إيجاد حل لهذا وبسرعة
تشاو فانغ " بما أنه قال لنا أن نجده إذا لابد وأنه سيكون هنا في سونغجيانغ لبعض الوقت لذا أولا لنبحث عنه بينما نحاول إقناع رونغ ير "
تشاو ليفي " نعم أعتقد أن هذا هو أفضل ما نستطيع فعله حاليا "
كان تحليل تشاو ليفي صحيحا باستثناء سبب قتله للحرسين حيث أنه قتلهما بسبب تضييع عشر ثوان من وقته كما أنه هناك هدف آخر لما يفعله
.....................................................................
استيقظ لين يانتيان من نومه في الصباح المبكر وبعد غسل وجهه وارتداء ملابسه نزل إلى غرفة المعيشة حيث قد حضرت الخادمة الفطور بالفعل وبعد رؤية نهم لين يانتيان بالأمس استيقظت أبكر من المعتاد لتحضير المزيد من الوجبات حيث وضعت العديد من أطباق الإفطار على المائدة ونظرا لأن مائدة الأمس كانت صغيرة فقد أحضرت اليوم مائدة أكبر وما يزال هناك الكثير من الأطباق في المطبخ للإحتياط
لعق لين يانتيان شفاهه في جشع ثم جلس على المائدة بدأ بالتهام الطعام بسرعة دون توقف متجاهلا كلا من الخادمة وتشن بنغشان وكانت الخادمة تستبدل الأطباق التي انهى منها بأطباق أخرى حرصا على أن المائدة لن تفرغ أبدا حت انتهاء كل الطعام
كان لين يانتيان منغمسا في الأكل وكان الطعام لذيذا لدرجة أراد لين يانتيان ذرف الدموع فقد كانت عشرة مليارات سنة، عشرة مليارات سنة من دون طعام لائق والآن وقد تذوق هذا الطعام أصبح مدمنا عليه بالكامل
في خضم ذلك نزلت يي تشو شيا لكنها تجمدت على الدرج عند رؤية مشهد لين يانتيان وهو يأكل حيث اختفت كل الرهبة من سلوكه المتعالي بالأمس وخرجت كلمة من فمها
" مقزز "
..............................................
* طريقة حميمة لمنادات شخص ما