خرج لين يانتيان من الحاوية ليجد العديد من الحاويات الأخرى القريبة والتي تحتوي على أشخاص مختطفين تماما مثل التي كان يتواجد بها لين يانتيان ومما حصل عليه لين يانتيان من ذكرات الحراس يبدوا أنهم مجرد منظمة مرتزقة تم استأجارهم لحراسة هذه السفينة
رغم رغبة لين يانتيان في إحداث بعض الفوضى لجذب كل من على السفينة والتعامل معهم دفعة واحدة إلا أنه لم يفعل لذلك وقرر اتخاذ الطريق الصعب وزيارة كل حاوية للتعامل مع الحراس فيها ثم التوجه إلى قمرة القيادة للتعامل مع الباقي نظرا لعدم وجود أي حراس على السطح
كان سبب هذا بسيطا للغاية وهو أنه لا يريد من هذه المنظمة مطاردته لأنهم سيصلون حتما إلى يي تشو شيا وتشاو ليفي والباقي رغم أن لين يانتيان عادة لن يهتم بهذا بل سيجلب بعض الطعام ويشاهد العرض من الجانب فهو لا يحتاج إلى من لا يستطيع الإعتماد على نفسه
لكن للأسف كانوا قد بدئوا للتو ولم تنموا قوتهم أبدا لذا سيكون من المستحيل عليهم التعامل مع منظمة مرتزقة لذا قرر لين يانتيان على مضض محو الأدلة خلفه
لم يشكل الحراس المتواجدون في الحاويات أي تهديد للين يانتيان خصوصا وأنهم لا يستطيعون استعمال أسلحتهم
وبعد زيارة أكثر من خمسين حاوية كان قد تخلص من الجميع لكن الغريب في الأمر هو أنه لا توجد أي دوريات تتفقد الحاويات على السطح فهل لديهم نقص في العمال أم ماذا؟ لكل لا يبدوا ذلك لأنهم وضعوا ثلاث حراس مدججين بالأسلحة في كل حاوية مما يجعل الإحتمال الوحيد المتبقي هو أنهم لا يهتمون لأن الحاويات على السطح لا تعني لهم شيئا
عند التفكير في هذا كان لين يانتيان يبتسم مثل طفل حصل على لعبة جديدة رغم أن هذه الإبتسامة ستكون أكثر رعبا من الشيطان إن رأتها يي تشو شيا وتشاو ليفي
بدل التوجه إلى قمرة القيادة مباشرة قرر لين يانتيان النزول إلى الطوابق السفلى بحثا عما تنقله هذه السفينة حقا
عثر لين يانتيان على الباب المؤدي إلى الأسفل بسهولة لأنه لا يوجد سوى بابان فقط على السطح
كان الباب خشبيا مهترئا لكن لين يانتيان قد رصد آلة التصوير على زاوية المدخل
أخفى لين يانتيان حضوره واقترب من الباب كان الباب عاديا مع فتحة بسيطة للمفتاح ولم يكن هناك أي شيء مميز حوله
انحنى لين يانتيان قليلا لإلقاء نظرة من خلال فتحة المفتاح، وكما توقع كانت الحراسة في الأسفل مشددة للغاية فرغم أنه لم يرى سوى الدرج وبعض من الطابق الأول إلا أنه لم يكن مثل جزء من سفينة شحن قديمة بل قاعدة سرية مجهزة بأحدث التقنيات
لاحظ لين يانتيان وجود أبواب معدنية لعزل الأقسام عن بعضها وأن جميع الحراس أمامه كانوا يحملون قنابل للتفجير الذاتي
' يبدوا أنهم لا يريدون أن يعثر أي أحد على ما يوجد في الداخل '
ازدادت ابتسامة لين يانتيان وبدأ الفضول يقتله لكن بدا أنه وقع في وضع صعب فهل عليه التسلل ثم تفجير السفينة لإغراقها أو استعمال القوة وتحويلها إلى سفينة أشباح؟ لم يستطع لين يانتيان حقا الإختيار فكلا الطريقتين ممتعتان
أخيرا اتخذ لين يانتيان قراره باستعمال القوة والتقدم مباشرة لأنه أراد معرفة قوة الأسلحة النارية فهو لم يجربها من قبل
ألغى لين يانتيان إخفاء حضوره ودخل من الباب مباشرة
كان هناك حارسان يبعدان مترين عن الباب وحارسان آخران في منتصف الدرج وحارسان آخران أسفل الدرج
بمجرد فتح الباب رفع الحرسان أسلحتهما ووجه الحارسان القريبان من الباب مسدساتهم الرشاشة نحو لين يانتيان وأطلقوا النار مباشرة لأن أوامرهم تقتضي بقتل كل من يحاول النزول إلى الأسفل دون إذن، وكان الجميع يعرف ذلك لذا فإن الحارسان لم يترددا على الإطلاق حتى قبل أن يفتح الباب بالكامل ويتحققا
اخترقت الرصاصات الباب الذي لم يفتح بالكانل بعد نحو جسد لين يانتيان مباشرة مما تسبب في دفع لين يانتيان بضع خطوات إلى الوراء وفقدان توازنه قليلا
رغم أن الرصاص لم يستطع اختراق جسد لين يانتيان وتسبب فقط في بعض الخدوش إلا أن قوة الدفع كانت كافية لدفع لين يانتيان إلى الخلف قليلا
ابتسم لين يانتيان بخفة ومن دون تردد دفع الباب بقوة واندفع بسرعة نحو الحارسين أمامه
تجمد الحارسان للحظة من المفاجئة إلا أنهم هذه المرة كان النخبة فرغم تفاجأهم إلا أن أجسادهم تعمل بشكل جيد لذا ضغطوا على الزناد وأطلقوا النار مجددا تلقائيا دون تفكير
رغم أن الرصاص لن يؤذي لين يانتيان إلا أنه سيدفعه إلى الوراء ولن يستطيع الحفاظ على زخمه لذا بمجرد فتح الباب بالكامل انحرف لين يانتيان بسرعة نحو الجانب بطريقة منحنية مع خفض جسمه
كان لين يانتيان سريعا لذا رغم تدريب الحراس إلا أنهم لم يستطيعوا مواكبة سرعة لين يانتيان
عندما أدرك الحارسان ما حصل وكانوا على وشك توجه المسدسات الرشاشة نحو لين يانتيان كان قد فات الأوان لأنه وصل بالفعل إلى الجانب الأيمن للحارس الأيمن وبسرعة البرق رفع لين يانتيان جسمه بقوة دافعا الحارس إلى الوراء نحو الحارس الآخر مما جعلهم يفقدون توازنهم للحظة
خلال هذه اللحظة اخترقت قبضة لين يانتيان بطن الحارس الأول نحو الحارس الثاني
لكن القبضة لم تتوقف بل اخترقت أيضا الحارس الثاني وضربت الجدار خلفه مخلفة علامة عميقة قليلا وقنبلة من الدماء المتناثرة
عبس لين يانتيان قليلا ويبدوا أنه ما زال غير قادر على التحكم جيدا بقوته لأنه لم ينوى اختراق كليهما
' آآآه، من الصعب حقا كبح قوتي فأنا لم أعتد بعد على هذا الجسد والمعركة الوحيدة التي خضتها كانت مع ذلك الشخص حيث توجب على القتال بجدية وإطلاق العنان لقوتي دون كبحها '
لم يكن لدى لين يانتيان الكثير من الوقت للتفكير لأن الباب الأوتوماتيكي بدأ في النزول بسرعة لعزل المنطقة لذلك قفز بسرعة إلى الدرج قبل إغلاق الباب لكن وابلا من الرصاص كان في انتظاره
ربما هذا الرصاص لن يخترق جسده لكن القصة مختلفة مع عينيه لأنهما أضعف بقعة في جسده
رغم أن لين يانتيان كان في الهواء إلا أنه ما زال يملك يديه لذا ارتكز على يده لدفع نفسه وإعطاء الحراس ظهره بدل وجهه
سقط لين يانتيان على جانبه وفي نفس لحظة سقوطه كان الباب قد أغلق ويمكن سماع صوت انفجار من الجانب الآخر
لم يكن لدا لين يانتيان وقت لتضييعه لأن التعرض للرصاص كان أكثر إزعاجا بكثير من لسع البعوض خصوصا عند وجود الكثير لذا تدحرج على الأرض بسرعة قبل أن ينهض ويقفز فوق الدرج لكن هذه المرة كان هناك مسدسان رشاشان في انتظاره لأنه ضمن نطاق رؤية الحارسين الذين يقفان أسفل الدرج
لكن لم يكن هناك أي رصاص لأن الحارسين في الأسفل ظلت ينظران إلى لين يانتيان دون فعل شيء بينما الباب الأوتوماتيكي كان على وشك الإغلاق ويبدو أن الحارسان على الدرج كانا ينويان تفجير نفسهما لقتل لين يانتيان
كان لين يانتيان معلقا في الهواء لذا لم يستطع فعل شيء بجسده فقط من دون استعمال التشي وكان نطاق القفزة قد حدد سلفا بجوار الحارس على الدرج لذا لم يستطع تغيير ذلك للقفز نحو الباب
وبمجرد أن لامست قدم لين يانتيان الدرج كان الباب قد أغلق ودوى انفجار في المنطقة الصغيرة بين البابين