في أرض خضراء واسعة مليئة بكل أنواع النباتات الروحية الجميلة ذات الألوان الزاهية والتي لا يمكن للمرء أن يراها طوال حياته في مكان آخر

كانت السماء الزرقاء صافية والنسيم منعش للغاية، كان هذا المكان مثل الجنة إن لم يكن الجنة نفسها مجرد التواجد هنا كان كافيا لإراحة البال وجلب السلام الداخلي للشخص

في وسط هذه البيئة وقف رجل عجوز يرتدي جلبابا أبيض كالثلج وكان شعره الأبيض ينجرف مع النسيم العليل بخفة في كل الإتجاهات

كان هذا الرجل العجوز هو مراقب الكون وكل اشكال الحياة، السلطة المطلقة التي تقف فوق كل شيء

تيان فو

ظل تيان فو واقفا هكذا لبعض الوقت لأنه تهرب من عمله لبعض الوقت وجعل خدمه يراقبون الأمور بدلا منه وقد مر حوالي شهر منذ أن بدأ التهرب

مقارنة بحياته المديدة والتي استمرت لمليارات السنين فإن شهرا لم يكن أي شيء على الإطلاق رغم ان خدمه لا يستطعون القيام بالأمور بشكل مثالي إلا أنه لا توجد الكثير من المشاكل فعلى الأكثر سيموت بعض الأشخاص الذين لم يفترض بهم الموت وأشياء كهذه لكنها لا تأثر كثيرا على الصورة الكبيرة طالما يتم تعويضهم بشكل جيد مع حياة ثانية أو شيء ما

وقد فعل هذا العديد من المرات لكن هذه المرة كانت مختلفة حيث مات مئات الآلاف من الأشخاص الذين لم يكن مقدرا لهم الموت في عالم الزجاج المضيء وبضع مئات على كوكب الأرض وكان هذا غريبا للغاية فلا يمكن أن يتم ارتكاب مثل هذا الخطأ من قبل خدمه مهما فكر في الأمر

ونظرا لعدم وجود وسيلة لدخول أي شخص هذا المكان لم يستطع خدمه إبلاغه فهذا المكان وجد كي يستريح تيان فو دون أي إزعاج ولا حتى ياما يستطيع التواصل معه هنا لم يعرف بالأمر حتى خرج من أجل برج الحرية بعد أن لاحظ اضطرابا كبيرا في قوانين الداو السماوي الشيء الوحيد الذي يمكنه التأثير على هذا المكان والشيء الوحيد الذي يؤثر على الداو السماوي هو برج الحرية

' هيهه ' تنهد تيان فو في كآبة بسبب العمل الشاق الذي ينتظره وحقيقة أنه كان سببا في موت الكثيرين هذه المرة

فجأة بدأ جسد تيان فو يرتعش بشدة دون توقف كما لو أنه يواجه أسوأ كوابيسه

كان تيان فو يرتعش بشدة حتى أن أسنانه بدأت تضرب بعضها البعض كما لو أنه لم يستطع تحمل الجو البارد رغم أن هذا لا يفترض أن يؤثر به على الإطلاق

بدأ تيان فو في التعرق بشدة وبدا كما لو أن دلوا من الماء قد سكب عليه أو أنه خرج للتو من الحمام

" لـ لا، مـ مستحيل مستحيل، هل عاد؟ لا لا، لا أريد أن يتنهي الأمر هكذا، لم ظهر فجأة؟ "

كان هناك كيان واحد في الكون يمكن أن يسبب له هذا الشعور بالخوف الذي لا يمكن وصفه وظهرت ثلاث كلمات في ذهنه

لين يان تيان

بعد أكثر من دقيقة اختفى الشعور بالخوف وهدأ جسه أخيرا وتوقف عن الإرتعاش

' من؟ من الغبي الذي أغضب ذلك الكائن لهذه الدرجة؟ "

ما شعر به تيان فو الآن كان دون شك غضب لين يانتيان لأنه لا يمكن أبدا أن ينسى هذا الشعور بالقمع والدونية بعد ان جربها في الماضي هذا الشعور كما لو أنه لا يساوي أي شيء وبدأ يلعن بشدة بصوت عالي هذا الشخص الغبي الذي استفز لين يانتيان

" ********** "

كانت الكلمات التي تخرج من فم تيان فو كارثية للغاية ولا أحد يمكن ان يصدق أنها يمكن أن تخرج من فم تيان فو ألطف كائن حتى لو تم ضربه حتى الموت

بعد فترة هدأ تيان فو أخيرا بدأ يتسائل حول ما حصل لدرجة إغضاب لين يانتيان لهذه الدرجة لأن سبب غضبه في الماضي لا يمكن أن يتكرر أليس كذلك؟

' لكن ألم يختفي منذ زمن طويل لم ظهر الآن؟ هل قرر أخيرا إنهاء الكون؟ "

التفسير الوحيد الذي استطاع تيان فو التفكير فيه هو أن لين يانتيان قرر تدمير الكون بسبب ما حصل في الماضي لذا لم يكن لدى تيان فو أي رغبة في المقاومة على الإطلاق لأنه يعرف جيدا أن المقاومة عقيمة أم هذا الكائن

كان الشعور بالخوف والدونية تجاه لين يانتيان مغروسا بعمق داخل تيان فو لدرجة انه حتى لو عرف أن لين يانتيان فقد كل قوته وأصبح فانيا عاديا فلن يجرأ حتى على التفكير في قول كلمة أمامه ناهيك عن معارضته أو التفكير في التخلص منه

الجحيم، قصر ياما

لم تكن حالة ياما مختلقة كثيرا عن تيان فو

كان ياما يستمتع بإلقاء الأحكام على أرواح الموتى ويعاني من بسبب الناس الذين ماتوا بالخطأ فبعد كل شيء التناسخ ومنح حياة ثانية هي وظيفته ولهذا السبب لم يهتم تيان فو كثيرا عندما يقرر التهرب من العمل لأن ياما موجود لتصحيح أخطائه

في المقابل لا يستطيع ياما فعل شيء، بإمكانه التهرب من عمله أيضا لكن تيان فو لن يعاني من أي مشاكل على الإطلاق كانت هذه معاملة غير عادلة حقا

تماما مثل تيان فو بدأ ياما في الإرتعاش هو أيضا أمام أتباعه بشكل سخيف

فقد كل من رأى هذا المشهد الكلام

ياما سيد الجحيم والموت يرتعش في خوف شديد؟ هذا لا يصلح أن أن يكون نكتة حتى

رغم أن تيان فو وياما كان متساويان في القوة إلا أنها كان مختلفان كليا عن بعض فتيان فو كان لطيفا ورحيما بينما كان ياما القسوة والطغيان بحد ذاتهما لكنه بالفعل خائف؟ ما نوع الشيء الذي جعله في هذه الحالة

كان ياما قد فكر تماما بنفس طريقة تيان فو وبالمثل لم يملك أي فكرة للمقاومة فقط بعد توقف الإرتعاش عاد إلى مكانه واستمر في عمله دون أي تعليق كأن شيئا لم يكن

لم تكن هناك حاجة لقول أي شيء فالجميع عرف جيدا ما عليهم فعله وهو عدم التفوه بحرف واحد حول ما حصل هنا أو أن العواقب لن تكون جيدة لأننا نتحدث عن ياما هنا بعد كل شيء

..........................................................................

حاول لين يانتيان تهدأة نفسه بأسرع ما يمكن وبعد حوالي دقيقة كان قد هدأ لكن هذا لا يعني أن غضبه قد زال بل تم قمعه فقط، الأمر اشبه ببحر هائل رغم هدوئه إلا أنه يبتلع كل شيء في طريقه كانت هذه هي حالة لين يانتيان بالضبط فرغم أنه يبدوا هادئا إلا أن أبسط استفزاز له حاليا قد يتسبب في كارثة مطلقة

تقدم لين يانتيان بهدوء خطوة بخطوة نحو العمود الأسود حيث تقف وو شي التي خارت قواها بالفعل وجثت على ركبتيها ورغم أن الإرتعاش قد توقف إلا أنها ما تزال مصدومة مما مرت به قبل قليل لأن ذلك الشعور لا يمكن وصفه بالكلمات على الإطلاق

نظرا لأن الجميع كان يحدق نحو وو شي بتركيز تام استطاع لين يانتيان الإقتراب منها دون أن يعترضه أحد من الناس في الصف أمامه

لم يلاحظ أحد لين يانتيان حتى أصبح يبعد بضعة أمتار عن وو شي

رغم أن وو شي لم تكن في حالة مستقرة تماما إلا أنها كانت ندركة لما يحصل حولها وحقيقة أن لين يانتيان قد اقترب منها

رفعت وو شي رأسها ونظرت نحو لين يانتيان نظرات تهديد كي يبتعد فبعد ما أظهرته يفترض ألا يجرأ أحد على العبث معها لأنهم يعتقدونها وحشا قديما عاش لملايين السنين او لا أحد سيصدق أن شخصا بعمر بضعة آلاف من السنين يستطيع فعل ما فعلته

لكن ما كان في استقبالها كانت نظرات لين يانتيان الباردة ونية القتل الموجهة نحوها والتي تخطت نفسها بشكل كبير

لكن لم يكن هناك مجال للشك كانت نية القتل هذه مشابهة للشعور قبل قليل كما لو أنهم من نفس المصدر لكن الفرق بينهما كان كالطين والسماء

2019/12/22 · 688 مشاهدة · 1147 كلمة
RedNoble
نادي الروايات - 2024