يدخل أمازاكي إلى النزل ليشاهد المشهد المعتاد حيث ترى أغلب الموجودين غارقين في ملذة نبيذهم وهناك بالفعل منهم من فقد الوعي من كثرة الشرب وبالطبع لاننسى تلك الفئة التي تحملق في مالكة النزل بنظرات شهوانية المعتادة
وبينما يقترب أمازاكي تسأله ميوكي بنظرات تخفي بعض الشفقة
“كيف جرى الأمر في الأكادمية؟”
فيرد متفاجئا
“أكادمية؟؟ كيف علمت أنني ذهبت إلى هناك؟”
فترد ميوكي بوضوح
"هيا من الواضح أنك ذهبت إلى هناك فأغلب المستأجرين قبلك من اليافعين قد إستأجرو غرفتا في هذا النزل كان غرضهم التسجيل في الأكادمية فقط بل وحتى أختـ… أعني إحدى موظفات هذا النزل قد تسجلت أيضا…لذا أخبرني حتى لو كنت فشلت فلا أعتقد بأنها..."
فيقاطعها أمازاكي ليقول بسخرية
“فشلت؟؟ ما الذي تقولينه؟ إذا كنت تتوقعين فشلي أوما شابه فهذا سيء بالنسبة لك لأنني نجحت”
لتظهر صدمة على وجهها بينما تقول في نفسها
“ماذا؟؟ نجح؟؟ ولكنني لاأستشعر أي سحر منه فكيف تمكن من…”
فيقاطع أمازاكي حبل أفكارها مجددا بقوله
“تبدين متفاجئتا أكثر من الازم أكنت تقللين من شأني… لا أنتي بالتأكيد تقللين من شأني ”
فترد بينما بسمة مرسومة على وجهها إلا أنك تستطيع الشعور بتوترها
"كيف يمكنني ذلك, الأمر فقط أنني سمعت بأن الأكادمية تطلب متطلبات عالية من المترشحين لذا فأنا فقط إفترضت شيئا لم يكن علي إفتراضه وأنا أعتذر عن ذالك"
"أنا لم أطلب إعتذارا لذا فأنا لست بحاجة له, أردت إعلامك فقط بأنني سأبقى لستة أيام أخرى لذا أعتقد 30 قطعة ذهبية كافية أليس كذلك؟"
فترد ميوكي
“أجل”
فيضع 30 قطعة ذهبية في مكتبها وبينما يصعد يقول
“بالنسبة للطعام أرسليه لغرفتي تماما كالبارحة فأنا لم أتناول شيئا منذ الصباح”
فيدخل غرفته وهو متعب ليرمي بنفسه على سريره المريح بينما يقول في نفسه
“أتمنى لو تكون هناك وسيلة نقل أكثر راحة في هذا العالم”
فيبدأ بإغماض عينيه وهو يستسلم للنوم ليسمع فجأتا صوتا من الباب مصحوبا بطرقة على الباب
ليقول ذلك الصوت برقة بينما تحس أن به بعض الإنزعاج
“الطعام الذي طلبته جاهز…”
فيقول أمازاكي في نفسه
“همم؟ هذا الصوت”
فيذهب لفتح الباب ليجد أنها تلك الفتاة التى تعمل مع مالكة النزل والتى كانت ترتدي زي الخادمة تحمل في يدها الطعام بينما من الواضح أنا تحاول تحاشي النظر في عينيه بعينيها البنفسجيتان المتلألئتان
ليبقى أمازاكي سارحا في النظر إليها لفترة وكأنه يحاول تذكر شيء ما
فينفجر ضحكا فجأتا ما إن أمعن النظر في لون شعرها وعينيها المتلألئتين
"بففف…هاهاها…أنت الفتاة المكتبة لم أعرفك بسبب نزعك لتلك النظارات ولكن يجب أن أقول لباس الخادمات هذا يليق بك كثيرا"
وترد بوجه طفولي وكأنها تفتخر
“ما بال مناداتك لي بفتاة المكتبة إسمي هو أنابيل كريستيل فالتتذكره جيدا أيها الشرير”
فيرد بسخرية
“ماذا؟ أتنادينني بالشرير؟ هل أنت في العاشرة أم أنك ساذجة فقط؟”
فترد أنابيل
“أصمت أيها اللعين الا تستطيع تحدث على الأقل بلباقة أمام فتاة”
ويرد أمازاكي بسخرية مجددا
“ولما علي إدعاء اللباقة؟ أتحبين أن يكذب عليك الناس لهذه الدرجة؟”
فترد أنابيل بغضب
“يبدو بأنه لامجال للتحاور مع شرير حقير مثلك لايعرف سوى السخرية من الأخرين بغية تسلية نفسه”
ليظهر إبتسامة صغيرة على وجهه
“حقير؟ وتهينني كذالك, حسنا سألعب لعبتك وسأفوز بالطبع”
وترد أنابيل وكأنها لم تسمعه جيدا
“ماذا؟”
فتتغير نبرة صوت أمازاكي لتصبح وكأنها لشاعر غارق في أوهام أحلامه بل وحتى ملامحه الباردة
أصبحت كأنها لأمير وسيم لاينقصه سوى حصانه الأبيض بينما ينظر في عينيها البنفسجيتان مباشرتا قال
"أجل أنا حقير كوني وقعت في حبك أنت, أجل أنا أحببتك من أول نظرة فما إن وقعت عيناي على عيناك البريئتان والامعتان وكأنهما البحر لا بل السماء بصفائها شعرت وكأن قلبي لم يعد ملكي وبالنسبة لتلك المرة التي تركتك تسقطين فيها كان الندم سيقتلني فلو لم أكن مدهوشا بجمالك الذي كاد أن يوقف قلبي في ذلك اليوم فكنت لبتأكيد سأقفز لإمساكك حتى لو كانت نيران الجحيم ستحرقني ولكن للأسف يبدو بأنك أخذت نظرتا سيئة عني بسبب هذا"


ليصبح وجه أنابيل أحمر وكأنه بركان ثائر ولم يعد بإمكانها التفكير جيدا كون عقلها اصبح فارغا وتكاد تسمع دقات قلبها وتظهر إبتسامة صغيرة فيها بعض الخجل ممزوجة ببعض الفخر لتقول بتلعثم
“…لا..لابأس…فأنا من كنت قد…وبالطبع لايمكنني…”
لتعود ملامح أمازاكي الباردة المعتادة بينما يضع يده على وجهه يتنهد وكأنه خائب الأمل ليقول بنبرة باردة
“…يإلهي… يا لك من غبية لتصديقك هذا”
ليتحول إحمرار خجلها وبسمتها إلى صدمت ممزوجة ببعض الغضب
“ماذا قلت أناديتني بالغبية الأن؟”
فيرد أمازاكي بسخرية
“آآآه أنا أسف هل أذيت مشاعرك عندما قلت بأنك غبية أنا حقا إعتقدت بأنك تعلمين هذا بالفعل”
لتزداد أنابيل غضبا فتقول
“وما زلت تسخر مني أيها اللعين ألاتدرك مقامك وأنا التي كادت أن تصدق بأنك تغيرت لتصبح لبقا قليلا”
فيرد أمازاكي ومعالم خيبة أمل ظاهرة في وجهه بسخرية
"كونك كدت تصدقينني هي المشكلة, أين تعتقدين نفسك تعيشين هل تظنين أن هذا العالم هو عالم قوز قزح السعيد المشبع بألوان زاهية حيث يعيش الجميع بسلام وأمان أو ماشابه, أأنت تحلمين؟؟"
فتتغير نبرة صوته مجددا لتصبح باردتا فيقول
"إستيقطي فهذا هو الواقع والعالم بطبيعته مر وقذر ومنافق ومظلم وبالكاد ستجدين كلمة جيدة لوصفه لكن أنت لتصدقي مايقال لك من كلمات معسولة وبسيطة بسهولة وحتى لو كانت من شخص ظل يسخر منك , لاأجد غير كلمة واحدة لوصفك, غبية و ساذجة"
فتضع صحون الطعام على الأرض بقوة والغضب والحنق يملأ وجهها وتقول بصوت عال
“إذهب للجحيم أيها الشيطان القاسي أتمنى أن تموت وأنت نائم في سريرك”
وتتوجه مسرعتا لنزول الدرج
فيقول أمازاكي في نفسه
"يبدو بأنه حتى الأغبياء يملكون مشاعر كما أرى…على أي حال إنه خطئي أيضا لإتعاب نفسي في محاضرة فتاة غبية مثلها"
فيحمل صحون الطعام ليأكلها في غرفته
وبينما يأكل بدأ يقول في نفسه
"تلك الفتاة لتكون ساذجتا لهذه الدرجة و بهذا العمر وفي هذا العالم يعنى أن هناك من يدعمها او على الأقل من يحميها هذا يعنى أن هناك خلفية لعائلتها, ولكن لو كانت ثرية حقا فلما ستعمل في نزل رخيص كهذا
فيتنهد ويقول “…آآآه من يهتم تلك حياتها"
فينتهي من طعامه ليعود لسريره ثانيتا كي يسلم نفسه لنومه فيقول
"الكثير من الأشياء... والكثير من الأشخاص... ولكن أكثر ما أريد رؤيته هو فتيات الوحـ…. أعني أنصاف الوحوش عامتا"
………………………………
وفي الطابق السفلى ميوكي تستعد لإقفال المحل بعد أن رحل أخر زبون
فتنزل أنابيل والغضب يملئ كامل وجهها لتلاحظها ميوكي فتقول وهي حائرة
“ماخطبك تبدين…منزعجة”
فترد بهدوء وبتسامة مزيفة صغيرة على وجهها
“لاشيء لاتهتمي”
فتقول ميوكي مجددا وهي حائرة
“…هل أتى إليك أحد الخطاب مجددا, مهما قالو فلا يجب أن تصدقي”
وتقول أنابيل
“من فضلك أختي لاتبدئي أنت أيضا بهذا”
فترد ميوكي بِحَيْرَة
“أيضا؟؟ ماذا تعنين؟”
وبينما تفكر أنابيل في عالمها الخاص بدأت تطلق هالة قتل غير إرادية فتلاحظها ميوكي فتقول في نفسها
“يبدو بأنها تملك مشاكلها الخاصة أيضا”
ولكن ما تقوله أنابيل في نفسها هو
"فقط لو أستطيع نزع إبتسامة السخرية من ذلك المتعجرف وجعله يبكي من الندم على ماقاله عندها فقط ستهدأ نيران غضبي… ولكن لابأس سأثبث لك كم أنت مخطئ فعندما يحين موعد الإختبار ستدرك كم أنت…مثير للشفقة لخسارتك ضد من نعتها بالغبية و الساذجة هيهيهيهي


………………………………………….


وبينما المدينة نائمة في ظلمة الليل في غرفة أمازاكي تفتح نافذته من الخارج ببطئ ليدخل شخص يرتدي لباسا أسود قاتم يغطي كامل وجهه ويتقدم لسرير أمازاكي ببطئ بينما يسحب سيفه من غمده... لكنه يتفاجئ بكون أمازاكي مستيقظا وجالسا على سريره وينظر إليه بتلك الأعين الصفراء التي تكاد تبدو مضيئتا بفعل إنعكاس ضوء القمر الساطع عليها وعلى وجه أمازاكي إبتسامة وكأنه كان ينتظر قدومه
هذا لأنه كان متوقعا حقا أن يأتى شخص ما لغتياله فهو لم يستطع النوم بسب نية القتل المزعجة التى ما إن كاد يغلق عينيه حتى بدأت بوخزه
فقال أمازاكي بينما هو يبتسم ببتسامته المعتادة
“لمن أدين بهذه الزيارة المشرفة”

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

شكرا لدعمكم
ولاتبخلوعلي بآرائكم
Satou تأليف

2017/06/20 · 1,750 مشاهدة · 1189 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024