“آآآمم”

رؤية أمازاكي الضبابية بدأت تتوضح بعد إنتقاله

بعد الإلتفات في الأنحاء وجد نفسه وحيدا في مكان يشبه غرفة أحد الفنادق الفخمة أو ربما يجب القول شُقَة

إلتفت لظهره ليتفاجى بكون لورين التي كان يحملها قد إختفت أيضا,يبدو أنه تم تفريقهم, بصراحة لم يكن متفاجئا ولاحتى مكثرثا لأنه لم يجدها بل بسبب أن الفراشة التي على كتفه لم تختفي بعد

وبينما هو ينظر إليها بدأت فجأتا باللمعان بضوء خفيف ثم أخذ شكلها يتحول ويتمدد

“زززت”

من شدة تفاجئه بما يحصل أبعدها بسرعة بيده عن كتفه لتسقط على الأرض ثم إبتعد عنها قليلا بينما ينظر لها من مسافة أمنة

لم يكن السبب إبعادها هو خوفه منها بل كان حذرا فقط

وكما يقولون الوقاية خير من العلاج

لكن مع أن الفراشة سقطت أرضا إلا أنها لم تتوقف عن التوهج والتمدد حتى أصبح شكلها مستطيلا مسطحا لاتتجاوز مساحته حجم الكف

ثم خفت الضوء أخيرا

“هاه؟ بطاقة؟”

بالنظر لذالك الشكل المسطح وجده أشبه ببطاقة وكما أنه لاحظ بعض الكتابات عليها…بعد التردد قليلا قرر حملها من على الأرض وقرائة محتواها

أمازاكي ريوجي

العمر : 18

F : الفئة

هذا ما كان مكتوبا على الواجهة…ليقلب بعدها لظهرها

طالب في الأكادمية العسكرية

المفتاح رقم : 141264

“تبدو كبطاقة الهوية…لكن ما المقصود بالفئة والمفتاح؟”

أخذ أمازاكي يحلل ويفكر لكنه في النهاية وجد نفسه عاجزا عن إكتشاف الأمر…ليقرر في الأخير تأجيل الأمر والتحقق من المكان الذي هو فيه أولا

بالفعل لقد كانت كشقة…بل شقة فاخرة… يوجد مطبخ وحمام وغرفتين إحداهما فارغة والأخرى تحتوي على سرير للنوم يكفي لأكثر من شخصين فيه بلا مشاكل وملائات بيضاء نظيفة مختلفة عن المهترئة التي كانت في النزل…

“تااااك”

قبل أن يكمل جولته في هذا المنزل قفز إلى السرير

“فيوووووه…ناعم جدا….مهلا, هذه شقتي أليس كذالك؟”

بالرغم أنه سأل هذا السؤال بشكل متأخر إلا أنه لايبدو مكثرثا للحصول على إجابة

وقبل أن يدري غط في نوم عميق

………………………………..

في الصباح أخذ خيط من ضوء الشمس يدخل غرفته…إستيقظ أمازاكي على إثره وأخذ ينظر في الأنحاء وكأنه متفاجئ

“آه, أجل…هذا منزلي”

بالرغم من أنه لم يتأكد بعد إلا أنه إعتبر هذا المكان منزله بالفعل

“حسنا…ماذا الأن ياترى؟”

قالها ثم أخذ يشم ملابسه

“آآآم…لربما الإستحمام أولا…”

ثم توجه للحمام

الحمام كان فسيحا بأرضية رخامية مزخرفة, وحوض واسع يكفي لشخصين حتى أن هناك بعض الأعشاب ذات رائحة الزكية

“لاعجب أن الجميع يريد الدخول لهذه الأكاذمية, كل شيء فاخر هنا”

قالها أمازاكي مع نفسه

وبدون أي تأخير…نزع ملابسه وأخذ يستحم…

“آآآآه…لقد حصل الكثير في الأونة الأخيرة…لكن ولاشيء منهم كان مملا…هاااا هكذا يجب أن تكون الحياة”

“والأن بما أنني في الأكادمية…ما الذي سأفعله تاليا؟”

“هل أهتم بأمر المدير؟”

“لا ليس الأن, لابأس في الإنتظار قليلا على ما أعتقد…على الأقل…إلى أن أجمع ما يكفي من المعلومات التي أحتاجها”

“فبعد كل شيء, هناك الكثير من الأمور التي لاأزال أجهلها”

إرتسمت إبتسامة خفيفة على وجهه بينما يفكر مع نفسه

إلا أن إبتسامته هذه تكسرت بعدما إنتهى من الإستحمام

“آه..تبا..أنا لاأملك أي ملابس أخرى”

ألقى نظرتا إلى ملابس الذي كان يرتديها واكمل

“لافائدة, تلك ملابس قذرة بالفعل بسبب كل تلك المعارك والدماء…لربما كان على سرقـ.. أعني إستعارة بعضها أيضا”

بما أنه لا فائدة من تلك الملابس, لف المنشفة حول جزئه السفلي وأخذ يتجول في شقته بحثا عن شيء يرتديه

وبينما هو يبحث

“دق دق دق”

قاطعه فجأتا صوت طرق

بالذهاب لمصدره لقد كان أتيا من أحد الأبواب, الغريب بشأن هذا الباب أنه لايملك أي مقابض للفتح

“آآآآآ..كيف سأفتحه؟”

“دق دق دق”

أصبح صوت الطرق أقوى

“مهلا..هذا..”.

لاحظ فجأتا فجوتا صغيرتا في الجانب تبدو ملائمتا للبطاقة

“أجل تلك البطاقة”

بدون أي تاخير أسرع بإحضارها من غرفة نومه ثم أدخلها في تلك الفجوة

“شيييك”

فتح الباب منزلقا نحو الجانب…كأنه أحد الأبواب الأتوماتكية من عالمه السابق

قبل أن يبدي إعجابه بهذا الباب, وجد أمامه فتاة غاية في الجمال بالرغم من ملامحها الباردة, بشعر فضي وعينان ساحرتان باللون الأخضر, ترتدي ردائا أزرق اللون مليئا بالنقوش البيضاء

أجل لقد كانت سيلينا…أميرة الجان

“آه…عزيزتي؟…ما الخطب”

برؤيته لها, تسائل عن سبب قدومها

إلا أنها لم ترد عليه نظرت للأسقل للحظة ثم عادت بنظرها لوجهه وإبتسامة باردة على وجهها

“آه”

نظر أمازاكي أخيرا للأسفل ليفهم ما تعنيه نظراتها…فهو لم يكن يرتدي أي شيء غير منشفة على خصره

“عزيزتي..لاتنظري لي بتلك النظرات…أستطيع أن أشرح…”

قالها بنبرة متوترة

“أي نظرات عزيزي…؟”

“تلك…بل ما تزالين تقومين بها…وكأنني منحرف أو ماشابه”

“آه أسفة…فأنا لست معتادة على رؤية شخص عاري يفتح الباب لضيوفه”

[ألن تنكري الأمر على الأقل]

قالها بينما يتنهد داخل نفسه

“حسنا حسنا, أنا أسف…سعيدة الأن…هذا ماتريدين سماعه”

“عزيزي, لماذا تعتذر؟…لاأتذكر كوني ممانعة لهذا”

قالتها بينما تدخل مع الباب

“ماذا؟”

“لنضع المزاح جانبا…من مظهرك يبدو أنك لم تجد أي شيء ترتديه بعد…أليس كذالك”

“آه أجل…مهلا إذا كنت تعلمين بالفعل فما سبب كل تلك التعليقات سابقا”

“لتلطيف الجو قليلا فقط…”

قالتها وهي تجلس على أريكة كانت في الصالة الرئيسية…يبدو وكأنها تعتبر نفسها في منزلها

[جديا أنا حقا لاأفهم هذه الفتاة…وأيضا ما الذي تفعله هنا؟]

أراد أن يسألها لكنه فضل تجاهل الأمر لأن هناك شيء أخر يهمه

“على أي حال عزيزتي, من أين حصلت على تلك الملابس”

منذ دخلت وذالك الفستان يثير فضوله…ولا ليس السبب هو جماله بل كونه مشابها للرداء الذي قدموه في بداية الإختبار…مما يعني أن هذا الرداء هو ما يثبث أنك طالب والذي تحدث عنه كايل سابقا

نظرت سيلينا نحوه للحظة

“يبدو أنك لم تتفقد غرفة نومك جيدا عزيزي”

“غرفة نومي؟”

بالفعل, كل ما أثار إهتمام أمازاكي هو ذالك السرير المريح لذا لم يهتم بالمحيط كثيرا

حك ذقنه قليلا وكأنه يفكر بالأمر…ثم قرر الذهاب والتفقد

وهو ذاهب أخذت سيلينا تنظر نحو ظهره ثم نحو يدها بمعالم معقدة…شعرت أنها ضيعت فرصتا ما, إلا أنها تنهدت وهزت رأسها مبعدتا هذه الأفكار

ما إن وصل أمازاكي لغرفة نومه مع بعض ملاحظة, رأى بابا أخر لكنه لم يكن مشابها للأبواب الأخرى…يمكن القول بأنه يشبه باب الخزانة

“لاتخذلني يا حظي”

وبالفعل ما إن فتحه حتى وجد مجموعة من الملابس تشبه التي كان يرتديها, غير أنها مختلفة بعض الشيء…لأن لونها أزرق مثل التي ترتديها سيلينا الأن

لم يهتم أمازاكي بشأن إختلاف اللون كثيرا…فبعد كل شيء لقد وجد أخيرا ما يرتديه

بعد إرتدائه الملابس التي وجدها عاد حيث ترك سيلينا ليجدها دخلت مطبخه وأخذت تعد لنفسها بعض الشاي

[بحق السماء هذا منزلي…أو على الأقل أعتقد أنه كذالك]

“ما الأمر عزيزي؟…تبدو عصبيا أتريد مني أن أعد لك كوبا من الشاي أيضا”

لم يجد غير الإستسلام متنهدا

“لما لا..”

……………………………………

في مكان أخر يعطي إنطباعا مشابها للمشفى بسبب كل تلك الأَسِرة والمرضى في الأنحاء

“هل..هل هي بخير؟ أستكون على مايرام؟”

قالتها أنابيل بمعالم قلقة ومتوترة موجهتا كلماتها لإمرأة تبدو في أواخر لا بل في متوسط العشرينات بشعر بنفسجي غامق إلى حد ما لاتستطيع رؤية ملامحها جيدا نظرا للضمادات التي تغطي عيناها بالكامل, يبدو أنها لاتستطيع الرؤية إلا أنها لاتبدو كذالك على الإطلاق بسبب كونها تتحرك في الأنحاء بدون مشاكل, ترتدي ردائا أبيض بزخارف خفيفة من الجانب, تعطي إنطباعا على كونها طبيبة

“أجل لاتقلقي…بل لايبدو أنها تعاني من أي مشاكل…ستستيقظ بعد قليل من الراحة”

حتى صوتها يبعث على الطمئنينة

“حـ..حقا؟؟ هذا مريح”

ربتت الطبيبة على رأس أنابيل وكأنها عرفت أنها متوترة

“يمكنك الإنتظار هنا إذا أردت”

قالتها وببتسامة خفيفة على ملامحها

“حـ..حسنا”

ثم أخذت طريقها مغادرتا المكان…الغريب في الأمر أنها لم تتعثر أو تصتدم بأحد طوال طريق خروجها وكأنها تستطيع الرؤية تماما

هذا ترك أنابيل في دهشة لبعض الوقت بينما تراقبها

“آآآه..آممم”

بينما أنابيل تحدق في الطبيبة المغادرة إستيقظت لورين من غيبوبتها

“ما…أين.. أنا؟”

قالتها لورين وهي تحاول النهوض…إلا أن أنابيل منعتها من ذالك

“لا..إرتاحي قليلا, لاحاجة للنهوض”

“أنابيل؟ ما الذي حدث؟ ماذا عن الإختبار؟”

“لقد إجتزنا الإختبار بالفعل…أنت الأن في العيادة الرئيسية للأكادمية”

“هاه؟”

نظرت لورين حولها قليلا قبل أن تتنهد

“إذن فقد كنت فاقدة للوعي أليس كذالك؟”

“أجل”

“كم مر من الوقت؟…هل هو شهر لا مهلا ربما شهران..”

“هاه؟؟ ما الذي تتحدثين عنه؟…بالكاد مر نصف يوم منذ خروجنا من الإختبار”

“ماذا؟…لكن ماذا عن جراحي؟ لما لاتؤلمني؟ حتى كتفي يبدو كأنه لم يصب على الإطلاق”

لم تصدق لورين ماسمعت من أنابيل…فبعد كل شيء لاأحد غيرها يعلم مدى خطورة تلك الإصابات

إستيقاظها فجأتا بلا ألم يعني فقط أنه قد مرت فترة طويلة في غيبوبتها

“هذا…بسبب الأريسفورد”

ردت أنابيل عليها بهذا بملامح متوترة

“أريسفورد؟ لكن كتفي كان في حالة محطمة… إذا شربته في تلك الحالة فسوف..”

أوقفت لورين جملتها فجأتا بعدما رأت أنابيل تسقط دمعة من عينيها

“أعلم…لقد كنت مصابة وتنزفين بشدة…إنتابني الخوف والرعب عندما فقدت الوعي عندها, وجدت نفسي عاجزة لاأعلم ما أفعله…لذا عندما رأيت الأريسفورد, تسرعت وكدت أتسبب…أنا أسفة كدت أتسبب بشيء فظيع لك..”

أخذت أنابيل تسرد لها كل ماحدث بكل التفاصيل المملة ودموع تنهمر من عيناها

“لاحاجة للإعتذار, أعلم أن نيتك كانت طيبة…لو تابعت البكاء ستجعلينني أشعر بالسوء”

قالتها ببتسامة على وجهها لطمأنتها لكنها سرا وضعت يدها على كتفها لتتحقق إلا أنها فجأتا أخذت تتذكر…ذالك الألم…وذالك الفتى

[هكذا إذا…إذن ذالك الفتى حينها كان يقوم…]

“أعتقد أن علي شكره..”

قالتها لورين بعد صمت قصير

“ماذا؟ من؟”

“ذالك الفتى… الذي قلت أنه ساعدني”

“ذالك المختل؟ لاحاجة لشكره”

قالتها أنابل بنبرة غاضبة

“هاه؟”

[يبدو أنها تكن ضغينتا نحوه]

“على الأقل ما إسمه”

سألت لوين بينما قررت داخل نفسها أنها ستشكره شخصيا لاحقا

“إسمه؟..آآآم إسمه هو…هو..”

بينما أنابيل تحاول التذكر إرتعشت بل إرتجفت

“أنا…أنا لا أعلم إسمه…؟”

قالتها جهرا بنبرة حائرة ومستغربة

“آه…حسنا لابأس, لابد أنك إلتقيته فقط مع أميرة الجان لذا لم تقومي بسؤاله, أليس كذالك”

قالتها لورين بنبرة متفهمة

[نحن في نفس الأكادمية لذا أستطيع لقائه في أي وقت أريده]

إلا أن أنابيل لم ترد عليها بينما في نفسها

[هراء…أنا أعرف ذالك الفتى قبل يأتي للنزل حتى, وكما أنني تحدث معه عدة مرات قبل الإختبار…إذن لماذا لاأتذكر إسمه؟ لا بل هو الذي لم يعطني إسمه من البداية… وأنا لم أدرك أنني لاأعرفه حتى الأن؟…لماذا؟ هل كان يفعل هذا عن عمد؟ وأيضا كيف تمكن من العبث بعقلي هكذا…]

‘غبية وساذجة’

رنت تلك الإهانة التي كان يلقبها بها داخل عقلها

لتنتابها فجأتا نوبة من الغضب

[ذالك الملعون…لقد كان يسخر مني طوال الوقت]

صرت على أسنانها بغصب

“أنابيل, ما الخطب؟”

نادت عليها لورين بعدما لاحظت أنها كانت شارذة الذهن لفترة

“لاشيء لاشيء…لما لاترتاحين لبعض الوقت سأعود بعد قليل”

قالتها ثم غادرت مسرعة

“ماخطبها؟”

تسائلت لورين مع نفسها

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

أجل لقد تأخرت...أنا أسف فقد كنت مشغولا جدا لذا إعذروني

وأيضا الفصل القادم غدا


لمن يريد دعمي ودعم الرواية

http://bc.vc/DhTZxEt



شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

2018/01/18 · 2,087 مشاهدة · 1617 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024