في مكان أخر, وبالضبط عند أمازاكي تجده يشرب كوبا من الشاي مع سيلينا بملامح معقدة

“إذن…ماتحاولين قوله هو…أنك أتيت فقط لأنك تشعرين بالملل”

أجل…ظننت أنني أوضحت هذا بالفعل

قالتها ثم أخذت رشفة من فنجانها

[فقط ماذا تظنني…مهرجا؟]

أخذ أمازاكي يتنهد مع نفسه مستسلما…هو ببساطة لايستطيع أن يفهم مهما حاول كيف تفكر هذه الفتاة

[أليست أميرتا يحترمها ويقدسها الجميع؟]

[شخص بمثل مكانتها سيكون من الطبيعي أكثر إذا كانت محاطة بخدمها بينما تنظر للجميع على أنهم أقل مستوى منها]

[إذن لما تضيع وقتها هنا مع شخص مثلي إلتقته صدفتا فقط؟]

[حتى لو كانت من ذالك النوع المتسامح الذي يعتبر نفسه مساوي للجميع…على الأقل إذهبي عند الفتيات]

[ليس الأمر وكأنني الوحيد الذي خرج من الإختبار]

بالفعل فقد خرج أربعتهم دفعتا واحدة

[أنا ببساطة لاأفهم]

لم يجد غير التنهد بإستسلام مرتا أخرى بينما ينظر نحو ملامحها الهادئة والباردة لربما يلمح شيئا ما…لكن لاشيء ليهز رأسه في الأخير قليلا محاولا نسيان الأمر ثم أخذ رشفتا من الفنجان هو الأخر

قليلا ما كان يعلمه أمازاكي أن سيلينا, أميرة الجان تحمل لعنتا تقتل كل من يحتك بجسدها…وأنه لسبب ما هو الوحيد القادر على لمسها دون أن يحصل له شيء…

بالنسبة لسيلينا فهذه هي أكثر لحظة مرتاحة فيها مع شخص أخر, لايهمها إذا تطورت مشاعرها لشيء أخر…طوال حياتها عاشت وحيدتا ومعزولتا عن الجميع كأنها غير موجودة, كأنها كائن غريب, حتى أمها من أنجبتها تتحاشاها…بعد بلوغها أصبحت أمها ترسلها في مهمات خارج القصر مبعدتا إياها عن موطنها تجنبا لإنتشار حقيقة أنها ملعونة, ومنها مهمة إحضار الجوهرة التي هي في صوبها الأن

لم تكن غاضبة من موطنها أو والدتها بما أن الأمر كان دائما هكذا فقد إعتادت عليه بل حتى أنها تقبلت أن تعيش بقية حياتها هكذا…وحيدة بدون كتف تستند عليه

إلا أن كل شيء تغير فجأتا عندما إلتقت بهذا الشخص, لا بل كل شيء تغير بعد لمسه…هذا الفتى الذي يبدو في نفس عمرها والذي لايتأثر بلعنتها, لربما فقط معه تستطيع أن تشعر أنها شخص طبيعي…هذا ماتفكر به

[لكن جديا لماذا؟]

ومازال أمازاكي حائرا مع نفسه, فبعد كل شيء كيف له أن يعلم… بالنسبة له ما يحدث الأن هو مثل قصص الحريم الغبية…عندما تتعلق فتاة بشخص ما بدون سبب وجيه

وفجأتا بينما هو في تفكير عميق, قامت سيلينا من مكانها وكأنها تستعد للمغادرة

“هممم…ذاهبة بالفعل؟”

قالها أمازاكي متفاجئا وهو ينظر نحوها فقد توقع من ملامحها أنها ستزعجه لفترة أطول

[ربما شعرت بالملل…]

هذا أبسط سبب فكر به… إلا أنها إجابتها

“أعتقد أن العربة قد وصلت…لذا سأستودعك هنا”

“عربة؟…ذاهبة لمكان ما؟”

“وأيضا لم أعتقد أنه بإمكاننا الخروج متى نشاء”

“مازال هناك يومان على الإنتهاء الرسمي للإختبار…لذا سأذهب لأهتم ببعض الأمور في العاصمة”

“آه…العاصمة…”

تذكر فجأتا أنه أيضا يحتاج الذهاب للعاصمة لأجل إستلام أجره من صاحبة النزل ميوكي

“عزيزي... تريد توصيلة…؟”

قالتها سيلينا وبتسامة خفيفة على ملامحها وكأنها قرأت مايفكر به أمازاكي

[جديا هذه الفتاة بدأت تخيفني]

…………………………………….

بالعودة لأنابيل تجدها تخرج بخطوات مسرعة من المكان الذي كانت فيه لورين

مظهر العيادة من الخارج كان ضخما بعدة نوافذ ملونة وبعض الثماثيل تزينه في الجانب

“أنابيل!”

فجأتا نداء من جانب جعلها توقف خطواتها

من الصوت يمكن القول أنه لفتى بالكاد يتجاوز العشرينات, إلتفتت نحو صاحب الصوت بملامح باردة…يبدو أنها عرفت صاحب الصوت

الفتى كان بشعر أسود طويل يتخلخل بين كتفيه ووجه وسيم إلى حد ما, يمتلك نظرتا تشبه ثعبان بجفون منخفظة مما يجعله يبدو خاملا

[لوكاس أرييس…الأخ الأكبر للسمين بييل]

“ما الأمر!؟”

سألت بشكل مباشر مما جعل الفتى صامتا للحظة وكأنه لم يتوقع ردة فعل مثل هذه منها

“أعتذر إذا كنت قد أزعجتك…أردت فقط تهنئتك على إجتياز الإختبار أنسة أنابيل”

قالها ببتسامة ذافئة وصادقة على وجهه

“….”

لكن أنابيل لسبب ما أدركت أنها مجرد إبتسامة مزيفة…يبدو أنها أصبحت خبيرة بهذا الشأن بفضل الإختبار, لا بل بفضل ذالك الفتى

فقط تذكره مجددا جعلها تشطاط غضبا…إلا أنها لم تدع ذالك يظهر على ملامحها

“شكرا على تهنئتك سيد لوكاس…والأن إذا عذرتني”

ما إن كانت على وشك الذهاب حتى قاطعها مجددا

“آه مهلا…إعذري فظاظتي, أريد فقط سؤالك عن اخي الصغير بييل, هل صدف وإلتقيت به؟”

“أجل…لكنه هرب بينما كنا نقاتل بعض الوحوش, ولم أره من حينها”

قالها ثم إلتفتت مكملتا طريقها هذا ترك الفتى لوكس في حيرة مع قليل من الغضب

[كومة اللحم اللعينة تلك, تتجرأ على معارضة أوامري…فقط إنتظر حتى تخرج]

بالرغم من غضبه إلا أن ملامحه ما تزال هادئة لايظهر عليها شيء كثعبان

قليلا ماكان يعلمه أنه قد مات بالفعل

.

[آآآآه تبا!…لاأصدق أنني قلت هذا بوجه جاد…ما الذي حصل لي!؟…إنه هو, إنه خطأ ذالك اللعين!…هو السبب في كل شيء!…]

بالرغم من أنها غير معتادة على الكذب إلا أنها لم ترمش حتى وهي تفعل ذالك…هذا جعلها تلوم وتكره ذالك الفتى (أمازاكي) أكثر, لأنها بهذه الطريقة لن تكره نفسها على الأقل

بينما كانت تلعن داخل نفسها لمحت عربة بيضاء بزخارف ونقوش جميلة ومتنوعة, يجرها حصانان أسودا اللون بعيون حمراء كالدم

[أحصنة روزان؟]

ميزتهم مباشرتا دون الحاجة للنظر مطولا وأيضا لكونها لم تهتم بهم فقد رأت هدفها, أمازاكي وهو يتوجه نحو العربة مع سيلينا

لكنها لم تلحق به أو حتى تنادي عليه…

ظلت فقط تحدق من بعيد…فهي من البداية لم تكن تخطط للقائه

إلا أنه فجأتا لاحظها

“همم…”

أعطاها إبتسامة ساخرة ومستفزة قبل أن يصعد للعربة مع سيلينا

“ذالك..ال***!!”

شعرت برغبة في الصراخ لأن غضبها وصل لأقصى درجة, إلا أنها بعدما تنفست بهدوء تمكنت من تهدئة نفسها قليلا وإلتفتت مكملتا طريقها لاتحتمل حتى الإلتفات والنظر نحو تلك العربة

بالنظر للمكان الذي هي تتوجهة نحوه يبدو مكانا ضخما أشبه ببرج…لو نظرت من الأعلى ستجد أن هناك العديد من الأبراج مثله بجانبه…فمساحة الأكادمية هائلة لدرجة أنه يمكنك إعتبارها مدينة

ما إن دخلت إليه حتى رأت العديد من الغرف مقسمت في عدة أروقة… لو حاولت أن تحزر عددها يمكن القول أن هناك 80 غرفة في هذا الطابق فقط…بجانب كل مدخل غرفة هناك صفيحة معدنية مكتوب عليها شيء ما…شيء أشبه بإسم

[أعتقد…الطابق السابع]

محددتا هدفها أخذت تصعد الدرج

بعد وصولها للطابق السابع كان هناك منعطفين…في الواقع هذان المنعطفان موجودان في جميع الطوابق

[غرفتي في الجهة اليسرى وبالتالي فتلك الجهة مخصصة للإناث…إذن الجهة اليمنى ستكون للذكور]

قالتها في نفسها بينما تتجه يمينا…بينما هي تأخذ طريقها ركزت إنتباهها على الصفائح

[إسمي كان مكتوبا على الصفيحة التي بجانب مدخل غرفتي وكذالك الأمر كان مع لورين والأميرة سيلينا أما بقية الصفائح فكانت فارغة…إذا كنت محقة فجهة الذكور سيكون هناك إسم واحد فقط…إسم ذالك الفتى]

وبالفعل لم يمر وقت طويل قبل أن تجد ما تبحث عنه

<أمازاكي ريوجي>

هذا ماكان مكتوبا على الصفيحة

إلتفتت يمينا ثم يسارا في الصفائح الأخرى لتتأكد…لكن هذه هي الوحيدة التي تحوي إسما

“إذن هذا هو إسمه…أمازاكي ريوجي”

قالتها بينما أظهرت إبتسامة تدل على النصر ثم إلتفتت عائدا للعيادة عند لورين

ما إن عادت من حيث أتت حتى أخذت صفيحة أخرى تتغير وتنحت إسما

<كايل روكزارد>

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

miyuki

رأيتم هاهو الفصل...عندما أعد بشيء ما... فأنا أقوم به

(T-T)

لدعمي ودعم الرواية من هنا

http://bc.vc/SHlAS25


شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف



2018/01/19 · 2,154 مشاهدة · 1078 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024