داخل عربة تنطلق مثل الرياح بينما يجرها حصانان أسودا اللون يجلس كل من أمازاكي وسيلينا بشكل متقابل لبعضهما داخلها, إلا أن كل منهما في عالمه الخاص

سيلينا تقرأ كتابا في يدها بينما أمازاكي يحدق بمعالم فارغة من النافذة يبدو أن هناك ما يشغل باله

“أيمكنني أن أسأل سؤالا شخصيا إلى لحد ما؟”

كسر أمازاكي الصمت بهذا السؤال بينما أصبحت على ملامحه نظرة جدية

برؤية سيلينا لنظراته شعرت بضيق في قلبها

[أسيسأل عن سبب تعلقي به؟]

[إذا كان كذالك…هل أجيبه؟ هل أخبره بالحقيقة؟…هل أخبره عن لعنتي؟]

[لكنه بالتأكيد سيسيء فهمي…سيعتقد أنني أستغله فقط]

[التراوغ في السؤال سيكون سيئا في المستقبل…سيكون أفضل أن أخبره بالقصة كاملة الأن]

بالرغم من قلقها داخل نفسها إلا أن ملامحها لم تتغير

“ماذا؟”

قالتها وهي مستعدة لهذا السؤال

في الحقيقة ما يتسائل عنه أمازاكي ظل يضايقه منذ أول لقاء له مع الأميرة

صمت للحظة وأغمض عينيه وكأنه متردد ويفكر بالأمر مجددا…إلا أنه في النهاية أخذ نفسا طويلا ثم قرر السؤال

“أتستطيعين… تحريك أذنيك؟”

“هاه!؟”

بسماعها هذا السؤال شعرت أنها على وشك السقوط من مقعدها

“المعذرة…؟”

سألت وكأنها شعرت أنها سمعته خطأ, بل تمنت أنها كذالك

“آآححم آحم…أذنيك…آحم…أتستطيعين تحريكهم…أعني بما أنك مختلفة عن البشر أردت أن أعلم إذا كان الجان يتميزون عن البشر بشيء أو بأخر في طريقة عمل أجسادهم”

أخذت تنظر نحوه بصمت لكن أمازاكي لم يعد ينظر نحوها بل عاد ينظر للنافذة

“إذن…ما تحاول قوله هو أنك تريد معرفة الخصائص البيولوجية للجان ومقارنتها مع البشر…وربما حتى الأجناس الأخرى؟”

بسماعه إجابتها إلتفت نحوها وصفق بيده مرتا واحدة بحماس

“تماما…علمت أنك ستتفهمين الأمر عزيزتي”

لم تجد غير التنهد بإستسلام وكأنها لاتعلم كيف يفكر هذا الفتى أمامها

بعد صمت قصير كأنها تحاول تمالك نفسها أخذت تسحب بضعة كتب من خاتمها ثم مدتهم لأمازاكي

“هذه الكتب ستجيب على أسئلتك…كل كتاب يتخصص بأحد الأجناس…وهناك أحدهم يتحدث عن خصائص الوحوش أيضا, إذا كنت مهتما بهم أيضا”

بدون أي تأخير أخذ يتفحصهم

“هممم…”

لفت إنتباهه أحد الكتب

*الخصائص البيولوجية للبشر*

أخذ يقلب بين صفحاته بملامح هادئة وقبل أن يكمل تفحصه حتى, أغلقه وأعاده لسيلينا

“ماذا؟…هل أنهيته بالفعل؟”

تسائلت بمعالم متفاجئة

“لا…أنا فقط أعلم كل شيء فيه بالفعل”

قالها بنبرة غير مكثرثة

[يعلم كل شيء فيه؟…مهلا, بالعودة لما حدث في الإختبار لقد تمكن من إصلاح كتف تلك الفتاة بإبرة فقط…]

أخذت تنظر له بنظرات فاحصة وشاملة…إلا أن أمازاكي لم يعرها أي إهتمام وأخذ يفتح كتابا أخر ومعالمه تحمل طابع الإهتمام والحماس

بعد صمت دام لمدة أخذت سيلينا المبادرة هذه المرة لكسر الصمت…بعدما تذكرت شيئا ما

“بالمناسبة, في أي مستوى أنت؟”

رفع رأسه عن الكتاب وأجاب

“صفر”

“هاه؟”

“كما قلت…مستوى صفر”

“أيمكنك أن تكون جادا هنا؟…إذا كنت لاتريد الإجابة فقل ذالك مباشرتا”

قالتها بنبرة غاضبة قليلا

“ولكنني جاد حقا…تصديقي أو لا يبقى خيارك”

قالها بينما يهز كتفيه وكأنه غير مكترث لإقناعها ثم عاد لكتابه

بينما هي تنظر نحو وجهه بشك تذكرت…تذكرت الإهانات التي كانو يلقبونه بها ؤلائك الفتيان عندما كانت مشلولة داخل الجبل

‘المستوى صفر’

[إذا كانو يلقبونه بهذا الأمر هذا يعني أنهم رأو ذالك بأم أعينهم…أي أثناء فترة التسجيل في الإختبار]

تذكرت سيلينا تلك اللوحة الحجرية

[ذالك الحجر لايمكن خداعه…مما يعني هو لايرتدي أي أدات تخفي هالته]

[مهلا إذا كان حقا في المستوى صفر ألا يفسر هذا تمكنه من لمسي…فبعد كل شيء هذا يعني أن لعنة لم تتفعل لأنها لم تجد أي سحر لإمتصاصه…]

[آه…لكن هذا غير منطقي…ألا يفترض أن يعني ذالك أنه لايستطيع إستعمال السحر…إذن كيف تمكن من قتل السمين بسهولة, كيف تمكن من إنقاذ إبنة عائلة كريستيل بسهولة…لقد رأيت ذالك بوضوح…لقد إستعمل السحر]

[لنعد الأساسيات للحظة…لإستعمال تعاويذ السحرية يلزمك السحر…كمية السحر تزداد بزدياد المستوى مما ينتج عنها إزدياد في قوة التعاويذ…لكن في المستوى الصفر, الامر وكأنك تحاول شرب الماء من كوب فارغ…هذا ببساطة مستحيل]

بينما هي غارقة في تفكيرها قاطعها أمازاكي

“في الواقع هناك أمر يحيرني”

“ماهو…؟”

قالتها بينما مازال نصف عقلها مشوشا في التحليل

“البشر والجان وقعو معاهدة سلام أي أنهم حلفاء الأن, أليس كذالك؟”

“همم؟ أجل ماذا في ذالك”

قالتها بحيرة وكأنها لاتعلم ما الذي يريد أن يسأله

“لكن لما لم أرى أي شخص من جنسكم هنا غيرك؟”

“أليس الأمر واضحا؟…الحرب ليست شيئا ترميه خلف ظهرك ببساطة متى تريد..كوننا وقعنا معاهدة السلام وتحالفنا لايعني بالضرورة أن أحقاد كلا الطرفين ستختفي ببساطة”

“أنت تعنين أنه سيكون هناك نوع من التحيز أو العنصرية”

“تماما…التعايش معا لن ينفع مادام لم يمر وقت طويل على المعاهدة, فهناك من خسر عائلته ومعها سعادته ولم يبقى له شيئ غير الغضب والرغبة بالإنتقام ليتشبث بها…وبرأيك ماذا سيفعل هذا الأخير عندما يرى عدوه وقد أصبح جاره”

“نزاعات داخلية…سينتج عنها مشاكل سياسية”

تمتم أمازاكي بهذه الكلمات

“هذا صحيح…أرى أنك أدركت ما أحاول الوصول إليه”

“حسنا هذا يفسر العديد من الأمور…إذن أنت هنا تلعبين دور سفير لموطنك أليس كذالك؟”

“حسنا…يمكنك إعتبار الأمر هكذا إذا أردت”

“هكذا إذن…لم أعتقد أن الأمراء يمتلكون مثل هذه الواجبات…واجبات تجعلهم بعيدين عن موطنهم”

لم يقلها بطريقة مباشرة, لقد كان الأمر وكأنه يتمتم مع نفسه فقط إلا أن سيلينا سمعت ما قاله بوضوح لتبتسم إبتسامة خافتة تخفي خلفها مشاعر معقدة بدون أن تقول أي شيء

……………………………………………..

لم يمر وقت طويل حتى وصلو لوجهتهم أو بالأحرى وجهة أمازاكي, أمام النزل

“سأمر عليك غدا صباحا…”

قالتها وهي تراقبه ينزل من العربة

لكنها لم يرد عليها غير الإشارة بيده وكأنه يشكرها…ثم توجه للنزل

ما إن دخل النزل حتى شعر أن المكان هادئ وفارغ على غير العادة…في العادة دائما ما تكون ميوكي بالقرب من المدخل لإستقبال الزبائن

[هل هي في المطبخ…]

المطبخ منقسم لقسمين القسم الظاهري الذي يطلب ويتناول فيه الزبناء والقسم الداخلي الذي يتم فيه إعدد الطعام…أمازاكي لم يسبق له الدخول للقسم الداخلي, لذا توجه إليه متوقعا أن مالكة النزل ستكون هناك

“آه…”

لكنها لم تكن كذالك…بل كان هناك شخص أخر بالتحديد فتى صغير ربما في الحادية عشر أو ثانية عشرة من عمره بشعر برتقالي قصير يقوم بغسل الصحون

“…”

إلتفت الفتى بمعالم بريئة وظريفة نحو أمازاكي بعدما سمع صوت أحدهم يدخل… لكنه لم يقل شيئا, بالأحرى لايستطيع قول شيء, فقد لاحظ أمازاكي ندبتا عميقة على عنقه

[يبدو أن حباله الصوتية متضررة بسبب تلك الندبة…وأيضا تلك الندبة تبدو وكأنها بسبب سكين…أكان أحدهم يحاول ذبح هذا الطفل؟]

هذا ما قاله في نفسه بينما ينظر للندبة على عنق الطفل

برؤية الطفل أن أمازاكي يحدق في عنقه أخفظ رأسه وغطى عنقه بذراعه بملامح متألمة

ظل الصمت سائدا بينهم لفترة

“هل مالكة النزل هنا؟”

سأل أمازاكي

“….”

لكن بما أن الفتى لايستطيع الكلام أخذ يهز رأسه بالنفي

“هكذا إذن…”

قالها ثم عاد للقسم الخارجي وجلس في أحد المقاعد ينتظر

[مادام الجواب لايتضمن نعم أو لا فلا فائدة من سؤاله أكثر]

هذا ما قاله في نفسه بعجز

بينما ينتظر أحضر له الفتى الصغير كوبا من العصير, يبدو أنه إستنتج أن أمازاكي مقرب من مالكة النزل(أي صديق) لذا قرر معاملته بحترام أكبر

وأيضا أمازاكي لم يرفض العصير…فبعد كل شيء لقد كان مجانيا فلما لا. هذا ما قاله في نفسه

لكن وقبل أن يأخذ رشفتا منه

“أنت!!…أيها السافل الصغير!”

نداء غاضب وصاخب أتى من المدخل…لكنه لم يكن موجها لأمازاكي بل للفتى الصغير

بسماع الطفل هذا الصوت إرتجف ونظر من حيث أتى

صاحب الصوت كان رجلا ربما في منتصف الخمسينات يملك شعرا أسود في الجانبين بينما أصلع من المنتصف, يرتدي ملابس رثة وتفوح منه رائحة قوية للخمر

“أين هي!…أين هي تلك العاهرة!…أين هي أختك!!؟”

قالها بغضب وبصوت متقطع بينما يتوجه نحوه…يبدو سكيرا بالكامل نظرا لخطواته الغير متوازنة

برؤية الرجل يقترب هرع الطفل بالهرب لدرج الطابق الثاني والخوف يملء عيناه

“لن تهرب…!”

أمازاكي لم يكن مهتما بما يحصل, بما أنه لاعلاقة له بما يحدث قرر الإستمتاع بعصيره فقط

“باااخ!”

الرجل السكير بينما حاول الركض خلف الطفل تعثر وإصتدم بقوة مع إحدى الطاولات…طاولة أمازاكي

مما أدى لإنسكاب العصير على ملابسه الزرقاء

“…”

بقي أمازاكي صامتا ينظر لملابسه وقد أصبحت ملطخة ببقعة حمراء كبيرة من العصير للحظة

“أيها السافل الصغير!…لاتظن أنه بإمكانك الهرب”

أخذ السكير يحاول النهوظ لكي يطارد الفتى…إلا أن هناك ما يوقفه بالأحرى هناك من يمسك ذراعه

“هاه…ماذا تريد أيها اللعين!…هذا بيني وبين إبني, لاتتدخل فيما لايعنيك”

قالها الرجل السكير ثم حاول التملص, لكن لافائدة

أما أمازاكي فقد وضع على وجهه إبتسامة صغيرة تبدو كأنها إبتسامة أحد التجار

“كيف ستعوضني عن ملابسي أيها السيد المحترم؟”

“هاه؟”

“هذه الملابس مصنوعة من مواد غالية ونادرة كما أنها مصنوعة خصيصا لأجلي, لقد كلفتني 250 قطعتا ذهبية لكن بما أنني في مزاج جيد سأقبل فقط 245 قطعتا ذهبية”

قالها أمازاكي ببتسامة صغيرة على وجهه وهو يتنهد, كأنه هو الخاسر في هذه الصفقة

“ماذا؟ 250 قطعتا ذهبية؟ هل جننت؟…أو ربما تحاول أن تظهر بمظهر البطل بهذا الهراء…”

قالها الرجل السكير بسخرية

مما جعل ملامح أمازاكي تتغير, وبسرعة أمسك الرجل من عنقه ورفعه عن الأرض بذراع واحدة وبسهولة…فبعد كل شيء عضلات أمازاكي ليست للمظهر فقط

“لايهمني لاإبنك!, ولاجدتك!…لقد إرتفع السعر ل300 قطعة ذهبية…إدفع أو مت!, الخيار خيارك”

برؤية الرجل لملامح أمازاكي الباردة أدرك أنه لايمزح… مما جعل رعشتا قويتا تنتابه أسفل عموده الفقري حتى أثار الخمر إختفت من عقله… ليبدأ بمحاولة إصلاح وتهدئة الوضع

“إنتظر من فضلك أيها السيد المحترم…أ..أنا اسف, لكنني حقا لا أملك مثل هذا المبلغ…”

قبل أن يكمل جملته أخذ أمازاكي يضيق الخناق على عنقه ما جعل الرجل يواجه صعوبة في التنفس…وأخذ يحاول إكمال كلامه

“..لكن…لكنني أمتلك إبنة يافعة وجميلة…مارأيك… تستطيع أن تدفع لك بجسدها, بقدر الليالي التي تريد…”

قالها بثقة وكأنه متأكد أنه سيهدئه بهذا العرض

“مثير للإهتمام حقا…حتى وأنت على وشك الموت تحاول السخرية مني…هل أبدو لك يائسا؟…هل أبدو لك مثيرا للشفقة؟…فالتمت!!”

قالها بينما عيناه أصبحتا باردتين وبدأت يده تضيق الخناق على عنق الرجل ببطء…مهما حاول الرجل الإفلات لافائدة…لم يعد يستطيع التنفس ووجه أصبح أحمر ثم بنفسجي وكأن روحه يغادره ببطء

“…”

فجأتا أمسك شخص ما رداء أمازاكي من الخلف…بعد إلتفاته وجد الفتى الأبكم من السابق ينظر له بملامح مذعورة بينما يحرك رأسه يمينا وشمالا…كان واضحا أنه يطلب من أمازاكي التوقف وتركه…إلا أن أمازاكي لم يكثرث وزاد الخناق على عنق الرجل

“طاخ!”

ضرب الفتى رأسه مع الأرض مرارا وتكرارا بينما يركع على الأرض وكأنه يترجاه أن يتوقف

نظر أمازاكي للفتى بصمت وبخيبة أمل ثم تنهد مع نفسه

[حسنا…هو والده بعد كل شيء]

ثم ترك الرجل ليسقط على الأرض فاقدا وعيه

ما إن سقط حتى هرع الفتى ليتفقد تنفسه ثم نبضات قلبه ليتنهد في الأخير بإرتياح

لم يطل أمازاكي النظر نحوهم وأخذ يتجه لطاولة أخرى

[تبا!, ظننت أنني سأحصل على بعض المال الإضافي]

ثم أحنى رأسه للبقعة الحمراء على ملابسه

[من الجيد أنني أحضرت واحدا إضافيا]

قالها مع نفسه بسخرية قبل أن يسحب مقعدا ليجلس فيه

“طاااخ!”…”طاااخ!”…”طاااخ!”

وقبل أن يجلس أمازاكي على مقعده صوت ضرب قوي لفت إنتباهه…بعدما إلتفت نحوه تفاجئ بشيء لم يتوقعه بتاتا

لقد كان الفتى الأبكم يحمل كرسيا خشبيا بكلتى ذراعيه ويضرب به الرجل المغمى عليه على وجهه بقوة…ذالك الرجل الذي يفترض أن يكون والده

“طااااخ!”…”طاااخ!”…”طاااخ!”

بفعل الضرب المتكرر تكسر أنف الرجل تماما وثناثرت أسنانه على الأرض بينما أخذت الدماء تتدفق بغزارة من كل من أنفه وفمه…ومع ذالك مايزال يضربه

الفتى الذي كان يبدو بريئا وخائفا أصبحت على ملامحه إبتسامة شريرة تخفي خلفها غضبا عميقا…يبدو كشخص يرد الدين لصاحبه

“هاهاها ياله من وغد صغير!,أوقفني لأنه يريد الإهتمام بأمره بنفسه هاهاها”

لم يستطع أمازاكي تمالك نفسه وأخذ ينفجر ضاحكا…لقد توقع أن فتى ساذج ولايحب رؤية والده يتأذى, لكن الأمر عكس ذالك تماما…لقد أراد أن يتخلص منه بمفرده, يبدو أنه يمقته جدا

توقف الفتى بعدما تعب من ضرب الرجل ثم إلتفت عند أمازاكي الذي كان مايزال يضحك ليبدأ بحك رأسه بمعالم محرجة وبريئة

[هذا الفتى لحقا ثعلب في صفة أرنب]

قالها أمازاكي ساخرا في نفسه وأخذ يجلس في كرسيه

لكن سرعانما أتى صوت مألوف من المدخل

“ما..ما الذي حدث هنا؟”

لقد كانت ميوكي بشعرها الأسود المتألق ترتدي ردائها المعتاد الشبيه بالكيمونو وتحمل بضعة حاجيات في كلتى ذراعيها…يبدو أنها كانت تتسوق

لم تحتج للإلتفات حتى تلاحظ أمازاكي ينظر لها ببتسامة مشرقة على وجهه وكأنه كان ينتظرها

فقط بعدما لاحظته وضعت يدها على وجهها وأخذت تتنهد

“إذا أردت قتل شخص ما إفعلها خارجا من فضلك وليس في محلي”

قالتها بنبرة منزعجة بعدما سلمت حاجياتها للفتى الصغير

“ما الذي تتحدثين عنه؟ انا بريء…عندما أتيت كان ذالك الرجل ممددا بالفعل على الأرض”

قالها بينما يظهر تعابير بريئة

“لو كان شخصا أخر فهو بالتأكيد سيصدقه…لكن ميوكي تعلم طبيعته المجنونة بالفعل لذا أخذت تنظر نحوه بصمت…كان واضحا من نظراتها أنها لاتصدقه”

“حسنا حسنا ضبطتني…لكن جديا الخطأ لم يكن خطئي…هو من هاجمني أولا, أنا كنت أدافع عن نفسي فقط حتى أنني كدت أموت, أترين…”

قالها بينما يظهر لها بقعة العصير الحمراء

صمتت للحظة بينما تنظر لملابسه

“أليس هذا مجرد عصير؟…أتعني أنه سكب العصير على ملابسك؟”

لالا…أعني نعم لكن ماذا لو لم يكن عصيرا…ماذا لو كان نوعا من السموم التي تخترق الجلد…ألا يعني هذا أنني بالكاد نجوت بحياتي!؟…أعلم أنك لا تصدقين الأمر فأنا مثلك عندما رأيت هذا الرجل لم أصدق أنه سيحاول قتلي, أعتقد أن علينا أخذه للسجن كي يأخذ جزائه, مارأيك؟

“….”

لم تقل شيئا, بل لم تجد ماتقوله…هذا كان كثيرا جدا فقط, لقد سمعت العديد من الأعذار الوقحة بمختلف أنواعها, لكن هذا…هذا يجب أن يكون في المرتبة الأولى

شعرت بالعجز من متابعة هذا الحوار لذا إستسلمت وقررت تغيير الموضوع

“على أي حال…ما كان الإختبار هذا العام؟”

برؤيته أن ميوكي غيرت الموضوع لم يضغط عليها فبعد كل شيء هذا هو يريده

“متاهة…متاهة داخل جبل غريب…أعتقد كان إسمه النعيم والجحيم أو شيء كهذا”

“ماذا!؟ هل أنت متأكد؟”

قالتها بنبرة قلقة

“حسنا هذا ما سمعته فقط…ليس الأمر وكأن إسمه معلق على المدخل كي أتأكد…”

قالها وهو يهز كتفيه بنبرة لامبالية

[لكنني سمعت أنه غير مستقر]

“أنابيل!…هل هي بخير!؟ هل تأذت!؟”

إزداد قلقها وهي تسأل

“هي بخير…لكن إذا كنت تتحدثين عن دماغها فأظن أنه ميت منذ طويلة”

قالها بنبرة ساخرة إلا أن ميوكي لم تعره أي إهتمام وتنهدت بإرتياح

“إذن أنسة ميوكي…أنت تعلمين سبب مجيئي أليس كذالك”

قالها وإبتسامة صغيرة على وجهه كأنه يحاول تذكيرها

بسماعها كلماته اللبقة عرفت تماما يريده

“*تنهد* أجل أجل إنتظر قليلا هنا”

هزت رأسها قليلا ثم ذهبت نحو مكتبها ثم عادت بكيس صغير…في الواقع لقد أعدت هذا الكيس منذ قامت بالإتفاق مع أمازاكي

“أوووه…جميل جميل…كم هنا؟”

قالها بنبرة متحمسة وهو يمسك الكيس

“300 قطعة ذهبية”

ردت عليه بسرعة بنبرة غير مكثرثة

بسماعه الثمن نظر نحوها بملامح خيبة أمل فبعد كل الشيء لقد قام بمساعدة رودينا لإيجاد أخيها فقط وحصل على خاتم يقدر 900 قطعة ذهبية لكن مع مثيرة المشاكل هذه حصل فقط 300 قطعة ذهبية…لكنه بعد التفكير قليلا هز رأسه

[حسنا…حتى أنا لاأظن أن غبية مثلها تستحق أكثر من هذا]

بينما كان يسخر داخل نفسه, رفع رأسه وقال

“آآآه أجل سأبقى هذه الليلة هنا”

ترددت للحظة إلا أنها لم تظهر ذالك

…حسنا…غرفتك ما تزال هي نفسها بما أنه لم يكن هناك العيد من الزبائن في الأسبوع الماضي

“حسنا”

قالها بينما توجه للدرج الطابق الثاني

هل أرسل الطعام لغرفتك كالمعتاد

قالتها وهي متجهة للمطبخ

“أجل…شكرا”

بهذا إفترقو وذهب أمازاكي لغرفته وأخذ يستريح في فراشه

وبينما هو مستلقي أخرج كتابا من الذين أعطته له سيلينا وبدأ يقرأه بملامح شغوفة

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××× ×××

(ما رأيكم بصورة ميوكي)

miyuki

أكثر من 2300 كلمة هنا...جديا كان هذا مرهقا عقليا وجسديا, صدقا أقدم إحترامي لكل مؤلف يضع فصل يوميا


لدعمي ودعم الرواية من هنا

http://bc.vc/SHlAS25


شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

2018/01/30 · 2,221 مشاهدة · 2370 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024