حل الظلام بالفعل ومع ذالك مايزال أمازاكي غارقا في قرائة كتبه…لقد ظل على هذا الحال طوال اليوم, توقف فقط عندما كان يتناول غذائه, إلا أنه عاد إليه عند إنتهائه, لكن لايمكن المساعدة فقد إكتشف العديد من الأمور التي لم يكن يعلم عنها مطلقا

[أنصاف الوحوش ليس بستطاعتهم إستعمال السحر بكفائة كباقي الأجناس لكنهم في المقابل يستخدمون طاقتا إضافية لايستطيع غيرهم من أجناس الأخرى إستعمالها…الروون]

[ماهي هذه الرون ياترى؟ وكيف هي مختلفة عن السحر؟]

[وأيضا سلاح الروح؟…ما هذا الشيء؟]

“دق دق دق”(صوت طرق)

صوت طرق مفاجئ كسر الصمت في الغرفة وشوش تركيزه لينظر بشكل تلقائي للنافذة المظلمة

“همم؟…هل هو العشاء بالفعل؟”

قالها في نفس بعدما لاحظ أنه كان منغمسا في هذا الكتاب لفترة طويلة

ثم توجه للمدخل لفتح الباب

“همم؟”

رأى فتاة بشعر أسود مائل للأزرق ترتدي رداء الخادمة وتحمل أطباق العشاء في يدها…لم يحتج النظر مطولا ليعلم أنها أنابيل, لذا أخذ العشاء مباشرتا من يدها

“شكرا”

قالها بنبرة غير مبالية وإستعد لقفل الباب بما أنه يريد العودة لكتبه

فهو ببساطة يرى أن الكتب التي أخذها من سيلينا تستحق الوقت أكثر من هذه الساذجة

“هاه؟…ما الذي تنوي عليه الأن؟”

قالتها بنبرة حذرة ومستغربة لأنها لاتصدق أن هذا الفتى تحدث بلباقة أمامها وشكرها

[هل هي نهاية العالم أو ماشابه؟]

تفضل تصديق هذا بدلا عن ما سمعته

“ما الذي يفترض أن يعنيه هذا؟”

توقف ونظر نحوها بملامح متسائلة

“أمازاكي, لاتظنني غبيتا يسهل خداعها؟”

قالتها بينما تشير بإصبعها نحوه بثقة وبنبرة إنتصارية كأنها فازت بشيء ما

“….”

لم يقل أمازاكي شيئا وبقي يحدق بستغراب نحوها أكثر من السابق بينما وضع يده على ذقنه حتى أنه أمال رأسه قليلا للجانب, لأنه ببساطة لايفهم سبب فخرها المفاجئ هذا

“أنت متفاجئ أليس كذالك؟, هذا صحيح, أنا أعلم إسمك”

قالتها بنبرة مغرورة بينما ضربت صدرها بيدها بفخر

“آه…مهلا, هاها هل أنت جادة؟ أتقولين أنك طوال هذا الوقت لم تكوني على علم بإسمي؟”

قالها متفاجئا قليلا بسخرية وكأنه يحاول التأكد

“آآم…”

لم تقل شيئا, لكن ملامحها المتجمدة والمتوترة أجابت على سؤاله

“بفف هاهاها يالهي, صحيح أنني أنعتك بالغبية, لكنني لم أكن متوقعا أن تكوني بهذه الدرجة من الغباء هاهاها”

“إ..إخرس أيها اللعين المعتوه, إ..إنه خطؤك, أنت الذي لم يخبرني به من البداية”

قالتها بنبرة محرجة وغاضبة في نفس الوقت

“هاهاهاهاها”

لم يبالي بما تقوله وأخذ ينفجر ضحكا

“تبا….أتمنى لو فقط تتعفن في الجحيم”

قالتها بنبرة عالية ثم ضربت قدمها بقوة مع الأرض من شدة الغضب ثم إلتفتت مبتعدتا عنه

ظنت أنها ستتمكن من تدمير تلك الإبتسامة الساخرة من على وجهه ولو للحظة واحدة, ظنت أنها على الأقل ستفاجئه, لكن كالعادة إنتهى بها الأمر أضحوكتا مجددا

[تبا تبا تبا…لاتظن أن الأمر إنتهى هنا, لن أستسلم…أنا أنابيل كريستيل أرفض الإستسلام…يوما ما, أنا متأكدة, يوما ما سأدمر تلك اللإبتسامة اللعينة من على وجهك]

قالتها في نفسها بنبرة غاضبة ومتحدية… بينما شعرت برغبة بالبكاء

أخذ أمازاكي ينظر لها وهي تبتعد بينما يهز رأسه وكأنه يشفق عليها

ثم عاد لغرفته

………………………………….

في الطابق السفلي وبالضبط عند ميوكي تراها تستعد لقفل المحل بما أن جميع الزبائن قد عادو لديارهم والمقيمين بالنزل عادو لغرفهم

“دوم”… “دوم”..

سمعت فجأتا صوت خطوات قوية و ثقيلة أتية من الدرج

“أنابيل؟”

نادت بعدما رأت أن صاحب هذا الصوت هو أختها الصغيرة

“ما الخطب؟”

“لاشيء…”

قالتها أنابيل بنبرة غاضبة ومتجاهلة ثم جلست على أحد الكراسي وضربت رأسها مع الطاولة

“أنا أسفة… طلبت منك المساعدة بالرغم من أنك أتيت توا لزيارتي لاعجب أنك غاضبة”

قالتها ميوكي بنبرة معتذرة ثم جلست بشكل مقابل معها

“لا لا الأمر ليس هكذا…بل إنه فقط…*تنهد* لا, لابأس إنسي الأمر…”

“..هممم…”

بما أن ميوكي رأت أن أختها الصغيرة ترفض الحديث عن الأمر, قررت إحترام رغبتها وألا تضغط عليها

“إذن…أخبريني ما الذي حدث في الإختبار”

قالتها ميوكي برغبة تغيير الموضوع كما أنها تريد معرفة ما حصل مع أختها الصغيرة داخل الجبل

“آه..أجل الإختبار….”

أخذت أنابيل تروي ما حدث بالتفصيل الممل إبتدائا من ظهور وحش الظل وسقوطها في الجرف إلى خروجها من الجبل, حتى أنها أخبرتها عن ما قام به أمازاكي للسمين بييل

“….لهذا مارأيك؟, ما الذي علي فعله لأنال منه؟”

أنهت حديثها بهذه الجملة بنبرة متحدية

“*تنهد*…”

لم تقل ميوكي شيئا وأخذت تتنهد برتياح بينما مع نفسها

“حمدا لله…يبدو أنني إتخذت القرار الصائب بإرساله لمساعدتها, لكن وحش في المستوى 18؟ وفي الطابق الأول؟ هذا غريب لم أظن أن الجبل غير مستقر لهذه الدرجة, مهلا…هل من الممكن أن هناك شيئا ما يخيفها في الأعلى, شيء لاتتجرء على الإقتراب منه….”

بعدما وصل تفكيرها لهنا هزت رأسها قليلا

“لا, لابد أنني أبالغ في التفكير فقط كما أن هذا لم يعد مهما الأن…المهم هو أنها بخير, لكن جديا هذه الفتاة …ألا تدرك الموقف الذي كانت فيه ومع ذالك تفتز المجنون الذي أنقذها, *تنهد* هل تملك دماغا ميت أو ما شابه؟… آه… مهلا ألم يقل ذالك الفتى شيئا شبيها بهذا؟”

“همم؟ ما الأمر؟ لما تنظرين لي هكذا؟”

قالتها أنابيل بحيرة بعدما رأت أختها تنظر لها بنظرات غريبة

“لاشيء…”

“إذن أجيبيني…ما الذي تعرفينه عن ذالك اللعين؟… أحتاج شيئا…شيئا أستطيع إستعماله ضده…”

قالتها بينما تهمس وبتسامة خبيثة على ملامحها

“في الحقيقة, لاأعلم شيئا….”

ردت عليها ببساطة بينما تهز كتفيها مما حطم أمالها

“هاه؟… أنت تمزحين أليس كذالك؟”

قالتها أنابيل بنبرة متشككة وغير مصدقة

“أتمنى لو كنت كذالك… لكن أنا حقا لا أعلم شيئا”

قالتها بتبرة غير مكثرثة بينما تضع يدها على خدها حتى هي كانت فضولية قليلا لكن بعدما بحثث لم تجد شيئا لذا قررت تجاهل الأمر الفقط

“لاشيء إذن, تبا… ما الذي علي فعله الأن؟ ألديك على الأقل خطة أستطيع إستعمالها”

“*تنهد* أنابيل من الأفضل أن تبعدي هذه الأفكار من عقلك, لا بل سيكون من الأفضل أن تنسي أمر ذالك الفتى نهائيا”

“هاه؟ ما الذي تقولينه أختي؟ أنت تدافعين عنه الأن؟؟”

يالهي..

“أو أتظنين أنني سأخاف منه؟ همب …لن أستسلم, حتى بدون مساعدتك سأجد طريقتا ما لهزمه طريقتا تجعله لايتجرأ على إظهار تلك الإبتسامة الساخرة أمامي مجددا…”

قالتها بعدما ضربت يدها مع الطاولة

“….”

في الأخير إختارت ميوكي الصمت فقط ومسايرت أختها الصغيرة في عنادها

[لطالما كانت هكذا دائما, عندما تضع هدفا أمامها لاتتوقف أو تنصت حتى تحققه, حقا غبية ظريفة…]

قالتها ميوكي في نفسها بينما تنظر لأنابيل وبتسامة خفيفة على وجهها

……………………………………………………………..

في صباح اليوم التالي وقبل تطل أشعة الشمس على النزل كان أمازاكي يتجهز لركضه الصباحي المعتاد

قبل أن يخرج من النزل لفت إنتباهه ذالك الفتى الأبكم من المطبخ كان مختبئا خلف الباب يختلس النظر إليه معتقدا أن أمازاكي لم يلحظه…ينظر له بنظرات غريبة تحوي تقديرا وإحتراما كبيرين

لكن أمازاكي قرر تجاهل نظراته وخرج لركضه الصباحي

الجو خارجا كان باردا مع ضباب خفيف والشمس بالكاد تطل على المدينة بدفئها, أينما نظرت لاترى أحدا ولاتسمع أي صوت غير زقزقة العصافير لقد كان الأمر أشبه بمدينة أشباح صامتة بينما يركض أمازاكي بين أزقتها… من الإبتسامة المرسومة على وجهه تستطيع القول أنه يستمتع بهذا الهدوء

لم يمر وقت طويل قبل أن يركض عائدا للنزل

“همم…؟”

ما إن وصل للنزل حتى أبطء خطواته حيت لفتت إنتباهه عربة بيضاء اللون واقفة أمام النزل

بمجرد دخوله تفاجئ بما توقعه تماما, لقد رأى ميوكي تخدم كوبا من القهوة بنفسها لشخص ما بملامح متوترة كأنها تحاول جاهدة ألا تعطي إنطباعا سيئا له…وأجل ذالك الشخص هو سيلينا

بملاحظتها أن أمازاكي قد دخل إرتسمت أبتسامة خفيفة وساحرة على شفتيها

“أهلا بعودتك عزيزي”

قالتها بنبرة هادئة ودافئة بعدما أخذت كوب القهوة من يد ميوكي, أي شخص يسمعها سيظن أنهما متزوجان حديثا بل حتى ميوكي بعد سماعها كلمات الأميرة أخدت تنظر بإتجاه لأمازاكي بإستغراب لربما يكون هناك شخص ما خلفه غير مصدقة أنها تتكلم معه

“آه عزيزتي…يالها من مفاجئة سارة لم يكن عليك إتعاب نفسك والمجيء في هذا وقت مبكر”

رأى أنها ماتزال متشبتثا بتلك المزحة من الإختبار يبدو أنها تريد هزيمته في لعبته أو على الأقل هكذا يظن أمازاكي

“ماذا أفعل عزيزي, ليس باليد حيلة لقد إشتقت إليك…”

بسماعه جوابها بقي صامتا للحظة

[لماذا أشعر أنها لاتمزح؟]

لم يدع تلك الفكرة في عقله طويلا قبل أن يهز رأسه ببطء غير مكثرث بالتفكير في هذا أكثر من هذا…فبعد كل شيء هذه ليست أول مرة تحيره فيها

“سأستحم وأعود بعد قليل”

قالها بنبرة غير مبالية بينما يصعد الدرج

“خذ وقتك عزيزي”

قالتها سيلينا بعدما أخذت رشفتا من فنجانها

أما ميوكي فحسنا…حتى هي لاتعلم ما الملامح التي أصبحت على وجهها

[ما الذي يحدث أمامي هنا؟ ما الذي أشهده؟ ماخطب نقاش الأحباء هذا؟؟]

أرادت حقا أن تصرخ بهذه الأسئلة إلا أنها تمالكت نفسها بصعوبة

لم يمر وقت طويل حتى عاد أمازاكي مرتديا ردائه الأزرق الخاص الأكادمية, لكنه لم يجلس لتناول طعامه…فبعد رؤيته لملامح ميوكي علم أنها ستزعجه بالأسئلة إذا ما لم يغادر مباشرتا

“هل ننطلق؟”

“حسنا”

قامت سيلينا من مكانها بهدوء وذهبت مرافقتا إياه إلى العربة

طوال كل هذا وماتزال ميوكي متجمدة في مكانها ماتزال لم تستوعب ماشاهدته, أما من جهة أخرى كانت عينا الفتى الأبكم تشع بتقديس والإحترام أكثر من السابق بينما ينظر لظهر أمازاكي وهو يبتعد

………………………….

“….”

“….”

داخل العربة عند أمازاكي وسيلينا وبالرغم من أنهم قطعو أكثر من نصف المسافة إلا أن الصمت مايزال مسيطرا على الجو بينهم لكن لم يبدوا منزعجين من هذا الصمت حيث كل واحد منهما منغمس في قرائة كتابه

“تك”

فجأتا أقفل أمازاكي كتابه وأخذ يلتفت يمينا ثم شمالا بملامح مستغربة وكأن شيئا ما يزعجه

[ماهذه الرائحة الغريبة؟…لسبب ما تبدو مألوفة, حتى أنها أصبحت قويتا الأن]

منذ ركب العربة وهذه الرائحة تزعجه

[ماكانت ياترى؟…أين سبق وشممتها؟]

بملاحظة سيلينا لتصرفات أمازاكي الغير المرتاحة أقفلت الكتاب هي أيضا وسألت

“ما الخطب؟”

“لست متأكدا…إنها فقط هذه الرائحة الغريبة…”

“رائحة غريبة؟”

قالتها بنبرة متسائلة بينما حاولت الشم هي أيضا, وبالفعل إستطاعت ملاحظتها أخيرا الرائحة كانت قوية لكن ليست بالكريهة ولابالطيبة كانت نوعا ما تبعث الحرقة في الأنف قليلا, لكن مهما حاولت التذكر لم تعلم ما هذه الرائحة الغريبة

“أجل…إنها أشبه بـ…أشبه بـ…”

أخذ أمازاكي يتمتم مع نفسه وكأنه إقترب من التذكر وفي نفس الوقت أخذت الرائحة تصبح أقوى فأقوى وفجأتا إتسعت عيناه وكأنه أدرك أن خطرا يقترب

“أجل تبا…”

بدون أي تأخير أخذ يد سيلينا وحطم الباب بقدمه بقوة ثم قفز من العربة المسرعة بدون أدنى تردد

“تكك”

حط على الأرض بقدمه بينما يحمل سيلينا في ذراعيه لكن بسبب السرعة الكبيرة كاد يتدحرج على الأرض إلا أنه وبسرعة وازن نفسه للأمام وأخذ ينكشط للخلف وكأنه يتزلج على الجليد

“كششششششششششش”

طوال كل هذا لم تفهم سيلينا ما الذي يجري, قبل أن تملك الفرصة لتسأل حتى, حدث شيء مفاجئ أخر

“بووووووووووم”

إنفجرت العربة البيضاء بنفجار مدو حولها لقطع مثناثرة على الأرض حتى السائق في الأمام والأحصنة تحولو لكتل من اللحم على الأرض وملأت تلك اللرائحة الغريبة ورائحة الدماء المكان بأكمله

ببساطة لقد كان مشهدا مفجعا

“هذا…”

تجمدت ملامح سيلينا غير مصدقة ما حصل

لقد كانت تجلس هناك منذ قليل تقرأ كتابا بهدوء, وفجأتا هذا…لو لم يتم إنقاذها لربما هي الأن مثل ذالك السائق, مجرد كتلة من اللحم على الأرض… فقط التفكير إلى هنا جعلها ترتجف

[كيف حدث هذا؟ هل كان هجوما؟ لكنني لم أستشعر أي سحر؟]

غير مصدقة ما شهدته أخذت تقترب من العربة المحطمة ولوحت بيدها بشكل بطيء بينما بدأ هواء أزرق يخرج بين أصابعها…بعد مدة من الزمن إزدادت صدمتها أكثر

[لاشيء؟…ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟ لما لاأستشعر أي من بقايا السحر, لماذا؟ أيعقل أن هذا ليس سحرا؟؟]

أما أمازاكي من جهة أخرى فملامحه باردة وهادئة بشكل يجعلك لاتعلم ما الذي يفكر به

[حقا لم أتوقع هذا…يبدو أنني إستخففت بهذا العالم كثيرا, لم أتوقع انهم بالرغم من إمتلاكهم للسحر سيكتشفون أقبح شيء عرفته البشرية في عالمي السابق…’البارود’]

[لكن من ملامح الأميرة لايبدو أنها تعرف بشأنه, هل هذا يعني أنه إكتشاف غير معروف للجميع؟]

[وأيضا…محاولة إغتيال هاه…]

[يبدو انه حتى الأمراء يملكون مشاكلهم]

قال جملته الأخيرة بينما ينظر نحوها

عند العودة لسيلينا تجدها قد هدأت نفسها بالفعل بعدما أخذت نفسا عميقا

[حسنا…دعنا نسترجع ما حدث ببطء, كل شيء كان طبيعي حتى…]

‘رائحة غريبة’

إسترجعة كلمات أمازاكي فجأتا

[أجل…تلك الرائحة الغريبة لابد أنها تنتمي للشيء المتسبب بهذا الإنفجار…لكن ماهو هذا الشيء؟ كيف له أن يمتلك هذه القوة التدميرة بدون أي دعم من السحر؟ من أين أتى؟]

سؤال خلفه سؤال دخل عقلها لكن لم تجد أي جواب… في النهاية إلتفتت ناحية أمازاكي وأخذت تنظر إليه بصمت

“ما الأمر؟”

سأل بعدما رأى أنها تحدق نحوه بنظرات غريبة

“كيف علمت هذا؟”

“ماذا؟”

“كيف علمت أن العربة ستنفجر؟”

“آه, مهلا…أتشكين أنني المتسبب بهذا؟”

رد على سؤالها بسؤال أخر

“لا لم أقل هذا ولاأظن ذالك أيضا. لو كنت حقا المتسبب في هذا لما ستتعبت نفسك في إنقاذي؟ الأمر فقط هو أنك تبدو وكأنك تعلم شيئا أو شيئين عن السبب, لاأظن أنك ستبخل في مساعدتي في هذا الشأن عزيزي”

“*تنهد*…”

تنهد دون أن يجيبها وأخذ يفكر مع نفسه

[جديا هذه الفتاة لحقا مخيفة إستطاعت إستنتاج كل هذا بهذه السرعة…لاأستطيع إخبارها مباشرتا وإلا من يعلم كم من المعلومات ستستنتجها عني]

بعدما أنهى تفكيره خطرت في باله فكره وتوجه للعربة المحطمة بحثا عن شيء ما…أخذ يبحث يمينا ثم شمالا لفترة متجاهلا رائحة الدماء التي تملئ الجو, أما سيلينا فلم تقل شيئا وأخذت تتبعه

بعد البحث لفترة توقف وحمل قطعتا صغيرتا من الخشب عليها غبار أسود خفيف ثم رماها نحو سيلينا

“ذالك الغبار الأسود هو الإجابة على سؤالك”

لم يقل اي شيء اخر وكأنه يخبرها أن تبحث في الأمر بنفسها

وبالفعل فهمت سيلينا تماما ما يعنيه ولم تمانع أو تسأل أكثر بل وضعت قطعة الخشب تلك في خاتمها مباشرتا وإبتسامة ساحرة على وجهها تظهر أنها لاتشك بكلامه

[مثير للإهتمام, يبدو أنني لم أكن مخطئتا بعد كل شيء هذا الفتى حقا يمتلك العديد من الأسرار…لكن لابأس سأكتشف كل شيء ببطء]

قليلا ماكان يعلمه أمازاكي أنه الأن أصبح هدفها

“إذن أنا سوف أذهب…”

قبل أن يكمل كلامه وضعت سيلينا يدها بين مرفقه

“ما الذي تقومين به بالضبط”

قالها بنبرة متسائلة بينما ينظر لذراعه المتشابكة مع ذراعها… بالرغم من أنه يعتبر هذه الفتاة غريبة إلا أن هذه أول مرة تكون فيها بهذه الجرئة

[فقط ما الذي تخطط له الأن]

“أنا متعبة جدا وغير معتادة على المشي طويلا”

قالتها بنبرة متعبة بينما تتصرف كفتاة مدللة…لابد من الإعتراف قدراتها في التمثيل تنافس أمازاكي

“إذن؟”

لكن أمازاكي لم يخدع بهذا أو ربما لم يهتم

“أنت لاتعرف الطريق للأكادمية أليس كذالك؟”

“…”

بالفعل…هو لم يذهب مطلقا بمفرده للأكادمية وبطبيعة الحال لايعرف الطريق, بدون أي كلمات أخرى عرف تماما أنها حاصرته

“آه عزيزي رأسي يؤلمني, لقد أصبت بالدوار لابد أن الإنفجار أثر على جسدي…ما الذي سأفعله الأن لاأظن أنني سأصل للأكادمية بدون مساعدة”

قالتها بنبرة متألمة بينما أحكمت كلتى ذراعيها بين ذراعه وأخذت تترنح وكأنها تخاف أن تسقط

“….”

لم يستطع قول شيء غير التظر إليها لفترة…

[مخيفة…هذه الفتاة مخيفة حقا]

لم يجد سوى أن ينظر لها بطريقة مختلفة…من الذي قال أنها أشبه بالملاك من هذا الأعمى

……………………………….

بعيدا عنهم بقليل كان هناك شخص يرتدي ردائا أسود يغطي جيمه بالكامل وقناعا أبيض على وجهه بنقوش سوداء من الجانب بالرغم من أنك لاترى ملامحه لكن من إهتزاز كتفيه الغير الطبيعي يمكنك القول أنه يشطاط غضبا

“تكك”

ضرب قبضته بقوة مع شجرة قريبة منه… أراد فقط شيئا ما يفرغ فيه هذا الغضب

“تبا…لقد فشلت مجددا”

“من هو ذالك السافل…من ذالك الفتى اللعين”

أخذ ينظر لهم من بعيد بغضب بعدما وضع نصب عينيه هدفا أخر في قائمته ثم إلتفت مختفيا بين الأشجار

××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××

أجل أعلم لقد مر أكثر من شهر على ما أظن…لكن ليس باليد حيلة فقد كنت طريح الفراش ل15 يوما بسبب المرض

وأيضا هذا الفصل مجددا 2300 كلمة إعتبروه كالعتذار

شكرا لدعمكم

ولاتبخلو علي بآرائكم

Satou تأليف

لدعمي ودعم الرواية من هنا

http://bc.vc/SHlAS25



2018/03/08 · 2,295 مشاهدة · 2409 كلمة
Satou
نادي الروايات - 2024