165 - حقيقة الشقراء الغامضة

"جين، جين.... تاي جين استيقظ "

صوت الشقراء جعل جين يستفيق من بحر الذكريات، تبعه ذلك رؤيته لملامح تونا التي غمرت الدموع عينيها و راحت تحوم حوله في قلق

"يين إبقي مشرقة و جميلة، لا تتحولي إلى سواد، تونا لا تريد أن تصبح هائجة بعيون حمراء"

نظرت إلى وجه جين و أضافت

"تونا لن تعيش مع تاي جين، إذا أصبح هائجا ثانية"

' تاي جين'

همست السيدة الأولى بالإسم، كانت والدة سول قد أخبرتها عنه لكنها لم تتوقع إطلاقا رؤيته هنا، و لا أن يكون بهذه القوة

ربت جين على رأسها و صنع إبتسامة إعتذار، تصرفاتها غالبا كطفلة صغيرة، رغم أنها أكبرهم سنا فمخلوقات الظل تعيش طويلا حتى يعجز البشر عن تحديد سنها.

"آسف، يبدوا أن تلك الذكرى السيئة لها تأثير علي أكبر مما ظننت"

"أي ذكرى، و من تكون القديسة ؟"

عندما فقد جين حواسه،

سألت الشقراء، لتسترل تونا في الحديث بلا توقف

"إنها قصة حب حزينة عن حياته و حبه الأول التي هي نفسها...."

"تونا

وضعت تونا يديها على فمها لتوقف حديثها

" حبه الحالي....، لا تنظر إلى تونا هكذا، فتونا لن تقول المزيد "

ثم همست في أذن الشقراء

" تونا ستخبرك عندما نكون وحدنا؟"

أشار جين إلى الهيئة الروحية المدرعة مع وجه بشري

"استغلال الحاجز الروحي بداخل المكعب و الذي يحول الجسد الى روح من أجل القيام بالدمج، ليس فكرة سيئة، لكن من الأفضل أن تفكي الدمج، فهذا غير صحي"

" فعلت ذلك لتحريرها، لكنني عاجزة عن إتمام الخطوة التي بعدها"

شرحت الشقراء و هي تخدش رأسها، فعلق جين ملمحا لأصل المشكلة

" عاجزة..."

" حسنا، أنا لا أتذكر ما هي الخطوة التالية، أنت سعيد الآن"

"ايتها الشقراء، بالرغم من امتلاكك لتقارب مذهل للأرواح و إحساس مرهف لمختلف مجالات الطاقة بسبب قانون الضوء خاصتك، إلا أنك لست روحانية فلا تنسي هذا "

أخذ جين المكعب من الشقراء، و في ثانية انفصلت روح السيدة الأولى عن هيئتها لتقع خارج المكعب سيدة مع شعر أبيض طويل و جسد نحيل متعب و ضعيف بسبب شهور طويلة من الأسر

" شكرا"

تحدثت السيدة بصوت ضعيف، فأجاب

" عليك شكر التي تعاني الزهايمر هناك، فلولا ضوءها لما استطعت فعل شيء"

أشار جين إلى تونا أن تعتني بها، قبل أن يلتفت إلى الشقراء و عيونها اللامعة تتلألأ لرؤية مكعب أحمر غير شاغر.

تنهد جين قائلا

" المهم هو أن تتذكري سبب بحثك الدائم عن المكعبات الحمر"

" بالطبع أتذكر، إنها من أجل تحديد مكان زوجي"

" و كيف ذلك؟"

سأل جين و حدسه ينبئه أنه لن يروقه الجواب

"أنت من سيفعل ذلك، فأنت سيد الكرة ، و لن أقبل كلمة لا أو لا أعرف كجواب"

"عدنا لنقطة البداية ثانية"

تماما مثل لقاءهم أول مرة، ارتفعت أصواتهم في جدال عقيم، و مهما حاول إفهامها أنه لا يستوعب عمل المكعبات و لا علاقتها بزوجها المفقود، فإن جوابها هو نفسه

" أنت سيد الكرة و أنت مدين لي و لزوجي"

في الأسابيع الماضية، تحرى جين حول كل ما يتعلق بسيد الكرة و أساطيره و بإختصار اكتشف أنه كلما جاء خطر يهدد عالم مركز الأطلال فإن سيد الكرة سيظهر.

أول سيد كان ساحرا تعرض للخيانة، و عاد لينتقم،كان هو السبب في عزل هذا العالم و منع تدفق المانا عنه، لا يملك جين كامل التفاصيل لكن لديه شعور قوي أن الكرة وقفت لجانبه لحماية هذه الأرض و ليس لمساعدته في إنتقامه.

الثاني كان رحالة، جاب مختلف العوالم و قد أوقف العمالقة الذي بلغ بهم جشعهم إلى تفتيت هذه الأرض إلى مجالات صغيرة كي يحتفظوا بكنوزها لأنفسهم و العقوبة التي فرضها على الناجين و عزلهم في عالم مقفر ، هي قصة يعرفها الصغير و الكبير هنا.

و هو ثالث سيد للكرة و واضح أن مهمته هي منع شجرة تيفا من تدمير هذا العالم.

نظر جين إلى السيدة الغامضة و قال ساخرا

" آخر سيد كرة ظهر في هذا العالم منذ لا أدري مئة سنة و قاتل العمالقة، فمتى قابلته يا جدتي"

صحيح أن المقاتلين عالي المستوى لا يشيخون بسرعة، لكن لو تعدى سنك المئة فستبدو في الخمسينات و ليس فاتنة تقترب من الثلاثين

"جدتي!، من تنادي بجدتي أيها الوقح، كل ما في الأمر أن الزمن في عالمي يجري بطريقة مختلفة، بالنسبة لعالمكم حتى أن القدماء أطلقوا عليه اسم عالم الخلود"

تجمد الدم في عروق جين، فعندما ربط المكعب الأحمر و عالم الخلود معا فإن الزوج الغامض ليس غريبا عنه في النهاية.

*طاك

صفقت الشقراء بحماس و قد تذكرت أخيرا أمرا مفيدا

"لقد تذكرت بما كنت تدين لي و لزوجي،لقد اعتنينا بحيواناتك الأليفة و وجدنا لها مكانا مناسبا لتستقر فيه"

" أي حيوانات ؟"

" تنانين الظلال الثلاثة ، ظل الماء و ظل السماء و ظل الأرض"

اختفى النور من عيون جين ليعود ثانية لإستكمال الذكرى التي رآها سابقا

هذه المرة، كان سيد الكرة غارقا في دمه مع إبتسامة رجل تفارق روحه جسده و ثلاثة تنانين صغيرة متشبثة به كجرو كلب أدرك أنه أوان مغادرة مالكه

"أنت فقط تؤجل المحتوم"

" سأعتني بالصغار الثلاثة، سيكونون مستقبلا وريدا للطاقة، لمساعدة ما تبقى من البشر"

أخذ الرجل مخلوقات الظل مغادرا ليستوقفه سيد الكرة الأول

"يوما ما سيطعنونك في الظهر تماما مثلما فعلوا بي و عندها أنت من سينهي عملي"

----

"تاي جين، تونا تنادي تاي جين"

هذه المرة كانت تونا من أخرجته من بحر ذكرياته

نظر جين إلى تونا و إلى السيدة الأولى الواقفة إلى جانبها و راح يعرف الجميع على بعضه البعض

" هذه أميرة مملكة النجمة السماوية و أقوى مقاتليها، لقبها السيدة الأولى، أنا تاي جين مواطن من مملكتك ، و هذه تونا فتاة الظل أما الشقراء الفاقدة للذاكرة فهي...

صمت جين لثواني و كأنه يحاول إيجاد طريقة لشرح ما سيقوله

" إنها زوجة منقذ البشرية أشتيريا، عدوي في الماضي و في المستقبل"

.

.

.

.

.

"زوجة من.....؟"

سألت السيدة الأولى مكذبة ما سمعت، في حين اجاب جين

"منقذ البشرية، الحارس المبجل حامل العصا المقدسة محطم الأغلال و.......... نسيت لقبه الخاص بالطبخ....... أعتقده الطباخ العظيم، المهم المغوار القادم من عالم الخلود أشتيريا"

" لا ....لا ....لا.....، زوجي لا يدعى بأشتيريا……إنه .....غريب"

تحت عيون السيدة الأولى التي تراجعت خطوة للخلف و ملامحها تقول أنها تشكك في الصحة العقلية لمنقذيها، استمر الشجار بين جين و الشقراء

" أنت فاقدة لذاكرتك، فكيف قررت أنه ليس اسم زوجك"

" لأنه لا يروقني....... أشتيريا، أي اسم هو هذا؟"

" الاسم لا يروقك !!..... هل أنت طفلة؟"

هنا دخلت السيدة الأولى

" عفوا........لا أعرف ماذا يحدث هنا بالضبط، لكني قرأت مرة أن زوجة أشتيريا من عشيرة الجان"

" لكن نساء الجان لا يمتلكن صدرا كبيرا، و عقلا صغيرا"

في اللحظة التي تفوه جين بهذا التعليق أدرك أنه ارتكب خطأ قاتلا، كان على وشك تفعيل سحر الإنتقال للفرار بجلده، لكن على ما يبدوا أن الشقراء لم تسمعه، فقد تغيرت ملامحها و كأنها تذكرت شيئا مهما

من بين خصائل شعرها الأشقر، انتزعت دبوسا مزينا بمختلف النقوش الغامضة ليتغير معها شكل أذنيها إلى أذنين طويلتين

" أنا فعلا من الجان........... و إسمي هو ..........أسينا"

------------

2019/08/18 · 1,132 مشاهدة · 1089 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024