خدش الفتى أبيض الشعر رأسه و هو ينظر إلى السيدة تشنغ

"أشعر أنني سأحط من قدري إذا لطخت يداي بدم مقاتل ورقي مثله، ما رأيك أن تفعليها بنفسك؟"

كان وجه تي لينغ شاحبا ، فكلما حاول تجميع طاقته إلا و تلاشت، لكن عجرفته لم تختفي بعد

"هل تعرف من أكون؟، أنا تي لينغ سيد المدينة و فرد من نبلاء المملكة.... إذا اعتذرت و طلبت المغفرة فسأصفح عنك"

ما دام لا يمتلك القوة للمجابهة فعليه إذا بسطوة السلطة

"أنت شخص مهم!؟، هذا يغير كل شيء"

ارتفعت أمال تي و قد أدرك نجاته، لكن ليس للسبب الذي اعتقده

"بإمكانك العثور على طاه بمهارة السيد تشنغ لطبخ اللحم المتبقي، حسنا إذا فعل ذلك و اعتذرت بشكل يظهر مقدار ندمك فسأصفح عنك"

"تريد مني أن أعتذر!"

"أنت ضعيف في الإستماع بقدر ضعفك في تدريبك، أولا الطباخ و بعدها الإعتذار، بالطبع هناك الكثير ممن يجب أن تعتذر منهم، بداية من السيد و السيدة هنا"

عيون السيدة تشنغ كانت تحدق بالشاب و ملامحها تقول ، يا مهووس اللحم الإعتذار وحده بلا معنى

"لا تنظري لي هكذا، الإعتذار يأتي بعد العقوبة، و عقوبة المغتصبين هي...الإخصاء"

" إخصـ......ماذا؟؟؟، أنت لا تعني ذلك.... "

لمعت مدية صغيرة في يد الفتى و كذا لمعت عيونه بوميض دموي

"لا يزال ذلك أفضل من الموت...........على ما أعتقد"

مثل البرق انطلق تي لينغ يسابق الرياح، حتى مع إضطراب مجاله الروحي، فكرة خسارة رجولته جعلته يستخدم مئة بالمئة من قوته الجسدية للفرار.

"واو ...... أرأيت هذا؟، بالفعل كما يقال الهروب ثلثا المرجلة"

رفع الفتى صوته ليسمع بطل العالم في العدو

" أيها الورقي،إن لم تجد طاه لي فسآخذ رأسك بجانب قـ *****"

-----------------------------

اقتحم تي لينغ قصره كالمجنون و استدعى كل أتباعه على عجل،بعد شرح مقتضب لما أصابه صرخ بهم معلنا

" أحضروه لي مقيدا، سأسلخ جلده و أنتزع عظمه بيدي"

اهتزت القاعة تحت هدير سيد المدينة، موت تابعيه و التهديد بإخصائه لم يترك في عقله ذرة من الرزانة.

و ارتفعت صيحات أتباعه المرتزقة حماسة و هم يفكرون في الأموال التي ستتدفق عليهم من هذه المهمة.

" أليس عليكم أن تقيسوا قوة خصمكم أولا، فقد تتحول صيحاتكم الرجولية الحماسية إلى صراخ طفلة خائفة"

هدأت القاعة في ثانية، الجميع سمع نفس الصوت العميق المليء بالسخرية و الإستصغار التفتوا ليجدوا شابا مع شعر ثلجي يلوح لهم

"أيها الورقي، طلبت منك إرسال طاه من الصنف الأولى فترسل مرتزقة من الصنف...."

عيون الفتى تفحصت الجميع و قد انحنت شفاهه من خيبة الأمل و أكمل و هو يهز رأسه

"قمامة بلا تصنيف.... ألم تستنبط شيئا من قتالنا السابق؟"

العدو الذي يفترض بهم إصطياده جاء إليهم بقدميه، و على ما يبدو لم يكن بمفرده

*زئير*

الهالة التي تجسدت على شكل نمر أثيري يفيض بالطاقة، أخذت تخدش الأرض بمخالبها و تحدق في وجبتها القادمة بمكر و كأنها تمتلك وعيها الخاص بها

" أهو هيئة روحية ، تشكيل سحري، أم مزيج بين الإثنين؟ "

لا أحد استطاع أن يجزم، و لا أحد اهتم لسماع الجواب فالنمر الضاري الذي يعادل وحشا من الرتبة السادسة كشر عن أنيابه الطويلة و الحادة و في قفزة واحدة كان رقبة أحدهم ممزقة مع دماء متفجرة كالشلال.

"خذوا مسافة و هاجموا"

لا أحد تجرأ على الإقتراب، فضربة واحدة من النمر سترسلك في رحلة لا عودة منها، و الحل الأمثل هو إمطاره بكل ما يمتلكون من الهجمات القانونية

نار، برق ، رياح و حتى هجمات الأرض و الماء سقطت تباعا على الوحش الأثيري.

إرتفع صوت الإنفجارات، أرضية القاعة تشققت لترسم خيوطا مثل شبكة العنكبوت و قد ارتفع الدخان مجبرا الجميع على انتظار النتيجة

" هل تحطم؟"

الجواب جاء بزئير مدوي أكثر إرعابا من الذي سمعوه قبلا، نمر الهالة لم يتحطم إلى أشلاء بل تضاعف حجمه و أصبح أكثر شراسة

"نسيت أن أخبركم ، إنها تتغذى على الهجمات القانون"

بالكاد أنهى الفتى سخريته، حتى سمع صوت صفير لشيء حاد اخترق الهواء مع صراخ أحدهم

" فلتأكلي هذه"

مرتزق ضخم، مع عضلات مفتولة بشكل جنوني حتى يهيئ للناظر أنه يمتلك ساقا ملتصقا بكتفه و ليس ذراعا ، رمى مع كل قوته برمح ذو نصل عريض مغلف بهيئته و هالته ليسقط على رأس النمر و يخترقها

"أجل..... أحسنت".

تحمس الجميع، فمادامت القوانين لا تنفع فماذا عن الهجمات المباشرة

سرعان ما اختفى الحماس من الوجوه ليحل محله اليأس، الرمح إنغرس في الأرض ليعبر النمر من خلاله كما تعبر الأشباح من خلال الجدران.

" لا القوانين تنفع و لا الهجمات المباشرة تنفع.... بحق الجحيم ما هذا الشيء؟"

"من يدري؟، أنا استيقظت فوجدته بجانبي"

كل من في المدينة و لعدة دقائق متواصلة سمعوا أصوات الصراخ المليء بالخوف و الألم.

لم يتمتع هؤلاء المرتزقة بالقوة التي تناسب غرورهم و عجرفتهم و لا بالتدريب الملائم ليوحدوا قوتهم، و لذلك سرعان ما انتهى النمر منهم مخلفا فقط الدماء و أعضاء مبعثرة هنا و هناك.

من القاعة الممتلئة لم يبقى غير رئيس المدينة الذي هو نفسه زعيم المرتزقة

"يا للغباء، لما لم يحاول أحدهم مهاجمتي بدلا من النمر؟"

قفز تي لينغ إلى الخلف ليتحدرج واقعا على مؤخرته، بالرغم من أنه من عالم الإنصهار لكنه كان عديم الخبرة تماما و منظر الدماء أمامه جعله يفقد كل شجاعته

"أنت..... من تكون؟"

" الحقيقة...... ليس لدي أي فكرة...... السؤال الأهم"

عيون الفتى الحمراء كالدم اخترقت قلب لينغ ليزداد رعبه ، و هو يحاول أن يحزر ما الذي يريده

" هل عثرت على طاه؟"

2019/12/25 · 821 مشاهدة · 831 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024