184 - سيد الكرة vs الساحرة الخامسة

في الوقت الحالي

فرحة نويان بمغادرة دياني إلى مملكة الجوهرة السماوية لم تدم طويلا، فها هي خطيبته مدمنة العمل تسحبه إلى قصر رئيس المدينة لمزيد من التحقيق.

أصبح القصر الذي آوى أسياد المدينة بالأمس فارغا مهجورا، حتى بعد التخلص من الضحايا لا تزال تفوح منه رائحة الدماء.

"هذا جنون، كل هذا من بسبب بعض اللحم"

"لحم ثور الجبل ذو الثلاثمائة سنة ليس مجرد لحم"

تعليق نويان قوبل بنظرة معاتبة، فراح يغير الموضوع

"زي، ما الذي تبحثين عليه بالضبط؟"

في بداية الأمر ظن نويان أنها مجرد مهمة روتينية، لكنه الآن يرى عكس ذلكرئيس المدينة أصابه االجنون و المسؤول عن ذلك لا أثر له.

خطيبته الساحرة العظيمة جاءت لمسألة أخرى و المهمة هي مجرد غطاء.

" لست متأكدة.... لا شيء هنا، لنفترق و نفتش باقي الغرف "

"هلا أخبرتني على الأقل ما الذي نبحث عنه بالضبط؟"

" أي شيء غير إعتيادي، مثير للريبة"

سأل نويان، لتجيب زي يون بغموض، فراح يخاطب نفسه

'أنا لم أسأل ديانيا لإبتعاد لأجل هذا؟'

احتوى القصر على عدة غرف و استغرق تفتيشها بعض الوقت، رغم أن نويان لم تكن لديه فكرة عما يبحث عنه، لكنه عرف الغرفة المنشودة لحظة دخولها

"عزيزتي زي، أعتقد أنني وجدت ما تبحثين عنه؟"

ما أن وصلت الساحرة حتى فوجئت بالمنظر أمامها.

عشرات الوحوش الشيطانية من مختلف الأنواع مسجونة في أقفاص حديدية ، و في منتصف سقف الغرفة تدلت ثريا مع تصميم فريد الثريات السحرية هي بمثابة المصابيح في هذا العالم، لكن من نظرة واحد يمكن القول أن الثريا التي شعت بلون بنفسجي خافت ليست عادية

و الأغرب من أن يمتلك زعيم المدينة السابق هواية إنشاء حديقة حيوانات داخل منزله، هو سلوك الوحوش المفترسة نفسه.

لا زمجرة، لا هدير و لا عواء، الوحوش كلها نظرت في الرجل و المرأة دون اي ردة فعل

من الضبع ذو القرن الواحد إلى الدب العملاق و النمس المرقط، كل الوحوش المعروفة بعدائيتها ضد البشر و بطبيعتها الوحشية كانت هادئة و في سكينة تامة، لقد أصبحت مستأنسة و وديعة مثل قطط المنزل.

بل أودع من القطط، فنظرة واحدة لهذه الوحوش و سيعرف المرء أنها لم تتناول شيئا منذ مدة حتى التصق جلدها بعظمها و رغم هذا فلا زالت هادئة.

"زي، هذا الشيء المعلق في السقف ما هو بالضبط؟"

"لست متأكدة لكنها تبدوا كأداة لتضخيم السحر"

كان واضح أن هذه الوحوش موجودة هنا كفئران تجارب، لكن ما هي هذه التجربة.

حمل نويان بلورة صغيرة من على الأرض و خدش رأسه محاولا مع معرفته البسيطة عن السحر استنباط ما يجري

"هل قام أحدهم بتضخيم سحر الترويض مثلا"

" لا... سحر الترويض يهدف لصنع رابط بين الحيوان و المروض، هذا سحر مختلف... سحر يهدف لتغيير طبيعة الكائنات الحية و جعلها خنوعة و مهادنة"

لفتت كلمة الكائنات الحية إنتباه نويان، هذه التجربة لم تكن موجهة للوحوش بل نحو البشر.

زي يون الآن هي واحدة من أقوى السحرة و رغم أنها لم تكشف عن قوتها الحقيقية، فالإشاعات حولها تفيد بأنها على بعد خطوة من أن تصبح ساحرة عظيمة، فلماذا يتولى شخص برتبتها مهمة الإطاحة بمسؤول فاسد؟

لأن المدينة التي لم يتمكن جيش الأنهار من كسر شوكة شعبها و تحطيم إرادته و الذي قاوم لسنوات و خاض عدة إنتفاضات ضد المحتل حتى و هو يعلم أنها معارك خاسرة، خضع بكل سهولة لنبيل فاسد استقوى بشرذمة من المرتزقة

سؤال واحد جال في خاطر زي يون، لماذا لم يثر سكان البوابة الشمسية على الظالم المتجبر.

الجواب حاضر أمامها، لقد تم استخدام سحر ممنوع لإرضاخهم، لكن هذا الجواب أحضر معه سؤالا آخر

"من الساحر المسؤول عن هذه التجربة الشنيعة؟"

صوت عميق جاء من الخلف ليطرح نفس السؤال الذي كانت تفكر فيه، التفت الإثنان ليجدا خلفهما الشاب الذي سمعا عنه سابقا، الفتى الذي قضى على رئيس المدينة و عصبته.

أشار صاحب الشعر الأبيض إلى أقدام مقاتل الأوريس منبها

" بالمناسبة أنت تقف على فخ سحري"

تحت نويان لمعت دائرة سحرية

"نويان"

صاحت زي يون لكن الأوان قد فات، فقد تم نقله إلى مكان آخر

"لا داعي للقلق هو ليس بعيدا من هنا، أنا متأكد أننا بعد قليل سنراه يدخل من هذا الباب"

شعرت زي ببعض الندم، كساحرة كان عليها أن تكتشف الفخ السحري مبكرا كل ما تستطيعه الآن هو الإنتظار

"إذا أنت من قتل المرتزقة و حطمت عقل زعيمهم، فما فعلته بتي لينغ كان قاسيا للغاية، لقد دمرت عزيمة الرجل بالكامل"

تذكرت زي يون بكاء تي لينغ و خوفه من أن يتم إعادته إلى القفص، فتعذيبه بعد تعرضه لسحر الخضوع يفسر الحالة التي ألمت به

"أنا فقط أذقته من الكأس الذي أرغم الجميع على شربها، فأين الخطأ في ذلك"

"لا أقول أنه لا يستحق العقاب، لكن هناك لوائح و قوانين لا يمكن مخالفتها"

"أنا..... متى خالفت اللوائح؟؟، المرتزقة مطلولبين أحياء أو أموات للعدالة، و النبيل لينغ، سجنته كي لا يهرب لكن للأسف أصابه الجنون بسبب سحره المحرم"

لم تتوقع زي يون هذا، ظنت أنه مجرد شاب متهور مغرور بقوته، لكن يبدوا أنه ذكي و سريع البديهة.

" أيها الفتى من تكون؟"

"ها....... هذا غريب فأنا هنا لأسألك نفس السؤال"

" عفوا.... و لما يجدر بي معرفتك؟"

" هل فقدت ذاكرتك أنت الأخرى أم أنك تحبين لعبة الإنكار، لا بأس سأجاريك إذا.... كما ترين نحن الآن في قاعة تجارب لتطوير سحر السيطرة على العقل و تنفيذه على نطاق واسع، الخضوع هو مجرد البداية الهدف الحقيقي هو إنشاء سحر كافي لغسل دماغ مملكة بأكملها"

إتضح الآن لزي يون لما لا يزال هذا الشاب هنا،إنه يبحث عن صاحب هذا المختبر، و على ما يبدواهو يعتقد أن زي يون من خلف هذا.

" آسفة لإعلامك لا علاقة لي بهذا المكان، و لا بمشكلة ذاكرتك"

"ربما صديقتي هنا ستساعدك على تنشيط ذاكرتك"

*زمجرة *

زئير النمر الأبيض الأثيري هز الأرجاء.

اتسعت عيون زي يون و هي ترى هذا المزيج الغريب من الهالة و المانا

' هذا ليس هيئة روحية، و لا تشكيلا سحريا'

استغرابها لم يجعلها تخفض من حذرها، و سرعان ما ردت بالطريقة ذاتها، فلا يفل الحديد إلا الحديد.

تزلزلت الأرض و تشققت، ليخرج من تحتها وحش عملاق تشكل من التراب و الحجارة، إنها تشكيل عنصر الأرض دودة الرمال العملاقة.

"يا له من تشكيل، كل تفصيل منحوت بدقة، أنت فعلا ساحرة مميزة"

"و ماذا عنك أنت أيها الساحر الصغير"

صنعت زي يون ابتسامة محاولة تجنب القتال و أضافت

"مهما كانت مشكلتك مع السحرة، فتأكد أنه لا علاقة لي بها"

"أو ربما فعلت و نسيتي مثلما ما حدث مع الجميع؟،تماما كما عبث احدهم بعقول شعب المدينة ، هناك من تسبب في أن يختفي اسمي من الوجود ، في اعتقادك كم ساحرا بمقدوره فعل ذلك سيدتي العظيمة"

ضاقت عيون زي يون، سر أنها بلغت رتبة ساحر عظيم كشفه الفتى من أول نظرة.

الفتى الغاضب أشار بيده معلنا

"أنا سأسترجع ذكرياتي و لو استلزم الأمر قتل كل ساحر عظيم في هذا العالم"

2020/01/02 · 847 مشاهدة · 1057 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024