بكل ضراوة قفز النمر و غرز مخالبه و أنيابه بالدودة العملاقة، صدرت زمجرة مرعبة من الدودة الترابية لتتلوى و تتخبط على الأرض، مع حجمها قذفت النمر إلى السماء، إلا و أنه مثل أي قط وقع على أرجله بعد أن عض ومزق من التمثال الحي ما يمكن تمزيقه.
*كواااغ*
من فم الدودة الأشبه بحفرة لا قاع لها انبثق صوت يصم الآذان،و لمعت الأنياب داخل فمه العميق و التي يستحيل عدها ، قبل أن تنطلق كرؤوس رماح و تمطر النمر الأثيري.
لكن الوحش المنيع ضد الهجمات المباشرة، لم يكن ليبالي لأنه ببساطة لا يتأثر، و الأسنان فقط مرت من خلاله و كأنه شبح
"هذا غش، دودة الرمال لا تمتلك هجوما كهذا؟"
ابتسمت زي يون و ردت ساخرة هي الأخرى
" الغش هو أن تمتلك قانونا يتفوق على التشكيل السحري،الهيئات المجهولة يكنها فعلا أن تكون مزعجة"
"اوه.....كما هو متوقع من العظماء، لا يخفى شيء عليكم ،أرجوا أن يكون قانون المحاكاة خاصتي لاق إعجابك"
إذا كان التشكيل هو تحوير العناصر السحرية الرئيسية كالبرق و النار و الأرض إلى شكل حيوانات.
فالمحاكاة هي قانون يسمح بنسخ شكل و قدرة الوحوش الهجومية، لكن ما يجعله يتفوق على أي تشكيل هو أنه بدلا أن يستعمل العناصر السحرية في الهجوم فهو يمتصها ليزداد حجما و قوة، إضافة أن الهجمات المباشرة عديمة الفائدة ضده.
لكن إذا عرف السبب بطل العجب، الهجوم التالي من أمطار الأنياب تم تعزيزه بالمانا و هذه المرة تم إجبار النمر الخارق على التراجع.
"هذا الوحش يمتلك وعيه الخاص، القوانين الغامضة بالفعل مذهلة"
علقت زي مع إبتسامة، و قد اكتشفت الهجوم المناسب للتحقيق الفوز.
كما يقوم المقاتلين بكسر الهجمات السحرية باستخدام هالاتهم الروحية، قامت زي يون بتعزيز هجومها بالمانا لكسر هالة النمر الأثيري،رغم هذا فلم يكن هذا كافيا للفوز.
مع حركات رشيقة انساب مثل النمر مثل الماء و تفادى كل الأنياب المتساقطة و في وقت قصير كان ينهش ذيل الدودة و يسحبها.
" الآن"
صرخت زي يون، لتتغير ذيل الدودة الترابية و تتحول إلى فم عملاق إلتهم رأس النمر في لدغة واحدة.
تحركت الأنياب القاطعة بداخل فم دودة الرمال مثل الدوامة في أزيز مسموع و قد أطلق النمر زئير وحش جريح، لتتحطم هيئته إلى عدة أشلاء لمعت كالنجوم في السماء.
في اللحظة ذاتها و قبل أن ينفذ سيد النمر حركته الثانية، تصدعت الأرض تحت أقدامه ليلتف حوله سحر التقييد و المعروف بحبل المانا.
"خدعة الدودة لم تكن سيئةو كذلك سحر التقييد ، على عكس مظهرك أنت تقاتلين بخبث "
تنهد الفتى المأسور متأثرا ببديهة خصمه
"تعلمت هذا من أحد تلامذتي، بفضل مكره و دهائه لم يخسر معركة في حياته...."
لوهلة شعرت زي يون بإحساس غريب، شعرت بعاطفة اتجاه التلميذ الذي تتحدث عنه لكنها كانت عاجزة عن تذكر هويته.
سرعان ما ابعدت الفكرة عن بالها، لتركز على المشكلة التي أمامها و قد تغيرت ملامحها.
مع نظرة باردة في عيونها، حدقت الساحرة العظيمة التي ارتفع جسدها في الهواء و قد أخذ جسدها يشع بلون المانا الأزرق السماوي
" أيها الفتى، لا أستطيع تجاهل موهبة مثلك .... سأعطيك فرصة ثانية، إذا أقسمت أن تتراجع عن قتال السحرة العظماء فسأصفح عنك"
في نظر زي يون لا يمتلك هذا الفتى أي فرصة لمواجهة العظماء لكن و دون أي شك و مع موهبته فمستقبله لا حدود له ، و عليها كبح جماحه الآن و إلا سيموت هباءا، أو يصبح قنبلة موقوتة تعصف بعالمهم و تدمر سلامهم الهش.
"سيدتي الساحرة، عليك أن تكون في موضع قوة لتساوميني"
لم تستطع زي يون تفسير ما يحدث لكن حبال المانا أخذت تختفي الواحدة بعد الأخرى.
أو بالأحرى الحبال تغيرت طبيعتها من مانا إلى هالة روحية
" قانون حفظ الطاقة" همست الساحرة لنفسها
القانون الذي يسمح لهذا الفتى باستخدام السحر رغم أن هيئته ليست سحرية هو نفسه من حطم قيدها.
حدس زي يون أنبأها أنه إذا تحرر هذا الفتى فستكون نهايتها، استجمعت كل قوتها لتنفيذ هجوم كاسح قبل أن يتحرر.
لوحت بيدها ليتحرك الوحش و ينتصب أمامها في إنتظار أمر الهجوم الذي سينهي الفتى المتهور و إلى الأبد
"هجو........."
علقت الكلمة في حنجرة زي يونو ارتجف جسدها، لم تستطع إعطاء الأمر و كأن قوة غامضة تمنعها.
' لماذا........لماذا لا يطاوعني قلبي على إيذائه؟'
*بوووم*
قبل أن تتفطن للسبب الذي منعها، إنفجرت دودة الصحراء الترابية خاصتها إلى أشلاء، من وسط الغبار أضاءت الهيئة الأصلية التي كانت سابقا على شكل نمر .
"مستحيل...... هذه الهيئة، إنها الكرة الفضية....هيئة سيد الكرة العظيم"
اتسعت عيون زي يون في ذهول، من اعتقدت أنه مجرد فتى متهور يدلي بتصريحات خيالية ، هو في الحقيق أحد الأساطير التي يحسب لها ألف حساب.
شدت الساحرة قبضتها و أخفت ترددها السابق، حتى و إن شعرت بالتعاطف فلديها مسؤوليات على عاتقها يجب أن تنفيذها.
التوازن هو أساس السلام، و السحرة الخمسة العظماء هم أركانه،زي يون و من أجل الحفاظ على التوازن بين الممالك، أخفت سر إرتقائها لساحرة عظيمة، و كذلك رفض سي مار المناصب الرفيعة
لأجل هذا التوازن عليها أيضا كبح عاطفتها و منع هذا الشاب الثائر في أن يتسبب بالمزيد من الأذى.
" أرى أن صيتي قد وصل إليكم، أتعرفين ما هو شعوري و الجميع يغني بإنجازاتي.... في حين أنني لا أستطيع تذكر حتى إسمي"
تغيرت نبرة الفتى الهادئة، لتصبح شديدة مليئة بالغيظ
"و هذا بسببكم ، يا من تسمون نفسكم بالسحرة العظماء"
لم تجد زي الفرصة لتقول شيئا، فأمام بصرها كانت هناك كرة فضية تتجه نحوها بزخم لا يمكن إيقافه، و بالكاد تمكن من تشكيل حاجز مانا لصده
*طااخ*
دوى الإصطدام مشكلا إنفجارا، الكرة التي قذفت من خلال سحر التسارع ضربت الحاجز و كأنها مطرقة حديدية ليتحطم لأشلاء و تطير زي إلى الخلف و تصطدم بالجدار، و قد رسم الدم خطا أحمر عند زاوية فمها.
' اللعنة، ما هي هذه القوة؟، لا عجب أنه هزم سماويا'.
عندما فتحت البوابة الشمسية، و عاد المقاتلون الذي كانوا في مركز الأطلال، انتشرت الأخبار عن قصة لا تصدق، عن مقاتل أفنى عشيرة بأكملها و هزم زعيمها الذي كان مقاتلا في السماء الأولية.
آخر ما توقعته زي يون أن يكون هذا الوحش مجرد فتى و لسبب مجهول هو خلف كل ساحر عظيم
"سأسترجع ذكرياتي، و إن كان لا علاقة لك بالأمر فتقبلي أسفي و تعازي"
سحب الفتى كرته الروحية و عززها بالمزيد من الهالة و كأنه ركز كل ذرة من طاقته في نقطة واحدة.
أسرعت زي لصنع تشكيل لطيور نارية هاجمت بلا هوادة، لكن سيد الكرة لم يرمش له جفن فكرته الفضية الشهيرة حلقت بسرعة جنونية لتصطدم بالطيور السحرية و تفجرها.
و هي ترى هجومها يتلاشى ، لم يكن أمامها سوى صنع عدة حواجز من المانا لإيقاف الهجمة المصوبة لوجهها،لا إراديا أغمضت عينيها و صرت على أسنانها في انتظار الإصطدام الذي سيكون وقعه أشد هذه المرة.
لكن لا شيء حدث، ببطئ فتحت عينيها لتجد الكرة متجمدة في مكانها، و السبب هو أن أحدهم أمسك بقوة على كتف مالكها
" كان علي قطع قارة بأكملها، لأجد إمرأة في جمالها"
شد الرجل الأحمر قبضته على ملابس الفتى و ثبت قدمه على الأرض و برمية كتف كان سيد الكرة الشهير يحلق في الهواء قبل أن تجبره الجاذبية على النزول و قد أحس أن ظهره قد كسر إلى نصفين لحظة اصطدامه بالأرضية الصلبة
في الثانية الموالية تم رفع جسده ثانية، و قد شعر أن كل ما حوله يتباطئ و كأن هناك إختلالا في الزمن.
و أمامه كانت ذراعي نويان عند حزامه في إستعداد لإطلاق هجوم حتى هو المعروف بسيد الكرة سيعجز عن رده.
" فلتذق طعم حركتي السرية......مودا......مودا.......مودا......مودا.....مودا...."
ردد نويان هذه الكلمات و كانه يتلوا ترانيم مقدسة، و مع كل كلمة دوت الضربات في إنفجارات على جسد الفتى مخلفتا أثرا مرئيا على جسده لشدة الإصطدام، هذه اللكمات تجاوزت حاجز المانا و أصابت مباشرة هدفها
القوة، الدقة ، السرعة هذه الحركات الثابتة من اللكمات المتتالية تضاعفت لتصبح وابلا من الرصاصات القاتلة و التي يستحيل إحصاءها.
إنها قوة أصغر فرد من قادة الأوريس صاحب القوة الغاشمة نويان آلبا.
تطاير جسد سيد الكرة إلى الخلف كورقة تلاعبت بها الرياح ليعلق في الأخير بالجدار و قد تطاير الدم من كل جسده.
" لم يولد بعد من يجرؤ على تهديد زوجتي"