186 - سيد الكرة vs الساحرة الخامسة (3)

أسرع نويان ليطمئن على محبوبته

"زي، هل أنت بخير؟"

أومأت بالإيجاب ، أساسا هو أوقف الهجوم قبل أن يصيبها

*طاخ*

الشاب العالق بالجدار سقط على الأرض دون حراك

نظر نويان إلى الفتى ثم إلى الكرة التي تحوم حوله و لم يقلل من حذره، يعلم أنه تمكن منه فقط بسبب هجومه المفاجئ

" من كان يظن أن سيد الكرة مجرد فتى، لكن لماذا يستهدفك؟"

"إنه لا يستهدفني بشكل خاص، هدفه السحرة العظماء ، على ما يبدوا أن أحدهم محى ذاكرته "

"أتعنين أنه هاجمك بدون سبب، هذا اللعين حتى لو كان سيد كرات التنين نفسه فسوف أقتله"

كانت العروق تتلوى على جبين نويان و قد تسبب إندفاع دمه في زيادة حمرة بشرته

"اهدأ قليلا لا يزال طفلا ، و كبالغين علينا أن ننصحه و نوضح له خطأه....."

توقفت الساحرة عن الحديث عندما رأت سيد الكرة جالسا يحدق بهما،و كأن لا شيء قد أصابه

" مودا.....مودا.... بحق الجحيم ماهي هذه المودا مودا؟"

خدش الفتى رأسه، و قد تغير مزاجه و رسم على وجهه إبتسامة عريضة

" لا يمكنني الغضب من رجل يدافع عن حبيبته، أنتما بالفعل تشكلان ثنائيا رائعا"

كل من الساحرة و نويان حدقا في الفتى في ذهول غير مصدقين، ليس بسبب سرعة استرجاع عافيته، و لا للمودة التي أظهرها بل لأنه فجأة أصبح جسده شفافا كشبح خارج من المقبرة

" ما به جسدك؟؟"

" يبدوا أنني وصلت لحدودي، كشظية زمنية تفتقد للقوة الجسدية ، هجوم المودا مودا حطمتني بالكامل"

"ما هي الشظية؟"

نظر نويان لخطيبته يسأل شرح ما يراه، هي الأخرى لم تعرف بالضبط ما يحدث و اكتفت بالقول

" يبدوا كأنه نوع من السحر الزمكاني، إنه نسخة زمنية"

رفع نويان حاجبه دلالة على أنه لم يفهم شيئا، هنا تدخلت الفتى صاحب الجسد الشفاف

" تخيل أنك فتحت بوابة زمنية، و استدعيت نفسك من الماضي،النسخة الزمنية ستمتلك قوتك و تجاربك السابقة لكنها ستبقى مجرد نسخة و في النهاية ستختفي و تتلاشى"

"هل استدعيت نفسك من الماضي؟"

سأل نويان و لا تزال فكرة الزمن تشوشه

" لا، الأمر أكثر تعقيدا من ذلك..... أنا أقرب لشظية زمانية، نسخة معيوبة عن ذاتي الأصلية التي لا أعرف أساسا أين هي، أناقطرة من نهر الزمن على وشك التبخر......"

'نسخة معيوبة، ألذلك كان يقاتل بالسحر فقط'

هنا تفطنت زي يون أن سيد الكرة الذي عرف عنه كونه مقاتلا و ساحرا في الوقت ذاته، لم يستخدم غير السحرسواءا عند قتاله مع تي لينغ، أو ضدها هذا جعلها تفكر في مدى قوة ذاته الأصلية.

رغم ذلك فلا هي و لا نويان فهما كيف أصبح سيد الكرة هكذا.

" لا عليكم من ذلك، المهم أنا لا أرى خواتم فمتى سيكون الزواج المبارك؟"

الأحمر الذي كان يغلي كالبركان قبل قليل غضبا من الفتى، هدأ فورانه و راح يخدش خده

" نحن لم نحدد موعدا بعد...هههه هههه .... لحظة ، لا تغير الموضوع لم أنسى محاولتك لقتلها"

" لا داعي للغضب، هاجمت زوجتك المستقبلية بنية التهديد لا القتل، حتى و إن لم تظهر كنت سألغي هجومي، فمن الواضح أن لا علاقة لها بالموضوع"

" هراء، تقول هذا بعد أن وجدت نفسك في موضع غير مواتي"

جواب الفتى كان إبتسامة تقشعر لها الأبدان، تغيرت الأجواء فجأة و غرقت القاعة في هالة مظلمة مشبعة بنية القتل.

وقف الفتى الذي كان جالسا ليخطو خطوة واحدة قبل أن يختفي، لتتغير ملامحه

" زي.... احذري"

صرخ نويان، و التفت ليتجمد الدم في عروقه

خنجر هلالي أحد من أي سيف، لامس رقبة محبوبته التي تيبست هي الأخرى، آخر ما توقعته أن يستخدم الإنتقال الآني في وضعه الحالي

" إذا تجرأت على....."

لم يكمل نويان تهديده حتى رأى الفتى يبعد سلاحه عن حنجرتها و يرفع يداه مهادنا

"ليس سيد الكرة من يكون في وضع غير مواتي، إلا و أنني بكل صدق أعتذر عما بدر مني، كما قلت سابقا من الواضح أن لا علاقة لكما بفقدان ذاكرتي، وبما أني شخص عقلاني و لا أحب العنف... لن أستمر في قتال بلا معنى"

طريقة اعتذار الفتى الذي أعلن أنه لا يهادن عن ضعف، تركتهما مشوشين بعض الشي، المقولة التي تفيد أن الأقوياء لا يمتلكون الحس السليم هي بالفعل تنطبق على هذا الفتى

تحسست زي الخدش على رقبتها و تنهدت

" عقلاني ، و لا تحب العنف..... لقد قتلت العشرات و خربت عقل سيد المدينة بسبب بعض اللحم، و تدعي الرزانة؟!"

" إنه ليس مجرد لحم، إنه ثور الجبل ذو الثلاثمائة عام، إنه اللحم المقدس"

كل من نويان و جين صرخا في وجهها في الوقت ذاته، و كأن تعدت على مسألة مقدسة عند الرجال.

" أيها الأحمر، يبدوا أنه لدينا بعض الأشياء المشتركة...هههه"

" يبدوا كذلك، أخبرني كيف كان مذاقه؟، قم بوصفه لي"

" للأسف، بعد تشنغ لا يوجد طباخ يمتلك المهارة الكافية لطهوه"

" هذه فعلا خسارة"

تفاعل نويان بشكل كبير مع الموضوع و كان ذلك واضحا من ملامحه، ما جعل زي تحدق بهما في استغراب

' هل أصبحا أصدقاء بسبب اللحم.... الرجال!!!'

"زي.... ماذا عن رفيقة تلميذتك، إنها بارعة لدرجة أن طعم طبخها لا يزال على لساني"

سؤال نويان أخرجها من أفكارها لتبتسم و قد انسجمت مع حماسته

"أعتقد أنها تمتلك المهارة الكافية، لا أحد يتفوق على ليان..... اوه، يبدوا أن مفعول سحر الزمكان قد إنتهى"

و هكذا اختفت النسخة الأثيرية لسيد الكرةو تلاشت كأنها لم تكن.

---------

"مودا...... مودا......."

ذكرت زي يون الأمر و على وجهها مسحة من السخرية، فأجب نويان و هو يخدش رأسه

" إنها حركتي الخاصة و هي مستمدة من تقاليد من الأوريس"

"تقاليد!!، تلك القصص المصورة التي تشتريها بإستمرار،هي تقاليد إذن......"

"أ......أ.....أجل"

أجاب و هو يمسح عرق جبينه

"و ماذا بشأن التي تحمل صورا فاضحة و فاجرة، هل هي الأخرى تقاليد"

" أنا....... لا أعرف ..... عما تتحدثين"

" نحن أيضا لدينا تقاليدنا الخاصة، و تسمى....."

ارتفعت النيران في يد زي يون و قد أصبحت ملامح وجهها مرعبة

"..... حرق الرجل البذيء..."

==============

في مملكة الأنهار اللامتناهية

شاب أبيض الشعر مطابق للنسخة التي تلاشت جالس في غرفته الخاصة يتأمل، و قد أحاطت به هالة بلون أزرق لازوردي، فتح عينيه و قد انحت شفاهه عن إبتسامة راضية و قد امتلك ذكريات جديدة

" يا لهما من ثنائي لطيف"

" سيدي، هناك وفد من من مملكة النجمة السماوية سيأتي رفقة الأمير تورا"

تحدثت الفتاة ذات الثياب البالية دون أن ترفع عيونها عن الأرض

" النجمة السماوية! يا للمصادفة ... أريد سؤالهم عن فتاة معينة"

"فتاة!!، من تكون؟.... "

إستغرب الفتاة، فسيدها الوسيم الذيتجاهل كل النبيلات و الجميلات المملكة يسأل عن فتاة.

" آسفة سيدي، لم أقصد التطفل"

"إنها طاهية"

2020/01/02 · 856 مشاهدة · 1012 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024