قصة تان ليان أمسكت سو التي لا تصدق تركت الجميع مصدومين، الفتاة عانت الأمرين في الفترة التي غابت فيها عنهم، بيدها و راحت تواسيها
" المهم أنك بخير ، لكن لم تخبرينا ما قصة التنكر و لماذا هذا الوجه بالذات"
تان سو التي تم التشهير بها كحورية بحر أصبح وجهها معروفا للقاصي و الداني، ومن الطبيعي أن تتنكر بعد فرارها كي لا يكتشف أمرها، لكن الغريب هو أن الوجه الذي تستخدمه يمتلك ملامحا تشبه كثيرا ملامح ولي العهد تورا تيان.
" التنكر باستخدام السحر طيلة الوقت أمر مرهق، و لذلك استخدمت أحد الأقنعة المخصصة لأجل ولي العهد، ما رأيكم ألا أبدوا جميلة به"
"لماذا يحتاج تورا تيان لقناع مطابق لوجهه!؟"
"أنا أيضا سألت نفس السؤال، هناك إشاعة مفادها أنه يتسلل خارج القصر للهو مع النساء تاركا أحد أتباعه متنكرا بشكله، لكني لا أصدق ذلك"
"وفقا لما رأيته، فعلى الأغلب هي إشاعة صحيحة"
عبر شيرو عن تصديقه للإشاعة، فكل ما رآه من تورا هو مطاردته المستميتة خلف ليان و كذا سيلان لعابه على كل جميلة يراها.
في هذه اللحظة إنظم إليهم جين و من ملامح وجهه بدى انه يخطط لأمر ما
" سو، هل حصلت على وصفة الحبة الأرجوانية؟"
" أجل، كما قامت الفتيات بصنع بعض منها"
الإثنان الذان كانا مقيدان بجانب المبعوث الملكي اتضح أنهما كيميائيان المسؤولان عن إنتاج الحبة الأرجوانية.
" عفوا، هل قلت الحبة الأرجوانية ، ألا تعني الترياق؟"
سأل كيرا مستوضحا فمع مهارات تان سو في الإقناع بمقدورها الحصول و بسهولة على الترياق
"الوحيد الذي يعرف عن الترياق هو صانع الحبة، و قد تم إرساله إلى العالم الآخر لحفظ السر"
أجابت تان سو، و أضاف جين بجواب لم يكن ليخطر في بال كيرا
"هل أنت غبي، حتى و لو امتلكت الترياق فلماذا سأصنعه؟ "
" ماذا؟"
"نحن نريد قلب الطاولة على ولي العهد وستغرق المملكة في الصراعات السياسية و النزاعات الخفية، فهل تعتقد أن الجميع مستعدون لدخول هذه المتاهة، و سيقفون في صفنا و لن يسقطوا في إغراءات النفوذ و السلطة فقط لأننا أنقذناهم من الحبة الأرجوانية "
لمس جين عين الحقيقة، فالوفاء يخسر دائما أمام إغراء السلطة، و إستخدام الحبوب لمصلحتهم له نتائج مؤكدة.
" عليكم المغادرة و إيجاد مكان آمن، قريبا سيأتون خلف المبعوث و الكيميائيين"
لم يخفي جين حماسه فقد كانت قبضة يده تهتز و عيونه تلمع، إلا أن ذلك لم ينسيه الوضع الحالي، ففي رقبته عشرات الفتيات اللواتي كن سيبعن كعبيد
"سو أنت و أصدقائك القدامى خذوا الفتيات إلى البوابة الشرقية ، المعارضون لحكم تورا تيان سيكونون في إنتظاركم،بما أم أنه بذل مجهودا كبيرا لنشر فكرة أنك ظهرت لتعيين الملك القادم فمن الخطأ ترك مجهوداته تضيع هباءا"
فكرة استخدام السلاح الذي كان يشحنه تورا لطعنه، رسم إبتسامة رضى على وجه تان سو، و التي راحت تتغزل به
" بعد نهاية الأزمة، ما رأيك في أن نتواعـ......"
"خذي المبعوث معك و أجبريه على الإعتراف بكل جرائمه"
مقاطعة جين أزعجتها لكن سرعان ما أشرقت عيونها، و هي تنظر في عيون المبعوث المرتعبة، من الواضح أنها تفكر في أساليب جديدة لتعذيب عبدها الجديد، مباشرة بعدها توجهت نحو الفتيات للتحضير للمغادرة
"كل شيء سبق و خططت له من أجل هذه اللحظة، هدفك منذ البداية كان ولي العهد"
الحماسة التي أظهرها جين قبل لحظات، جعلت ليان تدرك أن إستعباد المبعوث، إنقاذ تان سو، ضرب الكيميائيين و حتى جرهم إلى هنا و القتال ضدهم كان ضمن خطة محكمة.
"صحيح أنني أمسك بلجام كلبه المفضل، لكنه يعتقد نفسه أعلى شأنا من أن تتحرك بنفسه لأجل كلب،أنا لست خلف تورا تيان أنا خلف من ينجز كل مهامه القذرة، ساحر الأنهار اللامتناهية العظيم شاو هودو "
ملامح ليان تغيرت، جسدها كل راح يرتعش إلا ان الوميض الذي لمعتبه عيناها أوضح جليا أنها ليست خائفة، هي الأخرى كانت متحمسة، طيلة الأيام السابقة كانت تسأل نفسها ما الذي يجب عليها أن تفعله حين لقاء الرجل الذي جعلها يتيمة و مشوهة.
هل عليها أن تكتم حقدها و غضبها، كي لا تسيء إلا ساحر مملكة الأنهار و تتسبب في إندلاع الحرب، هل عليها أن تصبر و تنتظر الفرصة الملائمة للإنتقام، و متى ستأتي هذه الفرصة إن كان الساحر العظيم شاو هودو منعزلا عن العالم و لا يري وجهه للناس إلا عندما يستدعيه الملك.
هذه الأسئلة لم تعد لها فائدة، ذهن ليان أصبح صافي و هدفها واضح
" شاو هودو ،هو خصمي و أنا فقط من يحق له أخذ روحه "
لم يجد أصدقائها ما يقولوه و قد خانتهم الكلمات، إلا أن وجوههم كانت تعبيرها واضحا
// كنا في كيرا، فأصبحنا في ليان //
" ماذا عن خطة كال مينغ، ألم يكن هدفنا كشف أعمال تورا تيان و شركاءه الغير مشروعة، ليان فكري جيدا فعواقب هذا لن تكون حميدة"
شددت دياني على تحذيرها، فهذه المرة الأمر مختلف عن المبعوث، فليس بإمكانهم النجاة بالإدعاء أنهم لا يعرفونه و أنه مجرم مطلوب في مملكتهم.
" إستعملي هذا؟"
بدل محاولة ردعها تان سو نزعت قناع التمويه و ألصقته على وجهها، فتاة أخرى من المجموعة أصبحت تشبه ولي العهد لكن هذه المرة مع شعر أحمر ، إحدى ميزات القناع هو أن الوجه يتغير قليلا وفقا لجنس مرتديه و لذلك هي تبدوا بشكل أدق كأخت تورا التوأم.
" يا فتاة......تبدين قبيحة للغاية، و مع شعرك القرمزي لن ينفع أي قناع"
سخرت تان سو و هي تكتم ضحكاتها، قبل أن تمنحها دبوسا سحريا و تضيف
" خذي هذا الدبوس معه سيصبح لون شعرك أسودا، و تأكدي أن تعودي سالمة، بعد أن تركلي مؤخرته"
بعد دقائق كان الجميع قد غادر و قد أصبح المستودع فارغا، إلا من شاب قوي البنية أبيض الشعر و فتاة متنكرة بقناع ولي العهد
" لم أتوقع أنك ستوافق على إنضمامي للقتال بهذه السهولة"
"بعد أن أشبعه ضربا بالتأكيد سيحلق هاربا، وجود شريك بمقدوره الطيران ليس بالفكرة السيئة"
"فكرة جيدة، إذا استدرجت ذلك اللعين إلى معركة جوية، فبمقدوري الإستفراد به و أخذ إنتقامي بيدي"
صمتت ليان لبرهة، قبل أن تصطنع الإبتسامة مضيفة
" إذا طار إلى السماء، فبإمكانك الإعتماد علي"
نظر جين إلى الفتاة التي لم تلاحظ أنها كانت تتحدث بصوت مسموع بنصف عين و صوته ينذر بإنزعاجه
" أنت بالفعل جريئة كفاية للتصريح بخطتك علنا"
"اللعنة، هل كنت أتحدث بصوت مسموع......."
صمتت ليان فجأة و قد تغيرت ملامحها
" جين، لقد وصل و هو ليس بمفرده"
و هي تذكر الضيف الغير متوقع إضطرب صوتها، مما جعل جين يستغرب فلا يوجد من يفوق الساحر العظيم قوة،لكن فور وصولهم أصبح كل شيء واضح.
حدق جين في المرأة الواقفة بجانب الساحر العظيم و بلع لا إراديا ريقه قائلا
"يا فتاة، نحن في ورطة"
معلقين في الهواء، حلق رجل في منتصف العمر ذو شعر رمادي و عيون بنية حادة، و برفقته سيدة شقراء أقل ما يقال عنها أنها أجمل إمرأة يمكن للمرء أن يقابلها.
العباءة السحرية و المانا التي تشع من الرجل دليل كافي لمعرفة هويته كأحد السحرة العظماء، و رغم هذا بدت هالة السيد هودو ضئيلة مقارنة بالسيدة الغامضة التي لا يسبر غورها.
" من هذا الذي يجرؤ على إختطاف المبعوث الملكي و الوقوف في طريق......."
توقف الساحر فجأة عن الكلام و راح يحدق في جين و كأنه لا يصدق ما يراه
"شظية زمنيـ......"
للمرة الثانية لم ينهي الساحر العظيم كلامه، لكن هذه المرة ليس بإرادته.
قبل أن يرفع الساحر بصره عن جين، قبضة مزينة بمفصلة فولاذية نزلت على وجهه لتغير خريطة ملامح وجهه و قبل أن تتسبب قوة اللكمة في دفعه بعيدا، أضاءت المفصلة الفولاذية المشبعة بالهالة البيضاء لتصنع إنفجارا أخذ ما بقي من وجهه.
جسد الساحر العظيم الذي كان في السماء هوى بسرعة جنونية على الأرض و تكور عدة مرات على نفسه بلا حراك
" أنا قاتلتك.......... هل مات !!؟"
سألت ليان مستغربة و هي تنظر إلى يدها الحمراء و أجزاء من الجلد و اللحم العالقة بالمفصلة الفولاذية، بينما أبدى جين عن إستياءه
" اللعنة، لقد فعلت المستحيل لاستدراجه و أنت...... هل يعقل أنه قد مات؟"
حدق هو الآخر مستغربا، فالساحر العجوز لم يكن يتنفس.