222 - دو باي VS الملك السماوي (1)

بعد أن تحول الحصن إلى أنقاض و دفن من نجى من الجنود تحته، أصبح الطريق إلى القبو الذي كان يبحث عنه سابقا واضحا للعيان، بعد إزالة بضعة الصخور ظهر الدرج المخفي.

فنزل دو باي إلى أن وصل إلى قاعة واسعة، و في الوسط تماما تموضعت بلورة كريستالية و بداخلها ما لم يكن يخطر ببال أحد

" ما..... هذا؟..... أهو نوع من الطيور!"

ما بداخل البلورة كان طيرا أسودا بجناح مقطوع، و صدره مزين بريش ذهبي

" قد لا تصدقني إن أخبرتك أنه لم يكن طيرا في البداية"

صوت المحتال الذي أخذ مكان صديقه المنسي رن في أذن دو باي، ليلتفت مع إبتسامة ساخرة

" هان جيان، ما الذي يصنعه أميرنا هنا؟"

تجاهل جيان سؤاله و استمر في سرد قصة الطائر الغامض

" عندما عثروا على جثته أول مرة كان على هيئة عجوز من الجان، لاحقا و بعد تحوله إلى طير إكتشفوا حقيقته، إنه مخلوق مقدس هارب من عالم الخلود، كان قد تخلى عن واجبه و انتهى به المطاف ميتا على يد أشتيريا نفسه"

*هههه*

انفجر دو باي ضاحكا

"صديقي منذ متى تؤمن بأشتيريا؟ .... إن رغبت في إنتحال شخصية أحدهم فيجدر بك معرفة معتقداته"

"كنت مدركا منذ البداية أن هذه اللحظة قادمة لا محالة، لكن علي الإعتراف أنت آخر شخص توقعت أن يكتشف حقيقتي"

الفكرة السائدة عن دو باي أنه شخص يتصرف بلا تفكير، في المعارك يحسب له ألف حساب، لكن في المؤامرات فأمثاله لا يشكلون خطرا و لا يخشى منهم ، إلا أن اليوم أثبت أنه ليس فقط عضلات بلا دماغ.

دو باي مثله مثل البقية تغيرت ذكرياته، لكنه أقرب شخص لجين و يعرفه تماما كما يعرف نفسه، و رغم أن هان جيان أبعد نفسه عنه متعمدا، كي لا يكتشف أمره فإن مقابلاتهم القصيرة كانت كفيلة بإثارة شكوكه

"عليك الثقة في حدسك و تتساءل دائما، كيف و لماذا؟، إنها نصيحة صديقي الذي لا أتذكره، و أنا فقط عملت بها، فحدسي كان يصرخ بإستمرار عن إستحالة أن أكون صديقا لمتعجرف سخيف مثلك، و السحر المقدس هو التفسير الوحيد"

" و ماذا يقول حدسك عني؟"

خلف هان جيان ظهر ولي العهد تورا تيان و إبتسامته التي لا تفارقه

"آسف، لكني لا أملك وصفا لمن يظن الجميع بيادق في يده يحركها كيفما أراد، و يتخلص منها متى يشاء"

* هههه*

انفجر تورا ضاحكا

"حدسك مرعب يا رجل، إنه أقرب للتنبؤ....التنبؤ الذي قد يتحقق فعلا"

*سبلاش*

في موقف غير متوقع بالمرة، انفجرت الدماء كالشلال أمام عيون دو باي، سيف تورا تيان إخترق صدر هان جيان، البيدق الذي لم يعد له فائدة.

--------

هان جيان ،أمير وساحر ذو موهبة فذة وذكاء متقد،ترعرع على أمال عائلته عليه حتى أصبحت أحلامهم حقائق يؤمن بها.

العائلة تعتمد عليك مستقبلك بلا حدود، لا وريث للملك بمقدورك حتى أن تصبح الوريث.

لكن تبقى الأحلام مجرد أوهام، الملك اختار هان سانغ إبن السيدة الأولى وريثا، لماذا؟ لأنه يفوقه قوة.

و رغم هذا لا يزال الوقت مبكرا للإستسلام، فالوريث الشرعي شخص غبي و متهور، إذا كان معيار الملك هو القوة، فلا يزال بمقدوره الحصول على أتباع أقوياء و أوفياء يقفون معه مستقبلا و بهم سيحقق حلمه.

لكن الواقع المر عصف بأحلامه للمرة الثانية، جمع الحلفاء ليس أمرا يسيرا، فعبيد المال ليسوا أهلا للثقة، و المهوسون بالقوة لن يتبعوا أحدا ذو قدرات متوسطة.

ببطئ و مع الوقت فكرة أن يصل إلى العرش أصبحت مجرد حلم سخيف من أحلام الطفولة يجب أن ينساه.

فجأة ظهر شخص غريب في حياته أشعل فتيل الأحلام التي تناساها،بسبب الشبه الكبير بينهما في الشكل الخارجي و لون الشعر و حتى المهارات السحرية وجد دون إدراك يقارن نفسه به.

لكن و باستثناء الشكل الخارجي فقد كان هذا المستجد على النقيض تماما، مجنون، فوضوي، مثير للمتاعب و لا يخشى شيئا، و أيضا قوي بشكل سخيف.

إلا أن أكثر ما أثار غيرة هان جيان هي موهبة الفتى في جمع الأتباع، رفاقه كانوا متميزين، أقوياء،أوفياء و مخلصين لدرجة التبجيل.

هان جيان كره المدعو تاي جين و في نفس الوقت تمنى أن يكون مكانه

.

.

.

" هل ترغب في أن تكون مكانه، مع حلفاء مثلهم أحلامك المنسية، ستصبح حقيقة"

كلمات ساحرة مملكة الجزر الطائرة، كانت أشبه بالسم الممزوج مع العسل، في أعمق جزء من قلبه كان يدرك ذلك تماما، لكن...............

-----

ممسكا بصدره الذي ينزف بجنون استدار الأمير لينظر في عيون قاتله وقلبه يعتصر من ألم الخيانة الذي فاق بأشواط على ألم الجرح في صدره.

سقط أمير مملكة النجمة السماوية هان جيان على ركبتيه عاجزا عن إصدار صوت واحد، فقط عيونه التي تحمل مزيجا من الغضب و الندم كانت تسأل الرجل الذي غدر به بعد أن صدق وعوده

// لماذا، و أين قد أخطأت ؟//

بعيون باردة نظر الملك السماوي لجثة من كان حليفه

"يقولون من خان مرة يخون في كل مرة، شخصيا أنا لا أؤمن بصحة هذا القول، فأي رجل طموح سيكون عليه تجرع كأس الخيانة لتحقيق أهدافه، لكن شخص تكون ردة فعله لحظة سماع مأساة عائلته هي الضحك، ففي نظري هو بيدق لا لزوم له و يجب أن يستبدل"

تورا تيان رجل له معتقدات الخاصة التي يؤمن بها،و أمثاله هم الأشد خطورة.

نظر دو باي إلى جثة الأمير الهامدة ، قبل أن يسأل خادشا رأسه

"لدي شعور غريب بأنك ستقترح علي أن أحل محله، فأرجوا أن لا تفعل ؟"

"بالطبع لا، فرجل مثلك لا يمكن شراءه بالمناصب، لكن من يدري ما يخبئه المستقبل ..... هذا بالطبع إذا نجوت هذه الليلة"

تورا سحب قناع وجهه ليكشف عن وجه رجل في الثلاثين ، وسيم المظهر نبيل الحضور مع شعر و عيون سوداء كالحبر.

من كان تورا تيان سابقا، أطلق العنان لهالة قرمزية ذات ضغط جنوني تسببت في زلزلت القبو و تشقق الأرضية ، في الثانية الموالية تشكلت هيئته الروحية ليزأر نمر أزرق أثيري مع موجة صوتية تسبب الصمم.

" أنت ...... ملك الجزر الطائرة !!"

تلعثم دو باي و قد تسبب ضغط الرجل الملقب بالملك السماوي في جعل دو باي يشعر كأنه يحمل على كاهله جبلا لا طاقة له به يطبق على صدره.

بلورة الكريستال التي تحوي جثة المخلوق المقدس ،التي خاطر بقتال كتيبة كاملة للوصول إليها على بعد خطوتين فقط، و رغم هذا جسده الذي سحق تحت ضغط خصمه الذي لا طاقة له به جعله عاجزا عن تحطيمها

إرتجف جسد الفتى الأسمر في وجه خصمه الذي لا يقهر، لكن ليس خوفا بل من شدة الحماسة

"أخيرا..... جاءت الفرصة لإستخدامها، سيد تورا أو أيا كان إسمك مهما كانت النتيجة فالمعركة اليوم لن تنساها لبقية حياتك"

لفافة سحرية لمعت في يد دو باي، ليلف ضوءها كامل جسده و في اللحظة الموالية تكرر نفس ما حدث مع الملك السماوي.

هالة قرمزية ساحقة صنعت ضغطا هوائيا جعل الغبار يرتفع و جعل من الشقوق السابقة أخاديدا على الجدران، كذلك ظهر وحش روحي أثيري بجسد أسد و رأس صقر، زأر مع دوي يصم الأذان.

" دو باي السماوي، ما رأيك في هذا اللقب ...... أيها الملك السماوي"

الفتى البسيط القادم من قرية صغيرة من ريف مملكة النجمة السماوية، حقق المستحيل و اخترق لأعلى المراتب.


2020/07/06 · 483 مشاهدة · 1088 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024