223 - دو باي VS الملك السماوي (2)

عالم السماء الأولية، لأكثر من مئة سنة لم يتمكن أحد من إختراق هذا الحاجز ، لقب الملك السماوي لم يأتي بين عشية و ضحاها، فمن أجل تحقيق ما أصبح شبه مستحيل بذل الملك من الجهد و الموارد و الدم و العرق ما لا يخطر على بال أحد

و رؤية شاب في نصف عمره يقفز من عالم قتالي إلى آخر في رمشة عين، و يحقق ما عجز حتى السحر المقدس على تنفيذه، جعله مصدوما لدرجة أنه قرص خده ليتأكد أنه لا يحلم

" كيف يعقل هذا!؟.... ما كانت تلك اللفافة بحق الجحيم؟"

" إنه سر"

ليس في مقدور دو باي أن يذكر أي شيء عن اللفافة و إلا فإن كل قوة في العالم ستأتي خلف صانعها.

في الجهة الأخرى من أرخبيل أكواليا، كان المقاتلون و السحرة الذي استشعروا تصاعد قوة مهولة ليس مرة واحدة بل مرتين، يتساءلون في رهبة عما يحدث.

وقف فتى بدين يحدق في إتجاه الحصن حيث اصطدام القوى السماوية ليطلق العنان لضحكة جنونية

" أيها الأسمر المتهور فلتخبر ذلك السماوي اللعين، أننا لا نحني رؤوسنا "

كما يتم تخزين السحر في لفافات، كال مينغ و بعد جهود حثيثة حقق المستحيل و تمكن و لأول مرة في تاريخ عالم ألتانيا من تخزين قانون الحكمة خاصته في لفافة.

// يعيش المرء بين ماضي يندم عليه، و مستقبل يجهل ما يخبئه له//

و رغم آن تخزين القانون في لفافة أدى إلى تحقيق فقط نصف قوتها، فقد إستحال إضعاف الخصوم كما جرت العادة، إضافة إلى وجود شروط إضافية لتحقيق هذه القفزة، لا تزال لفافة التي صنعها كال مينغ كنزا يسيل لعاب الجميع.

بالعودة إلى القبو، و تحت عيون الملك السماوي الذي لا يزال عقله يحاول إيجاد تفسير لما يراه.

وضع دو باي السماوي يده على البلورة التي تحوي المخلوق المقدس، و مع صوت *كراك* ظهر شق على الأداة التي تحوي السحر المقدس.

"ظننتها أكثر صلابة "

سأل دو مع إبتسامة رضى على وجهه، لكن تحطيم البلورة تم مقاطعته ، و مع تلويحة من يد الملك السماوي ارتفع عمود من نار زرقاء بمقدورها حرق كل شيء في الدنيا حالت بين دو باي و البلورة.

زأرت هيئة النمر الأزرق و إنقضت على الغريفيث ، الذي رد بأن ضرب بجناحيه و مزق بمخالبه، و رغم أن الوحشين أثيريان و ليس حقيقيان إلا أن تداخل طاقتهم المتشبعة بقانوني النار و الجليد نتج عنه إنفجارات تسببت في تحطم سقف القبو عليهم.

إستمر إصطدام هيئات الوحشين و ارتفعت أصوات الزئير و الهدير في معركة هي الأشد دون أن تميل الكفة لأحد منهما.

كل من دو باي و الملك انتابهما شعور غريب بأنهما سبق و أن عاشا هذه التجربة ، حتى أن الشعور تحول إلى ذكرى مما جعل لا مجال للشك أنهما خاضا هذه المعركة من قبل.

عندما نظر دو إلى خصمه رأى نفس الإرتباك فسخر قائلا

"يبدوا أننا كنا أعداءا في حياتنا السابقة، يا لها من مصادفة "

"سعيد أنك لم تظهر في نبوءة ساحرتي فلم أكن لأشعر بهذه الحماسة عندها"

مع حلول الجولة الثانية سحب كلا السماويين هيئاتهم الروحية، لفت النيران الزرقاء ذراعي الملك و تحولت أنامل يديه إلى مخالب أحد من نصل السيف، بينما حلق دو باي مع أجنحة بيضاء و قد لفه الدخان الجليدي البارد ليحميه من لهب عدوه.

إصطدم المقاتلان و تبادلا ضربات تهد الجبال و تشق البحار، مع قوة الملك السماوي و خبرته أجبر الفتى الأسمر على التراجع عدة خطوات، لكن عنفوان الشباب لا يستهان به و قد تمكن دو من تثبيت مكانه و صد هجماته

* ووش*

بتلويحة سريعة مزقت مخالب الملك السماوي الفضاء، لتصنع أخاديدا على جسد دو باي و تقذفه عدة أمتار للخلف، رغم هذا شعر الملك أن ضربته كانت خفيفة و ليست بالعمق الكافي

"علي الإشادة بدرعك فمخالبي التي بمقدورها قطع السيوف إلى نصفين بالكاد تركت خدشا"

تحت قميص دو باي الذي احترق كله من النيران الزرقاء، ظهر جلد أبيض كاليشم، إنها مهارة الدفاع خاصته بشرة يشم الجليد

" إنه دفاعي الذي أفتخر به......و شكرا لرميي إلى هذا المكان"

نظر الملك إلى مكان وقوف دو باي غير فاهم قصده، قبل أن تتسع عيناه في خوف

" مستحيل.... كيف حددت مكانه؟"

لا يزال أهم جزء في المعركة بين هذان السماويان هو البلورة الكريستالية التي تحوي الطائر المقدس، عندما أطلق الملك السماوي هجوم العمود الناري في القبو تحطم سقفه و تم ردمه تحت التراب ، لم يظن الملك للحظة واحدة أن خصمه سيكون بمقدوره تحديد مكانه بهذه السهولة.

بالطبع هذا لا شيء بالنسبة لمن يمتلك العين الذهبية التي لا يهرب شيء عن قوة بصرها، فقد سبق له بفضلها تحديد مكانها من بعد عشرات الكيلومترات

" جبل الجليد"

عمود جليدي بحجم مهول إرتفع إلى عنان السماء مع صقيع بمقدوره تجميد حتى العظام تغلغل إلى قلب البلورة التي بسببها إندلع القتال

* كراك*

مع صوت التحطيم، صنع الجليد شقا عموديا على سطح البلورة .

في هذه اللحظة سطعت أشعة الشمس معلنتا عن بزوغ فجر اليوم الموالي، و أول خيط من خيوطها سقط على ملايين الشظايا ، التي كانت قبل لحظات بلورة تحوي أقوى سحر في الوجود.

"جلالة الملك، هل تعرف كم يستلزم من وقت لأسترجع أنا و رفاقي ذكرياتنا؟"

سأل دوباي و قد فاز بهذه الحرب، حتى قبل إنتهاء المعركة مستمتعا بالنظر إلى وجه الملك السماوي الذي يفيض بالغيظ و قد برزت العروق على جبهته.

كان ذلك طبيعيا فعلى المستوى المادي فقد تم صرف جبل من الذهب لإنشاء البلورة التي عززت السحر المقدس، أما على المستوى البشري فالدماء التي نزفت و جثث أتباعه التي سقطت كي يتمكن من الحصول على جثة الطائر المقدس لم تكن قليلة البتة.

" لن تسرتجع شيئا، و لن يتغير شيء"

تحدث الملك و كأنه يجد في فقدان خصمه لرفيقه عزاءا لخسارة سحره المقدس.

" ساحرتي العظيمة ضحت بقدرة التنبؤ خاصتها فقط لضمان إزالته من الوجود، و حتى بتدميرك لمنبع السحر فلن يتغير شيىء"

قدرة الساحرة العظيمة ليست سرا، حتى أن لقبها الثاني هو المتنبئة ، و قدرتها هي إحدى أقوى بطاقات مملكة الجزر الطائرة، و بما أنها ضحت بها فهذا يعني أن من يحيل بين مملكة الجزر و بين مخططاتها هو هذا الفتى المنسي.

" تلقب نفسك بالملك السماوي و تحيك مكائد لا تنتهي لاحتلال العالم، لكنك في الحقيقة مجرد جبان، لا تملك الجرأة لمواجة خصمك في نزال عادل فلجأت لسحر قذر لإزالته من الوجود"

علق دو باي ساخرا لكنه تفاجأ بعيون الملك الحازمة التي لا تعرف الخوف

" جبان!!، أتعتقد أنني خائف من المواجهة.... أنا ملك و واجبي هو حماية مملكتي و شعبي بل حماية البشرية جمعاء ،صديقك الذي تحاول مستميتا أن تعيده هو الهلاك بعينه ، إنه من سيجلب الدمار لهذا العالم "



2020/07/06 · 509 مشاهدة · 1027 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024