*بام..... بام....بام*
مع كل طلقة ضوئية من المسدس الذي تحمله السيدة الحسناء ارتفع صوت مشابه للفرقعات، لتنطلق الهجمات الضوئية بسرعة عجزت العين عن رؤية مسارها
في الجهة الأخرى ناورت قديسة اللوتس مع أجنحتها السريعة، إلا أنه تم إصابتهة في النهاية مما أفقدها توازنها لتقع أرضا و بقسوة
"اووو....لا شك أن ذلك مؤلم، هل أنت بخير ؟"
الإبتسامة البغيضة على وجه تاي جين كانت معاكسة لمحاولة الإطمئنان على حالتها، واضح جدا أن هذا إنتقامه لسخريتها منه عندما خسر في مواجهة الحسناء ذات المسدسات.
" هل ستكتفي بتعليقاتك السخيفة و لن تساعدني؟"
" ما عساي فعله، أنا مجرد شظية زمنية ، هجوم قوي واحد و ينتهي أمري مندثرا بلا أثر"
حذر جين له مبرره، فهذه السيدة الغامضة قوية لدرجة أن الساحرة العظيمة للملكة الأنهار لم تكن مظطرتا لإستخدام الجثة التي تتحكم بها و تتحدث من خلالها
" و ماذا بمقدوري أن أفعل وحدي مع السيدة الخارقة هناك ؟"
صرخت ليان قبل تنتبه لحديث جين عن إمكانية إختفاءه هذا جعلها تتذكر حديثه مع الساحرة هينتا عن السحر المقدس، و فجأة اتسعت عيناها و كأنها عثرت على الإجابة لسؤال يجول بخاطرها
"تلك الشقراء عليها أثر من السحر المقدس، هو مختلف عن المندمج مع هالتك لكنه من نفس المنبع"
مع هذه المعلومة الجديدة لمعت عيون جين ليشير على ليان أن تتراجع و يتقدم هو بدلا عنها، نظرت السيدة الشقراء إلى خصمها الجديد قائلة
" هل توقفت عن الإختباء خلف صديقتك؟، أقله تتصرف كرجل قبل وفاتك"
في وجه التهديد بالقتل ابتسم جين، كيف لا و هو لا يستشعر أي نية قتل في صوتها، أساسا لو أرادت قتلهم لكانا ميتين منذ مدة، هي فقط تحاول إجبارهما على الإبتعاد
"كعادتك لا تحسنين الكذب...... زوجتي العزيزة"
.
.
.
.
أصبح الصمت سيد الموقف و لو سقطت إبرة في هذه اللحظة فسيسمع رنينها،هذا آخر شيء توقعوا سماعه
".. ز....ز....ز.....زوجتي!!!"
سقط فك ليان من دهشتها
" ما..... ما هذا الهراء الذي تتفوه به؟"
من جثة الساحر المتوفي صرخت الساحرة العظيمة هينتا في غيظ، إلا أن تاي جين تجاهلها و استمر في حديثه العذب مع الشقراء الحسناء
"أي رجل سيحدق في عيونك السماوية سيقع أسيرا لجمالها، لكني كلما نظرت إليهما أشعر أن سكينا يطعن قلبي، ذلك الحزن المتأصل فيهما أعرفه جيدا، أتعرفين لماذا ؟..."
" توقف عن هراءك ، أنت مجرد شظية بلا ذكريات، فكيف تدعي أن هذه السيدة هي زوجتك؟"
" لماذا؟"
التفتت ساحرة الجزر الطائرة إلى الشقراء غير مصدقة أنها تصدق ما يقوله الفتى، لتجد فوهة المسدس موجهة نحوها في إشارة أنها لو حاولت مقاطعته ثانية فستفجر دماغها
" لأنني اختبرت نفس الألم، ألم نسيان من تحبهم، ألم عدم القدرة على تذكر وجوههم و لا أسمائهم، تساءلت طويلا عن الذنب الذي ارتكبته لتنزل علي لعنة كهذه، أخيرا و فقط بعد مقابلتك تمكنت من معرفة الذنب الذي اقترقته .... لا الذني الذي اقترفناه سويتا.....أنا و زوجتي"
صمت جين للحظة، قبل ان يضيف
"ذنبنا أننا أقوياء، أقوياء لدرجة أن مقاتلي هذا العالم مجتمعين عاجزون أمامنا، و ليس أمامهم غير أن يحنوا رؤوسهم لنا..... لكن و كما تعلمين هنالك دائما من امتلك طموحا جعله يتغلب على خوفه و يلجأ إلى أبشع الطرق لتحقيق أهدافه، السحر المقدس الذي لا يزال أثره مختلطا بأجسادنا، من أمر باستخدام هذه اللعنة التي دمرت وجودي و حولتني لشظية زمنية قابلة للزوال في أي لحظة،هو نفسه الذي محى كل ذكرياتك ليجعلك دمية في يده..... و ليتخذك زوجة له مستقبلا"
" هراء، كل ما يخرج من فمك هو خزعبلات قمت بتأليفها"
صراخ الساحرة العظيمة رن في المكان، و رغم أن الجسد الذي تتحدث من خلاله تدمر وجهه سابقا إلا أن صوتها وحده كشف عن توترها
' هذا الوغد اللعين، إنه يحاول أن يقلبها ضدنا..... كيف له أن يكتشف كل هذا؟'
و هي تسأل نفسها لمحت الساحرة على ثغر تاي جين إبتسامة لا تكاد تكون مرئية، و كأنه يبعث رسالة مبطنة مفادها أنه كان ليفعل نفس الشيء لو كان مكانهم.
ما جعل جين يربط الخيوط، هو ذكرى غامضة لإمرأة لا يسبر غورها تسأله المساعدة للبحث عن زوجها، و أثر السحر المقدس عليها دليل أنها كانت برفقته من قبل.
و الدليل الثاني هي حادثة يعرفها الجميع، الملك السماوي قام بتأجيل تنصيبه لأنه ذهب خلف المرأة التي يحبها.
"أعترف أنني استخدمت السحر المقدس ضد هذا الغر، و ذلك لأنني رأيت المستقبل و عرفت الدمار الذي سيجلبه سيد الكرة على عالمنا، لكني لم أستخدمه ضدك و لا علاقة....."
" أين هو منبع السحر المقدس ؟"
قاطعت الشقراء كلامها، و دخلت مباشرة في الموضوع دون أن تبالي بشرحها
"سيدتي، أرجوك....."
رفعت الشقراء يدها لتمنعها من الكلام، المعركة التي كانوا متأكدين مئة بالمئة من ربحها خسروها بسبب بضع كلمات
الشقراء سحبت خاتما من إصبعها و رمته إلى السماء ثم قالت
" سأحطم منبع السحر، و سينكشف من منكما يقول الحقيقة، و أنت ..... لا داعي لأن تتذاكى، فقبيح مثلك يستحيل أن يكون زوجي"
الخاتم الذي لمع في السماء تضاعف حجمه عشرات المرات ليتحول إلى حلقة ضخمة عندما لامست الأرض شكلت قبة بيضاء ليتم سجن كل من ليان و جين بداخلها و عزلتهم عن بقية العالم.
" أنا...... قبيح!!"
متجاهلا الأداة المقدسة و معترضا على نعته بالقبيح ضرب جين بقبضته على الحاجز الأبيض، لكن بلا فائدة فحتى مقاتل سماوي سيجد صعوبة في تحطيمه.
" قبيح!.... أتصدقين ما قالته تلك المرأة"
التفت جين سائلا رفيقته في الأسر
"قبيح هو بالتأكيد وصف خاطئ فالوصف المناسب هو ......حقير ، وغد، زير نساء، منحرف يتحرش بالمتزوجات..."
" ما مشكلتك أنت الأخرى؟"
*بوووم*
بعيدا عن شجارهما ، صوت إنفجار صحبه تحرير طاقة سحرية مميزة جعلهما يلتفتان.
من يد الساحر الميت، شظايا متناثرة مثل غبار النجوم تصاعدت في الأرجاء و اكتسحت الفضاء مع لون المانا اللازوردي، كان ذلك دون أدنى شك بلورة تحتوي سحرا مقدسا.
الشقراء الغامضة الذي التف الغبار حولها، غابت فورا عن الوعي لتسقط مغشيا عليها.
"الملك سيجن عند رؤيتها هكذا، أيها الوغد انظر إلى ما أجبرتني على فعله، أنت فعلا وباء على البشرية ، و لن يهنأ لك بال قبل أن تجلب الدمار لهذا العالم"
" عن ماذا تتحدثين يا مجنونة؟"
سأل جين مستغربا
"أتحدث عن المستقبل،المستقبل الذي زرته عندما كنت رحالة زمنيا، أتحدث عن كسرك للختم و تحرير ذلك الوحش"
تنفس الساحرة أخذ يتثاقل و هي تصف ما يخفيه المستقبل المرعب الذي من أجل تغييره ضحت بقدرتها على التنبؤ
" الوحش الذي استدعى تنانين الظل الثلاثة و دمر بها العالم، أتحدث عن الوحش الذي خسرنا جميعا أمامه اتحدث عن ......ذلك...... الذي.....عذبني و قتلني"
صوت الساحرة التي صرخت بأعلى طاقتها كان في الوقت ذاته يرتجف بجنون، و لو استطاعوا رؤية وجهها الحقيقي في هذه اللحظة لعرفوا من درجة شحوبه و اهتزاز بؤبؤ عينيها مدى الرعب الذي رأته في المستقبل و الألم الذي أحسته عندما قام أشتيريا بسحق جسدها و حشره في صندوق معدني، جعلها تتلعثم عاجزة عن إكمال حديثها.
لثواني طويلة كانت فقط أصوات الأنفاس الثقيلة تصدر عن جثة الساحر، استلزم الأمر بعض الوقت قبل أن تسترجع رباطة جأشها، اقتربت من الحاجز الذي يسجن كلا من جين و ليان و نقرت عليه ساخرة
" سجن الخاتم هذا بمقدوره الصمود ليوم كامل قبل أن يتلاشى،و قريبا جدا و دون الحاجة لأن أفعل شيئا ستندثر أيتها الشظية اللعينة، و عندها لا أحد سيتذكر أنك كنت موجودا من الأساس، حتى صديقتك التي برفقتك الآن لن تتذكر أن هناك من كان برفقتها في هذا المكان"
نية الساحرة العظيمة كانت تدمير الشظية، لكن هذه النتيجة لا تزال تصب في مصلحتها و هكذا غادرت و باستخدام جسد الساحر الذي تتحكم فيه حملت الشقراء الغامضة على كتفها و ابتعدت عنهما.
نظرت ليان إلى جين معلقتا
" لا أصدق هذا، يحاولون إزالتك من الوجود لذنب سترتكبه في المستقبل!"
" أرأيت.... لحسن الحظ قمت بإستباقهم، و حررت ذلك الوحش قبل أن يستخدموا السحر المقدس"
" عفوا...."
" ذكرياتي مشوشة، و لا أذكر طبيعة هذا الوحش الذي تتحدث عنه، لكني متأكدة بأنني قمت بتحريره......"
صمت جين عند استشعاره بنية بقتل قاهرة تنبع من الفتاة التي بجانبه
"سأقتلك"