" لماذا لم يرتفع مستواي؟"

سأل هيونغ، الضخم الذي وعده كال بعلاج إبنه الهجين و أيضا قائد قوات المقاومة، و رغم أنه كان مغمورا في الضباب الأزرق إلا أنه لم يتطور و لا قيد أنملة.

" قانوني ليس مثاليا، إنه توقع لحالتك المستقبلية و أنت تقريبا في ذروة تدريبك"

فهم هيونغ ما يعنيه كال، بصفته مقاتلا من أواخر عالم الإنصهار، يعرف أكثر من غيره صعوبة الإختراق للعالم السماوي في النهاية ليس بمقدور الجميع أن يكونوا سماويين، و لا يوجد أي تعزيز قادر على تغيير هذه القاعدة.

" تمنيت فقط لو أني أتذوق طعم العالم السماوي، و لو للحظات"

تنهد هيونغ بمرارة كان هو يتقدم بالسن، و هذا هو جيل الشباب.

*كرااك*

في هذه اللحظة سمع الجميع صوت تصدع قوي جاء من السماء، زي يون أخيرا كسرت حاجز الأبعاد و تحررت، نظر كال مينغ إليها بعيون مبتهجة بوصولها ستكون نهاية المعركة، لكن ملامح زي لم تكن تسر الخاطر

" فليتراجع الجميع، إنه فخ"

مع سحر الصوت سمع الجميع تحذيرها، لكن لم يفهموا المغزى من حديثها، فقد انتهت المعركة تقريبا و ما بقي من جنود الأعداء ينسحبون جارين ذيول الهزيمة.

" الملك السماوي هنا، و هو يستخدم سحر الدماء المحرم للإختراق إلى السماء العميقة"

بعيون غير مصدقة التفت الجميع إلى السفينة التي أشارت إليها، ليتفاجؤوا بالمنظر الغريب.

خطوط حمراء كانت تغطي سطح السفينة وصولا إلى القمرة الداخلية ، إلا أن تلك الخطوط ليست للزينة، بل هي دماء المقاتلين من ساحة المعركة

السفينة كانت مثل آلة الشفط سحبت كل الدماء المنسكبة نحوها.

يحتوي دم المقاتلين الروحانيين على جزء من قوتهم، و قد استخدم الظلاميون تقنية مشابهة لتعزيز أنفسهم، و هذه المرة قرر الملك السماوي أن يعطي لقبه حقه و استخدم سحرا محرما للإرتقاء إلى العالم السابع و الأخير من عوالم فنون القتال # عالم السماء العميقة #

حول السفينة الحمراء المنشودة تغيرت الأجواء، هبت العواصف و هاجت مياه النهر، حتى السماء تلبدت بالغيوم لتزل صاعقة مدمرة حطمت السفينة لأشلاء.

لا أحد يعرف هل البرق كان إعلانا عن الإختراق إلى العالم الأسطوري، أم كان عقابا على جريمة سحر الدم المحرم.

من وسط ألسنة اللهب و الدخان المتصاعد من السفينة برز ظل الرجل الذي حقق المستحيل

" استسلموا ، و سأبقي على حياتكم البائسة".

كلمة الملك التي لا يقف أحد ضدها، نيته فقط جعلت كل من سمع الصوت يرتجف، كان الفرق بين السماء الأولية و العميقة لا يصدق، في الماضي كانت فرصتهم للمقاومة ضئيلة لكن موجودة، أما الآن فكل حركة منه بوسعها تحطيم الجبال و تحريك البحار، قلوب الجميع اهتزت و قد فقدوا أي امل في المقاومة.

" لا أعتقد ذلك"

أجاب الملك المدين بكل هدوء و أضاف مع إبتسامة واثقة

" سأخبرك بحكمة# عندما تحدق في الهاوية، فإن الهاوية ستحدق بك #، و ساحرتك عندما تنبأت بخطر سيد الكرة عليكم و حاولت حذفه من الوجود هو أيضا كان ينظر إليكم حينها"

ليس الجميع مطلعا على الصراع بين الملك السماوي و سيد الكرة المشهور، و لذلك لم يفهموا ما الذي يتحدث عنه كال مينغ، لكن المعنيين بالأمر فهموا جيدا، خصوصا من كانت في وقت سابق تلقب بالمتنبئة

" مستحيـل...."

هتفت هينتا في تكذيب، منذ مدة و الأحداث الغير متوقعة تحبط خططهم، كان ذلك أبعد من مجرد صدفة، لكنها لم تصدق شكوكها

" ليس مستحيلا، أنتم هذه المرة تشربون من الكأس التي أذقتموها إلى الآخرين، نحن على علم مسبق بكل شيء، نحن نعرف المستقبل".

قوة الملك السماوي لم تكن يوما البطاقة الأقوى لمملكة الجزر الطائرة، القدرة على رؤية المستقبل هي أساس سلطتها و استمراريتها، فلولاها لما تم احتلال مملكة الأنهار بلا سلاح، و لما كانت وصلت مملكة النجمة السماوية إلى الحالة التي هي عليها الآن.

كل خطوة قام بها الملك السماوي لتحقيق أهدافه كانت مدروسة و معروفة مسبقا، و الفضل كله لساحرته المتنبئة، لكن عندما تخلت عنها مقابل القضاء على سيد الكرة الذي شاهدته يتسبب بتدميره لهذا العالم، إنقلبت الأوضاع و خرجت الأمور عن سيطرتهم

" أيها الملك السماوي، إذا أردت أن لا تدخل الحسناء النائمة سباتها الأبدي فلتتراجع"

لكل امرئ نقطة ضعف، و رؤية المستقبل مفيدة لمعرفة أن نقطة ضعف الملك السماوي هو عشقه للشقراء الغامضة

" أتعتقد أن بوسعك خداعي، أفضل جنودي يقفون عند مهجعها، كلكم مجتمعين عاجزين عن الوصول إليها"

" لا حاجة بنا جميعا للوصول إليها، شخص واحد كفيل بالمهمة"

عيون الملك اتسعت، في لمح البصر أجرى مسحا على المكان و عرف من المقصود

" قديسة اللوتس، ليست هنا"

===========

في إحدى جزر مملكة الجزر الطائرة القريبة من حدود مملكة الأنهار.

و تحديدا في واحد من قصور الملك السماوي، إندلعت الإنفجارات و قد سقط مقاتل مخضرم من عالم الإنصهار غارقا في دمه

كان الشعر القرمزي للفتاة المهاجمة يرفرف في الهواء، و ملامح وجهها تنم عن غضب عارم

" ليان، اهدئي قليلا سيقع المنزل على رؤوسنا"

تذمرت تان سو، و هي تحاول ترميم الفقاعة التي حملت الرهينة النائمة بداخلها، مهمتهم سارت بسلاسة و لأن الشقراء في السبات كان سحر الفقاعة هو الاختيار المثالي لنقل الرهينة المهمة.

" لقد كانت معه، طيلة فترة مكوثه في مركز الأطلال كان يمرح مع الشقراء،بينما أنا ........."

*بوووم*

إنفجار آخر قذف أحد الحراس بعيدا، رغم أن هذا الأخير لم يبدي أي مقاومة و كان يلوذ بالفرار.

" جين ليس من هذا النوع، عندما كان معنا كشظية كل الأسيرات حاولن استمالته و فشلن..... حتى أنا"

" هاااا"

" لا ترمقيني بهذه النظرة، على كل حال علاقتنا محكومة بالفشل فكلانا من النوع السادي، ربما علي إيجاد أحد مع ميول ماسوشية، شخص يسهل التلاعب به.... ماذا تعتقدين في شيرو، صاحب الشعر الشائك"

في الوقت ذاته في ساحة المعركة، فجأة سقط فتى الخناجر أرضا و هو يمسك قلبه

"شيرو ما بك، ماذا أصابك؟"

" لا أدري فقط قلبي انقبض فجأة،و شعرت فجأة بهالة شريرة تسهدفني"

بالعودة إلى ليان و تان سو، كانت الفتاتين قد تخلصتا من الحراس، و لم يتبقى لهما سوى المغادرة و بحوزتهما الحسناء النائمة، و في اللحظة التي كنت تان سو ستفعل سحر الإنتقال لمغادرة المكان اكتسحت قوة غامضة المكان

" كسر"

مع كلمة واحدة تحطمت الدائرة السحرية، من المعروف أنه بالإمكان كسر السحر باستخدام الهالة لكن فعل ذلك ليس بالهين، فعلى المقاتل أن يكون قريبا من الدائرة السحرية و أيضا عليه تحرير طاقة أعلى من السحر المستخدم.

باختصار لا يمكن لأحد كسر دائرة سحرية و هو على بعد عدة أمتار، أو هذا ما كانت تعتقده تان سو حتى هذه اللحظة.

قبالتهم وقف رجل في الأربعينيات بسيط المظهر، و ذو حضور ضعيف لا يكاد يشعر به أحد

" هل أنت حورية بحر؟، ماذا تفعلين هنا بعيدا عن البعد المائي"

سأل الرجل قبل أن يجيب نفسه

" بالعودة للماضي، كانت هناك حورية وقعت في حب بشري و استقرت هنا، ما كان اسمها يا ترى؟؟..... أكيليا.... أكوا...."

" أكواليا!!"

ردت تان سة بعفوية

" أجل، ذاك هو إسمها، هل أنت إبنتها...."

"أنا لست إبنة........"

"اوو ...لا أصدق،اللوتس أزهرت ثانية"

في اللحظة التي سقطت عيون الرجل الغامض على ليان زال اهتمامه عن تان سو.

أما ليان فالفتاة المسكينة شعرت أنه يرى من خلالها و كأن بوسعه معرفة كل شيء عنها

"أخبريني أصحيح أنها بوسعها تحقيق الأماني، ما كانت أمنيتك، ما الثمن الذي دفعته في المقابل؟"

مثل طفل صغير فضولي، قفز الرجل من سؤال إلى آخر دون إنتظار الجواب.... أسلوب حديثه و تصرفه كان أيضا طفوليا، لا يستطيع المرئ أن يجزم هل هذه طبيعته أم أنه يسخر منهم.

و رغم هذا أسئلته جعلت قلوب الفتاتين تضظرب، البعد المائي بالنسبة لتان سو ، و بتلة الأمنية لزهرة ليان هما أسرار احتفظتا بهما لأنفسهما ، فكيف لهذا الغريب معرفتهما.

*طاك*

فجأة انفجرت الفقاعة المائية، الشقراء التي بداخلها سقطت بين يدي السيد الفضولي

" لو كانت مستيقظة، لقالت أن على المرء الحذر مما يتمناه، و أن القدرة على تحقيق المستحيل ليس بالضرورة أن تكون نعمة"

في اللحظة التي رفع بصره عن الحسناء النائمة نظرة الود من عينيه اختفت، و بدلا عنها كانت نية قتل مرعبة تسأل عمن فعل هذا بها.

" هههه، أنا أمزح و كأن ساذجة مثلها تستطيع التفكير في كلام عميق كهذا"

مثل البحر المتقلب، هائج في لحظة و هادئ في أخرى ارتسمت على وجهه الإبتسامة و كأن نية القتل التي جعلت قلوبهم تصبح في أرجلهم مجرد وهم

" من....... أنت؟"

2020/07/12 · 584 مشاهدة · 1277 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024