" من....... أنت؟"

صرت ليان على أسنانها، حتى هاتين الكلمتين بالكاد خرجت من فمها، إحساسها المرهف بالطاقة كان ينبئها دوما عن قدرات خصومها، لكن هذه المرة حواسها خانتها و ليس بمقدورها استشعار أي شيء من الرجل الواقف أمامها، لكن حدسها لا يزال يرسل تحذيرات لعقلها و ينبهها أنه و تحت أي ظرف لا يجدر بها الإشتباك معه.

" أنت زوجها الذي كانت تبحث عنه ؟"

" أنا من أطرح الأسئلة، و سؤالي هل أنتما السبب في حالتها هذه؟"

تصبب العرق البارد من جبين الفتاتين، نظرات الرجل وحدها جعلت الأجواء مشحونة و تسببت في ارتباكهم، الضغط الذي وقع عليهم لا يصدق و كأن جبلا يسحق صدورهم.

" لا.... لا علاقة لنا بذلك؟"

" إذا إلى أين كنتم ستأخذونها؟"

بلعت ليان ريقها، و أدركت أن غضب هذا الرجل وصل لنقطة لا يفيد النقاش فيها

" نحن......"

" أيها الأوغاد كيف تجرؤون على اختطاف خطيبة الملك"

قطع وصول الحرس الملكي جواب ليان، و في الوقت ذاته و بطريقة غير مباشرة أجابوا عن سؤال الرجل الغامض

" خطيبة الملك!!..... "

" أنت هناك سلمنا السيدة بهدوء، و إياك أن تفكر في القيام بأي حركة مشبوهة"

تحدث رئيس الحراس بكل ثقة، جاهدا إخفاء إضطرابه، يعلم جيدا أنه لو أصاب السيدة النائمة خدش واحد فثمن ذلك سيكون رقبته و لذلك لم يتهور و يهاجم مباشرة

" اووه.... إذا هي خطيبة ملك الجزر الطائرة، هل بوسعك إخباري عن مكان جلالته فلدي أمر هام لأناقشه معه"

و رغم الإبتسامة العريضة على وجه أثناء سؤاله، فإن كلامه بصيغة مطلقة لم يكن طلبا.

" تشبثي بي"

صرخت ليان محتضنتا تان سو.

كل شيء حدث بسرعة و زوج الشقراء لم يلمح سوى خيط من ضوء أبيض خلفته أجنحة قديسة اللوتس التي فرت هاربة

" يا لها من سرعة، هل علي اللحاق بهما؟"

سرعان ما تخلى عن الفكرة و هو يرى ضوء دائرة سحر الإنتقال تلمع قبل أن يختفي الإثنان

" يبدوا أن رفاقك قد تخلوا عنك ، سلمنا السيدة و سنتترك تعيش"

معنويات قائد الحرس كانت مرتفعة، في نظره كانت الفتاة ذات الشعر القرمزي هي التهديد الأكبر، و برحيلها فإن إنقاذ خطيبة الملك مسألة وقت لا غير

"مملكة الجزر الطائرة، هل تعرف لماذا تسمى هكذا؟"

" آآه....."

" انظر حولك عشرات الجزر العائمة في السماء، ألم يكن يفترض أن تسمى بالجزر العائمة أو حتى الطافية"

" ما الذي تهذي به أيها المعتوه؟"

صرخ قائد الحرس و قد ضاق ذرعا بغريب الأطوار، و لولا أن خطيبة الملك بين يديه لكان قطع رأسه من مدة

" هذا لأن هذه الجزر هي فعلا ........ تطير"

مع آخر حرف نطقه الرجل الغامض، اهتزت الأرض من تحتهم ليسقطوا جميعهم أرضا

" أيها المأفون ما الذي فعلته؟"

الجواب جاء من أحد أتباعه و الذي كانت عيونه متسعة كالفناجين و كأنه في صدمة

" سيدي ...... الجزيرة ....... تتحرك"

=========

مملكة الأنهار اللامتنهاية ، مدينة أكواليا

" أيها الملك السماوي، إذا أردت أن لا تدخل الحسناء النائمة سباتها الأبدي فلتتراجع"

لكل امرئ نقطة ضعف، و رؤية المستقبل مفيدة لمعرفة أن نقطة ضعف الملك السماوي هو عشقه للشقراء الغامضة

" أتعتقد ان بوسعك خداعي، أفضل جنودي يقفون عند مهجعها، كلكم مجتمعين عاجزين عن الوصول إليها"

" لا حاجة بنا جميعا للوصول إليها، شخصان كفيلان بالمهمة"

عيون الملك اتسعت، في لمح البصر أجرى مسحا على المكان و عرف من المقصود

"الحورية و قديسة اللوتس، ليستا هنا"

الغضب انفجر من عيون الملك السماوي، مع الفرق في مستوى التدريب الضغط الموجه نحو كال مينغ ليس هينا هو أحس حرفيا بسيف على رقبته.

" لقد تجاوزت كل الحدود، و أنا ....."

صر الملك السماوي على أسنانه قبل ان يصرخ بصوت مدوي

## إن حدث مكروه لها فأقسم أنني لن أرحمكم، و لن يخرج أحد منكم حيا##

صرخة السماوي الغاضب كانت كموجة التسونامي، لا شيء يقف في وجهها و تهز كيان أيا كان، الضغط وحده جعل الجميع يحبس أنفاسه.

لكن المفاجأة أن هناك من تحدى الوحش الغاضب و رد بنفس نبرة الغضب

## فليكن الموت إذا ##

الطفل الذي توج بالأمس وقف صامدا، شامخا كما يليق بالملوك، و بلسان طليق أعلن باسم الجميع قائلا

" لا تحاول إختبارنا فنحن لا نخشى الموت في سبيل أوطاننا، أنت هو من تحت الإختبار و عليك أن تختار بين طموحاتك و المرأة التي تحبها"

الجواب لم يخرج من فم الملك السماوي لكن نية القتل التي اختفت و الهالة الروحية التي انطفأت كانت جوابا واضحا.

///* الدهاء و الذكاء هزما البطش و القوة *///

' انتصرنا....'

همس شيرو لنفسه قبل أن يدرك أن فرحته المسبقة جلبت النحس، في هذه اللحظة لمع ضوء لازوردي في وسط الساحة، تحديدا بين الفصيلين المتنازعين ليكشف عن فتاة قصيرة مع شعر أشقر مجعد

"ليان أين أنت ؟!"

التفتت الفتاة التي اقتحمت ساحة المعركة من حول نفسها باحثة عن رفيقتها، قبل أن تبدأ في اللعن و قد أدركت السر خلف افتراقهما

" اللعنة..... سحر الأبعاد شوش على سحر الإنتقال خاصتي"

لم تكن الفتاة سوى الحورية تان سو، و التي يفترض أنها رفقة قديسة اللوتس في مهمة لإختطاف حبيبة الملك.

"ما معن ىهذا؟،لماذا عدتي بدونها؟"

لم يكن هناك حاجة للجواب فمن مظهرها المزري ،واضح أن المهمة قد فشلت، و أثناء هروبهما إلى هنا تداخل سحر الإنتقال مع سحر الأبعاد الذي أنشأته زي يون سابقا فتم إرسال ليان إلى مكان آخر.

هذه الحادثة جعلت أسارير وجه الملك السماوي تنبسط ليضحك مقهقها

" ههههه ... ههههه، كال لقد فشلت خطتك"

"تورا أيها الوغد اللعين، أنت كنت تعلم مدى قوة زوجها و تجرأت على العبث معه؟ حماقتك ستؤدي بفناءنا جميعا"

صوت تان سو كان مسموعا من الجميع، كانت تصرخ في وجه الملك السماوي بلا خوف، ليس لأنها لم تستشعر قواه بل لأن الرعب الذي شعرت به عند مقابلتها لزوج الشقراء لا يزال طاغيا عليها.

الغريب في الأمر أن الملك السماوي لم يقل شيئا لرد الإهانة، بل حتى أن ملامحه تغيرت و اسود وجهه.

" مستحيل، لقد تخلصنا من وعاءه!"

قبل أن يستفسر أحد عن ما يتحدث الإثنان، أظلمت الدنيا فجأة و ظل أسود غطى المكان

" جزيرة .....!!"

الصمت أصبح سيد الموقف، و السكون ساد ساحة المعركة،عيون الجميع حدقت في السماء مع عدم تصديق، جزيرة عملاقة قارب حجمها نصف مدينة أكواليا تقريبا كانت تطفوا ببطئ فوقهم.

" هذه...... جزيرتي!؟"

تعرف الملك السماوي على قصره المشيد على قطعة الأرض العائمة في الهواء، و إن لم يكن القصر كافيا فالحراس الذين يرتدون زي المملكة و يقفون صفا على حدود الجزيرة كفيل للتأكد من شكوكه

" ما الذي يفعلونه......هل سينتحرون!؟"

نطق أحدهم بما يفكر فيه أي شخص عندما يرى أحدهم يقف على حافة الجرف و يحدق بالأسفل، لكن سرعان ما أدرك سخافة الفكرة و تحت ضغط من عيون أبناء مملكته راح يحك رأسه محاولا استدراك خطأه

"مستحيل!!، من يقفون على حافة الجزيرة ليسوا أناسا عاديين ليفكروا بقتل أنفسهم، إنهم خيرة جنودنا المدربين، مقاتلون لا يخشون الموت......."

* طاااخ*

أمام قدميه سقط شيء ما، و في اللحظة ذاتها أحس بشيء لزج يصفع خده و يلتصق بها، مسح الرجل خده مستغربا المادة وردية اللون على وجهه و ببطء التفت إلى مكان الصوت ليتفاجأ بالمنظر البشع الذي تقشعر له الأبدان.

2020/07/12 · 603 مشاهدة · 1105 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024