"واو.....هذه أول مرة أرى فيها أشخاصا يبدعون في أساليب الإنتحار!!"
تحدث أشتيريا، و كأن من انفجر أمام أعينهم ليس إنسانا بل مجرد حشرة،هو حرفيا يلعب على أعصابهم و يقودهم نحو الجنون ، و قد أثبت هذا الرجل القادر على قتل الناس بأفكاره ،أن الأساطير لم توفيه حقه.
"هاي.... أيها الخطيب لا تكتئب، فأنا لم أفعل شيئا بعد لأنه......"
في وسط الحديث تغيرت نبرة أشتيريا و كذلك ملامحه، عيونه أصبحت باردة و قاسية و وقع كلماته أصبح ثقيلا ترتعش له الأبدان
"..... إذا لم تسيتقظ أسينا، سيكون عليك حمل وزر كل بشري لعين يعيش هنا"
أنهى أشتيريا حديثه بتلويحة من يده، و كأنه يقول أنه لم يعد راغبا في رؤية وجهه بعد الآن، إلا أن تلك التلويحة حملت من القوة و الغموض ما يكفي لتتجاهل بعد المسافة بينهما و تصيب الملك السماوي، لكن تأثيرها كان لا يذكر.
" ليس بمقدورك خداعي مرتين، هجمتك الخفية أستطيع رؤيتها"
تحمس الملك السماوي لصده الهجوم و عقد العزم على إنهاء الأمر، ما يدركه جيدا هو أن هذا الوحش الملقب بأشتيريا كان في سبات دام لسنين لا أحد يعرف كيف يحصيها، و يستحيل أنه استرجع كامل قواه في هذه المدة القصيرة
[أيتها النيران الزرقاء لبي النداء وحولي الأعداء إلى رماد]
اهتز الفضاء مع ترنيمة قانون النار الزرقاء، ألسنة الللهب القادرة على تحويل أي شيء إلى رماد تصاعدت لتحرق حتى الهواءمن حولها.
"نيران زرقاء!!، لا أصدق ذلك......."
صمت لبرهة قبل أن يضيف جملة جعلت الملك السماوي يطحن أسنانه
" قد أستطيع الإستفادة منها..... لصنع أطباق جديدة، فكما تعلم أنا طباخ أيضا"
"أيها اللعين..."
صرخ الملك السماوي و انقض على خصمه، فإلتحم الجبلان لترتفع أصوات القتال و الإنفجارات.
بالنسبة للبقية فإن الدماء تجمدت بعروقهم، فقد أعلن أشتيريا للتو أنه سينهي البشرية، إذا خسر الملك السماوي و الذي من الواضح أنه ليس لديه فرص عالية، عندها حتى لو اجتمع كل أسياد العالم رفقة سحرتهم فبالكاد سيكونون قادرين على تأخير حكم الإبادة بضعة أيام
" اللعنة......قوايا تنهار"
سقطت زي يون على ركبتها و قد استهلكت كل المان الخاصة بها، و بالطبع نتيجة ذلك كانت المقاومة الشديدة التي أبداها الخاضعين للهيمنة و دخولهم في المرحلة الثانية من الجنون.
" تان سو، خذي الأميرة و ابتعدوا قدر الإمكان"
دفع كال مينغ بعين السماء التي تم إفقادها وعيها كي لا تؤذي نفسها، لكن سو استغربت الموقف و تساءلت
" ما معنى هذا، أتريد إنقاذ حبيبتك آو ما شابه؟"
" حبيبتي!!، ما هذا الهراء؟، هل نسيتي لماذا كنا نقاتل قبل ظهور أشتيريا،ماذا بإعتقادك سيحدث إذا اختفى الملك السماوي من الصورة فجأة"
بالعودة للأوضاع السياسية في مملكة الأنهار، من يحكمون البلاد هم من باعوا ذممهم لتورا تيان الذي هو نفسه الملك السماوي، و بما أن هذا الأخير في حكم الميت الآن، فإن النبلاء الخونة سيتقاتلون فيما بعضهم و يدمرون كل شيء للحصول على السلطة.
كال مينغ يفكر في المستقبل، مهما كانت نتيجة معركة اليوم، إذا كان هناك قائد كفؤ ليمنع مملكة الأنهار اللامتناهية من الإنهيار، و مستعد للتعاون مع مملكة النجمة السماوية، فإن الأمل لنجاة البشرية لا يزال موجودا.
" اللعنة ، أنت تريدني أن ألعب دور حورية البحر من الأساطير ثانية"
بالطبع فهمت تان سو مقصد كال مينغ الذي اكتفى بالإبتسام،لكن هذه المرة لم تستطع الرفض، و بتلويحة من يدها ظهرت فقاعة سحرية حملت الأميرة.
كان عليها الخروج من مجال سحر الأبعاد قبل الإنتقال .
" أوقفوهم، إنهم يحاولون تدمير أنفسهم؟"
صرخت زي و هي تستشعر مقاومتهم المتزايدة، جنون تدمير الهيئةالروحية انتقل إلى فصيل الأنهار اللامتناهية، مما جعل كال مينغ يصرخ و قد أدرك أن الأفكار التي زرعها أشتيريا في عقول ضحاياه تحولت إلى معتقدات راسخة و سيفعلون أي شيء لتنفيذها.
هاجم كال و من معه الخاضعين ليسطرة أشتيريا في محاولة لإيقافهم، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة و قد زادت قوتهم نتيجة الحرق الإجباري لطاقة البعد الروحي.
##مطر السهام البرقية ##
##مطر السهام البرقية ##
في قمة يأسهم جاء صوت فتاتين تحدثتا في الوقت ذاته معلنا عن قدوم المساعدة، لتلمع دائرة سحرية ضخمة من فوقهم و تنير السماء بآلاف السهام المضيئة كالنجوم.
سقطت السهام البرقية مثل شهب لا يمكن صدها، لتخترق أجساد الجنود المغيبة عقولهم و الذين لم يحاولوا حتى الهرب، لتتحول ساحة القتال إلى أرض من الصواعق البرقية.
كان الهجوم المفاجئ واسع المدى و التأثير، و اظطرت الساحرة زي يون رغم افتقارها للمانا لإنشاء حاجز من أجل حماية رفاقها.
بعد ثواني من صراخ الجنود الخاضعين توقف المنتحرين عن تدمير هيئاتهم الروحية من و سقطوا مصابين و مشلولين.
" اووه، لقد استهلكت كل المانا التي لدي تقريبا"
" أجل، هذه الهجمة المشتركة، مرهقة بالفعل"
ظهرت هيئتان لفتاتين جميلتين، تلميذة الساحرة العظيمة لي تشوي، وهان سول التي تمتلك أقوى صنف من الهيئات الروحية،هيئة المقاتل المسلح.
أثبت كال مينغ ثانية بعد نظره، و صحة القرار الذي اتخذه قبل بداية المعركة بترك هاتين الفتاتين في الخلف ، فالبرغم من القوة الهجومية الفردية لكل منهما ، لكن عند توحيد قواهما في هجمات مشتركة يشكلان دعما بمقدوره تغيير نتيجة أي معركة.
"عمل رائع"
أثنت زي يون على الهجمة المشتركة، للتفاجأ بهان سول تسألها في غضب
" ما الذي تنتظرينه، لماذا لا تقومين بكسر السحر الذي سيطر عليهم؟"
ردت زي يون عليها مستغربة أمرها
" ألا يجب أن تكون هناك دائرة سحرية لأقوم بكسرها؟"
" و ماذا عن هذه الرسمة الطفولية العملاقة؟"
حدق الجميع إلى حيث أشارت، لكنهم لم يروا شيئا
" ألا أحد منكم يرى هذه الدودة السوداء مع أنماط غريبة حولها، صحيح أنها ليست دائرة لكن من الواضح أنها من لعبت بعقول الجميع هنا"
لم يعد هناك داعي للإجابة فنظراتهم كانت كافية، و استلزم الأمر ثواني قبل ان يصرخ كال مينغ
" العين الثالثة.... سيدة القوس لها ثلاث عيون"
اتسعت عيون زي يون، و قد أدركت كغيرها أن للعين الثالثة التي تمتلكها هيئة سول الروحية قدرات خفية، و سرعان ما تصرفت على هذا الأساس
" سول ، سأدمج المانا خاصتي مع هيئتك فلا تقاومي"
المانا اللازوردية أحاطت بهان سول و سرعان ما لمعت عيون الساحرة العظيمة لترى ما كان مخفيا عليها
" أنا أراها، رسومات غريبة يتوسطها تنين عملاق"
" تنين!!.....ليست دودة!؟"
"كسر"
موجة من الطاقة السحرية إنفجرت من جسد زي يون لتشمل كامل الميناء، لكن عملية إلغاء سحر الخضوع لم تمضي بسلاسة، فهذه أول مرة تواجه في فيها سحرا لا يخضع لقوانين الدائرة السحرية.
بدأ العرق يتصبب من جبين زي يون و شحب لون وجهها، كمية السحر الذي استخدمتها للخروج من البعد الذي سجنتها هينتا به استنزف الكثير من قواها
" تشوي ، ساعديني لقد نفذت طاقتي"
حتى بمساعدة تشوي استهلكت الساحرة العظيمة كل قواها، لكن في الختام نجح الكسر و تلاشت الرسومات المخفية، التفت كيرا إلى رفاقه المقيدين ليوقضهم
" كيرا، لماذا أنا مقيد ؟"
سأل شيرو في استغراب
بالتخلص من متلازمة الإنتحار، تنفس الجميع الصعداء لكن الفرحة لم تدم طويلا، فقد عاد الصوت الذي أصبح منعكسا فطريا للرعب
" كسرتم تعويذتي، يبدوا أنني استخففت بكم؟"
في قبضة الرجل الأسطورة، كان يتلوى بلا حول و لا قوة من يفترض به أنه أقوى مقاتل في هذا العالم حتى نيرانه الزرقاء خبت و لم يعد بمقدوره تشكيلها
# بوووم#
نطحة رأسية مرعبة بمقدورها سحق الجماجم ، نزلت الملك السماوي لتهشم أنفه و تحطم ما بقي له من الكرامة.
و كما ترمى القمامة ألقى به جانبا و هو ينفض يديه.