حدق الجميع بالملك القمامة غير مصدقين ما يحدث، أقل ما يقال عن حالته أنها مزرية، درعه الذهبي كان مهشما، الدماء صبغت ثيابه و وجهه متورم بشدة، دون ذكر ما حدث لأنفه، حتى أمه لن تتعرف عليه.
و رغم كل ذلك لم يبدوا عليه أي أثر لإصابة قاتلة، على الأغلب قد إنهار نتيجة الإفراط في استخدام الطاقة، و هذا إطلاقا ليس بالخبر السار لهم
الذي يفرش الأرض حاليا هو مقاتل من السماء العميقة، أي أن طاقته وفقا لمعاييرهم لا تقاس، و رغم هذا تم جره في معركة إستنزاف لم تدم سوى دقائق قبل أن يتم ركل مؤخرته و تمريغ وجهه بالتراب.
" آسف على وقاحتي، أين كنا؟...أجل، لقد كسرتم تعويذتي،أنا منبهر و لذلك ستكونون آخر من يفنى من البشرية"
خدش رأسه و أضاف
" لكن لا تزال الهيمنة إحدى أوراقي المفضلة، و لا أستطيع أن أترك من يراها حيا، و إلا ......"
حدق أشتيريا بنية باردة في من كسروا تعويذته قبل أن يقف عند هان سول، ارتجفت الفتاة في وجه العيون التي بوسعها الرؤية من خلالها،و في لحظة انقلبت ملامحه من الجدية إلى إبتسامة هزلية ، و أشار إلى السماوي الساقط على الأرض
" إذا كشفت عن بطاقتي المخفية، فكيف سأعبث مع هذه القطة النائمة؟".
قبل أن يقوم أشتيريا بخطوته قفز الجميع أمام هان سول من أجل حمايتها، بينما تحدثت زي يون مباشرة إلى عقلها من خلال سحر التخاطر
" سول استعدي، عند إشارتي أغمضي عينيك و أركضي بأقصى ما لديك إلى يسارك ، بعد مئة خطوة استخدمي لفافة الإنتقال"
المرسى الذي يتواجدون به هو حاليا أضعاف مساحته الأصلية، لأنه تحت تأثير سحر الأبعاد الخاص بزي يون، و في اللحظة التي ستلغيه فيها سيتغير في عقول الجميع ما يعرف بقياس المسافة البصري، و التي هي آلية عمل العقل لقياس المساحات و المسافات.
و بإختصار، إلغاء سحر الأبعاد سيؤدي إلى إصابة الجميع بالدوار، مما سيعطي فرصة لسول بأن تبتعد كفاية و تستخدم لفافة الإنتقال قبل تدخل أشتيريا.
" الآن..."
صرخت زي يون، ليتشوه الفضاء من حولهم و تتغير المسافات، أجساد الجميع كانت تترنح و كأنهم فوق سفينة تلعب بها الأمواج و يعانون من دوار البحر .
بينما كانت سول تركض حاسبة خطواتها و لفافة الإنتقال في يدها
ابتسمت زي يون بنجاح فكرتها قبل أن تتجمد تعابيرها، بطريقة ما سبقهم أشتيريا و اعترض طريقها
" آسف، لدي عادة سيئة في التصنت على الآخرين"
صوت أشتيريا الذي رن في عقل الساحرة العظيمة كان عن طريق التخاطر، أي أنه سمع حديثها مع سول و عرف خطتها
" سول ..... احذري"
صرخت زي يون لتحذير الفتاة التي تركض مع عيون مغمضة نحو مصيرها المحتوم.
*كوااااع*
فجأة من العدم جاء هدير وحش يصم الأذان، حدق الجميع من حولهم بحثا عن مصدر الصوت ، لكن و بدلا عن رؤية الوحش شاهدوا ثقبا أسودا في الفضاء.
* طاااخ*
فجأة و دون سابق إنذار خرج من الثقب الأسود منطلقا بسرعة جنونية وحش عملاق بحجم جبل صغير، ذو شكل غريب مع جناحين مثل الخفاش ملتصقان بقوائمه الأمامية ، ليصطدم بقوة مع أشتيريا و يقذفه بعيدا عدة أمتار .
يقال أن الحظ هو جزء من قوة المقاتل، و حسن حظ هان سول فاق الحدود، و جاءت هذه الحادثة الغريبة لتنقذها.
و قف المخلوق العملاق على قدميه و فتح فمه المليء بالأنياب على مصراعيه و صراخه الذي لا يطاق يزداد حدة، شيئا بعد شيء و كأنه يعاني من ألم شديد، و في الأخير انقلبت عيونه الشبيهة بعيون السحالي إلى بياض ليسقط أرضا جثة هامدة.
" ما هذا الشيء؟،و من أين أتى؟"
" هل مات؟...... شيء يتحرك بداخله؟"
تراجع الجميع إلى الخلف،تمدد بطن الوحش كاشفا عن أحد يحاول الخروج، إخترق نصل حاد الجلد الغليظ و مع قطع عمودي صنع شقا ليطل أحدهم برأسه و وجهه الأحمر من الدماء و الأحشاء الملتصقة به و هو يسحب نفسه خارجا.
" اللعنة، هذا مقزز للغاية.... لونا اللئيمة أغلقي هذا الشيء قبل أن يتبعنا غيره"
و بالفعل تقلصت البوابة حتى اختفت، و من لا مكان، سمعوا صوت فتاة تجيب بنبرة غاضبة
" من تنادي باللئيمة؟"
تجاهل الشاب المغطى بالدماء الصوت الغاضب، و عاد إلى بطن الوحش يبحث عن شيء ما، مستخدما كلتا يديه سحب ما يشبه بيضة عملاقة، و اتجه مباشرة نحو هان سول و التي و رغم حالته و الدماء التي غطت ملامحه قد تعرفت عليه
" جين.... هذا أنت؟"
" سعيد أنك تذكرتني هذه المرة، توقعت أنك غاضبة من نسخة الكيوبيد خاصتي"
" أنت أيها المجنون، لقد قمت بتزويج والدتي!!"
" هل تزوجا فعلا بهذه السرعة، مبارك إذا"
كعادته لا يزال يهوى استفزاز الآخرين، لكن هذه المرة فشل في ذلك فالدموع نزلت من عيون الفتاة التي كانت صامدة لحد الساعة
"جين..... دو باي في خطر"
" أعرف، لقد تضررت هيئته الروحية لكن لا تقلقي، خذي هذه و اذهبي رفقة الصغيرة اللئيمة لزيارته"
وضع جين بين يديها البيضة الضخمة، و راح يمسح الدماء العالقة على سطحها
عيون هان سول اتسعت على آخرها، و هي تستشعر النبض القوي للمخلوق المتواجد داخل البيضة
" لا يعقل، هذه..... بيضة غريفث، نفس هيئة الوحش الخاص بدو باي"
ابتسم جين و أشار إلى شق أسود جديد، وقفت أمامه فتاة شابة مع ملامح تشبه حبيبها الأسمر، إنها لونا الفتاة التي قابلوها في مجال الأعشاب و أخت دو باي من المستقبل.
على عكس أخيها فهي ليست ودودة و لا تكثر الكلام، هي فقط سحبت هان سول من يدها و دفعتها صوب الشق الأسود
" زوجة أخي، علينا أن نسرع .... و أنت أيها المتعجرف عليك البقاء حيا"
إختفى الشق الأسود و اختفت الفتاتان مع البيضة، و بقي جين الذي نزع قميصه ليمسح الدماء العالقة بجسده، قبل أن ينظر لرفاقه الذين طال غيابه عنهم
" هاي، كيرا ألديك قميص إضافي لي"
عيون فتى العنكبوت اغرورقت بالدموع و مع صوت مخنوق بالبكاء أجاب
" أجل.....سيدي، إنه باللون الأزرق..... ليتناسب مع لون شعرك"
مر بالفعل زمن طويل على سماع كلمة سيدي من فم كيرا، رفع جين رأسه مع إبتسامة عريضة و قال
" شباب........ آسف على التأخير، و سعيد برؤيتكم ثانية"