'جيد، جيد'، تنهد إيفان وبدا راضيًا بعد أن قرأ فصل المانجا الخاصة به.
'السلبية الوحيدة هي أن المانجا خاصتي موجودة في نهاية المجلة، وسيؤثر هذا على عدد الأشخاص الذين سيقرءونها.'
'لكن لا بأس، سيتم إيلاءها المزيد من الاهتمام من قبل المجلة مستقبلًا.'
هذا ما قاله، لكن في الحقيقة كان متوترًا للغاية، فماذا لو اختلفت اذواق الناس بين العالمين؟
'باقي ساعة لتسليم المجلة لمتاجر المانجا، أتمنى أن ينتبه الكثير من الناس لفصل المانجا خاصتي.'
اليوم هو يوم الاثنين، بداية الأسبوع في الجمهورية المتحدة، وأيضًا هذا اليوم هو يوم صدور العدد الأسبوعي من أغلب مجلات المانجا، ومن بينها مجلة <الصحراء> التي يتم نشر <مذكرة الموت> فيها.
تنهد إيفان بقلق، فلم يكن يعرف لماذا مجلة صغيرة تصدر طبعتها في نفس يوم صدور طبعات المجلات الكبرى.
وضع المجلة جانبًا، ارتدى ثيابه المتواضعة واستعد للمغادرة الى الكلية.
على كل حال، عليه اكمال حياته، ففي هذه المرحلة لا يمكنه فعل شيء سوى الصبر.
....
بعد ساعتين، في ثانوية الغمام الحكومية رقم 46، كان الفصل صاخبًا، مستعدًا ليوم دراسي جديد، وتدور المناقشات بين الطلاب في كل مكان، وعن مختلف المجالات.
"يا ليام، لماذا لم تشاركنا أمس في لعبة <حرب الأجناس>؟ كان فريقنا ناريًا"
"نعم، نعم، فاتك الكثير من المرح. تيري هل رأيت آخر طلقة أطلقتها؟"
"هل شاهدتي الحلقة الجديدة من <حب أعمى>؟ زوجي آدم كان رائعا كالعادة"
"اصمتي إنه زوجي أنا، هاهاها هل رأيتي كيف رفض اعتراف كلوي دون تردد"
"هل تابعت مباراة..."
"هل يمكن أن تعيرني واجبك..."
الكثير والكثير من الأسئلة والحوارات، هناك طالب بنمش على وجهه يحمل معه مجلتين مانجا، مستعدًا لفتح أحداها.
فجأة لف زميله ذراعه السمينة حول كتفيه وقال له: "ويل، هل اشتريت هذه المجلة القمامة مرة أخرى؟"
أجاب الصبي النحيف المسمى ويل، "جايسون، هل ستبقى تطرح نفس السؤال كل يوم إثنين؟ الم أقل لك أن أبي يعمل هناك لذا من الطبيعي إن أشتريها؟ بالمناسبة، اشتريت مجلة <الشباب الأسبوعبة> أيضًا، دعنا نقرأها معًا أثناء الاستراحة"
ابتسم السمين جايسون، "هاهاها حسنًا، نسختي في الحقيبة. مانجا <سيد النصل> وصلت الى جزء مثير للغاية"
"معك حق... دعني الآن القي نظرة على المجلة التي يعمل فيها أبي"
"أظنه سيصبح عاطل عن العمل قريبًا، هيهيه"
"إخرس"، قال ويل لجايسون الذي يبتعد بالفعل للحديث مع زميل آخر.
فتح ويل المجلة التي تسمى <الصحراء>، وبدأ يبحث فيها.
لم يعر انتباه للفصول الجديدة من المانجات القديمة، فأغلبها كانت مملة، توقف فقط عند واحدة كان يتابعها وقرأ الفصل الجديد.
انهى ويل قراءة الفصل ثم أكمل البحث عن مانجات جديدة، لكنه لم يعثر على الكثير، إذ أن مجلة <الصحراء> مجرد مجلة صغيرة، فبالنسبة لـ500 صفحة من مجلة <الشباب الأسبوعية>، كانت مجلة <الصحراء> تحتوي على حوالي 200 صفحة فقط، أي أقل من 10 مانجات أسبوعية.
تنهد ويل بخيبة أمل وقلق بعض الشيء، فهو الان لا يستبعد أن يصبح أباه عاطل عن العمل حقًا في حال أغلقت المجلة أبوابها.
وصل ويل الى مانجا جديدة وشرع في قراءة أولى الصفحات للحكم عليها.
'اوه، <مذكرة الموت>؟'، ابتسم ويل قليلًا، فمن النادر وجود مثل هذا الاسم القوي الذي يذكر الموت بلا مبالاة.
كانت الصفحة الاولى عبارة عن 'غلاف'، غير ملون طبعًا، فيجب أن تكون المانجا ناجحة قبل أن يسمح له بتلوين صفحة أو اثنتين.
رأى ويل في الغلاف شاب يرتدي بدلته المدرسية، وكان الشاب يحمل منجل ملك الموت بيده، وخلفه شخص مخيف يأكل تفاحة.
'يبدو الغلاف فاخرًا، أرجو أن لا يكون مجرد غلاف بلا محتوى'
نظر ويل الى الصفحة الثانية، حيث بدأت أحداث الفصل الأول، 'عالم الموت؟'
في عالم الموت، كان ملائكة الموت بشكلهم المخيف، يلعبون ويراهنون، ويتحدثون بملل.
رفض الملك المسمى 'ريوك' الإنضمام لهم، ويبدو شارد الذهن، كأنه يفكر في شيء ما.
انتقل المشهد الى المدرسة في مدينة معينة في عالم البشر، حيث طلب المعلم من الطالب المسمى ' لايت' أن يترجم جملة ما، وترجمها لايت دون عناء.
'يبدو أن المؤلف يريد اخبارنا أن البطل لايت ذكي'، تابع ويل القراءة.
انتهت الحصة وخرج لايت الذي لمح شيء ما في الخارج يسقط من الأعلى. فعثر على كتاب على الأرض، التقطه وقرأ العنوان المكتوب عليه: "مذكرة الموت".
"من يكتب اسمه في هذه المذكرة مصيره الموت؟" قرأ لايت هذه الجملة ثم اعتبرها مزحة سخيفة وأعاد المذكرة الى الأرض.
لكن يبدو أن هناك شيء جذاب في تلك المذكرة، حيث عاد لايت من منتصف الطريق والتقطها مرة أخرى.
على الطريق، استمع لايت الى بث الجرائم.
"نفس الشيء، كل يوم نفس الأخبار" قال لايت، ثم قُسِّمت الصورة الى صورتين، وظهر وجه ملك الموت المسمى ريوك بجانب صورة لايت، كل شخص في مكان، لكنهما كانا يقولان نفس الجملة، "هذا العالم فاسد".
عاد لايت الى المنزل وبدأ يقرأ قوانين المذكرة، من ضرورة معرفة الوجه، والموت بنوبة قلبية بعد 40 ثانية في حال لم يحدد سبب الموت، وغيرها الكثير.
ضحك لايت عند قراءة هذه القوانين، فبالنسبة لمزحة، كانت القوانين كثيرة.
قرر لايت تجربتها!
'نعم، انها حقيقية بالتأكيد'، ابتسم ويل وعدل جلسته، وكان هذا دليل على أنه منغمس في القراءة.
"مهلًا، هل سأصبح مجرم في حال قتلت أحدهم؟" فجأة فكر لايت بهذه الإشكالية.
'هذا ليس الوقت المناسب ايها الوغد، هيا اكتب اسم'، حثه ويل وهو يقرأ على المضي قدمًا في طريق الجريمة.
من التلفاز، سمع لايت اسم ورأى شكل مجرم هاجم مدرسة وأخذ رهائن، فكتب اسمه وقرر اعتباره تجربة.
انتظر لايت اكثر من 40 ثانية، لكن لم يظهر شيء في التلفاز، وكان على وشك اغلاقه بخيبة أمل، لكن فجأة خرج الرهائن من مكان الإعتقال من تلقاء نفسهم!
إتضح أن القاتل انهار فجأة ومات!
'مات؟ نوبة قلبية؟ لا هذه صدفة، يجب أن تكون صدفة'، فكر لايت.
في هذا الوقت نادته أمه للخروج الى المدرسة المسائية.
في المدرسة، بدأ لايت يفكر في هدفه الثاني، حيث فكر في بادئ الأمر بزميله في المدرسة الذي يتنمر على الآخرين، لكنه سرعان ما رفض الفكرة، فلا يريد أن يقتل أي شخص قريب منه حتى لا يثير الشكوك.
بعد خروجه من المدرسة، وجد لايت عدة شبان يحيطون بإمرأة في الزقاق ويتحرشون بها، وقال لها شخص ما اسمه إفتخارًا، وبدأ في التحضير لإغتصابها.
لم يفوت لايت الفرصة وكتب إسمه في المذكرة بسرعة، وذكر سبب الموت 'دهس بالشاحنة'.
فجأة هربت المرأة وطاردها ذلك الشخص، حتى مرت شاحنة مسرعة ودهسته!
نجحت المذكرة!
هنا أدرك لايت وتأكد أن مذكرة الموت حقيقية!
إنتقل المشهد الى عالم الموت، لكن قبل أن يتاح لويل إكمال القراءة التي كان منغسم فيها، سقطت طبشورة على رأسه فجأة!
"ويل، أترك تلك المجلة اللعينة، نحن على وشك بدء الصف!" زأر المعلم الأصلع بغضب.
نظر كل الفصل الى ويل، فاحمر خجلًا، واعتذر من المعلم سريعًا، "آسف، آسف".
'لقد انغمست بالقراءة ونسيت بداية الصف تمامًا'، فكر أثناء وضع المجلة جانبًا.
إنتظر ويل وصول الإسراحة بفارغ الصبر، لم يعد يطيق الإنتظار حتى يكمل فصل مذكرة الموت!