سرعان ما حل وقت الإستراحة في ثانوية الغمام الحكومية رقم 46.
لكن بالنسبة للطلاب، لم يكن هذا سريعًا على الإطلاق! فكل واحد لديه ما يريد فعله، سواء الطعام، الحديث، الإستراحة، أو حتى قراءة المانجا كما هو الحال مع ويل.
بعد حصول ويل على الوجبة، لم ينتظر رفاقه، بل جلس يأكل في المقصف وشرع في إكمال قراءة الجزء الذي وصل اليه من فصل <مذكرة الموت>.
في عالم الموت، ظهر ملك الموت المخيف الذي يسمى ريوك مرة أخرى، حيث كان يريد التحقق من شيء ما، ثم أوضح لزملائه الذين يلهون أنه فقد مذكرة الموت خاصته.
وبعد السخرية منه لكونه أخرق، سألوه أين أضاعها، وقال أنه أضاعها في عالم البشر، وظهرت ردة فعل غريبة لدى الزملاء. تجاهلهم ريوك وإنطلق بإتجاه عالم البشر.
'إذا تلك كانت مذكرة ملك الموت هذا! ماذا سيفعل بلايت الآن؟ حل سيحاول قتله؟' أكل ويل طعامه بشراهة وهو يحدق في المانجا أمامه.
عاد المشهد الى لايت وهو عائد الى منزله، حيث استقبلته أمه، فسلمها نتائج الإختبار وتبين أنه حصل المركز الأول في البلاد مرة أخرى.
عاد لايت الى غرفته وأخرج مذكرة الموت بحماس، وبدأ يضحك وهو يرى الأسماء الكثيرة المكتوية عليها.
فجأة ظهر صوت في الغرفة قاطع نشوة لايت، فاستدار بخوف ورأى المظهر المرعب لريوك!
'أتى بسرعة، ظننت أنه سيصل بعد عدة فصول! ماذا سيحدث الآن؟' قلب ويل الصفحة بسرعة.
أوضح ريوك لـ لايت أنه ملك الموت وأنه مالك هذه المذكرة، وسرعان ما استعاد لايت هدوءه وقال لريوك أنه كان بانتظاره.
ثم جرى حوار مثير بينهما، حيث اتضح أنه مرت خمسة أيام، وكتب لايت خلالها الكثير من أسماء المجرمين في المذكرة.
ثم هنا أتى السؤال المنتظر... لايت سأل ريوك عما اذا كان أتى لقتله... لكن إجابة ريوك كانت غريبة!
إتضح أن ريوك ترك مذكرة الموت قصدًا، ولا يريد استعادتها، بل يريد فقط أن يراقب كيف سيتصرف البشر فيها، لأنه كان يشعر بالملل في عالم الموت القاحل.
أجاب لايت أنه هو أيضًا يشعر بالملل، ثم تحدث عن صعوباته النفسية عند بداية كتابة الأسماء.
"ويل، ماذا تقرأ؟" لم يلاحظ ويل اقتراب أصدقائه، فرفع رأسه ورأى جايسون وشخصين آخرين ينظرون اليه.
"ششش، أمنحوني دقيقتين لأنهي الفصل." تجاهلهم ويل وانغمس بالمانجا مرة أخرى.
نظر الأصدقاء الى بعضهم البعض باستغراب ثم جلسوا ليأكلوا.
في آخر ثلاثة صفحات من المانجا، شرح لايت لريوك هدفه المتمثل بجعل كل العالم يعرف بوجوده، هو القادر على قتلهم بسهولة، وجعل المجرمين عبرة من خلال قتلهم جميعًا، وهكذا سينخفض مستوى الجريمة وستسود العدالة.
وأخيرًا قال لايت أن سيصبح ملك هذا العالم الجديد!
في الصورة الأخيرة، كان ريوك عاجزًا عن الكلام، وأدرك أنه لم يخطئ بقراره بفقدان مذكرة الموت، وجد أن البشر ممتعين حقًا!
كان ويل بدوره عاجزًا عن الكلام، فلم يستطع الحكم على لايت بشكل دقيق، هل هو بطل أم شرير؟
وجد ويل أن الفصل إنتهى، وفكر بخيبة أمل: 'آه، 42 صفحة كثيرة بالفعل، لكني أريد المزيد.'
'سأضطر للإنتظار أسبوع آخر لنزول الفصل الجديد'
"إذًا، ماذا كنت تقرأ ليجعلك بهذا الحماس؟" سأله أحد أصدقائه الثلاثة.
"قد لا تصدق هذا، لكني وجدت مانجا بقصة اسطورية في مجلة <الصحراء>."
"هل تخدعنا؟ في تلك المجلة القمامة؟"
"حسنًا اقرأها، لن تخسر شيء." وضع ويل المجلة أمام الثلاثة منهم.
بعد 5 دقائق، كان الثلاثة يناقشون بحماس:
"ماذا سيفعل ريوك بـ لايت؟"
"لن يقتله بالتأكيد، فهو البطل"
"نعم الاثنان كانا على صورة الغلاف"
بعد 5 دقائق أخرى:
"ماذا؟ لايت متعجرف للغاية! ملك العالم الجديد؟"
"هاهاهاها مثير للإهتمام، أريد قراءة الفصل القادم الآن."
"للأسف علينا الإنتظار، ولكن انا قلق بعض الشيء، بهذه القوة لن يكون هناك من يستطيع إيقاف لايت وقد تصبح مملة."
"ماذا تعرف؟ من المؤكد أن المؤلف لديه حل!"
"ذكروني بشراء نسخة بعد المدرسة."
نظر اليهم ويل وأومأ برأسه راضيًا، كان مثل الدجاحة التي تراقب صيصانها يأكلون.
...
دارت مثل هذه المناقشات في أماكن كثيرة في مدينة الغمام، لكن ليس خارجها، فمجلة <الصحراء> كانت تُنشر في العاصمة وضواحيها فقط، ولا تباع في المدن الأخرى، فلا تستطيع المجلة تحمل التكلفة.
كانت المبيعات الأسبوعية لـ<الصحراء> تصل لمعدل 10000 نسخة في الأحوال الجيدة، لكن في مدينة مثل مدينة الغمام، واحدة من أكبر مدن العالم من حيث السكان حيث تضم أكثر من 30 مليون نسمة، كان الـ10000 رقم صغير بالفعل، وبالكاد يمكن أن تخرج المجلة بلا خسائر أسبوعية مع هذه المبيعات.
وبسبب قيود كثيرة، يعتقد إيفان أن <مذكرة الموت> لن تؤثر بشكل فوري على زيادة إنتشار المجلة منذ الفصل الأول، في أحسن الأحوال، قد تزيد نسبة البيع ببضعة آلاف فقط.
أبرز هذه القيود هي الكمية، إذ أن مجلة صغيرة كـ<الصحراء> لا تطبع أكثر من 12000 نسخة أسبوعيًا، وبالتالي، حتى لو ازداد الطلب على المجلة، إن العرض لن يكفي.
يمكن التخلص من هذا القيد بطريقة بسيطة، وهي طبع المزيد من النسخات بعد نفاذ الكمية، لكن هل ستخاطر المجلة بطبع نسخات كثيرة دون تأكيد واضح على بيعها جميعها؟ لا، قد تطبع 2000 نسخة إضافية فقط، وقد تصل الى 5000 نسخة في أحسن الأحوال.
لكن الثقة لطبع عدد أكبر قد تتحسن مع إزدياد شعبية المانجا.
هنا يأتي القيد الثاني، وهو عدم نضج رسم إيفان حتى الآن، فالكثير من متابعي المانجا يسألون عن الرسم قبل قراءة أي مانجا، بغض النظر عن القصة، والا، لماذا لا يقرؤون رواية؟ وبهذا الصدد، لن يفكروا بقراءة مانجا برسم ضعيف.
يعترف إيفان أن أسلوب رسمه مازال في المهد، وبطبيعة الحال، هو يبحث عن طرق جديدة لتطوير مهاراته.
ثم يأتي القيد الثالث، وهو طبع المجلة من قبل ما يسمى بقراصنة المجلات وبيعها بطرق غير قانونية بدون شراء الحقوق، لكن هذا لا يؤثر على مجلة صغيرة كـ<الصحراء> في وضعها الحالي، فالطلب عليها ضعيف حاليًا، وحتى القراصنة لن يجرؤوا على المخاطرة بالطباعة دون تأمين بالبيع.
قد يصبح هذا القيد عقبة مستقبيلة وليس الآن. لكن هذا شيء لا يمكن محاربته بشكل فردي، فكل قطاع المانجا يواجه هذه المشكلة.
هناك المزيد من القيود الأخرى، لكن التخلص منها قد يكون أسهل.
...
في هذه الأثناء، كان إيفان الغافل عن أوضاع المانجا خاصته، يواجه وضع لا يُحسد عليه في كلية الآداب.
"نعم أنا أتحدث إليك، لم تترك هاتفك منذ بداية المحاضرة، يبدو أنك غير مهتم بمحاضرتي، إذًا لما لا تفسر لي القصيدة التي قرأتها للتو؟" نظر البروفيسور ذو النظارات الذي يقف على المنصة الى إيفان الذي كان يشير إلى نفسه.
'ما خطب هذا العجوز؟ من بين أكثر من 150 شخص لم يرَ سواي؟' وقف إيفان في منتصف القاعة بغباء حيث كان الجميع ينظر اليه.
منذ لحظات، كان يتفقد بعض مواقع نقد المانجا لمعرفة رأي القراء بالفصل الأول من <مذكرة الموت>، لكن بشكل مفاجئ، إستهدفه هذا البروفيسور ذو الأربعة أعين أمام الجميع.
بحث في الكثير من المواقع ولم يجد اي منشور يذكر المانجا الخاصة به، وهو والآن على وشك التعرض للإهانة أمام القاعة بأكملها... كان غير محظوط حقًا...
حك رأسه بحرج: "بروفيسور، لم أسمع القصيدة التي كنت تلقيها، هل يمكنك إلقاءها مرة أخرى؟"
أصبح وجه البروفيسور أحمر من الغضب، رفع نظارته وفرك عينيه وقال دون النظر الى إيفان، "أخرج، أخرج من القاعة".
خرج إيفان من القاعة كالعسكر المهزوم، وتنهد، 'يا للسخرية، لقد تعرضت للطرد في اليوم الذي تنشر فيه أول مانجا لي...'