بعد طرده من القاعة، قرر إيفان العودة الى المنزل، فهو يدرك جيدًا أنه لن يستطيع التركيز هذا اليوم.
كانت الجامعة قريبة من المنزل، فهي لم تكن في وسط المدينة، بل في طرف المدينة، في مكان واسع ومليء بالمساحة الخضراء.
كان إيفان يحتاج لركوب حافلة لبضع دقائق فقط للوصول الى المنزل المستأجر في الضواحي، لكن قبل هذا، قرر التوقف في متاجر بيع المانجا القريبة من الجامعة للقيام بجولة إستقصائية.
وصل إيفان الى متجر قريب وسأل صاحبه: "سيدي، هل لديك مجلة <الصحراء>؟"
"<الصحراء>؟ آه، لا يوجد، كما ترى، فمتجري صغير... تعال، أنظر، أنظر، لدي مجلة <الشباب الأسبوعية>، وهناك <الصباح>، يوجد لدي أيضًا مجلة <مارجريت> وهناك..."
"لا، لا، شكرًا، لا أريد شيء. آسف لإزعاجك." هرب إيفان من المتجر بسرعة، فمن الواضح أن صاحب المتجر سيحتاج لدقائق لتعداد كل المجلات التي لديه، 'هل تسمي هذا متجر صغير؟ رغم ذلك، لا يوجد لديه <الصحراء>... هاه...'
لم يستسلم إيفان وتوقف أمام متجر آخر.
"<الصحراء>؟ نعم يوجد، كل أسبوع أحضر 5 نسخ فهناك بعض الشباب الذين يشترونها أسبوعيًا، أنت محظوظ يا فتى، تبقى لدي 3." أخرج صاحب المتجر الثاني نسخة من <الصحراء>.
"تفضل"، سلم إيفان صاحب المتجر 4 دولارات جهورية، كان هذا هو سعر أغلب المجلات، ومن بينها <الشباب الأسبوعية> أيضًا، رغم الإختلاف بالحجم بين المجلة والأخرى. بالطبع هناك بعض المجلات الأغلى أو الأرخص، لكن ليس بأكثر من دولار.
'وضع هذه المجلة مثير للشفقة حقًا، بالكاد وجدت من يبيعها.' حلل إيفان أثناء عودته الى المنزل، 'لكن هذا متوقع، فهذا ليس مكان حيوي، لولا وجود الجامعة ربما لن يكون هناك زبائن كثر. رغم ذلك، هناك بالفعل حوالي 3 متاجر، بالتأكيد لن يطلبوا مجلات بكميات كبيرة.'
'ألم يقيّم أحد <مذكرة الموت> بعد؟' فتح بعض مواقع نقد المانجا مرة أخرى، ولكن لسوء الحظ، لم يكن هناك شيء، فلم يكن أمامه سوى التراجع بخيبة أمل.
...
"أخيرًا"
في المساء، ترددت صرخة إيفان في غرفته المستأجرة، وسبب هذه الصرخة هو أنه وجد منشور يتحدث عن <مذكرة الموت> في أحد مواقع نقد المانجا على الانترنت!
كان موقع <المانجا هي الحياة> هو موقع من المواقع الكثيرة المختصة بمراجعة ونقد المانجا، ولديه شعبية لا بأس بها.
في الواقع، رغم أن <المانجا هي الحياة> يناقش المانجا، الا أنه بإمكان كل من يسجل حساب فيه أن يشارك. بشكل أوضح، لم يكن موقع إحترافي، بل فقط مكان لإبداء الرأي لمن يتشاركون نفس الإهتمام بالمانجا.
لم يكن إيفان يأمل في الأساس بتقييم <مذكرة الموت> في موقع إحترافي قبل شهرتها، بل كان يأمل فقط في تسليط الضوء عليها في دائرة متابعي المانجا، لذلك هو راضٍ جدًا لمجرد ذكر <مذكرة الموت> في موقع غير إحترافي.
بعبارة أخرى، لم يكن ينتطر نقد بنّاء، فقد نسخ المناجا من المكتبة التي ظهرت في حلمه فقط، هل سيستطيع تغيير القصة حسب رأي الجمهور؟ من الواضح أنه لا يمتلك هذه الموهبة.
بل كان ينتطر مراجعة الفصل فقط بهدف زيادة شعبية المانجا الخاصة به، وهذا بالضبط ما توفره المواقع الغير إحترافية.
كان بإمكانه التظاهر بأنه ناقد وإبداء رأيه بالمانجا خاصته على هذه المواقع، لكنه لا يمتلك متابعين، لذلك لن يستفيد شيئًا.
كان إيفان مستلقي على ظهره ويحمل الهاتف، لكنه عندما رأى المنشور، جلس بحماس مستعدًا للقراءة.
كانت صاحبة المنشور هي مراجعة وناقدة صغيرة للمانجا، لديها بضعة آلاف من المتابعين، واسم حسابها كان <ملكة البطيخ>.
بدأ إيفان يقرأ المنشور، الذي يحمل عنوان محرج نوعًا ما: [<مذكرة الموت>، زهرة في كومة روث! (قد يكون هناك حرق)]
[الإسم: <مذكرة الموت>]
[المؤلف والرسام: <رومال> (وافد جديد)]
[الناشر: مجلة <الصحراء>، أبريل 2022]
[الفصل الأول، 42 صفحة]
[القصة حسب الفصل الأول: "لايت" هو طالب متفوق بآفاق ممتازة وبروتين يومي ممل... لكن كل ذلك يتغير عندما يجد مذكرة الموت التي أسقطها ملك الموت "ريوك"! يمكن من خلال هذه المذكرة قتل شخص بمجرد كتابة أسمه ومعرفة شكله! وهكذا يطمح لايت لبناء عالم جديد خالي من المجرمين (باستثنائه هاهاها)]
[في البداية، كيف وجدت هذه المانجا في مجلة غير شعبية؟ في الواقع، أخبرني عنها صديقي، ذلك الصديق المهووس الذي يشتري كل أسبوع مجلة بشكل عشوائي ويظن نفسه كشاف مانجا أو شيء من هذا القبيل، اعتقد أن لديكم مثله، أليس كذلك؟ يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي ينجح فيها بإكتشاف مانجا قبل شهرتها هاهاها]
[حسنًا لنتحدث عن القصة... بصراحة، القصة الفريدة من نوعها هي التي تميز هذه المانجا. إن فكرة القتل بذكر الإسم ليس مفهوم جديد في القصص، لكنها المرة الأولى التي يتم تجسديها بهذه الطريقة الرائعة! نعم، هذه القوة لم تأتِ للبطل بلا سبب، بل ملك الموت أسقط مذكرته التي يستطيع من خلالها حصد أرواح الناس، والمثير للإهتمام أنه أسقطها قصدًا، على أي حال، أقرأها لمعرفة المزيد (إيموجي وجه يخرج لسانه).
أعجبتني القيود الموجودة على المذكرة، فمثلا لا يمكن القتل دون معرفة الاسم الحقيقي والوجه، وغيرها من القيود التي تجعل من الممكن بناء قصة جيدة مع الحفاظ على التوازن وعدم جعل لايت، الذكي جدًا، غير قابل للإيقاف. بحسب توقعاتي، - والمنطق-، من الممكن مشاهدة عدو لـ لايت يسعى لإيقافه، ولديه الإمكانية لذلك.
أما بالنسبة للحوارات، فلم يجرى الا حوار واحد في الفصل، وكان بين لايت وملك الموت ريوك، حيث أظهر طبيعة كل منهما وبيّن التشابه بينهما، وهنا أثني على المؤلف الذي أوصل الفكرة لنا بطريقة بسيطة.
باختصار، من المتوقع أن تكون القصة بتصنيف إثارة، رعب، كوميديا سوداء، حيث تناقش مفهومي الخير والشر، بانتظار الفصول القادمة لتأكيد هذه الأفكار، مما شاهدته، لا أعتقد أن المؤلف سيخذلني.]
[النقطة السلبية الوحيدة هي الرسم... بصراحة، اذا كنت تهتم بالرسم كثيرًا ولا تستطيع قراءة مانجا برسم غير ناضج، فلا أنصحك بقراءتها، فمن الواضح أن رسامها مازال مبتدئ، ويبدو أنه لم يدرس الرسم الإحترافي بعد، يمكنك أن تنتظر تطور الرسام وتطلب منه إعادة إنتاجها، أو لما لا تنتطر الأنمي؟ هاهاها أمزح أمزح، من الصعب الحصول على انمي لكن في حال أكمل القصة على هذا النحو، فلا أستبعد حصول ذلك بصراحة.]
[في الختام، أوصي بمتابعتها لمن يفضل القصة على الرسم، وبالطبع لصاحب القلب القوي. أنا أنتظر الفصول القادمة على أحر من الجمر، ومتفائلة بتطور أسلوب الرسم أيضًا...]
'هذا رائع، مراجعة دقيقة وسلسلة، واستطاعت حتى توقع تطور القصة المستقبلي!'، زفر إيفان براحة بعد هذه المراجعة الإيجابية، رغم إشارتها السلبية عن الرسم، 'نعم كنت أفكر بمسألة الرسم... بعد جمع المبلغ المطلوب، سأنتقل الى كلية الفنون الجميلة، فرع الرسم!'
رغم أن كلية الفنون لا تعلّم رسم المانجا بشكل مباشر، الا أن إيفان يعرف جيدًا أن دراسة فنون الرسم سيؤدي الى تطور أسلوب رسمه للمانجا بشكل مؤكد. عند إكتساب إيفان مفهون ومنظور فني، ستتغير نظرته للمانجا، وسيصبح تطوير رسمها أكثر سلاسة وسهولة.
كان إيفان راضٍ جدًا عن هذا المنشور الذي تم نشره قبل ساعتين، والذي حصل على حوالي 200 إعجاب حتى الآن، وقرأ التعليقات القليلة أدناه.
[الفتى اللعوب29: بما أنها أعجبت ملكتنا، سأشتري المجلة!]
[آكل الليمون بلا تقشير: للأسف أنا لا استطيع قراءة مانجا برسم سيء، لكني سأشيد بها أمام رفاقي، لا يمكنني تخييب ظن ملكتنا!]
[برنات قاهر البنات: قرأتها أيضًا، وهي حقًا رائعة...]
[123 أنا قوي 321: سأتبعكِ حتى الى المجهول! بالمناسبة، يا صاحب التعليق الذي فوقي مباشرةً، حتى لو كذبت، لن تحصل على تقدير من ملكتنا.]
إرتجفت شفتا إيفان، 'أراهن أنه لو كان الناقد ذَكَر، ما كان ليحصل على أي تعليق...'